أقرّ مجلس الأمن الدولي، الجمعة، قرارًا يدعو إلى زيادة «واسعة النطاق» للمساعدات الإنسانية إلى غزة، من دون الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار ترفضه الولايات المتحدة، وذلك بعد مفاوضات شاقة.
وتم تبنّي القرار بموافقة 13 من أعضاء المجلس الـ15، وامتناع عضوين (الولايات المتحدة وروسيا)، وهو يدعو «كل الأطراف إلى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق» إلى غزة، وإلى اتخاذ إجراءات «عاجلة» بهذا الصدد، و«تهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية».


جاء ذلك بعد أسبوع من تأجيل التصويت ومفاوضات مكثفة للتوصل إلى اتفاق ومحاولة تجنب استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو).
ووسط غضب عالمي إزاء ارتفاع عدد القتلى في غزة على مدى 11 أسبوعًا من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني، امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت للسماح للمجلس المكون من 15 عضوًا بتبنّي قرار صاغته الإمارات العربية المتحدة. في غضون ذلك في جديد التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، قدّمت الحكومة الإسرائيلية عرضًا جديدًا لحركة «حماس» ينص على وقف القتال في قطاع غزة لمدة أسبوع مقابل إطلاق سراح 35 أسيرًا، وفق ما نقلته شبكة «سي إن إن» الأمريكية.
وقال مسؤول أمريكي لم تكشف هويته: «قدّمت إسرائيل عرضا جديدا لحركة «حماس» لعقد هدنة مدة أسبوع، يتم خلالها الإفراج عن 35 رهينة إسرائيلية جديدة تضم من تبقّى لدى الحركة من نساء وكبار سن وجرحى ومرضى».
ووفقًا للمسؤول، تشمل هذه المجموعة الرجال المسنين الثلاثة الذين تم أسرهم من مستوطنة كيبوتس بالقرب من حدود غزة والذين ظهروا مؤخرًا في مقطع فيديو بثته «كتائب القسام» بدأ بعبارة «لا تتركونا نشيخ»، طالبوا خلاله بالعمل للإفراج عنهم.
وبحسب المتحدث، فإنه بالرغم من إعلان حركة «حماس»، الخميس، أنها لن توافق على أي مباحثات حول تبادل الأسرى إلا بعد أن تنهي إسرائيل عمليتها العسكرية، فإن المسؤولين الأمريكيين ما زالوا يعتقدون أن هناك سُبلاً لتأمين إطلاق سراح المزيد من الأسرى.
وفي وقت سابق أمس، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن حكومة الحرب الإسرائيلية تدرس تقديم عرض لحركة حماس، يتضمن هدنة طويلة نسبيًا وليس أسبوعًا فقط.
كما نقلت الهيئة عن مسؤولين لم تسمهم القول إن إسرائيل تناقش حاليًا مقترحات إضافية من شأنها إقناع حماس بالتراجع عن مطالبها، وإتاحة الفرصة لإحراز تقدم يؤدي إلى صفقة مهمة لإطلاق سراح الأسرى.
جاء هذا الإعلان بعدما أكدت الفصائل في بيان، أن هناك قرارًا وطنيًا فلسطينيًا بأنه لا حديث حول الأسرى ولا صفقات تبادل إلا بعد وقف شامل للحرب.
وكانت مصادر العربية/‏الحدث قد كشفت، الخميس، أن حماس تحفظت على الهدن القصيرة، مطالبة بوقف لإطلاق النار لا يقل عن 14 يومًا.
فيما تمسكت تل أبيب بوقف لإطلاق النار يستمر 5 أيام، على أن يتم تجديده يوميًا بعد ذلك.
ورفضت حماس التفاوض مع استمرار إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي، داعية إلى وجود مناطق إيواء آمنة للمدنيين الفلسطينيين، لا تتعرض لأي هجمات أو توجد فيها قوات إسرائيلية، على أن تصل إليها المساعدات الغذائية والطبية الكافية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يحقق في مقتل مدير الجانب الفلسطيني لمعبر كرم أبوسالم و3 موظفين آخرين في غارة بمسيّرة.
وأقرّ الجيش الإسرائيلي بتنفيذ الغارة قائلاً إنها استهدفت مسلحين قرب معبر كرم أبوسالم الذي يعمل به موظفون أمميون لإدخال المساعدات إلى غزة بنحو 80 شاحنة يوميًا.
من جهته، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن عمليات التسليم عند المعبر توقفت مؤقتًا بعد الغارة المبلغ عنها.
في الأثناء، وسعت القوات الإسرائيلية هجومها البري باجتياح جديد في وسط غزة، أمس الجمعة، بينما من المتوقع أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار لزيادة المساعدات الإنسانية إلى القطاع لدرء خطر المجاعة.
ومع تضاؤل الآمال في تحقيق انفراجة وشيكة في المحادثات الجارية في مصر لمحاولة إقناع إسرائيل وحركة حماس بالاتفاق على هدنة جديدة، وردت أنباء عن وقوع ضربات جوية وقصف مدفعي وقتال في أنحاء القطاع الفلسطيني.
وأمر الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، سكان البريج في وسط غزة بالتحرك جنوبًا على الفور، مما يشير إلى محور تركيز جديد للهجوم البري الذي دمّر بالفعل شمال القطاع ونفذت خلاله القوات الإسرائيلية بسلسلة من الاجتياحات في الجنوب.
وتعهدت الحكومة الإسرائيلية برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالقضاء على حماس، بعد أن شن مقاتلوها هجومًا عبر الحدود في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، ما أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 240 رهينة، حسب الإحصاءات الإسرائيلية.
تنديدات دولية
لكن ارتفاع عدد القتلى جراء الحملة العسكرية الإسرائيلية يثير تنديدات دولية متزايدة حتى من الولايات المتحدة حليفة إسرائيل.
فيما قالت وزارة الصحة بغزة، في آخر تحديث لها عن الخسائر البشرية، إن 20057 فلسطينيا قتلوا، وأصيب 53320 في الضربات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر.
وعبّر الجيش الإسرائيلي عن أسفه لمقتل مدنيين، لكنه ألقى باللوم على حماس قائلاً إن الحركة الفلسطينية تنشط في مناطق مكتظة بالسكان أو تستخدم المدنيين دروعًا بشرية، وهو ما تنفيه حماس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 784 من الجنود والضباط أصيبوا في معارك غزة، بينهم 180 في وضع صعب وخطير.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الجیش الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

