أمل كلوني والقضية الفلسطينية.. صمت أم تجاهل متعمد؟
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
منذ أن أصبحت زوجة النجم العالمي جورج كلوني، أصبحت أمل علم الدين محط أنظار الإعلام والجمهور، الذين أرادوا معرفة المزيد عن حياتها ومسيرتها المهنية.
أمل هي محامية بريطانية من أصل لبناني، تخصصت في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي، وشاركت في عدة قضايا مهمة وحساسة على الصعيد العالمي لكن في ظل الأزمة الإنسانية التي تعاني منها فلسطين بسبب العدوان الإسرائيلي، تساءل الكثيرون عن موقفها وموقف زوجها من هذا الموضوع.
ولدت أمل علم الدين في بيروت عام 1978، وهربت مع عائلتها من الحرب الأهلية في لبنان إلى بريطانيا عام 1982. درست القانون في جامعة أكسفورد وجامعة نيويورك، وعملت في عدة محاكم ومنظمات دولية، مثل المحكمة الجنائية الدولية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
كما كانت مستشارة للجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وأعمال إرهابية أخرى في لبنان. تتقن أمل ثلاث لغات: العربية والفرنسية والإنكليزية، وتعتبر من أبرز المحاميات في مجال حقوق الإنسان.
من بين القضايا التي تولتها أمل علم الدين، قضية مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، الذي تطالب السويد بتسليمه لمحاكمته بتهمة الاغتصاب، وقضية رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشينكو، التي اتهمت الحكومة الأوكرانية بالتعسف والانتهاكات بحقها، وقضية عبد الله السنوسي، مدير جهاز الاستخبارات الليبي السابق، الذي وجهت إليه تهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. كما عينها مدعي المحكمة الجنائية الدولية مستشارة خاصة للنزاع في دارفور في السودان عام 2021.
تزوجت أمل علم الدين جورج كلوني عام 2014، بعد علاقة استمرت لعام واحد. الزواج أثار اهتمام الإعلام والجمهور، الذين اعتبروا أن أمل هي المرأة التي استطاعت إقناع النجم الهوليوودي بالارتباط بعد سنوات من العزوبية.
جورج كلوني هو ممثل ومخرج ومنتج وناشط أمريكي، حاز على عدة جوائز عالمية، مثل الأوسكار والغولدن غلوب. كما عينته الأمم المتحدة رسول سلام عام 2008، تقديراً لدوره في دعم السلام وحقوق الإنسان، خصوصاً في دارفور.
أمل علم الدين وجورج كلوني يعيشان في بريطانيا، ولديهما توأمان ولدا عام 2017. الزوجان يشاركان في العديد من الأنشطة الاجتماعية والفنية، ويظهران معاً في العديد من المناسبات العامة. ومؤخراً، حضرا العرض الأول لفيلم The Boys in the Boat، الذي أخرجه كلوني، في لوس أنجليس ولندن وسياتل.
لكن في ظل الأحداث المأساوية التي تشهدها فلسطين بسبب العدوان الإسرائيلي، تساءل الكثيرون عن موقف أمل علم الدين وزوجها من هذه القضية، خاصة أن أمل هي من أصل لبناني، ولبنان يتعرض أيضاً لاعتداءات إسرائيلية مستمرة.
أمل علم الدين لم تصدر أي تصريح أو بيان حول ما يحدث في فلسطين، ولم تعبر عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، رغم أنها قالت في لقاء سابق مع لاجئين سوريين في برلين: «عائلتي من لبنان، وقد هربوا أيضاً من الحرب، وكانوا محظوظين بما يكفي لقبولهم في دولة أوروبية. آمل أن تتمكّنوا جميعاً في يوم من الأيام من العودة إلى فلسطين الحرّة». ولكنها استبدلت كلمة سوريا بفلسطين في هذا التصريح، مما أثار جدلاً وانتقاداً واسعاً.
جورج كلوني أيضاً لم يتحدث عن العدوان الإسرائيلي على فلسطين، واكتفى بالتعليق على مقتل المصور الصحافي اللبناني عصام العبد الله، الذي قضى في هجوم إسرائيلي على غزة.
قال كلوني: “الأمر كان على هذا النحو منذ زمن طويل، والصحافيون موجودون دائماً في الخطوط الأمامية، وليست لديهم حماية كافية."
