الحتلال يوسع هجومه البري على قطاع غزة .. ويأمر سكان البريج بالتحرك جنوبا
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
القاهرة قطاع غزة "الاراضي الفلسطينية" "رويترز" " أ ف ب": وسعت القوات الإسرائيلية هجومها البري باجتياح جديد في وسط غزة الجمعة.
ومع تضاؤل الآمال في تحقيق انفراجة وشيكة في المحادثات الجارية في مصر لمحاولة إقناع إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بالاتفاق على هدنة جديدة، وردت أنباء عن وقوع ضربات جوية وقصف مدفعي وقتال في أنحاء القطاع الفلسطيني.
وأمر الجيش الإسرائيلي اليوم سكان البريج في وسط غزة بالتحرك جنوبا على الفور، مما يشير إلى محور تركيز جديد للهجوم البري الذي دمر بالفعل شمال القطاع ونفذت خلاله القوات الإسرائيلية سلسلة من الاجتياحات في الجنوب.
وقالت وزارة الصحة بغزة في آخر تحديث لها عن الخسائر البشرية إن 20057 فلسطينيا قتلوا وأصيب 53320 في الضربات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود في منشور على منصة (إكس) للتواصل الاجتماعي "بعد مرور أكثر من شهرين على بدء الحرب، حولت الغارات الإسرائيلية العشوائية على غزة شمال القطاع إلى كومة من الأنقاض ... ويصل إلى مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب القطاع المزيد من القتلى والجرحى بشكل يومي تقريبا... لا يوجد مكان آمن".
وتقول إسرائيل إن 140 من جنودها قتلوا منذ الاجتياح البري لغزة في 20 أكتوبر تشرين الأول.
قال سكان في أحدث روايات عن القتال اليوم إن إسرائيل قصفت بالدبابات المناطق الشرقية من البريج التي صدر أمر من الجيش بإخلائها.
واشتبكت القوات الإسرائيلية في السابق مع مسلحين من حماس على مشارف البريج لكنها لم تتوغل بعد في المنطقة التي كانت في الأصل مخيما للاجئين الفلسطينيين منذ حرب عام 1948.
وذكرت وكالة شهاب للأنباء التابعة لحركة حماس أن قصفا عنيفا وضربات جوية جرى شنها على جباليا البلد ومخيم جباليا للاجئين في شمال غزة وأن آليات إسرائيلية تحاول التقدم من الجهة الغربية لجباليا وسط دوي إطلاق النار.
كما وردت أنباء عن ضربات جوية في خان يونس ورفح في الجنوب.
وأظهرت تقارير في وسائل الإعلام الفلسطينية ولقطات مصورة تداولها سكان غزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي جثثا متناثرة في أحد الشوارع وأخرى تحت الأنقاض قرب المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا بشمال غزة.
وانطلقت دعوات في محيط المسجد الأقصى بالبلدة القديمة في القدس تطالب المصلين بأداء صلاة الجمعة خارجه في تحد لأوامر منذ أسابيع بقصر الصلاة فيه على النساء والمسنين.
وأغلقت بعض المساجد في القدس الشرقية أبوابها اليوم الجمعة ودعت الناس إلى التوجه إلى المسجد الأقصى والصلاة عند أبوابه لكسر الحصار.
وأطلقت الشرطة الإسرائيلية الدخان لتفريق مجموعات صغيرة من الشبان الذين تجمعوا بالقرب من البلدة القديمة وعند المساجد في القدس الشرقية، لكن الشرطة وزعت أيضا لقطات تظهر المصلين وهم يتوافدون في هدوء.
محادثات القاهرة
تواصلت المفاوضات الخميس لمحاولة تجنب استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن صاغته الإمارات يطالب إسرائيل وحماس بالسماح "باستخدام جميع الطرق البرية والبحرية والجوية المؤدية إلى قطاع غزة وفي جميع أنحائه" لتوصيل المساعدات الإنسانية.
وبعد محادثات على مدى أسابيع وتأجيل التصويت لعدة أيام، أرجأ دبلوماسيون في مجلس الأمن أمس الخميس التصويت مرة أخرى حتى اليوم الجمعة رغم تصريحات الولايات المتحدة بأنها قد تدعم الآن اقتراحا معدلا.
وفي غضون ذلك قال مصدران أمنيان مصريان إن المحادثات في مصر لم تتوصل بعد إلى أرضية مشتركة بشأن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، لكنها أقرب إلى التوصل إلى اتفاق بشأن تسريع وتيرة تسليم المساعدات.
وساعدت هدنة أعلنت في 24 نوفمبر واستمرت أسبوعا حتى الأول من ديسمبر في زيادة المساعدات إلى غزة وإطلاق سراح ما يزيد على 100 رهينة كانت حماس تحتجزهم، وفي المقابل أفرجت إسرائيل عن 240 فلسطينيا من سجونها.
وفي بيان صدرالخميس وبدد الآمال في تحقيق انفراجة، رفضت حماس وحركة الجهاد الإسلامي الأصغر، التي تحتجز رهائن في غزة أيضا، أي اتفاقات بشأن تبادل الرهائن والمحتجزين الفلسطينيين "إلا بعد وقف شامل للعدوان" من جانب إسرائيل.
وقالت مجموعة تمثل عائلات الرهائن المحتجزين في غزة اليوم إن أحد الرهائن، ويدعى غادي حجي، البالغ من العمر 73 عاما ويحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، توفي في الأسر بالقطاع. ولم تذكر المجموعة تفاصيل عن ذلك أو عن كيفية حصولها على هذه المعلومات.
وقبل صدور البيان بشأن حجي، كان الإحصاء الرسمي الإسرائيلي هو أن من بين 129 رهينة ما زالوا في غزة، توفي 21 منهم في الأسر.
