أكثر من 60 مشاركًا من الفنانين الشباب، مبتدئين ومحترفين، جمعهم معرض «المرأة البحرينية»، الذي نظمتهُ «جائزة يوسف بن أحمد كانو»، كمخرج من مخرجات دورتها الحادية عشرة، ضمن التنافس في مسابقة الفن التشكيلي، حيثُ تمحور المعرض والمسابقة على الدور الذي لبعته المرأة البحرينية وفق قراءة فنية، لقيت إقبالاً كبيرًا من الفنانين الذين عُرضت نتائج مشاركاتهم في صالة «جمعية البحرين للفنون التشكيلية»، في معرضٍ افتتح في الـ7 من ديسمبر 2023، تحت رعاية الشيخ راشد آل خليفة، رئيس المجلس الوطني للفنون.

وتركزت الأعمال الفنية المشاركة على اشتغالات الرسم، إذ نُدرت الأشكال الفنية الأخرى، عدا منحوتة واحدة، فيما تفاوتت مستويات الأعمال، التي تعددت من حيث ارتكانها على المدارس الفنية المختلفة، من الكلاسيكية إلى الأكثر حداثة، عبر الأعمال المفاهيمية والكولاجية.
واتكأت الكثير من الأعمال على المرأة برمزيتها التقليدية؛ المتمثلة في حضورها البارز عبر التراث البحريني، فالعديد من الاشتغالات تناولت هذا الجانب، ربما لبساطة توصيفه لثيمة «المرأة البحرينية»، أو هو حنين لم يُعايشه أغلب المشاركين، لكنه امتد إليهم عبر حكايات الوالدين والأجداد، وربما هو محاكاة عفوية لزمنية كانت فيها الخصوصية الثقافية متجلية بكل تفاصيلها في الحياة المعاشة، بعكس العصر الحاضر التي فقدت فيه هذه الخصوصيات تمايزها، وأضحت الفروقات الثقافية ذائبة في نماذج موحدة لم تعد فيها المرأة البحرينية أو غيرها ذات تمايز، إلا في تفاصيل صغيرة ما يزال المجتمع يحافظ عليها، وهي مهددة في الوقت نفسه بتمدد العولمة إليها، ومحوها إلا من الذاكرة كتراث!
ولهذا برزت العديد من الاشتغالات الفنية مسلطةً الضوء على هذا الجانب، فعالجة حضور المرأة من خلال عناصر الموروث، الحرف والصناعات التقليدية، الأزياء الشعبية، المجوهرات والزينة، الأنشطة... وإعادة قولبت هذه الثيمة في سياق معاصر، أو عبر مقاربات تعكس الدور الرئيس الذي لعبته المرأة في المجتمع البحريني والإنساني عمومًا.
كما أن أعمالاً كثيرة ركزت على شخصية صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، بوصفها رمزًا لنهضة المرأة البحرينية، فكان لها حضورها الكبير في الأعمال والاشتغالات الفنية المختلفة، إلى جانب دور المجلس الأعلى للمرأة، الذي حظي بحضورٍ رمزي في العديد من الأعمال عبر صيغٍ وأشكال فنية متعددة.
وحظي موضوع العمل، ومساهمة المرأة في الاقتصاد، بجانبٍ كبير من اهتمام اللوحات، إذ وظف هذا الجانب للكشف عن تلك المساهمات في البناء الحضاري للبحرين، فكان لعناصر العمل حضورها بشكلٍ استثنائي؛ المرأة التي تحمل الأدوات، أو تلك التي ترتدي خوذة حماية الرأس، وتلك التي تخيط، أو تستخدم آلات الخياطة، أو تمارس المهن الصحية... كما حضر هذا الجانب بصورة غير المباشرة، عبر الترميز لدور المرأة العاملة وإسهامه في النهوض الاقتصادي، عبر تعدد مهامها، والمواقع التي أخذتها، وكان للأعمال الكولاجية دور في إبراز هذا الجانب، خاصة تلك التي اعتمدت على مانشيتات الصحف وقصاصاتها.
كما لم تُهمل العديد من الاشتغالات المرأة البحرينية المعاصرة، والتي كان لها حضور في الاشتغالات بمختلف تموقعها في الواقع الاجتماعي والثقافي، فيما ذهبت بعض الأعمال لخلق اتصالية تجلي الامتداد بين الماضي والحاضر، ومواقع المرأة على مدى هذا الخط المتقادم في الزمن، والتحديات التي تجابهها، لتبين الديمومة والاستمرارية المتعلقة بدور المرأة وأهميته على اختلاف الأزمنة.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا المرأة البحرینیة هذا الجانب

إقرأ أيضاً:

نبوءة الزعيم| دور رفضه عادل إمام وأشعل نجومية فنان آخر

تعتبر علاقة الفنان أحمد راتب والزعيم عادل إمام واحدة من أبرز العلاقات الفنية التي شهدتها الساحة الفنية المصرية. فقد جمعت بينهما صداقة قوية مليئة بالمودة والتقدير، فضلاً عن تعاون مثمر تُرجم إلى 19 عملاً فنياً ناجحاً.

