نيبنزيا يوضح سبب موافقة روسيا على مشروع قرار إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا إنه عند تقديم تعديلاته على مشروع قرار المساعدات الإنسانية إلى غزة، ذكر أن التصويت عليه سيكون مثابة "لحظة الحقيقة".
وأشار نيبنزيا عقب التصويت على نص مشروع القرار المذكور، إلى أن هذا ما حدث بالفعل، لافتا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، كشفت عن نفسها أمام العالم بأسره، مرة أخرى، عندما منعت حتى صدور دعوة من مجلس الأمن الدولي من أجل وقف الأعمال القتالية في غزة.
ولفت نيبنزيا إلى أنه عوضا عن ذلك، دفعت واشنطن، التي تلعب لعبة غير نظيفة البتة، بنص لمشروع قرار يمنح إسرائيل فعليا ترخيصا لقتل المدنيين الفلسطينيين في غزّة تحت ذريعة "إنشاء ظروف وقف الأعمال القتالية".
وقال: "اليوم، في إحاطة له، قال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن السلطات الإسرائيلية تدرك الحاجة إلى تخفيف حدّة القتال في قطاع غزة وإن عليهم اتخاذ قرار بشأن التوقيت الذي سيحدث فيه ذلك".
وأضاف مندوب روسيا: "أيها الزملاء، تعتبر هذه لحظة مأساوية في حياة المجلس. هذه ليست لحظة انتصار للدبلوماسية المتعددة الأطراف، بل هي لحظة الابتزاز الشديد والازدراء الصريح من واشنطن لمعاناة الفلسطينيين وتطلعات المجتمع الدولي لإنهاء هذه المعاناة".
وأردف قائلا: "اليوم، قامت السفيرة الأمريكية بالترويج لـ"الدبلوماسية الثنائية المباشرة" لواشنطن وذلك على أعلى مستوى. لقد سمعنا هذا الطرح من قبل ورأينا إلى أين اوصلنا ذلك. فقد عرض على مجلس الأمن، في الأساس، "عدم التدخل"، بينما تقوم الولايات المتحدة بـ "ليّ الأذرع". وليس من أجل السلام، كما تدّعي زميلتي الأمريكية، بل من أجل تحقيق مصالح واشنطن الضيقة".
وأوضح نيبنزيا في كلمته: "أيها الزملاء، لو لم تكن هذه الوثيقة مدعومة من قبل عدد من الدول العربية، لكنا بلا شك قد استخدمنا حق النقض ضدها. وفي الوقت نفسه، نلاحظ أيضا أن عددا من معدّي النص المشاركين بما في ذلك الدول العربية، قد سحبوا صياغتهم المشتركة. ولكنّنا نصر على أن العالم العربي قادر على اتخاذ قراراته الخاصة وتحمّل كامل المسؤولية عنها".
إقرأ المزيدوبين في كلمته: "هذا هو السبب الوحيد الذي جعلنا لا نعترض على هذه الوثيقة. ولكن أريد أن أؤكد مرة أخرى - نحن نعارض بشكل قاطع فحوى الفقرة الثانية من القرار الحالي ونعتبر أن المسؤولية عن جميع العواقب المحتملة ستقع على الدول التي وافقت على النسخة التي فرضتها الولايات المتحدة. ولا يمكننا التوقيع تحت هذا".
وقال: "بغض النظر عن نتائج التصويت اليوم، يظل الطلب الواضح من مجلس الأمن هو وقف إطلاق النار بالكامل كأمر ضروري. فبدونه، كما أظهرت تجربة القرار 2713 الصادر عن مجلس الأمن، من المستحيل ببساطة تنفيذ قرارات المجلس في قطاع غزة. وفي 8 ديسمبر، أشار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في خطابه في المجلس بوضوح إلى هذا الأمر".
