22 ديسمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث:
جعفر العلوجي
لا حديث يعلو على حديث نتائج انتخابات مجالس المحافظات من خسر ومن ظفر وشتان بين التصورات والتحليلات التي سبقت إجراء الانتخابات وما بعدها بساعات، شخصيا لا أجد أية غرابة او مفاجآت فيما أعلن او سوف يعلن ولو تحلى غالبية من رشح نفسه بالحكمة ودراسة وتحليل العملية الانتخابية لخلص الى نتيجة عبثية المشاركة واستحالة فعل شيء يذكر.
وكما توقعت بالضبط ووفقا لما هو مكشوف وواضح لم أتوقع وصول شخصيات رياضية او إعلامية وفنية الى مجالس المحافظات فهؤلاء كان رهانهم الشهرة الرياضية او الإعلامية على حد سواء وقد غرتهم الصورة النمطية العالقة في أذهانهم الى أبعد الحدود متصورين أن من سيدلي بصوته من الجمهور المحب لهم سيضعهم نصب عينيه في صندوق الاقتراع مع العلم أن أغلبهم إما لم يذهب الى المركز الانتخابي او أنه آثر الخروج لرغبة شخصية ملحة لإسناد ودعم شخص بعينه بأولوية الصداقة او القرابة او تسهيلات أخرى.
حقيقة القول إننا ما زلنا نعيش فترة متخلفة جداً في عصر الدعاية الانتخابية وننتهج الأسلوب ذاته المعتمد في خمسينيات القرن المنصرم باعتماد الملصقات والأغاني والعراضات العشائرية للتعريف بالشخص وليس ببرنامجه الانتخابي الحديث الذي يستلزم الوصول الى كل بيت ومتابع وإقناعه بالتغييرات وما يمكن تقديمه مستقبلاً الى المواطنين فضلاً عن اختيار الكتلة وشعبيتها وإمكانية الظهور من خلالها وليس الانتحار معها بعد أن سقطت بالضربة القاضية، وهو ما نطلق عليه قراءات استراتيجية معمقة حتى لا تكون المشاركة عبثية، وما دمنا في طور التجدد والبناء والحاجة الى انتخابات مستمرة فإننا سنتوجه بالتأكيد على أنواع الانتخابات التي تحتاج دراسة الجدوى وأخص بالذكر الرياضي والإعلامي الذي يوهم نفسه بالصعود عن طريق الوسط الذي يعمل فيه او الذي يحقق فيه الشهرة وهذا خطأ جسيم ستكون عواقبه سلبية جداً على الأسرتين الرياضية والاعلامية برمتها إذ إن الفشل يعني بالضرورة سقوط زميل له مكانة وتأريخ في علمي الرياضة والإعلام ولكن لا وجود له في المجتمع وليس من تأثير يدفع المواطن لانتخابه، وهنا لا أريد أن أقلل من شأن ومكانة الاثنين معا ولكن أدعوهم صادقا لعدم المجازفة وتصديق كل ما يقال لهم من مقربين اعتادوا أن يغنوا للسلاطين بطريقة بدائية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
«ترامب» قاتل وليس تاجراً
قاتل ومصاصُ دماءٍ آدميةٍ ومجرمٌ يتخفى في زي تاجر عقارات، استخدم هو وعصابتُه إدارة الشر الساكنةُ في البيت الأبيض أداتَهم القاتلة الأخطر والأكثر دموية في هذا العصر والمزروعةَ في فلسطين لقتل وإبادة وإصابة أكثر من 160 ألفاً معظمهم أطفال ونساء من أصل مليونين وثلاثمائة الف إنسان وتحويلِ ديارهم ومرافق حياتهم في غزة إلى حطام خلال ١٥ شهرا لا أكثر.
هذه الإبادة الشاملة وليست جماعيةً (بالمناسبة) كما توصف، لأن الإبادة الجماعية في القانون الدولي المعنيِّ بتعريفها تتحقق حين تتم إبادة 1% من جماعة معينة أمَّا ما حصل في غزة فقد أبيد أكثر من 10% من سكان القطاع ،أي أن الأمر فاق الإبادة الجماعية بكثير .