ولكنه لم ينتقد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، ولم يذكر أن زوجته هي من أصل لبناني، وأن لبنان يتعرض لهجمات إسرائيلية متكررة. وهو الذي كان قد تبرع مع زوجته عام 2017 لتمويل تعليم 3000 طفل سوري في لبنان. ولكن يبدو أن الزوجين لا يهتمان بمصير أطفال غزة، الذين يواجهون الموت والدمار كل يوم.
هكذا، تظهر أمل علم الدين وجورج كلوني كزوجين متناقضين، فهما يدعيان الاهتمام بحقوق الإنسان والسلام في العالم، ولكنهما يتجاهلان أو يتحاشيان الحديث عما يحدث في فلسطين.
ويبقى السؤال: هل هما حقاً متضامنان مع الشعب الفلسطيني، أم أنهما يخشيان التعرض للانتقاد أو الضغط من قبل الإعلام أو السياسة أو الصناعة السينمائية؟ وهل هما قادران على استخدام شهرتهما ونفوذهما للتأثير على الرأي العام والمجتمع الدولي لوقف الظلم والعنف ضد الفلسطينيين؟ وهل هما مستعدان للتضحية بجزء من شعبيتهما أو مصالحهما من أجل قضية عادلة وإنسانية؟
لا يمكن أن يُعيب أحد على السيدة كلوني حضورها أينما تشاء والمشاركة في أي مناسبة ترغب فيها. ولكن، هل كان من الممكن لها استغلال تواجدها الذي يحظى بتغطية إعلامية واسعة للتسليط الضوء على الأحداث في فلسطين؟
قد يكون من المفيد استحضار أمثلة من الزمن السابق، مثل الحادثة التي رفض فيها
النجم مارلون براندو تسلم جائزة الأوسكار عام 1973 ومقاطعة الاحتفال دعماً للهنود الحمر وتنديداً بسوء تمثيل السكان الأصليين في صناعة السينما الأميركية.
قد يعزو البعض تصرف آل كلوني إلى الأثمان التي يدفعها المدافعون عن فلسطين وداعميها في هوليوود، وآخرهم النجمة الأميركية الحاصلة على جائزة أوسكار سوزان ساراندون ومع ذلك، فإن العدوان على غزة أثبت أيضاً أن الواقع في عاصمة صناعة السينما تغير إلى حد ما، في وقت تعلو فيه المزيد من الأصوات ضد الهيمنة الصهيونية واتهامات معاداة السامية.
انضمت أمل الشهر الماضي إلى ميشيل أوباما وميليندا غيتس في رحلة إلى مالاوي للتنديد بزواج القاصرات في البلاد بمبادرة من “مؤسسة كلوني للعدالة”، لم تكن غير مبالية بغزة وأهلها لأول مرة.
وفي آب (أغسطس) 2014، اعتذرت عن عدم المشاركة في اللجنة الأممية المكلفة بالتحقيق في العدوان الإسرائيلي وانتهاكات حقوق الإنسان التي شهدها، بذريعة “التزامات خاصة”، على الرغم من تأكيدها “إيمانها بأنه يتعين أن يكون هناك تحقيق مستقل ومحاسبة على الجرائم المرتكبة”.
التزامات علم الدين الخاصة لم تمنعها وزوجها عام 2016 من إقامة احتفال في منزلهما لجمع التبرعات للحملة الانتخابية للمرشحة الرئاسية للانتخابات الأميركية آنذاك هيلاري كلينتون، حيث بلغت قيمة الحضور 34 ألف دولار.
وقد نظم الحدث آنذاك بالتعاون مع رجل الأعمال الإسرائيلي الأميركي، الملياردير حاييم صبان، الذي يفاخر بأنه من أشد مؤيدي الكيان الإسرائيلي.
في مقابل صمتها المطبق عن الإبادة المرتكبة في فلسطين، لم توفر أمل فرصة لإدانة التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، قائلة في اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن في نيسان (أبريل) 2023 إن “أوكرانيا اليوم مذبح في قلب أوروبا”.
