كاتب إسرائيلي: عزل نتنياهو وحكومته لن يشكل أي تعويض لفشلنا الأخلاقي
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "هارتس" مقالا، للكاتب اهود اولمرت، قال فيه إن "الحرب في غزة، بدأ في شمال القطاع والآن في مركز المنظومة العسكرية لحركة المقاومة حماس في خانيونس، هو قتال قاسي واستثنائي".
وقال:"كان هناك من خافوا (وأنا من بينهم) من نقص الاستعداد لدى القوات البرية الاسرائيلية، إزاء إخفاقات تم الكشف عنها في أحداث سابقة، بدءا من حرب لبنان الثانية وانتهاء بالأحداث في القطاع خلال السنين".
وأضاف أن "التوقعات التي أطلقتها حكومة التدمير لدينا في الهواء عن أهداف الحرب كانت لا اساس لها، ليست حقيقية وهي غير قابلة للتحقق من البداية".
وأضاف أن "نتنياهو قالها بوجه خجول وعيون ذابلة ويدين تتحرك بوتيرة ممثل المسرح بعد فترة قصيرة على تلقيه الصدمة الاولى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حينها ظهر وكأن عالمه انهار فوق رأسه".
وتابع قائلا أن "نتنياهو لو كان في وعيه الكامل عندما أطلق إلى الفضاء في البداية هذا التعهد المتبجح، وبعد ذلك عندما كرره في أي مؤتمر صحفي قام بعقده، كان يجب عليه أن يعرف بأنه لا توجد أي إمكانية حقيقية لتحققه".
ولكنه من اللحظة الاولى لم يكن ينشغل بحرب شعب الاحتلال اللإسرائيلي، بل بحربه الشخصية، الحرب الشخصية له ولعائلته، خلق هذه التوقعات استهدف تمهيد الارض في الوقت المناسب لاتهام كل المستويات التي توجد تحت مسؤوليته بعدم تحقيق هذه الاهداف، وفق تعبيره.
وأشار إلى أن غزة تتدمر، والآلاف من سكانها يدفعون حياتهم ثمنا، ولكن تدمير حماس لن يتحقق. متابعا أنه "سواء تم اكتشاف يحيى السنوار ، ومحمد ضيف، وشركاءهم في القيادة، فإن حماس ستستمر في الوجود".
وعلى فرض أن هذا هو تقدير الوضع الحقيقي، فإنه يجب علينا الاستعداد لتغيير الاتجاه، أنا اعرف أن هذا يمكن أن يظهر غير شعبي، ولكن في اجواء التحريض والتبجح والغطرسة التي تميز سلوك رئيس الحكومة وأعضاءها فمن المحظور الخشية من قول الأمور غير المفهومة ضمنا، لكنها مطلوبة ويجب قولها بدافع المسؤولية الوطنية، بحسب الكاتب.
ويرى أن أمام دولة الاحتلال الاختيار بين وقف القتال مع صفقة يمكن أن تعيد إلى البيت المخطوفين على أمل أن معظمهم على قيد الحياة وبين وقف القتال بدون صفقة أو مخطوفين وبدون رؤية أي انجاز.
ويرافق ذلك الفقدان المطلق لما تبقى من الدعم في الرأي العالمي "لحق دولة الاحتلال في الوجود"، وقف قتال كهذه سيفرضه علينا أفضل أصدقاءنا، على رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وفق تعبيره.
ويقول إن "هذه الدول لن تتمكن من تحمل الثمن الذي تدفعه في الرأي العام فيها إزاء الفجوة بين غياب حسم عسكري واستمرار القتال الذي ينطوي عليه ثمن إنساني لم تكن مستعدة لتحمل نتائجه".
وأضاف: "هذه هي المسارات الواقعية الوحيدة التي نقف أمامها، استمرار القتال سيجلب لنا إنجازات محلية مهمة، المزيد من الحمساويين ستتم تصفيتهم، والمزيد من الإنفاق سيتم كشفها، والمزيد من قادة حماس القاتلة سيتم كشفهم، ولكن تصفية لحماس لن تكون، موت مخطوفين، لا سمح الله، يمكن أن يكون".
