معرض فني يحتفي بـ «الصقارة» ومكانتها التراثية
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
فاطمة عطفة (أبوظبي)
أخبار ذات صلة أحمد بن سعود يشهد افتتاح «أيام رأس الخيمة التراثية» الرباعي ومُلكة.. ضيفا «أحلام ألف ليلة وليلة»يحتفي معرض «الصقارة» الذي افتتح أول أمس في «قصر الحصن» بهذا الإرث التاريخي والثقافي المهم، يهدف المعرض إلى إبراز أهمية الصقارة ومكانتها في التراث، ويسلط الضوء على تبادل المعرفة والمهارات والقيم المتعلقة بها لنشرها عبر الأجيال، كما يكشف المعرض، من خلال اللوحات والصور الفوتوغرافية المعروضة فيه، العمق التاريخي للصقارة وأهميتها الثقافية، فهي ليست مجرد رياضة بل هي رمز أساسي للهوية الوطنية، حيث يعكس القيم العربية الأصيلة، كالصبر والفراسة والفطنة والقناعة.
ويضم المعرض العديد من اللوحات، وكذلك تصميماً فنياً لعش الصقر للفنانة هاجر الطنيجي، وهو منصة هبوط ووقوف الصقر المستخدمة منذ فترة طويلة، حيث يعكس التصميم الثقافة الإماراتية، وهو مستوحى من البيئة وتبدو فيه الكثبان، إضافة إلى أنه مدروس بحيث يشمل العوامل المهمة لوزن الصقر، وحركته أثناء القفز والهبوط على المنصة.
وفي حديثها إلى «الاتحاد» قالت عائشة حسن خانصاحب، مدير إدارة قصر الحصن بالإنابة: من خلال برامجنا، نعمل على إحياء التراث غير المادي في أبوظبي. وصور المعرض تعكس أهمية الصقر والصقارة في تاريخ الإمارات عامة، وفي أبوظبي خاصة من مئات السنين، حيث كانوا يستخدمون الصقر في الحياة اليومية، وللصقر مبادئ وتقاليد.
وتضيف: من خلال هذا المعرض، نعمل على تعريف من ليس لديه معرفة بالصقور والصقارة، فيتعرف عليها من خلال الزوار ولقائهم بالصقارين، وكأننا نعطي دروساً في معرفة أوسع عن الصقارة.
ويقول محمد بن سعيد الكندي، صاحب مزرعة للصقور: نشارك اليوم في هذا المعرض الذي يشمل جميع أنواع الصقور، ونشعر بالسعادة والفخر لوجودنا في هذا المعرض المهم. وأشار إلى التطور الذي دخل على مجال الصقور، سواء الصقور المهجنة أو صقور التربية، حيث كانت تأتي في أول الأمر من الطبيعة. أما الآن فأكثر الصقور هي تربية مزارع إنتاج الصقور، وهذا يدل على استدامة هذه الطيور، وخاصة الصقور النادرة. وأوضح الكندي أن تكاثر الصقور بالطبيعة في السابق أكثر، لكن قلت نسبتها في الطبيعة بسسب التطور العمراني والكثافة السكانية، لذلك فإن مزارع إنتاج الصقور تساهم في الحفاظ على هذا التراث.
وبدوره يتحدث مبارك المنصوري، من نادي الصقارين في أبوظبي، عن هوايته قائلاً: من المهم أن يقام معرض الصقارة في قصر الحصن، فهذا جزء أصيل من تراثنا، ولدينا أكثر من ستين صقراً، وكل صقار معه مجموعة صقارين، وكل شخص منهم يهتم بأكثر من 15 طيراً، ونحن نشارك في المهرجانات المحلية والعالمية.
ويقول حميد الدرعي: التعامل مع الطيور مثل التعامل مع الطفل الصغير، يجب أن تكون لطيفاً معه، وأن تعرف كيف تحركه وتضع البرقع على رأسه، وكذلك طريقة إطعامه، والصقر يعرف راعيه، كما أن لكل صقر اسماً خاصاً به.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الصقارة أبوظبي قصر الحصن التراث التراث الإماراتي من خلال
إقرأ أيضاً:
معرض القاهرة للكتاب يحتفي برواية أحمد القرملاوي "الأحد عشر"
استضاف معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة لمناقشة أحدث أعمال الكاتب أحمد القرملاوى، رواية "الأحد عشر" الصادرة عن "ديوان".