وفي العام نفسه، أبدت رغبتها في محاكمة الرئيس السوري بشار الأسد في “محكمة العدل الدولية” في لاهاي، مشددة على أنها ستكون سعيدة إذا حدث ذلك.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية جورج كلوني موقع ويكيليكس غزة غزة القضية الفلسطينية امل علم الدين جورج كلوني أمل كلوني المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدوان الإسرائیلی جورج کلونی فی فلسطین
إقرأ أيضاً:
ما الذي كشفته التحقيقات في سيارة الحاخام الإسرائيلي المقتول بالإمارات؟
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية نقلا عن التحقيق في مقتل الحاخام الإسرائيلي تسفي كوغان بالإمارات "العثور على آثار عنف ودم في سيارته التي كان يستقلها يوم مقتله على أيدي مشبوهين".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه تم العثور على جثة كوغان في مدينة العين الإماراتية، التي تبعد حوالي ساعة ونصف بالسيارة عن دبي.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر التحقيقات تؤكد وجود آثار عنف على الجثة، ودلائل على حدوث عراك خلف بعض الدماء في السيارة، ويشتبه في أنه قُتل على يد 3 أوزبكيين بعد توجيهات إيرانية.
هذا وقد فتح جهاز الاستخبارات "الموساد" تحقيقا "مكثفا" في الحادثة وفي هوية المشتبه فيهم الذين يرجح أنهم هربوا إلى تركيا.
وقبل قليل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الجهات الاستخباراتية والأمنية في الإمارات عثرت على جثة الحاخام المفقود تسفي كوغان، واعتبر الحادث "إرهابا إجراميا معاديا للسامية".
يشار إلى أن كوغان خدم في الجيش الإسرائيلي كمقاتل في لواء "جفعاتي"، وهو أحد مساعدي الحاخام ليفي دوخمان، الحاخام الرئيسي للجالية اليهودية في البلاد.
وشوهد آخر مرة في دبي، ظهر يوم الخميس الماضي، ولم يحضر الاجتماعات المقررة التي كان يعقدها خلال النهار، وبعد تغيبه عن السمع اتصلت زوجته بـ"الحباد" الذي اتصل بدوره بالسلطات وجرى التحقق من الحادث.
كتائب القسام: استهداف مقر قيادة وسيطرة لقوات الاحتلال شمال غزة بقذائف هاون ثقيلة
أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، اليوم، عن تنفيذ عملية استهدفت مقر قيادة وسيطرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة التوام شمال مدينة غزة.
وأوضحت الكتائب في بيان مقتضب أن العملية جرت باستخدام قذائف هاون من العيار الثقيل، حيث تم قصف المقر بشكل مكثف، وأكد البيان أن هذه الضربة تأتي في إطار الرد المستمر على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستهداف المدنيين والبنى التحتية.
وأشار البيان إلى أن المقاتلين تمكنوا من تنفيذ العملية والانسحاب بسلام، دون أن يتمكن الاحتلال من الرد على مصادر إطلاق القذائف.
من جانبه، لم يصدر الجيش الإسرائيلي تعليقًا فوريًا على الحادث، لكن وسائل إعلام عبرية أفادت بوقوع انفجارات في المنطقة المذكورة، وذكرت تقارير أولية أن القوات الإسرائيلية نفذت عمليات تمشيط في شمال القطاع عقب الهجوم، بينما لم ترد أنباء عن وقوع إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية.
يأتي هذا الهجوم في سياق التصعيد المستمر بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، والذي اشتد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر 2023، وقد شهد القطاع قصفًا مكثفًا من الطيران الحربي الإسرائيلي، استهدف مناطق متعددة، وأسفر عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من المدنيين.
وأكدت كتائب القسام في ختام بيانها أن العمليات ضد أهداف الاحتلال ستتواصل حتى تحقيق أهداف المقاومة، مشيرة إلى أن لديها القدرة على استهداف المزيد من المواقع العسكرية الحيوية.
في ظل هذا التصعيد، يعاني قطاع غزة من أوضاع إنسانية كارثية، مع نقص حاد في المواد الغذائية والطبية وغياب خدمات الكهرباء والماء، ودعت المنظمات الدولية إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية.
العمليات العسكرية المتبادلة تشير إلى استمرار التوتر، وسط مخاوف من اتساع رقعة الصراع وارتفاع عدد الضحايا في الأيام المقبلة.