قال الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن من المقرر شرعًا أن هناك فارقًا بين المسجد الموقوف لله- تعالى-، وبين الزاوية والمصلَّى، مع مشروعية الصلاة، واشتراط طهارة المكان في كلٍّ، فالمسجد له أحكامه الخاصة به، كعدم جواز تحويله عن المسجدية إلى أي غرض آخر، بخلاف الزوايا والمصلَّيات، فإنها لا تأخذ أحكام المساجد، حتى لو أُوقِفَتْ للصلاة فيها، كما أنَّ العبرة في الأحكام بالمسمَّيات لا بالأسماء.

جاء ذلك خلال لقائه الأسبوعي في برنامج نظرة مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية صدى البلد، في معرض ردِّه على سؤال لأحد المشاهدين يسأل عن رغبة أحد الأشخاص في تحويل زاوية صغيرة أسفل مبنى سكني إلى محل تجاري، مضيفًا فضيلته أن الشرع الحنيف حثَّ على بناء المساجد بوجه عام وإعمارها، فقال عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾ [التوبة: 18]، ومن عمارة المساجد إقامتها وترميمها وتعاهدها وصيانتها، مشيرًا إلى أن هدم الزوايا أو المساجد الصغيرة يُرجع فيه إلى وزارة الأوقاف، لأنها أعلم بملابسات الواقعة وأدرى بجواز أو عدم جواز تحويل هذه الزاوية إلى نشاط آخر.

وحول حكم تهنئة الجار المسيحي بِعِيده، قال فضيلته: إن تبادل التهاني بين أبناء الوطن الواحد في المناسبات الدينية خاصة من شأنه أن يقوِّي روح المودة والتآلف والترابط فيما بيننا، حيث إننا اليوم بحاجة إلى إشاعة مشاعر التآخي والتلاحم والوحدة الوطنية، حتى نترك للأجيال القادمة بناءً حضاريًّا إنسانيًّا أساسه الإيمان وارتفاعه العدل وقوته المحبة بين أبناء الوطن، مشيرًا إلى أن هذه الأخوة والتلاحم ممتدة عبر السنين منذ أيام سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه.

وردًّا على سؤال عن حكم عمليات التجميل، أجاب فضيلته بأنَّ عمليات التجميل لها ضوابط شرعية للحكم بإباحتها، منها العلاج ورفع الضرر الشديد.

وعن حكم الاحتفال ببعض مظاهر العادات الخاصة بالسنة الميلادية الجديدة قال فضيلته: إنَّ التشبُّه المذموم شرعًا لا يكون إلا بعد توافر ضوابط شرعية، منها على سبيل المثال لا الحصر: أن يكون محل التشبه حرامًا في نفسه، كارتكاب المحرمات والمنهيات وترك المأمورات والواجبات.

وعن رأي فضيلة المفتي بخصوص قرار البرلمان الدنماركي بحظر تمزيق المصحف قال: نحن نثمِّن قرار البرلمان الدنماركي الخاص بمنع الإساءة إلى المصحف الشريف، بتمزيقه أو تدنيسه أو بأي صورة من الصور التي من شأنها نزع القداسة عن المصحف الشريف، وسائر الكتب المقدسة، وحظر القانون "المعاملة غير اللائقة" للنصوص الدينية المعترف بها لدى المجتمعات الدينية، حيث إن هذا القرار يسهم في تعزيز رُوح التسامح والتعاون المشترك بين المجتمعات كافة، ويدعم نبذ خطابات الكراهية والعنف والإقصاء والتمييز.

ودعا فضيلة المفتي كل الدول إلى أخذ إجراءات مماثلة بحظر الإساءة للمقدسات الدينية وكل ما من شأنه أن يثير الكراهية.

أما عن رأيه في اقتحام بعض الجنود الإسرائيليين مسجدًا في مخيَّم جنين وإقامة صلوات تلمودية، فقال فضيلته: هو عمل مستفز ومشين وليس غريبًا على من يقتل النساء والأطفال، وعلى عقلاء العالم التصدي لهذه الاستفزازات والأعمال العدائية التي تخالف كل الأديان والأعراف والقيم.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: شوقي علام المفتي برنامج نظرة الجنود الإسرائيليين

إقرأ أيضاً:

الرهوي يدعو الجميع إلى المشاركة الفاعلة في إنجاح حملة نظافة بيوت الله وجعلها لائقة بشعب الإيمان والحكمة

 

 

الثورة /

شارك رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي، في اللقاء الموسع للجهات الرسمية والشعبية الذي عقد أمس، لإطلاق حملة “أن طهرا بيتي” للعام 1446هـ، لتجهيز بيوت الله استعداداً لشهر رمضان المبارك.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أهمية هذه الحملة المجتمعية التطوعية الحكومية.. مشيدا بالنجاح الذي حققته الحملة خلال العامين الماضين.. لافتا إلى ضرورة الاهتمام المستمر ببيوت الله وجعلها لائقة بشعب الإيمان والحكمة.
وقال “ينبغي أن تكون مساجدنا دوما نظيفة وجاذبة للجلوس وذكر الله فيها سيما ونحن مقدمون على شهر رمضان المبارك حيث يقضي الجميع أوقاتا كثيرة في بيوت الله”.
وأضاف ” لا بد من العناية والاهتمام بمساجدنا وعمارتها ونظافتها سواء من حيث طهارتها أو رفع بقايا الأكل منها”
ووجه رئيس مجلس الوزراء وزارات الإعلام والاتصالات وتقنية المعلومات والثقافة والسياحة إلى القيام بدورها التوعوي بهذا الخصوص والمساهمة في ترسيخ سلوك النظافة في أوساط المجتمع بصورة عامة والعناية ببيوت الله وعمارتها بصورة خاصة.
ودعا جميع شرائح المجتمع وفي مقدمتهم رجال الأعمال والميسورين إلى المشاركة الفاعلة في إنجاح حملة نظافة بيوت الله والمساهمة في هذا العمل المبارك.
ولفت الرهوي إلى ضرورة تشابك الجهود لترميم وصيانة المساجد بما في ذلك دورات المياه والتي ينبغي أن تكون في حالة من النظافة الدائمة.. آملا للحملة النجاح وتحقيق غاياتها.
من جانبه حث مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، كافة أبناء الوطن إلى المشاركة الفاعلة في إنجاح هذه الحملة كواجب تجاه بيوت الله له أجر وثواب عظيم.
وأوضح أن الجميع بدءا من المصلين والقائمين على المساجد وهيئة الأوقاف معنيون بالإسهام في عمارة مساجد الله والاهتمام بها.. مشيرا إلى عقوبة الظالمين الذين يمنعون إقامة شعائر الله في المساجد ويسعون في خرابها وكذا من يمنعون حقوق الوقف عن تلك المساجد.
وثمن العلامة شرف الدين إسهامات هيئة الأوقاف وما بذلته من جهود من سبيل إحياء وإعمار بيوت الله وتوفير احتياجاتها وتنظيفها لتكون قبلة للمصلين.. داعيا الهيئة إلى المزيد من الاهتمام والرعاية بالقائمين على المساجد بما يعود بالنفع على الجميع.
وفي اللقاء الذي حضره نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان، ونائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية فهد العزي، ووزراء الصحة والبيئة الدكتور علي شيبان، والثقافة والسياحة الدكتور علي اليافعي، والإعلام هاشم شرف الدين، أشار رئيس الهيئة العامة للأوقاف العلامة عبدالمجيد الحوثي، إلى دور المساجد وقدسيتها في الدين الإسلامي وما تسهم به من تخريج للعلماء والمجاهدين فضلا عن أنها كانت مقرا لإدارة شؤون الدولة.
ولفت إلى أن أول عمل قام به الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد وصوله إلى المدينة المنورة هو بناء المسجد النبوي ليكون ركيزة أساسية في بناء الدولة الإسلامية وتحرير الأرض من الطغاة والمستكبرين.
وأوضح العلامة عبدالمجيد أن هناك 100 ألف مسجد في اليمن، منها 20 بالمائة لديها أوقاف و7 بالمائة من تلك النسبة بحاجة إلى تضافر الجهود لاستعادة الأوقاف الخاصة بها.. مبينا أن 80 بالمائة من إجمالي عدد المساجد في اليمن ليس لديها أوقاف الأمر الذي يستوجب تضافر الجهود لإيجاد الموارد التي تساعد على القيام بواجب خدمة بيوت الله.
ودعا رئيس هيئة الأوقاف كافة أبناء اليمن والجهات الرسمية وغير الرسمية ورجال المال والأعمال إلى الإسهام الفاعل في إنجاح الحملة التي تعتبر من أشرف الحملات.
بدوره أوضح العلامة فؤاد ناجي، أن بيوت الله معظمة ومقدسة وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكثير من الأحاديث التي تؤكد ذلك.. مستعرضا مكانة الإنسان الذي يتعلق قلبه بالمساجد وأجر وثواب كل من يعمل على أن تكون بيوت الله قبلة للمصلين من خلال الاهتمام بنظافتها وتوفير احتياجاتها.
وأكد أهمية اسهام الخيرين في تجهيز وتنظيف بيوت الله من خلال تنفيذ المبادرات الطوعية التي تساعد في القضاء على الكثير من السلوكيات الخاطئة التي تتعرض لها الكثير من مرافق المساجد.. لافتا إلى أهمية تفاعل الخطباء مع الحملة التي يجب ألا تكون محصورة على شهر رمضان الكريم أو فترة زمنية محددة.
حضر اللقاء نائب رئيس الهيئة العامة للأوقاف عبدالله علاو ووكلاء الهيئة.
تصوير /فؤاد الحرازي

مقالات مشابهة

  • الرهوي يدعو الجميع إلى المشاركة الفاعلة في إنجاح حملة نظافة بيوت الله وجعلها لائقة بشعب الإيمان والحكمة
  • 5 إجراءات بمساجد مطروح استعداداً لاستقبال شهر رمضان
  • وزير الأوقاف: 4 ملايين و990 ألف مستفيد من برنامج محو الأمية في المساجد منذ عام 2000
  • البحوث الإسلامية ينعي الشيخ سلامة كامل جمعه عضو لجنة مراجعة طباعة المصحف
  • وصول دفعة جديدة من السجاد لفرش المساجد بالفيوم
  • وزير الأوقاف يعلن إعادة فتح 1100 مسجدا من بين 2217 مسجدا متضررا جراء زلزال الحوز
  • المفتي: اتفقت الشرائع السماوية على أصول العقيدة والشريعة والأخلاق
  • «أوقاف الإسكندرية» تطلق برنامجا تدريبيا لإعداد الدعاة والقيادات الدينية
  • عالم بالأوقاف: أهل العلم صمام الأمان وحراس الأمة ضد الزيغ والضلال
  • المفتي: يجب عرض المعلومات على العقل وربط المقدمات بالنتائج للتأكُّد من صحتها