وأدار اللقاء صانع المحتوى عمرو المعداوي وحاورته الكاتبة منصورة عز الدين والكاتب محمد سمير ندا. وحضر الندوة نخبة من الكتاب والناشرين والصحفيين.
وقالت منصورة عز الدين: "يفاجئني القرملاوي دائماً في كتابته، إذ قدم سرداً تجاوز القصة المعروفة لشيء يخصه هو، تتداخل فيه أجناس المسرح والرواية بجرأة كبيرة نادراً ما نجدها في نص واحد. ومعيار التناص الناجح في رأيي هل نجح الكاتب أن يأخذ القصة إلى منظور جديد أم انسحق أمامها. الكاتب هنا نجح في فرض رؤيته وطمس كل العناصر الأخرى والفيصل هو استمتاع القارئ بالنص".
وأكدت منصورة على انتصار القرملاوي للرواية: "أوجد صوتاً لمن ليس له صوت حيث تتعاطف كل النصوص الدينية مع يوسف يعقوب ولكنه حاضر غائب في الرواية، وأبطال الرواية هم إخوته ونشعر أيضاً أن الذئاب لهم دور محوري في استدعاء أو تخليص أبطال الرواية من البئر إلى عالم الرواية".
ومن جانبه قال الكاتب والناقد محمد سمير ندا: "أرى أن هذا أجرأ نص للقرملاوي يكتب فيه بحرية بلا ضغوط فهو كاتب لديه تحقق ومقروئية يكتب بدون قيود. نجحت الرواية في رصد ما وراء الكاميرا في الحكاية التاريخية وأيضاً في النص المعاصر، فرصد صراعات الوسط الثقافي والأدبي من كواليس الجوائز والمنح الأدبية إلى فكرة الاقتباس الأدبي وسيطرة وسائل التواصل الاجتماعي والجري وراء المادة وغيرها من الصراعات".
أما عمرو المعداوي فقال إنه كان ينتظر الجزء المسرحي في النص بفارغ الصبر لتعلقه بفن المسرح، وسأل القرملاوي: "ألم تتخوف من التنقل الحاد في اللغة والشكل والمكان في النص؟" فأجاب القرملاوي بالنفي: "الرواية فن مطاط يستوعب كل أشكال السرد والتجريب".
ورداً على سؤال "لماذا اخترت تقديم نماذج سيئة من الوسط الأدبي؟" قال القرملاوي "إنها نماذج إنسانية بتعقيداتها وضعفها ولا أراها شريرة واخترتها لأغراض درامية وأرى أن الحضارة الإنسانية قائمة على فكرة التنافسية".
فى روايته الجديدة "الأحد عشر"، يعيد القرملاوى سرد قصة أبناء يعقوب التاريخية من وجهة نظر الأشرار هذه المرة، لكنه لا يكتفى بحكاية الزمن القديم التي تتوه فيها البطلة داينا فى مملكة شكيم، ثم يقع الاعتداء عليها من الأمير وهو فى حالة من فقدان الوعى، قبل أن ينتبه ويعرف أنه آذى واحدة من أجمل الحوريات ويقع في حبها. بالتوازي يكتب القرملاوى كذلك قصة دينا (لاحظ تشابه اسمى البطلتين) فى الزمن الحاضر، وهى حكاية غريبة كذلك، فقد كانت شخصية فى رواية مؤلفٍ ثم فوجئ بها تقفز من الورق إلى الحياة وتصبح إنسانة من لحم ودم. وقد ظهرت قدرات القرملاوى الكبيرة فى الربط بين القصتين فى قصة ثالثة إطارية فتتداخل أساليب الحكي بين السرد والحوار وبين الحاضر والماضي.
العنوان "الأحد عشر» مأخوذ من سورة يوسف والآية التى تشير إلى إخوته "أحد عشر كوكباً"، وهناك إشارات بامتداد صفحاتها عن قصة يوسف.
ولكن الرواية تتجاوز قصة يوسف وقصة أبناء يعقوب لتأخذ القراء فى رحلة مثيرة فى عوالم ساحرة غنية بالحكايات الثرية فى تاريخ الآشوريين والكنعانيين والحضارات المجاورة. واختار القرملاوى فى هذه التجربة مزيجاً من تقنية الكتابة المسرحية والروائية ومزج بين الحاضر والماضى.