أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة قرارا يحث على اتخاذ إجراءات فورية لتسهيل "وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق" إلى غزة وإرساء الأساس "لوقف مستدام للأعمال العدائية". 

واجه القرار تأخيرات سابقة، لا سيما بسبب المخاوف التي أثارتها الولايات المتحدة بشأن اللغة في المسودات السابقة.

 

امتنع القرار، الذي حصل على دعم 13 دولة عضوا، عن المطالبة صراحة بـ "التعليق العاجل للأعمال العدائية"، وهي العبارة التي كانت موجودة في المسودات الأولية.

واختارت كل من الولايات المتحدة وروسيا الامتناع عن التصويت.

 

يؤكد القرار الذي تمت الموافقة عليه على الحاجة إلى "هدنة إنسانية عاجلة وممتدة" ويفوض الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين منسق كبير للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار. وسيتولى هذا المنسق مسؤولية الإشراف على تسهيل وتنسيق ومراقبة والتحقق من المساعدات الإنسانية المقدمة إلى غزة من خلال الدول غير المشاركة في النزاع.

 

بالإضافة إلى ذلك، يدعو القرار المنسق إلى الإسراع بإنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة لتسريع عملية تقديم الإغاثة الإنسانية إلى غزة. ويطالب صراحة بالتعاون من جميع الأطراف المشاركة في النزاع لضمان قيام المنسق بتفويضه دون تأخير أو عرقلة.

 

كانت مسودة سابقة قد اقترحت إنشاء آلية مراقبة تابعة للأمم المتحدة ذات سيطرة "حصرية" على تفتيش وتسهيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة. ومع ذلك، فقد واجه هذا البند رفضًا من كل من الولايات المتحدة وإسرائيل. وفي الوقت الحاضر، تمارس إسرائيل التفتيش والرقابة على جميع المساعدات المسموح بدخولها إلى غزة.

 

بحسب ما ورد جرت المفاوضات حول لغة القرار على أعلى المستويات، بمشاركة مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان ووزير الخارجية توني بلينكن، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.

 

على الرغم من أن الولايات المتحدة لم تميل إلى استخدام حق النقض ضد القرار، إلا أنها وضعت "خطوطًا حمراء" واضحة للنص، ورفضت بشكل خاص أي ذكر لوقف إطلاق النار. ونفت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد يوم الخميس مزاعم بأن القرار تم تخفيفه من المسودات السابقة.

 

اقترحت روسيا يوم الجمعة تعديلا يسعى إلى إعادة إدخال لغة تدعو إلى وقف الأعمال العدائية. وعلى الرغم من تلقي الدعم من عشرة أعضاء، إلا أن الولايات المتحدة منعت التعديل في نهاية المطاف من خلال التصويت ضده.

 

على خلفية هذه المناورات الدبلوماسية، تواجه إسرائيل دعوات دولية متزايدة لوقف إطلاق النار في غزة. وقد ساهم الهجوم البري المستمر والقصف الإسرائيلي في التدهور السريع للأوضاع في القطاع.

 

أفادت وزارة الصحة في قطاع غزة أن أكثر من 20 ألف فلسطيني فقدوا حياتهم منذ بدء الصراع. وكشف تقرير مدعوم من الأمم المتحدة صدر يوم الخميس أن جميع سكان غزة، الذين يتجاوز عددهم 2.2 مليون نسمة، يعانون من أزمة أو مستويات أسوأ من الجوع.

 

علاوة على ذلك، شهد النظام الصحي في القطاع انهيارًا كبيرًا، حيث لم تعمل سوى تسعة مرافق صحية من أصل 36 في غزة بشكل جزئي، كما أوضحت منظمة الصحة العالمية.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الولایات المتحدة للأمم المتحدة إلى غزة

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية يدين قرار الاحتلال وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة

أدان مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الدكتور نظير محمد عياد، بأشد العبارات، القرار الصادر عن الاحتلال الإسرائيلي بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإغلاق المعابر المستخدمة في أعمال الإغاثة، مؤكدًا أن هذا القرار يمثل انتهاكًا صارخًا لكل القوانين والأعراف الدولية، ويزيد من تفاقم المعاناة الإنسانية التي يواجهها المدنيون في القطاع.

وشدد مفتي الجمهورية- في بيان- على أن حرمان الأبرياء من الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية جريمة إنسانية تتعارض مع المبادئ الأساسية للشرائع السماوية والقوانين الدولية، التي تُوجب تقديم العون للمدنيين، لا سيما في أوقات الأزمات والصراعات.

وأضاف أن الاستمرار في فرض القيود على دخول المساعدات يؤدي إلى كارثة إنسانية كبرى، ويُضاعف معاناة النساء والأطفال وكبار السن الذين يعيشون ظروفًا مأساوية داخل القطاع، خاصة في شهر رمضان المبارك.

ودعا فضيلة المفتي، المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، إلى التحرك العاجل والفوري للضغط على السلطات الإسرائيلية لإلغاء هذا القرار غير الإنساني، والعمل على ضمان التدفق السريع والآمن للمساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكدًا أن الصمت تجاه هذه الانتهاكات يُعد تواطؤًا ضد القيم الإنسانية، وأن من واجب الدول والمنظمات الدولية القيام بدورها الأخلاقي والإنساني لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات إليهم دون عوائق.

وناشد مفتي الجمهورية كافة القوى الفاعلة على الساحة الدولية بذل الجهود اللازمة لوقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية، والعمل على إنهاء المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الشرائع السماوية كافة جاءت لترسيخ قيم العدل والرحمة والتعايش، وليس لتبرير الظلم والتجويع والحصار، مشددًا على أن الصمت حيال هذه الجرائم لا يزيدها إلا استشراءً، ولا يزيد الضحايا إلا معاناةً، ولا يزيد الإنسانية إلا خذلانًا.

اقرأ أيضاًمفتي الجمهورية: الصيام مدرسة سلوكية تنطوي على منظومة قيمية وأخلاقية| فيديو

مفتي الجمهورية: رمضان يحقق التوازن بين الطاعة والتوبة في حياة المسلم

«مفتي الجمهورية»: رمضان شهر للتربية الروحية والرجوع إلى الله

مقالات مشابهة

  • الكرملين يدعو لإجراء محادثات بين الولايات المتحدة وإيران
  • الحرية المصري يدين وقف إدخال المساعدات الإنسانية لغزة وغلق المعابر
  • مفتي الجمهورية يدين قرار الاحتلال وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • هذا ما وافق عليه لبنان في اعلان وقف اطلاق النار
  • الأردن: وقف إدخال المساعدات لغزة يهدد بتفجير الأوضاع
  • الأمين العام للأمم المتحدة يدعو لاستئناف دخول المساعدات إلى غزة فورا
  • مصر تدين القرار الإسرائيلي بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • الأمم المتحدة قلقة من تعليق إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية لغزة
  • نقل النواب: قرار نتنياهو بوقف المساعدات الإنسانية لغزة انتهاكا صارخا للقوانين الدولية
  • الولايات المتحدة تعمل على تعزيز قدراتها بأسلحة فرط صوتية.. ماذا نعرف عنها؟