وتابع موضحا: "الاستنتاج نفسه ينبع من الرسالة التي أرسلها إلى المجلس مع الخيارات لمراقبة القرار 2712. نحن ننطلق من افتراض أنّه مهما كانت الولايات المتحدة تقاوم، وتحمي حليفها الرئيسي في الشرق الأوسط، سيعود المجلس إلى هذا السؤال وسيطلب بوضوح وبدون غموض وقف الأعمال القتالية".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة تل أبيب طوفان الأقصى غوغل Google فاسيلي نيبينزيا قطاع غزة مساعدات إنسانية موسكو هجمات إسرائيلية واشنطن وزارة الخارجية الروسية الولایات المتحدة مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
روسيا وبيلاروس ترحّبان بإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية وسط مخاوف الجماعات الحقوقية
أثار قرار الإدارة الأميركية الجديدة بإغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) موجة من ردود الفعل المتباينة، إذ رحبت موسكو ومسؤولون بيلاروسيون بهذه الخطوة، في حين أعربت منظمات حقوقية عن مخاوفها من تداعيات القرار، لا سيما في الدول التي تعتمد بشكل كبير على تمويل الوكالة.
وأوضحت الإدارة الأميركية أن تفكيك الوكالة، التي تقدم مساعدات إنسانية بمليارات الدولارات حول العالم، يأتي في إطار مشروع أوسع يستهدف تقليص البيروقراطية الحكومية. وضمن هذا السياق، أعلنت واشنطن عن خطط لخفض عدد موظفي الوكالة من 10,000 إلى نحو 290 موظفاً فقط، ما يعني إنهاء معظم عملياتها وتقليص ما تبقى منها إلى الحد الأدنى.
وجاء الترحيب الروسي بهذه الخطوة سريعاً، إذ وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الوكالة بأنها "أداة لتغيير الأنظمة والتأثير على النظم السياسية وهياكل الدول"، معتبرةً أن إغلاقها يعكس تحولاً مهماً في السياسة الأميركية. كما انضم نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، إلى قائمة المرحّبين، مشيداً بالقرار وواصفاً إياه بـ"الخطوة الذكية".
من جهته، اعتبر رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو، الذي فاز بولاية جديدة في انتخابات وصفت بالمزورة، أن قرار تفكيك الوكالة جاء استجابة لدعواته إلى "إعادة ضبط" العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة.
تداعيات واسعة على منظمات المجتمع المدنيفي المقابل، أثار القرار قلقاً واسعاً في أوساط منظمات المجتمع المدني، التي تعتمد على تمويل الوكالة لمواصلة أنشطتها، خصوصاً في روسيا وبيلاروس ودول أخرى حيث تتزايد القيود المفروضة على الحريات.
في روسيا، أكدت منظمة OVD-Info، التي تُعنى بتتبع الاعتقالات السياسية وتقديم المساعدة القانونية للمحتجزين، أن تفكيك الوكالة لن يؤثر عليها بشكل مباشر، لكنه سيضعف الدعم الذي تتلقاه المجموعات الأخرى التي تعمل معها، ما قد يعرّض مستقبل عملها للخطر.
أما منظمة "كوفتشيج"، التي تقدم المأوى والدعم القانوني والنفسي للروس الفارين إلى الخارج، فقد خسرت بالفعل 30% من ميزانيتها نتيجة وقف التمويل. وقالت مؤسستها، أناستازيا بوراكوفا، إن القرار "يضع المنظمة أمام تحدٍ صعب في البحث عن مصادر تمويل بديلة"، مشيرةً إلى أن الحصول على تمويل من جهات روسية أصبح أكثر صعوبة بسبب القيود الحكومية.
وتواجه المنظمات الحقوقية في روسيا تضييقاً متزايداً، إذ تصنّف السلطات العديد منها على أنها "عملاء أجانب"، وهو تصنيف يُضعف قدرتها على جذب التمويل ويعرّضها لقيود قانونية مشددة.
الأمر ذاته ينطبق على بيلاروس، حيث حذرت جماعات حقوقية في هذا البلد من أن القرار سيؤدي إلى تخفيضات كبيرة في التمويل، ما قد يهدد بقاء العديد من المنظمات الناشطة في دعم السجناء السياسيين. ووفقاً لوكالة أسوشييتد برس، فإن ما بين 60 و80 منظمة مرتبطة بزعماء المعارضة تواجه خطر تسريح جماعي لموظفيها أو تقليص برامجها أو حتى الإغلاق التام.