إذا أنهت دولة الاحتلال الحرب بعد دفع الثمن بالكثير من الضحايا ورغم شجاعة القلب وتضحية القادة والمقاتلين والقيادة العسكرية لدينا مع قائمة طويلة من المخطوفين الموتى، لن نستطيع أن نغفر لانفسنا كشعب وكمجتمع، إذا وصلنا إلى ذلك، إقصاء المحتال الفارغ والملعون عن رئاسة الحكومة بعاره، فانه لن يشكل أي تعويض لفشلنا الأخلاقي كدولة، بحسب وصفه.
وختم الكاتب مقاله بخيارين حاسمين الأول وقف القتال- مع مخطوفين على قيد الحياة، أو وقف قتال مفروض علينا– مع مخطوفين أموات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال وقف القتال غزة الاحتلال وقف القتال 7 اكتوبر صفقه صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
سخرية وحزن في إسرائيل من وعد نتنياهو بالنصر المطلق في غزة
القدس المحتلةـ غابت "نشوة" النصر المطلق المزعوم، الذي وعد به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طوال فترة الحرب على قطاع غزة، وتصدرت مشاهد الغضب والحزن لدى الإسرائيليين، وذلك مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وهو ما يؤكد الإجماع الإسرائيلي على الفشل في تحقيق أهداف الحرب المعلنة.
وتجلى هذا الإجماع في حجم الخسائر التي تكبدها جيش الاحتلال في شمال القطاع، وهو ما يؤكد أن فصائل المقاومة ما زالت تتمتع بمزايا عسكرية ولديها قدرات وترسانة لخوض مواجهة مستقبلية مع إسرائيل، ويعكس فشل تل أبيب في القضاء على مقدرات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العسكرية، وكذلك المقدرات السلطوية للحركة في الحكم بغزة.
واستند هذا الإجماع إلى الاعتراف الإسرائيلي بأنه في مناطق شمال القطاع كافة، حيث كانت القوات الإسرائيلية تخوض المعارك مع المقاومة، وتروج القيادات العسكرية أنها نجحت في القضاء على مقاتلي حماس، وكانت قوات حماس تعود للمناطق التي ينسحب منها جيش الاحتلال.
وتتوافق قراءات المحللين والباحثين فيما بينها على أن الإخفاق في تحقيق أهداف الحرب يعكس الفشل السياسي للحكومة، وكذلك الإخفاق العسكري للجيش، وهو الفشل الذي يفتح الباب لمراجعات، وسط وجهات نظر نقدية تسلط الضوء على مسألة الإخفاق العسكري في الحرب والسخرية مما أطلقه نتنياهو "النصر المطلق"، الذي اعتبرته بعض القراءات والتقديرات بـ"الهزيمة".
جيش الاحتلال أخفق في السيطرة على شمال غزة (الجزيرة) خسائر فادحةوقال الباحث بالشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، إن إسرائيل لم تحقق أيا من الأهداف المعلنة للحرب، وذلك على الرغم من الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة في قطاع غزة.
إعلانواستعرض شلحت -في حديث للجزيرة نت- طبيعة الخسائر للأهداف المعلنة، ولعل أبرزها إطلاق سراح "الرهائن" الذي لم يكن ذات أولوية بالمرحلة الأولى، وتحول إلى سلم الأولويات بإنجازه من خلال الترويج لمزيد من الضغط العسكري لتحقيقه، لكن في نهاية المطاف لم يتحرر أحد من "المختطفين" إلا من خلال اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل.
ولفت الباحث بالشأن الإسرائيلي إلى أن الهدف الأبرز الذي روجت له إسرائيل، طوال فترة الحرب، هو القضاء على حركة حماس عسكريا وسياسيا، قائلا إنه "لربما دمرت إسرائيل جزءا من ترسانة المقاومة، لكنها فشلت في القضاء على مقدراتها العسكرية، خاصة أن مقاتلي حماس وقبيل أسابيع من الاتفاق كبّدوا الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة بالقوات والمعدات".
جيش الاحتلال لم يستطع القضاء على المقاومة (الجزيرة) غياب الحسمويوضح شلحت أن جيش الاحتلال أخفق أيضا في تحقيق الهدف الأساس بألا يشكل قطاع غزة تهديدا أمنيا لإسرائيل في اليوم التالي للحرب، الأمر الذي يشير إلى أنه لا يوجد لتل أبيب أي خطة بعد انتهاء الحرب.
ولفت إلى أن ما تطرحه إسرائيل بهذا الصدد يتلخص في عدم الموافقة على أن تكون حماس جزءا من السلطة في القطاع، وهو الطرح الذي يتعارض مع الخطط الإقليمية والدولية كافة، التي ترى حماس جزءا لا يتجزأ من إدارة السلطة والحكم في غزة في اليوم التالي للحرب.
صالح لطفي: المقاومة بقيت صامدة في غزة وحظيت بحاضنة شعبية غير مسبوقة (الجزيرة) المظلومية التاريخيةويرى المحلل السياسي والباحث بالمجتمع الإسرائيلي صالح لطفي أن الإجماع بتل أبيب بعدم تحقيق أهداف الحرب هو نتائج للتركيبة المجتمعية والسياسية والحزبية والدينية في إسرائيل، وهي التركيبة التي أخذت تتبلور بعد الانتفاضة الثانية، إذ كانت بوصلة المجتمع الإسرائيلي بجميع مكوناته التوجه نحو اليمين والفاشية.
إعلانوعزا لطفي -في حديث للجزيرة نت- الإجماع على عدم تحقيق أهداف الحرب إلى 3 معضلات يعاني منها المجتمع الإسرائيلي، وهي الشك والريبة والهواجس، وكذلك الموروث التاريخي ما قبل قيام إسرائيل، والمتلخص في ظاهرة المظلومية التي ترافقهم في ضوء ما حدث معهم في أوروبا، إضافة للمعضلة الثالثة وهي نكبة الشعب الفلسطيني التي ما زالت تلاحقهم.
ويعتقد الباحث بالمجتمع الإسرائيلي أن معركة طوفان الأقصى كسرت المظلومية التاريخية على مستوى الشعوب والأنظمة على مستوى العالم، إذ بقيت مجموعات صغيرة بالمجتمع الغربي يسيطر عليها اللوبي الصهيوني ما زالت تتبنى جوهر المظلومية التاريخية للإسرائيليين.
نشاط قوات من لواء "الناحال" في بيت حانون بقطاع غزة (الجزيرة) حالة وجوديةوتعليقا على معاني ودلالات الإجماع الإسرائيلي بعدم تحقيق أهداف الحرب، أوضح لطفي أن ذلك يعود بالأساس إلى حالة الريبة وفقدان المظلومية لدى الإسرائيليين، الذين باتوا يتساءلون "ماذا بعد؟"، وهو السؤال الذي يعكس الحالة الوجودية، وذلك خلافا للفلسطينيين في قطاع غزة الذين فقدوا كل شيء، لكنهم يصرون على العودة لأرضهم ومنازلهم المدمرة، وهي مشاهد ترهب المجتمع الإسرائيلي.
ويعتقد أن هذه المشاهد والمشاعر، التي تحمل في طياتها وجوهرها أبعادا أخلاقية ووجودية، تدلل على تشكل أول حالة انكسار بالمجتمع الإسرائيلي الذي ما عاد قويا، وما عاد قادرا على تحمل مزيد من تداعيات الصراع، كما يظهر أن الحكومة الإسرائيلية ما عادت قوية، إذ أثبتت الأحداث أن إسرائيل تعتمد على الدعم الأميركي والغربي.
وفي قراءة لخسائر إسرائيل من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، يشير لطفي إلى أن حكومة نتنياهو قبلت اليوم ما رفضته في خطة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن، في مايو/أيار 2024، إذ كانت راهنت على عامل الوقت من أجل القضاء على المقاومة الفلسطينية وكسر شوكتها، لكن المقاومة بقيت صامدة في غزة وحظيت بحاضنة شعبية غير مسبوقة.
إعلان