مسؤول أمريكي: الولايات المتحدة اقترحت لغة جديدة بشأن مقترح الرهائن ووقف إطلاق النار بغزة

(CNN)-- قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، الجمعة، إن الولايات المتحدة اقترحت مؤخرًا لغة جديدة، لسد الفجوات في الاقتراح الأخير للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس.

ويحدد الاقتراح الإسرائيلي المكون من ثلاث مراحل، والذي كشف عنه الرئيس الأمريكي، جو بايدن الشهر الماضي، شروطا تهدف إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين في نهاية المطاف، مقابل وقف إطلاق نار دائم وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، ردت حماس على الاقتراح الإسرائيلي بمزيد من التعديلات أدت إلى تعثر الاتفاق بشكل أكبر.

وقال المسؤول، الذي رفض تقديم المزيد من التفاصيل، إن اللغة التي اقترحتها الولايات المتحدة تهدف إلى سد الفجوات، حول ما ستتناوله المفاوضات بين المرحلة الأولى والمرحلة الثانية من الصفقة المقترحة. ومن غير الواضح متى تم اقتراح تلك اللغة.

وأعلن الصحفي المتعاون مع شبكة CNN، باراك رافيد لأول مرة عن الخبر في موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقلا عن ثلاثة مصادر لديها اطلاع مباشر، ولم يذكر أسماءها.

وبحسب المصادر التي استشهد بها رافيد، فإن اللغة الجديدة التي قدمتها الولايات المتحدة تركز على "المادة 8"، وهي الفترة خلال المرحلة الأولى من الاقتراح حيث يُتوقع أن تبدأ إسرائيل وحماس المزيد من المفاوضات بهدف تفعيل المرحلة الثانية، حيث سيتم تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم حماس، مقابل السجناء الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.

وقالت المصادر إن اللغة الأمريكية المقترحة تهدف إلى سد الخلاف الحالي الناجم عن مطالب حماس، بأن تركز المفاوضات خلال المرحلة الثانية فقط على عدد وهوية السجناء الفلسطينيين المُفرج عنهم من السجون الإسرائيلية في عملية التبادل، بينما تريد إسرائيل أن تكون لديها القدرة على إثارة نزع السلاح من غزة وقضايا أخرى، بحسب ما ذكر رافيد.

وقال رافيد إن الولايات المتحدة تدفع مصر وقطر نحو الضغط على حماس لقبول التغيير في اللغة. وقال أحد المصادر التي استشهد بها رافيد، إنه إذا قبلت حماس اللغة الجديدة فإنها "ستسمح بإتمام الصفقة".

ولم تطلع شبكة CNN على الاقتراح الأخير وتواصلت مع مسؤولين قطريين ومصريين.

وشكلت المرحلة الثانية (من الصفقة) مصدر خلاف في المفاوضات التي استمرت شهورًا بين إسرائيل وحماس. ودعت حماس إلى إنهاء الحرب بشكل دائم وانسحاب عسكري إسرائيلي كامل، بينما تعهد سياسيون إسرائيليون، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بمواصلة الحرب حتى القضاء على حماس.

وقال نتنياهو للقناة 14 الإسرائيلية، الأحد، إنه مستعد لإبرام "صفقة جزئية" مع حماس لإعادة بعض الرهائن فقط من غزة، في تعليقات تتعارض مع الاقتراح الذي وافق عليه مجلس وزرائه الحربي. وأضاف نتنياهو أن إسرائيل ستواصل القتال في القطاع بعد وقف إطلاق النار.

وتراجع عن التعليقات بعد يوم واحد إثر ردود فعل عنيفة من عائلات الرهائن والعديد من السياسيين الإسرائيليين.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: نقترب من القضاء على القدرات العسكرية لحماس وسنواصل تدمير فلولها المسلحة
  • سموتريتش: مستوطنة جديدة مقابل كل اعتراف بالدولة الفلسطينية
  • سموتريتش: الحكم العسكري الحل الوحيد لاحتلال غزة ومنع عودة حماس
  • يديعوت: قطر قدّمت 3 صيغ بديلة لحماس واللحظات الحالية مصيرية وحرجة
  • إسرائيل تطلق سراح مدير مستشفى الشفاء وآخرين اعتقلوا أثناء الحرب
  • إسرائيل تطلق سراح مدير مستشفى الشفاء وعددا من المعتقلين أثناء الحرب
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض 20 مقذوفا أُطلقت من غزة
  • قائد عسكري إسرائيلي: مواجهة حماس في رفح أصعب بكثير وتفكيكها يتطلب عامين
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين وإصابة آخرين في مواجهات شمالي غزة
  • مسؤول أمريكي: الولايات المتحدة اقترحت لغة جديدة بشأن مقترح الرهائن ووقف إطلاق النار بغزة