مايكروسوفت تتيح إنشاء أغان وموسيقى باستخدام الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
أعلنت شركة مايكروسوفت أنها أتاحت لمستخدميها إمكانية إنشاء الموسيقى وتأليف الأغاني اعتمادا على الذكاء الاصطناعي بفضل إدماج أداة "سونو" (Suno) في مساعدها الذكي "كوبايلوت" (Copilot) الذي زودت به متصفحها "إيدج" (Edge).
وتتيح الأداة للمستخدمين توليد أغانٍ كاملة متضمنة الكلمات والألحان والأصوات عندما يُدخل المستخدم أمرا نصيا إلى مساعد الذكاء الاصطناعي كوبايلوت في ويندوز.
ويمكن لمستخدمي كوبايلوت تفعيل أداة سونو بتشغيل متصفح إيدج، ثم الذهاب إلى (Copilot.Microsoft.com) وتسجيل الدخول باستخدام حساب مايكروسوفت، ثم تفعيل إضافة سونو (Suno) بالضغط عليها.
وذكرت مايكروسوفت في منشور لها عبر موقعها الرسمي تعليقا على إدماج أداة سونو، أن هذه الشراكة ستفتح آفاقا جديدة للإبداع والمتعة، مما يجعل إنشاء الموسيقى في متناول الجميع.
وتستثمر الشركات الكبرى والناشئة على نحو واسع في توليد الموسيقى بالذكاء الاصطناعي، إذ عقدت غوغل شراكة مع شركتي "لايرا" و"دريم تراك" لإنشاء الموسيقى والنغمات في يوتيوب، كما تطور غوغل نفسها نموذجا خاصا بها.
وكانت شركة ميتا قد طرحت نموذجي "أوديو جين" (AudioGen) و"ميوزيك جين" (MusicGen) في وقت سابق لتوليد الأصوات والموسيقى اعتمادا على الذكاء الاصطناعي، كما تمتلك شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) مشروعا مماثلا يسمى "جوك بوكس" (JukeBox).
ويجري تدريب كافة نماذج توليد الأصوات والموسيقى على المواد المتاحة على الإنترنت، حتى وإن كانت محمية بحقوق الطبع والنشر، ثم تتعلم خوارزميات الذكاء الاصطناعي منها وتحاول محاكاتها، ولا تزال مخرجات أدوات الذكاء الاصطناعي وآليات عملها محل جدل واسع في ظل غياب قوانين واضحة وتشريعات ملزمة ومنظمة لها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي خطر محدق بالكتابة الصحفية
منذ إطلاق الذكاء الاصطناعي أو ما يُعرف بـ«تشات جي بي تي» في ٣٠ نوفمبر من عام ٢٠٢٢م، بواسطة أوبن أيه آي ـ سان فرانسيسكو المُصَمَم على محاكاة القدرات الذهنية للبشر عبر استخدام تقنيات التعلم والاستنتاج ورد الفعل واتخاذ القرارات المستقلة... منذ ذلك الحين غصّْت الصحف التقليدية ومنصات الكتابة الإلكترونية بالمقالات والأعمدة والتحليلات التي لا تنتمي إلا شكليًا للشخص المُدونُ اسمه في نهايتها.
وبقدر ما يُسهم الذكاء الاصطناعي في حل كثير من الإشكالات في حياتنا بما يمتلكه من قدرات خارقة تساعد الإنسان والمؤسسات على تحسين الأداء وحل المعضلات والتنبؤ بالمستقبل عبر «أتمتة» المهام والعمليات، إلا أنه ساهم في تقويض مهارات الكتابة الصحفية كوسيلة أصيلة للتعبير عن الأفكار وطرح الرؤى الواقعية التي تساعد المجتمع على تخطي مشكلاته... يتبدى ذلك من خلال تقديم معلومات غير موثوقة كونها لا تمر بأيٍ من عمليات التحقق ولا تقع عليها عين المحرر.
يستسهل حديثو العهد بالعمل الصحفي وممن لا علاقة لهم بعالم الصحافة كتابة مقال أو تقرير أو تحقيق صحفي، فلم يعودوا بحاجة للبحث والتحضير وتعقب المعلومات وهو المنهج الذي ما زال يسير عليه كاتب ما قبل الذكاء الاصطناعي الحريص على تقديم مادة «حية» مُلامِسة للهمّ الإنساني، فبضغطة زر واحدة يمكن الآن لأي صحفي أو من وجد نفسه مصادفة يعمل في مجال الصحافة الحصول على المعلومات والبيانات التي سيتكفل الذكاء الاصطناعي بتوضيبها واختيار نوع هرم تحريرها وحتى طريقة إخراجها ليترك للشخص المحسوب على الصحفيين فقط وضع صورته على رأس المقالة أو التحليل أو العمود وتدوين اسمه أسفله.
إن من أهم أخطار الذكاء الاصطناعي على العمل الصحفي أن الشخص لن يكون مضطرًا للقراءة المعمّقة وتقصي المعلومات والبيانات ولهذا سيظهر عاجزًا عن طرح أفكار «أصلية» تخُصه، فغالبًا ما يقوم الذكاء الاصطناعي بتقديم أفكار «عامة» تعتمد على خوارزميات وبيانات مُخزّنة.. كما أنه لن ينجو من اقتراف جريمة «الانتحال» كون المعلومات التي يزوده بها الذكاء الاصطناعي «مُختلَقة» يصعب تحري صدقيتها وهي في الوقت ذاته «مُتحيزة» وغير موضوعية تأخذ طرفًا واحدًا من الحقيقة وهو بلا شك سبيل لإضعاف مصداقية أي صحفي.
وتقف على رأس قائمة أخطار الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في الكتابة الصحفية ما يقع على القارئ من ضرر، إذ لوحظ أنه يواجه دائمًا صعوبة في استيعاب «السياق» وهي سمة يُفترض أن تُميز بين كاتب صحفي وآخر... كما أنه يُضطر لبذل مجهود ذهني أكبر لاستيعاب عمل «جامد» يركز على كمية المعلومات وليس جودتها، فمن المتعارف عليه أن المادة وليدة العقل البشري تتصف بالمرونة والحيوية والعُمق والذكاء العاطفي ووضوح الهدف.
لقد بات ظهور أشخاص يمتهنون الصحافة كوظيفة وهم يفتقرون للموهبة والأدوات خطرًا يُحِدق بهذه المهنة في ظل ما يتيحه الذكاء الاصطناعي من قدرات فائقة على صناعة مواد عالية الجودة في زمن قياسي رغم أن القارئ لا يحتاج إلى كثير من الجهد لاكتشاف أن هامش التدخل البشري في المادة المُقدمة له ضئيل للغاية.
بقليل تمحيص يمكن للقارئ استيضاح أن لون المادة التي بين يديه سواء أكانت مقالة أو عمودا أو تقريرا يفتقر إلى «الإبداع والأصالة» وهو ما يؤكد أن الذكاء الاصطناعي لن يحل في يوم من الأيام محل العقل البشري الذي من بين أهم مميزاته قدرته الفائقة على الابتكار والتخيل والإبداع والاستنتاج عالي الدِقة.
النقطة الأخيرة..
رغم التنبؤات التي تُشير إلى ما سيُحدثه الذكاء الاصطناعي من نقلة هائلة على مستوى زيادة الكفاءة والإنتاجية وتوفير الوقت والتكاليف، إلا أنه سيظل عاجزًا عن تقديم أفكار خلّاقة وأصلية علاوة على المردود السلبي المتمثل في تدمير ملَكات الإنسان وإضعاف قدراته الذهنية.
عُمر العبري كاتب عُماني