الإسرائيليون يتأهبون لحرب طويلة لم يعهدوها
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
رويترز
من جيمس ماكنزي
القدس (رويترز) - مع استمرار الحرب في غزة لأسبوعها الحادي عشر صار واضحا أن طريقا طويلا ينتظر الإسرائيليين قبل أن يحقق الجيش هدفه المعلن وهو تدمير حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإعادة أكثر من 100 رهينة لإسرائيل.
وفي مواجهة ضغوط دولية متزايدة لوقف القتال وزيادة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، ظل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لأيام يصدر بيانات بالفيديو يؤكد فيها إصراره على الانتصار في الحرب.
وقال هذا الأسبوع "من يعتقد أننا سنتوقف فإنه منفصل عن الواقع".
وتضررت شعبيته بشدة بسبب الإخفاقات الأمنية التي سمحت للآلاف من مقاتلي حماس بالتدفق إلى جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، إلا أن أغلبية كبيرة من الإسرائيليين يدعمون العملية العسكرية.
وقالت تامار هيرمان الباحثة البارزة في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وهو مؤسسة غير حزبية تجري استطلاعات بصورة منتظمة بخصوص الاتجاهات العامة إزاء الحرب "لا نشهد تراجعا في الدعم".
وأضافت "الأغلبية العظمى تؤمن بأنه يتعين إنجاز المهمة. ولكن ما معنى ذلك؟ لا أحد يعرف بالضبط".
فالصدمة التي شعر بها الإسرائيليون من هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول، الذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 240 رهينة، والرعب الذي أثارته الروايات التي ترددت لاحقا عن حوادث اغتصاب عززت الدعم للحرب.
لكن حجم المهمة بدأ يتضح مع استمرار المواجهات بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حماس عبر شبكة من الأنفاق والكمائن في شوارع يملأها الركام، وأسفرت مع مقتل ما لا يقل عن 140 جنديا حتى الآن.
وكتب بن كاسبيت وهو أحد منتقدي نتنياهو وكاتب عمود بصحيفة معاريف التي تعبر عن تيار يسار الوسط "بعد خمسة وسبعين يوما من الكارثة، تأتي الآن مرحلة التحرر من الوهم".
فلا يزال العقلان المدبران لهجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول وهما القياديان يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة ومحمد الضيف قائد الجناح العسكري للحركة طليقين. ويقول عسكريون إسرائيليون إن استكمال المهمة قد يتطلب شهورا.
وأظهر استطلاع أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية في 19 ديسمبر كانون الأول أن 65 بالمئة من الإسرائيليين يعتقدون أن الحكومة ستدمر قدرات حماس كما وعدت، إلا أن أكثر من الثلث -29.4 بالمئة و5.6 بالمئة- على التوالي يعتقدون أن تحقيق ذلك مستبعد أو قالوا إنهم لا يعرفون.
وأتاحت هدنة تم التوصل إليها في أواخر نوفمبر تشرين الثاني إعادة ما يقرب من نصف من احتجزتهم حماس خلال الهجوم. لكن الجهود التي تبذلها قطر ومصر للتوسط في اتفاق جديد لم تحرز تقدما يذكر حتى الآن.
وتقول حماس إن مصير الرهائن المتبقين وعددهم 129 يتوقف على إنهاء الحرب أولا، فيما لا تقبل إسرائيل سوى بوقف مؤقت للحرب والمزيد من المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين.
وقال ناحوم بارنيا الكاتب بصحيفة يديعوت أحرونوت، الصحيفة اليومية الأكثر مبيعا في إسرائيل "ستشعر إسرائيل بالمرارة، لا شك في ذلك في الوقت الحالي".
* وقف القتال
جاء مقتل ثلاثة رهائن في شمال غزة، برصاص القوات الإسرائيلية عن طريق الخطأ بينما كانوا يلوحون بعلم أبيض، بمثابة صدمة للرأي العام الإسرائيلي الذي يؤيد الجيش بشدة. وأظهر الاستطلاع أن معظم الإسرائيليين، 55.1 بالمئة من المشاركين، يعتقدون بأن من غير المرجح عودة جميع الرهائن إلى الوطن.
وتزايدت في هذه الأثناء الدعوات الدولية لوقف القتال لدرجة أن الولايات المتحدة، الحليف الأقوى لإسرائيل، تضغط من أجل التحول إلى مرحلة أكثر دقة وتحديدا من العمليات التي تستهدف قادة حماس.
ووفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، قُتل أكثر من 20 ألف فلسطيني في غزة. وتحذر هيئات الأمم المتحدة من أن القطاع المحاصر يواجه أزمة إنسانية تتضمن خطر المجاعة المتزايد. ولا يزال من غير الواضح إلى متى تستطيع إسرائيل مقاومة هذه الضغوط.
غير أن فكرة تخفيف حدة القتال لا تزال مرفوضة تماما بالنسبة للعديد من الإسرائيليين الذين لا تزال ذكرى السابع من أكتوبر تشرين الأول ماثلة في أذهانهم.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير للصحفيين هذا الأسبوع "لا أستطيع أن أفهم حقا لماذا لا يشجعنا العالم على المضي قدما وإنجاز مهمتنا"، رافضا الضغوط من أجل وقف القتال ووصفها بأنها "أكثر السياسات التي يمكن تخيلها نفاقا".
وانتهت حروب غزة السابقة بهدنة وبإعلان حماس النصر. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن ذلك يجب ألا يتكرر، ويشيرون إلى هزيمة تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة وقوى المحور في الحرب العالمية الثانية كسوابق.
وقالت صحيفة يسرائيل هيوم المؤيدة لنتنياهو هذا الأسبوع إن المؤشرات على أن إسرائيل ربما تقدم تنازلات لإعادة المزيد من الرهائن إلى الوطن "مقلقة جدا".
وكتب أرييل كاهانا في عموده الصحفي "ألم يحن الوقت للحزم وكسر دائرة سفك الدماء والعودة إلى مبدأ أننا لا نستسلم للإرهاب بل نهزمه؟".
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: السابع من أکتوبر تشرین الأول أکثر من
إقرأ أيضاً:
وفد من حماس يتوجه للقاهرة.. وحديث عن أفكار جديدة وهدنة طويلة
أكد قيادي في حركة حماس لوكالة "فرانس برس"، الثلاثاء، أن وفدا من الحركة غادر الدوحة متوجها إلى القاهرة لبحث "أفكار جديدة" للتهدئة في قطاع غزة.
وقال القيادي الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن الوفد "سيجري اجتماعات مع المسؤولين المصريين حول أفكار جديدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار"، مشيرا إلى أن الوفد يضم "خليل الحية، رئيس الوفد المفاوض وعدد من القيادات".
والثلاثاء، نقلت "بي بي سي" عن مسؤول فلسطيني كبير مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحركة حماس قوله إن الوسطاء القطريين والمصريين اقترحوا صيغة جديدة لإنهاء الحرب في غزة.
وأضاف أن الخطة تتضمن هدنة تستمر ما بين خمس إلى سبع سنوات، وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، ونهاية رسمية للحرب، وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة.
يأتي ذلك بعد أيام من رفض الحركة للمقترح الإسرائيلي الأخير، والذي تضمن مطلباً بنزع سلاح حماس مقابل هدنة لمدة ستة أسابيع.
ولم يصدر عن "إسرائيل" أي تعليق على ما تردد عن هذه الخطة المقترحة من قبل الوسطاء.
ولم يُحرز أي تقدم في المحادثات التي استؤنفت مع عودة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في 18 آذار/ مارس المنصرم بعد هدنة استمرت شهرين.
وصرح المسؤول الفلسطيني المطلع على المحادثات لـ"بي بي سي"، بأن حماس أبدت استعدادها لتسليم إدارة غزة لأي كيان فلسطيني يُتفق عليه "على المستويين الوطني والإقليمي". وأضاف أن هذا الكيان قد يكون السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية أو هيئة إدارية مُشكّلة حديثاً.
ورغم أنه من المبكر جداً تقييم احتمالات نجاح المقترح، وصف المصدر جهود الوساطة الحالية بأنها جدية، وقال إن حماس أظهرت "مرونة غير مسبوقة".
وفي سياق آخر، أصدرت السفارة الفلسطينية في القاهرة تعليمات لموظفيها - الذين كانوا ينسقون عمليات الإجلاء الطبي من غزة إلى المستشفيات المصرية ويسهّلون دخول المساعدات الإنسانية - بالانتقال مع عائلاتهم إلى مدينة العريش المصرية، بالقرب من حدود غزة.
وتوسطت قطر مع الولايات المتحدة ومصر في هدنة بين "إسرائيل" وحماس دخلت حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير بعد أكثر من 15 شهرا من حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وتضمنت المرحلة الأولى من الاتفاق التي استمرت شهرين، عمليات تبادل لرهائن إسرائيليين في غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، قبل أن ينهار الاتفاق عقب خلافات بشأن مفاوضات المرحلة الثانية.