بـ 4 اشتراطات.. معهد إسرائيلي يتحدث عن عودة سلطة فلسطينية جديدة في غزة
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
طالب الجنرال الإسرائيلي السابق أودي ديكل، والذي رأس فريق التفاوض مع الفلسطينيين في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت في عملية أنابوليس 2007-2008، حكومة الاحتلال بأن تتخلى عن تصلبها ورفضها للضغوط الأمريكية والأوروبية والعربية التي تريد منح السلطة الفلسطينية السيطرة على قطاع غزة بعد الحرب على "حماس".
وبدلا من التصلب، يقترح ديكل، في مقال نشره "معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي"، على تل أبيب أن تتبنى نهجا إيجابيا يركز على الشروط الضرورية لقيام السلطة الفلسطينية في شكل جديد "يخدم أمن إسرائيل"، وحينها يمكن لها تولي الأمور في غزة.
وتعارض الحكومة الإسرائيلية بشدة موقف الولايات المتحدة، والمجتمع الدولي، والدول العربية البراجماتية، التي ترى في السلطة الفلسطينية التي أعيد تنشيطها العنصر الوحيد القادر على حكم قطاع غزة بعد هزيمة حكومة "حماس".
اقرأ أيضاً
الاتحاد الأوروبي يعتمد 130 مليون دولار مساعدات للسلطة الفلسطينية
تداعيات رفض إسرائيل للسلطة الفلسطينية في غزةويقول الكاتب إن اعتراض إسرائيل سيكون له 3 تداعيات محتملة:
أولا: قد تضطر إسرائيل إلى حكم قطاع غزة، ما يعني إعادة احتلاله عسكريا بالكامل.
ثانيا: ترك القطاع للفوضى والتي ستؤدي إلى عودة نمو "حماس".
ثالثا: قد تفرض الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على إسرائيل واقع استعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة.
ولذلك، يرى ديكل أنه على الحكومة الإسرائيلية "أن تتصرف بحكمة"، وأن تقدم متطلبات واضحة للإصلاحات في السلطة الفلسطينية، وبالتزامن مع ذلك، أن تهيئ الظروف لتهيئة آليات حكومية منقحة في قطاع غزة تكون قادرة على الاندماج في السلطة الفلسطينية في المستقبل.
اقرأ أيضاً
واشنطن تحث عباس على إجراء إصلاحات في السلطة لإدارة غزة بعد الحرب
ماذا تريد إسرائيل؟ويقول الكاتب إنه رغم أن الحكومة الإسرائيلية أحجمت عن تقديم رؤيتها علناً لقطاع غزة في "اليوم التالي" لانتهاء الحرب، إلا أنه من الممكن تحديد النقاط الرئيسية في الخطوط العريضة التالية:
إزالة القدرات الحكومية لـ"حماس" في المنطقة. إنشاء كيان حكومي "معدل" غير متطرف ولا يدعم الإرهاب في قطاع غزة؛ على حد قول الكاتب. تحويل غزة إلى مكان لا يشكل تهديدا أمنيا لإسرائيل. منح إسرائيل حرية العمل العسكري في القطاع، لعرقلة نمو "حماس" وأي فصيل مقاوم آخر. دعم الآليات المحلية التي يمكن أن تشكل "خطاباً" حكومياً بديلاً، بحيث لا تكون إسرائيل نفسها مسؤولة عن حياة سكان غزة.وتشير البنود السابقة بوضوح إلى أن إسرائيل لا تريد عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، حيث تراها فاسدة وداعمة للإرهاب، كما يقول، وأن سيطرتها على غزة من شأنها أن تمهد الطريق أمام إعادة نمو حماس واستيلائها في نهاية المطاف على النظام السياسي الفلسطيني.
اقرأ أيضاً
خليفة عباس المحتمل: السلطة الفلسطينية مستعدة لإدارة غزة بعد الحرب
ويأتي ذلك الرفض، رغم أن إسرائيل لا تزال تعتبر السلطة الفلسطينية عنوانًا أمنيًا وحكوميًا، وشريكًا في التنسيق الأمني، وكيانًا يلبي الاحتياجات المدنية لنحو ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية.