وعلى كل حال هذه الجريمة الكبرى والإبادة الشاملة التي لم تُنكب البشريةُ الإنسانية بمثلها أقدم عليها هذا المجرم السَّفاح وعصابتُه وأداتُهم الصهيونية بقصد الترويع الدافع لسكان القطاع المتبقين إلى الخروج من وطنهم ولكي يصبح قطاع غزة بعد الإبادة والتهجير كما يريدون مساحةً مُسوَّاةً بالأرض وغيرَ صالحة للعيش فيها، أي – بعبارة أخرى وكما يريد هذا المجرم ومن معه أيضاً – تحويلُ القطاع إلى عقار يُصرِّح بنية الاستيلاء عليه وإلحاقه بكيانه القاتل “الصغير”، كما يصفه هو، لكي يكبُر قليلاً، ومرحلياً إلى أن يتم لاحقاً وشيئاً فشيئاً ضمُّ المزيد من الأوطان المجاورة “العقارات” -بمفهومه الشيطاني -حتى يغدو هذا الكيان الخبيث في الحجم الملبي لطموحات القائمين على مشروع زرعه وتوسيعه وتكبيره وهم ترامب وأشباهُه في الغرب التوسعي الاحتلالي الاستحواذي المخادع المجرم، وصولاً إلى “إسرائيل” الكبرى – كما يحلمون – بتوصيفها التلمودي اليهودي الصهيوني الظلامي العتيد.
إذن من الخطأ أن نُساق وراء توصيفات أعدائنا الماكرين ونطلق على ترامب “تاجر عقارات” كما يريد ويروِّج ويُروَّج له في الإعلام الغربي والإعلام التابع له، فهذا تلطيف لقبح إجرامي دموي عدواني ماكر وشرير على أعلى المستويات وإساءةٌ لمهنة إنسانية عريقة ومن أكثر المهن تلادة واحتراماً وهي التجارة وخصوصاً تجارة العقارات، فحتى أكثرُ تجار العقارات (بالمعنى الحرفي للتعريف) سُوءاً لا يمكن أن يبلغ بهم السوء حدَّ القتل بالجملة والمفرَّق لكي (يمشي حالُ) تجارتهم .
ولم نرَ تاجر عقاراتٍ مهما كان حالُه من الظلم والجشع والجور يقتل مُلَّاكاً بشكل جماعي ودون تمييز ويُخرج من تبقَّى من أرضهم أو عقارهم ليستولي عنوةً وبالصميل عليه ودون أي مقابل! ولم نرَ أو نسمع عن “صفقة عقارية” تتم دون توافق أو تراض بين البائع والمشتري حتى لو وضعنا هامشاً لإجحاف أو غبنٍ قد يلحق بأحدهما أو كلاهما، فما الحال في شأن “تاجر عقارات” يبيد أصحاب العقار المستهدَف ويدمر العقار ويهجِّر من تبقى من أصحابه ليستولي عليه ويتصرف فيه كما يحلو له، وما بالُك بصنيع هؤلاء المجرمين الأشدِّ دمويةً ووحشيةً وامتساخاً وهمجيةً على شاكلة ترامب ونتنياهو بغزة وأهلها، بل بفلسطين وعموم شعبها على مدى 80 عاما .
ترامب إذاً يتجلبب إعلامياً ودعائياً وسياسياً بجلباب تاجر عقارات وهذا هو ضرب مبتكر من ضروب التضليل والمكر والخداع والتغطية على بشاعة جرائمهم وقبح وجوههم القاتلة والسارقة للأرواح والأوطان إلى جانب الضروب الأخرى قيد الخدمة في مواراة سوءاتهم وتلثيم بشاعتهم الدموية كالتهريج والفكاهة السوداء وعبثية التناول لأكثر القضايا جديةً ومأساويةً، كما هو حال الأسلوب الاستعراضي الترامبي الذي يمكن وصفه بأنه “تحشيشٌ سياسي” مبتكر، هدفُه إرباكُ عقل البشرية ووعيِها بل تغييبُها تماماً عن حقائق ما تتعرض له من جرائم وجنايات لا سابق لها في البشاعة والوحشية والدموية.