رصد – نبض السودان

أعربت مستشارة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية، أليس وايريمو نديريتو، عن انزعاجها إزاء الادعاءات الخطيرة بشأن أعمال العنف ذات الدوافع العرقية والهجمات المتعمدة ضد العاملين في المجال الطبي والمرافق الطبية، في الاشتباكات المتصاعدة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع – والتي يمكن أن تشكل جرائم دولية.

وفي بيان صدر، أمس الخميس، أعربت نديريتو عن قلقها البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف في السودان منذ منتصف الشهر الحالي، خاصة في ود مدني والفاشر ونيالا.

وقالت إن الاشتباكات في ود مدني أدت إلى عمليات قتل عشوائية وهجمات ضد المدنيين، وإصابات ونهب واعتقالات، وسط مزاعم بارتكاب عدد منها على أساس الهوية.

وكررت كذلك مخاوفها من أن الانتشار المستمر للعنف يمكن أن يلتهم البلاد بأكملها.

وأضافت: “بعد ثمانية أشهر من القتال المستمر والمستويات المروعة من العنف، ومع ظهور كل علامات الجرائم الفظيعة، تستمر دوامة العنف. ولا يزال الأكثر ضعفا يدفعون الثمن، الذين يتوسلون من أجل السلامة والعدالة، والذين لا يحصلون على أي منهما”.

ودعت المستشارة الخاصة إلى تجديد الاهتمام الدولي بالأزمة السودانية التي لا يبدو لها نهاية في الأفق، وشددت على أن الوضع في البلاد “لا يمكن ولا يجب أن يصبح أزمة منسية”.

وقالت: “يجب على العالم أن يستجيب للفظائع في السودان. إن الإرهاب والعنف الوحشي اللذين يمارسان بالفعل على مجتمعات بأكملها، ببساطة بسبب هويتهم، يظهران بأبشع العبارات ما سيستمر في الحدوث ما لم يتم توجيه الاهتمام الدولي العاجل إلى هذا الوضع”.

وكررت المستشارة الخاصة دعوتها إلى جميع أطراف النزاع لإلقاء أسلحتها ووقف استهداف المدنيين على الفور. وذكّرت الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، فضلا عن الالتزامات التي تعهدت بها لحماية المدنيين في إعلان جدة.

وقالت: “ليس الأمر أنه لم يتم تجنب مثل هذه الهجمات فحسب، بل على العكس من ذلك، تشير كل الدلائل إلى ارتكابها المتعمد”.

وقالت نديريتو إن الاستهداف المتعمد للأشخاص على أساس هويتهم سبقه التجريد من الإنسانية وخطاب الكراهية. وأشارت المسؤولة الأممية إلى لقاءاتها مع لاجئين سودانيين في تشاد في أكتوبر، وقالت إنها استمعت إلى أشخاص شجعان وصفوا بقدر كبير من التفصيل العنف الذي تعرضوا له مع أسرهم.

وعن هذا، قالت المستشارة الخاصة: “لقد تم استهدافهم بالكلمات- مثل كلمة “عبيد”- قبل أن يتم استهدافهم بالسلاح. لقد تعرضوا للاغتصاب والعنف الجنسي. وهذا يستمر اليوم. الحرمان من الإنسانية يسبق الحرمان من الحياة. هذا أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف فورا. إن أصوات أولئك الذين استطاعوا الهروب من هذا العنف الوحشي، والذين يستطيعون اليوم أن يرووا قصصهم، يجب أن تُسمع وتُؤخذ بأعلى مستوى من الجدية. إنهم يتحدثون نيابة عن أولئك غير القادرين على ذلك، ويواصلون البكاء من أجل العدالة ويطالبون بوقف حقيقي للعنف”.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: أممي ازاء الدوافع انزعاج

إقرأ أيضاً:

لبنان في خضم أزمات.. تصعيد العنف وتداعيات الحرب

تعيش لبنان أيامًا عصيبة وسط أجواء مشحونة بالعنف والقلق، حيث تتزايد الأخبار حول قصف مستمر واغتيالات لأشخاص مدنيين، وأوامر إخلاء الأحياء السكنية. 

يترافق ذلك مع تعنت إسرائيلي واضح من خلال استهداف المدنيين، في وقت تواصل فيه الجهود الدولية البحث عن وقف لإطلاق النار، خوفًا من توسع الحرب في منطقة الشرق الأوسط. 

تأتي هذه الأحداث مع مرور عام على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية.

الأثر على القطاع الطبي

تتوالى الويلات التي يعانيها الأطباء في لبنان، حيث استهدفت القوات الإسرائيلية المستشفيات، في تكرار مأساوي لما حدث في غزة.

ارتفع عدد الشهداء بين الأطقم الطبية وفرق الإسعاف إلى 50 شهيدًا في جنوب لبنان خلال ثلاثة أيام فقط. هذا الأمر أثار قلق الحكومة اللبنانية، حيث دعا رئيس الوزراء نجيب ميقاتي إلى تحرك سريع من قبل الوسطاء الدوليين لوقف استهداف المنشآت الحيوية في لبنان.

في بيانها، أصدرت نقابة أطباء لبنان في بيروت نداءً عاجلًا إلى منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة، واصفة ما يقوم به الجيش الإسرائيلي تجاه العاملين في القطاع الطبي بـ "الإجرام المتمادي الذي يخرق كل القوانين الدولية".

إجلاء الرعايا

على المستوى الدولي، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المجتمع الدولي إلى تجنب المعايير المزدوجة في الصراعات العالمية، بما في ذلك تلك في الشرق الأوسط وأوكرانيا.

في هذا السياق، قامت إسبانيا وبريطانيا بإجلاء رعاياهما من لبنان، مؤكدتين على ضرورة حماية مواطنيهما وسط تصاعد الأحداث.

التصعيد بين حزب الله وإسرائيل

تجدر الإشارة إلى أن الصراع في لبنان أصبح أكثر حدة، حيث اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي خمسة من قيادات حزب الله اللبناني منذ بداية العام الحالي، وكان من بينهم الأمين العام للحزب، حسن نصر الله. 

كما حدث تفجير بواسطة أجهزة البيجر، مما أدى إلى تحول شمال وجنوب لبنان إلى ساحة قتال واسعة، وأثرت هذه العمليات بشكل كبير على المدنيين، حيث استشهد وأصيب أكثر من 750 شخصًا، بينهم أطفال وسيدات.

مقالات مشابهة

  • لبنان في خضم أزمات.. تصعيد العنف وتداعيات الحرب
  • أمن طنجة يوقف شابا ظهر في فيديو يعرض شخصا للعنف
  • مسؤول أممي: لبنان يواجه أزمة مروعة
  • مسؤول أممي: يحق لأي دولة مساندة لبنان ضد الاعتداءات الإسرائيلية بموجب القانون
  • القوات الخاصة للأمن البيئي تشارك ضمن جناح وزارة الداخلية في معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2024 بمَلْهَم
  • مسؤول أممي سابق: ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي إلى خفض إنتاج مزروعات كثيرة
  • مسؤول أممي سابق: ارتفاع درجات الحرارة ستؤدي إلى خفض إنتاج مزروعات كثيرة
  • الأونروا: سكان غزة يعيشون رعبا لا يمكن وصفه منذ سنة
  • بعد عمليات إعدام ميدانية.. خبير أممي يدعو إلى حماية عاجلة للمدنيين بالخرطوم
  • الصراع الداخلي في السودان و الأبعاد السياسية والتجاذبات المدنية حول التدخل الدولي