انزعاج أممي ازاء الدوافع العرقية للعنف في السودان
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
رصد – نبض السودان
أعربت مستشارة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية، أليس وايريمو نديريتو، عن انزعاجها إزاء الادعاءات الخطيرة بشأن أعمال العنف ذات الدوافع العرقية والهجمات المتعمدة ضد العاملين في المجال الطبي والمرافق الطبية، في الاشتباكات المتصاعدة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع – والتي يمكن أن تشكل جرائم دولية.
وفي بيان صدر، أمس الخميس، أعربت نديريتو عن قلقها البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف في السودان منذ منتصف الشهر الحالي، خاصة في ود مدني والفاشر ونيالا.
وقالت إن الاشتباكات في ود مدني أدت إلى عمليات قتل عشوائية وهجمات ضد المدنيين، وإصابات ونهب واعتقالات، وسط مزاعم بارتكاب عدد منها على أساس الهوية.
وكررت كذلك مخاوفها من أن الانتشار المستمر للعنف يمكن أن يلتهم البلاد بأكملها.
وأضافت: “بعد ثمانية أشهر من القتال المستمر والمستويات المروعة من العنف، ومع ظهور كل علامات الجرائم الفظيعة، تستمر دوامة العنف. ولا يزال الأكثر ضعفا يدفعون الثمن، الذين يتوسلون من أجل السلامة والعدالة، والذين لا يحصلون على أي منهما”.
ودعت المستشارة الخاصة إلى تجديد الاهتمام الدولي بالأزمة السودانية التي لا يبدو لها نهاية في الأفق، وشددت على أن الوضع في البلاد “لا يمكن ولا يجب أن يصبح أزمة منسية”.
وقالت: “يجب على العالم أن يستجيب للفظائع في السودان. إن الإرهاب والعنف الوحشي اللذين يمارسان بالفعل على مجتمعات بأكملها، ببساطة بسبب هويتهم، يظهران بأبشع العبارات ما سيستمر في الحدوث ما لم يتم توجيه الاهتمام الدولي العاجل إلى هذا الوضع”.
وكررت المستشارة الخاصة دعوتها إلى جميع أطراف النزاع لإلقاء أسلحتها ووقف استهداف المدنيين على الفور. وذكّرت الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، فضلا عن الالتزامات التي تعهدت بها لحماية المدنيين في إعلان جدة.
وقالت: “ليس الأمر أنه لم يتم تجنب مثل هذه الهجمات فحسب، بل على العكس من ذلك، تشير كل الدلائل إلى ارتكابها المتعمد”.
وقالت نديريتو إن الاستهداف المتعمد للأشخاص على أساس هويتهم سبقه التجريد من الإنسانية وخطاب الكراهية. وأشارت المسؤولة الأممية إلى لقاءاتها مع لاجئين سودانيين في تشاد في أكتوبر، وقالت إنها استمعت إلى أشخاص شجعان وصفوا بقدر كبير من التفصيل العنف الذي تعرضوا له مع أسرهم.
وعن هذا، قالت المستشارة الخاصة: “لقد تم استهدافهم بالكلمات- مثل كلمة “عبيد”- قبل أن يتم استهدافهم بالسلاح. لقد تعرضوا للاغتصاب والعنف الجنسي. وهذا يستمر اليوم. الحرمان من الإنسانية يسبق الحرمان من الحياة. هذا أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف فورا. إن أصوات أولئك الذين استطاعوا الهروب من هذا العنف الوحشي، والذين يستطيعون اليوم أن يرووا قصصهم، يجب أن تُسمع وتُؤخذ بأعلى مستوى من الجدية. إنهم يتحدثون نيابة عن أولئك غير القادرين على ذلك، ويواصلون البكاء من أجل العدالة ويطالبون بوقف حقيقي للعنف”.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: أممي ازاء الدوافع انزعاج
إقرأ أيضاً:
مسؤول أممي: بات من المستحيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، إنه بات من المستحيل تقريبا توصيل حتى جزء بسيط من المساعدات المطلوبة إلى قطاع غزة، رغم الاحتياجات الإنسانية الهائلة.
وكشف فليتشر في بيان أصدره في أعقاب زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط بصفته منسق الإغاثة الطارئة للأمم المتحدة، عن أن الاحتلال يمنع السماح للعاملين الإنسانيين بالوصول إلى المناطق المتضررة في غزة، مع رفض أكثر من 100 طلب للوصول إلى شمالي القطاع منذ أكتوبر.
ولفت إلى أن النهب المسلح للإمدادات الإنسانية بات ظاهرة منتشرة، وحذر من أن غزة تواجه أزمة إنسانية خانقة، مع انهيار البنية التحتية، وتحول المدارس والمستشفيات إلى أنقاض.
واعتبر فليتشر أن الحصار المستمر على شمالي القطاع منذ أكثر من شهرين، أدى إلى "شبح المجاعة"، بينما الجنوب مكتظ بشكل يفوق طاقته، مما يفاقم معاناة السكان مع حلول فصل الشتاء.
وقال: "في جميع أنحاء غزة، تستمر الغارات الجوية الإسرائيلية على المناطق المكتظة بالسكان، بما في ذلك المناطق التي أمرت القوات الناس بالانتقال إليها، مما تسبب في الدمار والنزوح والموت".
وأعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، فيليب لازاريني، عن تعليق إيصال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، الذي يعد الشريان الرئيسي لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأشار إلى أنه رغم أن محكمة العدل الدولية أصدرت أول مجموعة من الأوامر المؤقتة في قضية تطبيق منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة في قطاع غزة منذ ما يقرب من عام، فإن وتيرة العنف المستمرة "تعني أنه لا يوجد مكان آمن للمدنيين في غزة، حيث تحولت المدارس والمستشفيات والبنية التحتية المدنية إلى أنقاض".
وفي هذا السياق، وصف مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس، أوامر إخلاء مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة بأنها "مثيرة للقلق الشديد"، مضيفا أن المستشفى "بقي عالقا في القتال لفترة طويلة جدا وأن حياة المرضى معرضة للخطر".
من جانبه، أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) على ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات.
وفي مؤتمر صحفي عقد في نيويورك، الإثنين، قالت المتحدثة المساعدة باسم الأمم المتحدة ستيفاني تريمبلاي، إن شركاء المنظمة أفادوا أيضا بأن "زيادة القتال من قبل القوات الإسرائيلية في شمال غزة، خاصة في غرب بيت حانون، أجبرت العديد من الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، على النزوح".