بغياب أكبر دولتين عربيتين عسكرياً وسياسياً..ما الهدف من تشكيل القوة البحرية وهل تردع الحوثي؟.. تقرير
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
بغياب السعودية ومصر، أكبر دولتين عربيتين عسكرياً وسياسياً، تشكلت قوة عسكرية دولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لحماية الملاحة في البحر الأحمر، على وقع العدوان الإسرائيلي على غزة المستمر منذ نحو شهرين ونصف، والذي دفع الحوثيون في اليمن لشن هجمات ضد سفنٍ تجارية، تقول الجماعة المتمردة إنها تتبع "إسرائيل".
وتأتي خطة الولايات المتحدة لتعزيز حماية السفن، فيما يعتقد البعض أن هدفها حماية "إسرائيل"، في الوقت الذي بدأ فيه مورّدو الطاقة العالميون والشاحنون التجاريون في تجنب مضيق باب المندب الضيق في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، حيث تبحر الناقلات على مسافة قريبة من السواحل اليمنية.
ولم يكن اللافت غياب مصر والسعودية فقط، بل أيضاً غياب جميع الدول المطلة على البحر الأحمر، حتى "إسرائيل" نفسها، وحضور دولة عربية وحيدة هي البحرين، فما أسباب غياب تلك الدول ودول الخليج الأخرى؟ وهل يؤدي تشكيل هذه القوة إلى مزيد من التصعيد بالمنطقة؟
قوة دولية.. بمشاركة البحرين
بعدما أثارت الهجمات التي يشنها المتمردون المدعومون من إيران في اليمن على السفن في البحر الأحمر، مخاوف تضرر الاقتصاد الإسرائيلي والدولي، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية وبطلبٍ إسرائيلي بتشكيل قوة متعددة الجنسيات لحماية التجارة.
وخلال زيارته إلى البحرين التي تضم مقر الأسطول الأمريكي الخامس، قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، (19 ديسمبر 2023)، إن الدول المشاركة في القوة هي: بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا، مضيفاً أنها ستنفذ دوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، ضمن ما أطلق عليها عملية "حارس الازدهار".
وأوضح أوستن أن القوة الجديدة تستهدف ضمان حرية الملاحة وتعزيز الأمن الإقليمي، معتبراً أن ما وصفه بتصعيد الحوثيين "يهدد التدفق الحر للتجارة وينتهك القانون الدولي".
ووفق قناة "الجزيرة"، أبلغ أوستن الدول المشاركة في اجتماع مع وزراء دفاع عدد من الدول، عُقد في البحرين، بأن "هناك طرقاً كثيرة للمساهمة في العملية الجديدة لتأمين الملاحة في البحر الأحمر".
في سياقٍ متصل، نقلت صحيفة "البلاد" البحرينية عن مسؤول عسكري أمريكي وصفته بـ"الكبير"، قوله إنه من المتوقع خلال الساعات القادمة انضمام دول أخرى إلى القوة الدولية، مشيراً إلى أنه تم إرسال دعوة لـ39 دولة من القوات البحرية المشتركة.
كما نقلت عن مسؤول أمريكي -لم تكشف عن اسمه- قوله إن عملية "حارس الازدهار هي عملية دفاعية للشحن وتدفق الملاحة وليست لتوجيه ضربات عسكرية".
وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري (21 ديسمبر)، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون، أن بلاده "تشترك في مبادئ خاصة بِحُرية الملاحة وضرورة الحفاظ عليها وحماية البحر الأحمر، والدول المشاطئة للبحر الأحمر تضطلع بمسؤولية دائمة في إطار تأمينه".
وبينما ذكر أن مصر "تستمر في التعاون مع الكثير من شركائها لتوفير حرية الملاحة في البحر الأحمر"، فإنه لم يوضح الخطوات التي ستتخذها لضمان ذلك في إطار مواجهة التهديد الحوثي الطارئ.
كما أكد أن "مصر لها علاقات وتتعاون مع شركائها في أطر أخرى، وتستمر في التنسيق والحديث في أفضل الوسائل لتوفير حرية الملاحة وضمان سير البضائع ومنع أي تأثيرات سلبية على سلاسل الإمداد".