لا بديل حكوميومن ناحية أخرى، لم تقدم إسرائيل بديلاً حكومياً قابلاً للتطبيق للإدارة المدنية لقطاع غزة عن ذلك الذي عرضته الولايات المتحدة.
وفي اجتماع للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "القطاع سيكون تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية. بعد الحرب، ستعمل إدارة مدنية في غزة وسيتم إعادة بناء قطاع غزة بقيادة دول الخليج".
ولكن على الرغم من توقعاته، لا توجد دولة عربية، بما في ذلك مصر، على استعداد للمشاركة في إدارة قطاع غزة حتى بعد هزيمة "حماس"، يقول الكاتب.
ويضيف: وكما هو الحال مع الولايات المتحدة، فإن كافة الجهات الفاعلة ذات الصلة في المجتمع الدولي وبين الدول العربية البراجماتية تعترف فقط بالسلطة الفلسطينية باعتبارها الكيان الشرعي الذي يجب أن يتولى مسؤولية قطاع غزة.
اقرأ أيضاً
عباس يجدد رفضه فصل إسرائيل لغزة: القطاع جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية
ماذا يقترح الكاتب؟ويقترح أودي ديكل أن تطالب إسرائيل بإنشاء هيئة خارجية، بقيادة الولايات المتحدة، تحدد معايير "تنشيط" السلطة الفلسطينية الجديدة وعمل آلياتها، فضلاً عن الإشراف على تنفيذ الأهداف، وهي:
(1) سلطة فلسطينية مستقرة ومسؤولة وفعالة، وغير ملوثة بالفساد.
(2) شروط استمرار عمل السلطة الفلسطينية بعد محمود عباس، بما في ذلك صياغة إجراء منظم لخلافته.
(3) اعتراف السلطة الفلسطينية رسميًا بدولة إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، وكذلك وقف التحريض على العنف والتطرف، والمصادقة على جميع التعهدات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية بموجب اتفاقيات أوسلو، والالتزام بـ تنفيذها.
(4) مركزية احتكار السلطة في أيدي السلطة الفلسطينية، وكذلك استمرار التنسيق الأمني الوثيق مع إسرائيل.
ويمضي الكاتب في تفصيل تلك الرؤية لتكون على النحو التالي
الأمن: ستعلن السلطة الفلسطينية معارضتها الصريحة والواضحة بالقول والممارسة، أي نوع من الكفاح المسلح أو العنيف ضد إسرائيل.
سيتم تطبيق مبدأ "سلطة واحدة، قانون واحد، سلاح واحد"؛ حيث تقوم السلطة بنزع سلاح أية قوة مسلحة في أراضيها، وسوف تحظر حمل أو حيازة الأسلحة ومصادرة الأسلحة غير القانونية، وستكون الأجهزة الأمنية الموحدة التابعة للسلطة الفلسطينية هي القوة الوحيدة المسلحة بأسلحة الشرطة، وسيحدد المنسق الأمني الأمريكي برنامج التدريب والكفاءة المطلوب من الأجهزة الأمنية.
التعليم ومنع التحريض: تلتزم السلطة الفلسطينية بوضع مناهج محدثة لا تتضمن محتويات معادية لإسرائيل ومعادية لليهود، وتعليم يدعم التعايش؛ علاوة على منع التحريض في وسائل الإعلام والمساجد ووسائل التواصل الاجتماعي.
النظام القضائي: استقلال القضاء مرتكزاً على القانون، والسعي لتحقيق العدالة، وخلق الثقة بين المواطن والحكومة.
الاقتصاد والميزانية: سيتم وضع آلية لمنع توزيع الأموال على "السجناء وأسر الإرهابيين والقضايا الإرهابية".
سيتم دفع الرواتب للموظفين فقط، مع رقابة فعالة لمنع الفساد.
وستكون هناك هيئة قادرة على توقيع اتفاقيات التجارة الحرة، وإصدار العملة المستقلة، وإنشاء نظام جمركي مستقل، وإدارة السياسات النقدية والمالية.
الأطر الدولية: وضع حد لسلوك السلطة التصادمي وصدامها مع إسرائيل في الآليات والمحافل الدولية، وخاصة من خلال الدعاوى القضائية أمام المحاكم الدولية.
اقرأ أيضاً
خبير: استدعاء السلطة الفلسطينية لغزة "وهم أمريكي" ولا بديل عن التفاوض مع حماس
اختبار في الضفةوبحسب الكاتب، تتلخص إحدى الأفكار التي تقترحها إسرائيل في وضع السلطة الفلسطينية التي أعيد تنشيطها على المحك، أولاً في الضفة الغربية، للتحقق من قدرتها بالفعل على تنفيذ الإصلاحات.
وفي هذه الحالة، بمجرد تعزيز وظائف السلطة الفلسطينية وفعاليتها، سيتم تكليفها بالمسؤولية عن قطاع غزة. وحتى ذلك الحين، خلال الفترة الانتقالية، ستحتل إسرائيل قطاع غزة.
وفي سيناريو أكثر إيجابية بالنسبة لإسرائيل، قد تتولى قوة إقليمية ودولية مسؤولية مؤقتة عن إدارة الحياة المدنية في المنطقة (نوع من "نظام الوصاية").
ومع ذلك، فإن فرص نجاح هذا السيناريو ضئيلة لأن إسرائيل ستواجه بعد ذلك خطر الغرق في مستنقع غزة مع مرور الوقت.
خطة بديلة بعيدا عن السلطةوالفكرة الثانية هي إطلاق خطة "اليوم التالي" في قطاع غزة دون انتظار استكمال عملية الإصلاح والتجديد للسلطة الفلسطينية.
وبدلاً من التركيز على مواجهة السلطة الفلسطينية باختبار معقد من المرجح أن تفشل فيه، ينبغي لإسرائيل، بالتنسيق مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والدول العربية البراغماتية، أن تساعد في بناء آليات السيطرة المدنية في قطاع غزة، مع تشجيع نمو آليات الرقابة المحلية – السلطات المحلية والعشائر القيادية، كما يقول الكاتب.
اقرأ أيضاً
نتنياهو عن سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة: لن أسمح بأن يكون القطاع بعد الحرب "فتحستان"
علاوة على ذلك، قد يتم تعيين إدارة تكنوقراطية لإدارة قطاع غزة، سوف تشرف على الآليات الأمنية القائمة على أفراد من غزة والذين تم تدريبهم في مصر بتوجيه من المنسق الأمني الأمريكي.
وستعمل الإدارة التكنوقراطية بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، التي ستستمر في العمل كقناة لتحويل الميزانيات الحيوية لاحتياجات قطاع غزة.
وهذا يعني إقامة نظام فلسطيني فيدرالي، يعمل فيه قطاع غزة كمنطقة منفصلة عن الضفة الغربية، على أن يتم التوحيد بعد استكمال الإصلاحات في السلطة الفلسطينية.
المصدر | أودي ديكل / معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السلطة الفلسطينية غزة ما بعد حماس الإدارة الأمريكية محمود عباس حماس فی السلطة الفلسطینیة للسلطة الفلسطینیة الولایات المتحدة الفلسطینیة ا فی قطاع غزة اقرأ أیضا بعد الحرب غزة بعد فی غزة
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي يصرح: لن نستطيع هزيمة حماس
#سواليف
لا تزال اعترافات #الاحتلال تتوالى بشأن #الإخفاق في #حرب_الإبادة_الجماعية الذي شنها على قطاع #غزة، وعدم قدرته على الإطاحة بحركة #المقاومة_الإسلامية حماس، أو هزيمة المقاومة الفلسطينية، لأنها فكرة أيديولوجية دافعة لأفرادها.
#أمنون_ليفي المعلق التلفزيوني، والكاتب بصحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، أكد أن “الإسرائيليين أدركوا هذه القناعة بشكل مباشر في الأسابيع الأخيرة، حين أذهلتهم صور الآلاف من الرجال المسلحين بالزي العسكري، وهم يملأون ساحات قطاع غزة دون خوف، ويسألون أنفسهم: كيف يمكن أن يكون هذا بعد #المعارك العنيفة والقصف، وبعد أن دمر جيش الاحتلال أجزاء واسعة من غزة، وحولها إلى بحر من الأنقاض، كيف يمكن أن تبقى قوة كبيرة وقوية ومنظمة؟”.
وأضاف في مقال له، أن “مشهد #جنود_حماس المنتشرين في القطاع كان مرعباً، ممن لدينا حسابات دموية معهم، وهم يخرجون من بين الأنقاض وكأنهم جدد، وشكّل ذلك “بمثابة ركلة مؤلمة في المعدة، ودليلا جديدا على أن هذه الحكومة غير قادرة على هزيمة حماس، لأنها ليست مجرد منظمة قاسية، بل أيضا فكرة، وأيديولوجية تشكل قوة دافعة”.
وأشار إلى أن “مقاتلي حماس يملأون الصفوف أثناء تحركهم، دون أن يشعروا بأي نقص على الإطلاق، حماس تجلس على نبع غضب سامّ لا ينضب، سينتج دائما مقاتلين جدد من الداخل، مما يجعل من تهديد الرئيس ترامب بالجحيم أمر سخيف، لأن نصف سكان القطاع بلا مأوى، وبلا طعام، وبلا مستقبل، فكيف يمكنك أن تهددهم بعد الآن”.
وأوضح أن “الطريقة الوحيدة لمحاربة منظمة عنيفة وأيديولوجية مثل حماس هي من خلال العمل المشترك، وشن حرب عسكرية لا هوادة فيها من ناحية، وتنمية بديل معتدل يقدم الأمل من ناحية أخرى، يأتي كخطوة تكميلية للحرب، وسيتم ذلك بالتنسيق مع الفلسطينيين “المعتدلين”، علينا أن نقدم لسكان غزة بديلاً محلياً يوفر لهم الحماية”.
وأكد أنه “بينما أن نتنياهو ليس لديه توقعات، ويكتفي بربط مثل هذه التسوية بالهزيمة، فإن المعارضة الإسرائيلية لا تقدم بديلا، ولا يسافر لابيد وغانتس إلى رام الله لمقابلة محمود عباس، في محاولة لإيجاد بديل للأيديولوجية التي تتبناها حماس، وتعد بحرب أبدية”.
وأوضح أن “حكومة نتنياهو غير قادرة على تشكيل ائتلاف مع المعتدلين، وبالتالي لن تنجح في هزيمة حماس، لا يمكن لنتنياهو وبن غفير وسموتريتش أن يقدموا إلا الموت لسكان قطاع غزة، يستطيعون أن يأمروا الجيش بقتال حماس، ولكن ليس لديهم حليف فلسطيني، ورغم ذلك انتهى بنا الأمر إلى كارثة السابع من أكتوبر بسبب عدم كفاءتهم”.
مقالات ذات صلة الدفاع المدني بغزة يواصل جهوده لانتشال ضحايا الحرب بمعدات بسيطة (فيديو) 2025/02/20ولفت إلى أن “نتنياهو يستطيع أن يزعم من الصباح إلى الليل أن كارثة السابع من أكتوبر حدثت لأنه لم يتم إيقاظه في الوقت المناسب، لكن الحقيقة أنه نائم منذ عشرين عاماً، لقد حل علينا الدمار بسبب عمى بصره، ومعه وحده من المستحيل هزيمة هذه الحركة الأيديولوجية، فيما يبقى الخوف الدائم من الفلسطينيين، والرغبة في احتلال مكان جيد في الوسط، لا يزال يحرك زعماء المعارضة، مما يدفعنا للتساؤل: كم من الدماء ستُسفك قبل أن نتغلب على هذه المعضلة؟”.