وقالت منظمة "فياسنا"، إحدى أبرز المنظمات الحقوقية في بيلاروس، والتي أسسها الناشط المسجون أليس بيالياتسكي، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2022، إن القرار "سيؤثر بشكل كبير" على أنشطتها.
وفي قطاع الإعلام، فقدت ست وسائل إعلامية بيلاروسية مستقلة تمويلها بالكامل، مما أجبرها على الإغلاق، وفقاً لرابطة الصحفيين البيلاروسيين.
Relatedبنما تُحرج الولايات المتحدة الأمريكية وتنفي ما أوردته خارجيتها: "لا لم نعفيكم من دفع الجمارك"الولايات المتحدة قد تكشف عن خطة ترامب للسلام في أوكرانيا الأسبوع المقبلترامب يفرض عقوبات على الجنائية الدولية ويتهمها باستهداف إسرائيل والولايات المتحدةتداعيات تمتد إلى مولدوفا وأوروبا الشرقيةلم تقتصر تأثيرات إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية على روسيا وبيلاروس، بل طالت دولا أخرى مثل مولدوفا، حيث تعتمد جمعية "برومو-ليكس"، وهي منظمة غير حكومية تراقب الانتخابات، على تمويل الوكالة بنسبة تتراوح بين 75% و80% من ميزانيتها.
وقال إيون مانولي، المدير التنفيذي للجمعية، إن فقدان هذا التمويل قد يعوق قدرتها على مواصلة مراقبة الانتخابات وكشف المخالفات السياسية، محذراً من أن ذلك قد يؤدي إلى "تقليص الشفافية وزيادة مخاطر الفساد السياسي".
وأضاف مانولي أن الدعم الذي تقدمه منظمته أصبح أكثر أهمية في ظل تزايد التقارير عن التدخل الروسي في الانتخابات في مولدوفا، بما في ذلك مزاعم عن تمويل غير مشروع لحملات انتخابية وشراء أصوات على نطاق واسع.
بين الدعم الأوروبي والانتقادات الدوليةلم يقتصر الترحيب بإغلاق الوكالة على موسكو ومينسك، بل انضم الرئيس المجري فيكتور أوربان إلى قائمة الداعمين، معلناً أن حكومته ستتخذ إجراءات مماثلة ضد المنظمات غير الحكومية التي تتلقى تمويلاً أمريكياً أو دولياً.
وقال أوربان، المعروف بمواقفه المناهضة للمنظمات الحقوقية المستقلة، إن عمل الوكالة "استُخدم لتمويل منظمات تهدف إلى زعزعة الاستقرار السياسي"، مؤكداً أن الوقت قد حان "للقضاء على هذه الشبكات الدولية وجعل وجودها مستحيلاً من الناحية القانونية".
في المقابل، يرى معارضو القرار أن إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية يمثل ضربة قاسية للجهود الحقوقية والإعلامية المستقلة في العديد من المناطق التي تعاني من القمع السياسي، خصوصاً في روسيا وبيلاروس ومولدوفا.
وحذر مراقبون من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تضييق المساحة المتاحة للعمل الحقوقي والديمقراطي في تلك الدول، ما قد يطلق يد الحكومات الاستبدادية لقمع المعارضة دون أي رقابة دولية فعالة.
المصادر الإضافية • AP
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية هجوم من ماسك وترامب على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية: "منظمة إرهابية" تدار من "مجانين متطرفين" الوكالة الأمريكية للتنمية: غزة تحتاج إلى 600 شاحنة مساعدات يومياً رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية: "لا ينبغي إطلاق النار على مدنيين يحاولون إطعام أسرهم" دونالد ترامبروسيابيلاروسالولايات المتحدة الأمريكيةمجتمع مدنيحقوق الإنسان