بداية التعاون الفني

بدأت الشراكة الفنية بين أحمد راتب وعادل إمام بفيلم "شعبان تحت الصفر" عام 1980، حيث أظهرت الكيمياء الفريدة بينهما قدرة مميزة على جذب الجمهور. وتوالت بعدها الأعمال، مثل "انتخبوا الدكتور سليمان عبدالباسط" عام 1981، و"على باب الوزير" عام 1982، و"المتسول" عام 1983، و"حتى لا يطير الدخان" عام 1984.

نجاحات متتالية

استمرت الثنائية المميزة بأعمال تركت بصمة واضحة في السينما المصرية، مثل "جزيرة الشيطان" عام 1990 و"اللعب مع الكبار" عام 1991، إضافة إلى أفلام مثل "واحدة بواحدة" و"المنسي" و"بخيت وعديلة". تلك الأفلام لم تكن مجرد تعاون فني، بل تجسيداً لعلاقة إنسانية عميقة وصداقة قوية تجمع بين النجمين.

كواليس فيلم "طيور الظلام"

تحدث أحمد راتب في أحد اللقاءات التلفزيونية مع الإعلامية صفاء أبو السعود عن كواليس اختيار شخصيته في فيلم "طيور الظلام"، الذي يُعد من أبرز محطات مسيرته الفنية. كشف راتب أنه كان مرشحاً في البداية لأداء دور "علي الزناتي"، وهو الدور الذي ذهب لاحقاً للفنان رياض الخولي.

وأشار راتب إلى نصيحة الزعيم عادل إمام، الذي حثه على الابتعاد عن تكرار شخصية "الأخ سيف" التي قدمها في فيلم "الإرهابي"، حتى لا يتم حصره في أدوار نمطية. بدلاً من ذلك، رأى إمام أن شخصية "محسن"، صديق فتحي المقرب، ستكون الأنسب له، وهو ما حدث بالفعل.

نصيحة صنعت الفارق

أثبتت نصيحة عادل إمام صحتها، حيث أصبح دور "علي الزناتي" الذي أداه رياض الخولي واحداً من أهم أدواره، مما مهد له الطريق نحو نجومية جديدة وأعمال بطولية منفردة. أما بالنسبة لأحمد راتب، فقد أضاف دور "محسن" قيمة كبيرة لمسيرته الفنية، وأكد مرة أخرى على براعته في أداء الأدوار المركبة.

تأثير الصداقة على العمل

لطالما شارك الثنائي أحمد راتب وعادل إمام الجمهور بكواليس أعمالهما المشتركة، حيث ظهرت ملامح الصداقة والاحترام المتبادل بينهما. هذه العلاقة الإنسانية انعكست بوضوح على الشاشة، مما أضفى على أعمالهما طابعاً خاصاً ميزها عن غيرها.

إرث فني وإنساني

في ذكرى ميلاد الفنان أحمد راتب، التي تصادف 23 يناير، يظل الحديث عن هذه الصداقة وهذا التعاون الفني شاهداً على مرحلة مميزة في تاريخ السينما المصرية. فقد نجح الثنائي في تقديم أعمال استثنائية تحمل مزيجاً من الكوميديا والدراما، وجسدا معاً نموذجاً للصداقة الحقيقية التي تثمر نجاحات فنية وإنسانية تبقى خالدة في ذاكرة الجمهور.

مقالات مشابهة

  • نبوءة الزعيم| دور رفضه عادل إمام وأشعل نجومية فنان آخر
  • نحن محاصرون.. الجانب الآخر من القصف التركي على المواقع العمّالية بدهوك (صور)
  • صورة تحمل أكثر من دلالة.. فوزي لقجع يزور الأسطورة أحمد فرس ويُقبل رأس اللاعب الذي رفع الكأس الأفريقية الوحيدة للمغرب
  • سبع صنايع آخرها صانع محتوى
  • نتنياهو: دور السلطة بمعبر رفح ختم الجوازات فقط
  • محمد عبده يعود إلى الساحة الفنية بعد غياب بسبب المرض
  • المرتزقة في عدن يعرضون خدماتهم على اسرائيل
  • المرتزقة في عدن يعرضون خدماتهم على سرائيل
  • عاجل| أحمد موسى يعلن افتتاح معبر رفح من الجانب الفلسطيني
  • الأطفال باسوان يعرضون حياتهم للخطر والسبب قصب السكر (صور)