غياب خليجي وعربي
ما كان لافتاً في الإعلان عن القوة المشكلة الغياب الواضح للدول الخليجية والتي كان يعول عليها وزير الدفاع الأمريكي، الذي أجرى اتصالات مكثفة ولقاءات مع مسؤولين عسكريين خليجيين، إضافة إلى الدول العربية المطلة على البحر الأحمر، كمصر التي تشكل إلى جانب السعودية أهمية استراتيجية وعسكرية هامة.
وتتركز الأنظار على الرياض، التي لم تعلن مشاركتها في القوة المعلنة على الرغم من أهمية الاستقرار في منطقة البحر الأحمر، في سبيل إنجاز عدد كبير من مشاريع "رؤية 2030".
وسبق أن نقلت وكالة "رويترز" (6 ديسمبر) عن مصدرين مطلعين أن السعودية طلبت من الولايات المتحدة ضبط النفس في الرد على هجمات جماعة الحوثي باليمن على سفن في البحر الأحمر.
وإلى جانب ذلك غاب السودان وجيبوتي وإريتريا، وحتى "إسرائيل" التي كانت قد استبقت الإعلان بالقول إنها طلبت تشكيل هذه القوة، فيما غابت أيضاً اليمن ممثلة بالحكومة المعترف بها دولياً، والتي تقاتل المتمردين الحوثيين.
تحالف غربي فقط
يؤكد المحلل العسكري والاستراتيجي د.علي الذهب، أن سر مشاركة البحرين في إطار التحالف العسكري المعلن وجود قيادة الأسطول الخامس على أراضيها.
ونقل موقع"الخليج أونلاين"،عن الذهب قولة بأن ذلك "يعني أن أي عمل عسكري تنطلق منه الطائرات أو السفن الحربية، فهو يعد منطقة عسكرية مشاركة، وهذا يعني أنها بحكم سيادتها على هذه الأرض التي فيها قيادة الأسطول الخامس فهي دولة مشاركة".
وإلى جانب ذلك، يشير إلى أن مشاركتها أيضاً تأتي "ضمن اتفاق أبراهام الذي وقعت عليه البحرين إيذاناً بتطبيع علاقتها مع "إسرائيل"، والذي ينص على حماية أي طرف من أي خطر قد يحيط به".
وفيما يتعلق بمصر والسعودية، أكد "أن كل دولة لها قرارها الخاص"، مشيراً إلى أن مصر "لا تريد أن تصعد لأنها تنظر إلى المنطقة المطلة على البحر الأحمر على أنها بحيرة عربية على وجه الخصوص".
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
إعادة فتح ميناء الغردقة البحرى وانتظام الحركة الملاحية بموانئ البحر الاحمر
أعلن المركز الإعلامى لهيئة موانئ البحر الأحمر، إعادة فتح ميناء الغردقة البحرى بمحافظة البحر الأحمر، فى تمام الساعة الثانية عشر ظهرا بعد تحسن الأحوال الجوية واستقرار الرياح، وتم استئناف الانشطة البحرية والحركة الملاحية.
وقام مديرو الموانئ بالمتابعة مع الهيئة العامة للأرصاد الجوية للخريطة المناخية والجومائية حفاظًا على انتظام وسلامة الملاحة البحرية والممتلكات العامة والخاصة
و كان المركز الاعلامي لهيئة موانئ البحر الأحمر قد أعلن أمس إغلاق ميناء الغردقة البحري بمحافظة البحر الأحمر في تمام الساعة الواحدة صباحًا؛ نظراً لسوء الأحوال الجوية، حيث بلغت شدة الرياح 34 عقدة جنوبية غربية، وارتفاع الأمواج ما بين 3-4 أمتار، وحالة البحر مضطربة جداً. وتم إيقاف حركة الملاحة البحرية وكافة الأنشطة البحرية على الوحدات البحرية الصغيرة والكبيرة حفاظاً على سلامة الملاحة البحرية.
وأصدر اللواء مهندس محمد عبدالرحيم، رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر، تعليمات صارمة لمديري الموانئ باتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة نحو التأكد من سلامة العلامات الملاحية بمداخل ومخارج الموانئ، والمتابعة مع الهيئة العامة للأرصاد الجوية للخريطة المناخية لضمان سلامة الملاحة البحرية، وتفعيل غرف العمليات بالموانئ لمواجهة المخاطر المحتملة، ومنع الأنشطة البحرية حفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة.