إغلاق الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك ٌد يكلف مليارات الدولارات في التجارة ويسبب الفوضى
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
أفاد موقع "أكسيوس" بأن الإغلاق الجزئي للمعابر الحدودية الرئيسية بين الولايات المتحدة والمكسيك قد يكلف مليارات الدولارات في التجارة ويسبب الفوضى والتداعيات السياسية.
وقد أدى التدفق الهائل للمهاجرين على الحدود الجنوبية إلى دفع الجمارك وحماية الحدود الأمريكية إلى تحويل الموارد من المعابر المزدحمة في ولايتي أريزونا وتكساس.
ويقول الجمهوريون في الكونغرس الأمريكي إن إدارة الرئيس جو بايدن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لمعالجة هذه القضية، فيما يؤكد الرئيس السابق دونالد ترامب أنه "سيغلق الحدود" كأحد أفعاله الأولى إذا عاد إلى منصبه.
وحسب "أكسيوس"، هناك أدلة على أنه حتى الإغلاق الجزئي يمكن أن يكون له عواقب مدمرة.
وتمت الإشارة إلى أنه بعد تعليق عمليات السكك الحديدية في مدينتي "إيغل باس" و"إل باسو" بولاية تكساس مؤقتا هذا الشهر لإرسال ضباط للتعامل مع المهاجرين، أبلغت الشركات عن انخفاض في حركة المرور وإلحاق أضرار بالاقتصادات المحلية، إذ تبلغ قيمة التجارة بين مدينتي "إيغل باس" و"إل باسو" 33.95 مليار دولار سنويا، وهو ما يقل قليلا عن 36% من إجمالي حركة السكك الحديدية عبر الحدود من وإلى المكسيك، وفقا لجمعية تكساس للأعمال.
من جهته، قال رئيس جمعية تكساس للأعمال ومديرها التنفيذي غلين هامر في بيان: "هذا قرار قصير النظر وغير مكتمل ولن يؤثر على الهجرة غير الشرعية ولكنه سيسبب ضررا اقتصاديًا للأمريكيين العاديين"، في أنه ليس من الواضح متى سيتم فتح العمليات في "إيغل باس" و"إل باسو" مرة أخرى.
هذا وأدى إغلاق ميناء دخول لوكفيل في أريزونا، وهو المعبر الرئيسي للأشخاص الذين يسافرون إلى الوجهة السياحية الشهيرة في بويرتو بيناسكو، سونورا، إلى خلق عاصفة سياسية لإدارة بايدن في ولاية أريزونا.
واضطرت محطات الوقود والمطاعم المحلية على جانبي الحدود إلى خفض ساعات العمل، في حين تفكر بعض الشركات في الإغلاق مؤقتا من أجل البقاء، وفقا لصحيفة "جمهورية أريزونا".
وتم إغلاق المعبر الحدودي منذ 4 ديسمبر، ولا يوجد تاريخ لإعادة فتحه في الأفق.
هذا وانتقدت حاكمة ولاية أريزونا كاتي هوبز، وهي ديمقراطية، بشدة إدارة بايدن بشأن المحنة، قائلة إنها كانت "قرارا سيئا".
ونقل "أكسيوس" عن متحدث باسم البيت الأبيض قوله إن السلطات "اتخذت هذا الإجراء المؤقت من أجل وقف حركة كبيرة للمهاجرين القادمين بالسكك الحديدية ولحماية صحة وسلامة موظفيها".
وأضاف: "نحن نعمل بشكل وثيق مع الحكومة المكسيكية في محاولة لحل هذه المشكلة، وكذلك زيادة عدد الموظفين في المنطقة..نحن نتواصل بانتظام مع قادة الصناعة للتأكد من أننا نقوم بتقييم وتخفيف آثار عمليات الإغلاق المؤقتة هذه".
ويوم الخميس، أصدر البيت الأبيض بيان بشأن مكالمة بايدن مع الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، حيث اتفق الجانبان على أن هناك حاجة إلى مزيد من "إجراءات الإنفاذ" حتى يمكن إعادة فتح موانئ الدخول الرئيسية.
وتتجاوز هيئة الجمارك وحماية الحدود 10000 لقاء مع المهاجرين على طول الحدود الجنوبية يوميا، وتشهد أعدادا قياسية من المعابر غير القانونية هذا الشهر، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".
هذا وتدفع الصراعات الجيوسياسية وتغير المناخ وشبكات التهريب المتطورة المزيد من الأشخاص من أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي وأمريكا الجنوبية وآسيا وأوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى القيام برحلات خطيرة إلى الولايات المتحدة دون إذن، مع غياب العديد من الخيارات القانونية للدخول.
وتزايدت هذه الزيادة في السنوات الأخيرة وسط جمود في الكونغرس على مدى العقدين الماضيين بشأن تمرير أي إصلاح مهم للهجرة.
وأوضحت إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية في بيان قائلة: "بعد ملاحظة تجدد ظهور منظمات التهريب مؤخرا التي تنقل المهاجرين عبر المكسيك عبر قطارات الشحن، تتخذ هيئة الجمارك وحماية الحدود إجراءات إضافية لزيادة عدد الموظفين ومعالجة هذا الأمر المقلق، بما في ذلك بالشراكة مع السلطات المكسيكية".
جدير بالذكر أن الإغلاق الكامل للحدود، كما اقترح العديد من المرشحين الذين يتنافسون على ترشيح الحزب الجمهوري لمنصب الرئيس، قد يكلف الولايات المتحدة مليارات الدولارات من التجارة ويخلق فوضى للمواطنين الأمريكيين والمكسيكيين الذين يعبرون كلا الجانبين يوميا للتسوق أو شراء أدوية أرخص أو الالتحاق بالمدارس. .
كما سوف تتعطل سلاسل الغذاء والوقود، وسوف تصبح قطع غيار السيارات نادرة، وفي أقل من شهر، قد ينفد الأفوكادو من الأمريكيين.
ومن الممكن أن ترتفع أسعار البقالة والغاز، وسوف تدخل المكسيك، التي تشهد حاليا نموا اقتصاديا، في حالة من الفوضى، وهو ما قد يؤدي إلى المزيد من الهجرة.
وذكر الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية الحدود الصناعية جيري باتشيكو لموقع "أكسيوس" أن اقتراح إغلاق كامل للحدود هو "أمر ساذج وأحمق ليقوله".
وأردف: "المكسيك هي الآن أكبر شريك تجاري لنا، ولدينا الملايين - وليس الآلاف - الملايين من الوظائف في الولايات المتحدة التي تعتمد على تلك العلاقة الثنائية القومية".
المصدر: "أكسيوس"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الحزب الديمقراطي الحزب الجمهوري الكونغرس الأمريكي تويتر جو بايدن دونالد ترامب غوغل Google فيسبوك facebook الجمارک وحمایة الحدود الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الهند تبدي استعدادها لتخفيض التعريفات الجمركية وترامب يرحب
أكد الرئيس دونالد ترامب أن الهند أبدت استعدادها لتخفيض تعريفاتها الجمركية بشكل أعمق، وذلك بعد أن كثف ضغوطه على نيودلهي لخفض الحواجز التجارية التي وصفها بأنها تفرض تكاليف غير عادلة على الشركات الأميركية.
وقال ترامب خلال خطاب حول الاقتصاد الأميركي مساء الجمعة، "لقد وافقوا. بالمناسبة، إنهم يريدون الآن خفض تعريفاتهم الجمركية بشكل كبير"، مضيفًا أن الهند "تفرض تعريفات هائلة تجعل من الصعب جدًا على الولايات المتحدة القيام بأعمال تجارية داخلها".
ضغط اقتصاديولم ترد وزارة التجارة الهندية على طلبات التعليق حول هذه التصريحات، حيث جاءت خارج ساعات العمل الرسمية.
ويعد الحفاظ على الوصول الهندي إلى السوق الأميركية أولوية قصوى لرئيس الوزراء ناريندرا مودي، خاصة مع اقتراب فرض رسوم جمركية أميركية جديدة الشهر المقبل، والتي قد تؤثر على صادرات الهند إلى الولايات المتحدة.
وبلغت قيمة التجارة الثنائية بين البلدين 127 مليار دولار في عام 2023، ما جعل الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري للهند، مما يضع ضغوطًا متزايدة على نيودلهي للتوصل إلى اتفاق يحمي مصالحها الاقتصادية. وكان الزعيمان قد توافقا في وقت سابق على رفع مستوى التبادل التجاري إلى 500 مليار دولار بحلول عام 2030.
إعلان تنازلات هنديةواتخذت حكومة مودي بالفعل عدة خطوات لتهدئة التوترات التجارية مع إدارة ترامب، حيث وافقت مؤخرًا على تخفيضات واسعة النطاق في التعريفات الجمركية على العديد من المنتجات، من بينها الدراجات النارية الفاخرة والويسكي، بالإضافة إلى تعهدات بزيادة مشتريات الهند من الطاقة والأسلحة الأميركية.
كما ناقش المسؤولون الهنود إمكانية تقليل الرسوم الجمركية على مجموعة من المنتجات، بما في ذلك السيارات، بعض المنتجات الزراعية، المواد الكيميائية، الأدوية الأساسية، بعض الأجهزة الطبية والإلكترونيات، وفقًا لتقارير بلومبيرغ الشهر الماضي.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه التجارة العالمية اضطرابات كبيرة بسبب الحروب التجارية، تهديدات التعريفات الجمركية، وصدمات سلاسل الإمداد، مما يؤثر على أعمال الشركات ويزيد من حالة عدم اليقين الاقتصادي.