خطر مجاعة
حذّرت الأمم المتحدة من خطر مجاعة في غزة حيث شنّت إسرائيل اغارات جوية مكثّفة مع تواصل المعارك مع حركة حماس الجمعة، بينما يسعى مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار يتيح زيادة المساعدة الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة للحركة أن 390 فلسطينيا على الأقل قتلوا خلال الساعات الـ48 الماضية، بينهم "عشرات" في وقت مبكر الجمعة جراء غارات طالت مدينتي رفح وخان يونس بجنوب القطاع، وغزة وجباليا بشماله.
توترات إقليمية
وما زالت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس تؤجّج التوتر في الشرق الأوسط خصوصا في الضفة الغربية المحتلة والحدود اللبنانية الاسرائيلية والبحر الأحمر حيث يهدد الحوثيون السفن التي يعتبرون أنها مرتبطة بإسرائيل.
سياسيا، أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الجمعة استعداد بيروت لتطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن عام 2006 وينصّ على إبعاد حزب الله عن الحدود، بشرط انسحاب الدولة العبرية من أراض لبنانية تحتلها.
وطالب مسؤولون إسرائيليون في الآونة الأخيرة بإبعاد عناصر الحزب عن الحدود، محذّرين من اللجوء الى عمليات عسكرية واسعة في حال لم يتم التوصل الى حلّ المسألة بوسائل دبلوماسية.
وفي البحر الأحمر، يؤدي تهديد أنصار الله في اليمن بشن هجمات على حركة الملاحة البحرية الدولية إلى تباطؤ التجارة العالمية. توقّفت شركات الشحن الكبرى عن استخدام هذا الطريق البحري الاستراتيجي، ما دفع بشركة إيكيا السويدية إلى إعلان تأخيرات محتملة في عمليات تسليم بضائعها.
وانضم أكثر من 20 بلدا حتى الآن إلى التحالف الذي دعت إليه الولايات المتحدة لحماية الملاحة بحسب البنتاغون.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
خبير: إسرائيل تتحمل المسؤولية إذا توقف عمل مستشفيات غزة
تحذر منظمات أممية وإنسانية من تردي الأوضاع في غزة، وسط مخاوف من توقف عمل المستشفيات بسبب نقص الوقود.
ديفيد هاردن، المدير السابق لبعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الضفة الغربية وغزة قال إن "إسرائيل تتحمل مسؤولية العناية بالسكان المدنيين تبعا للقانون الدولي، فهي سلطة الاحتلال والحاكمة" في تلك الأراضي.
وقال في حديث لقناة "الحرة" إنه "من الواضح أن الظروف في غزة الآن لا يمكن أن يعيش فيها الإنسان"، وأشار إلى تأخير تسليم الوقود يؤثر على كل مناحي الحياة في المستشفيات، وهي مشكلة يمكن أن تحل بسهولة كل ما عليهم "السماح بدخول المحروقات إلى المستشفيات".
وقال المدير العام للمستشفيات الميدانية الطبيب مروان الهمص "نوجه الإنذار العاجل ونحذر من أن مستشفيات قطاع غزة كاملة ستتوقف عن العمل أو تقلص من خدماتها خلال 48 ساعة بسبب عرقلة الاحتلال إدخال الوقود".
ويرى هاردن أن على إسرائيل "التأكد" من السماح بعبور المحروقات، منوها إلى أن الولايات المتحدة "لديها بعض النفوذ على إسرائيل" للضغط لإدخال هذه المادة الأساسية التي تسمح بعمل المستشفيات.
وأكد أن النفوذ الأميركي على إسرائيل "لم تستخدمه" من أجل الضغط لإدخال المحروقات والمساعدات إلى القطاع، وهذا كله يؤثر على "المدنيين في غزة".
أزمة المخابز تهدد بتفشي الجوع في غزة.وأشار هاردن إلى أن إسرائيل تفعل كل ما بوسعها من أجل الضغط بطريقة غير قانونية على سكان غزة، وهم "سلطة الاحتلال في عين القانون الدولي، وواجبها العناية في السكان"، وقال إن إسرائيل "فشلت في تحقيق ذلك".
من جهتها، أبدت منظمة الصحة العالمية "قلقا بالغا" على وضع 80 مريضا، بينهم ثمانية في العناية المركزة، وعلى العاملين في مستشفى كمال عدوان، أحد المستشفيين الوحيدين اللذين يعملان جزئيا في شمال غزة.
مقتل 16 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة بغزة أفاد الدفاع المدني في غزة، السبت، بمقتل 19 شخصا، بينهم أطفال، في غارات ليلية إسرائيلية وقصف مدفعي عنيف على مناطق مختلفة في القطاع الفلسطيني.بعد مرور أكثر من عام على بدء الحرب، أثار قرار المحكمة الجنائية الدولية الخميس غضب إسرائيل، الذي يتضمن مذكرات توقيف في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع السابق في حكومته يوآف غالانت.
ويرى هاردن أن "حماس تتحمل مسؤولية كبيرة عن هجمات السابع من أكتوبر وأزمة الرهائن، وأن إسرائيل لديها مسؤولية تجاه غزة من ناحية التأكد من دخول المساعدات إلى القطاع، والإدارة الأميركية لم تستخدم نفوذها وتتحمل بعضا من المسؤولية".
وقال إن نتانياهو لا يستمع لأي مما يقوله الرئيس الأميركي، جو بايدن، وهذا "الضعف" في الموقف الأميركي تتحمل مسؤوليته "إدارة بايدن".
أسفرت حملة الجيش الإسرائيلي في غزة حتى الآن عما لا يقل عن 44056 قتيلا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وكان هجوم حماس على إسرائيل قد خلف 1206 قتلى، غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
كذلك، احتجز خلال الهجوم 251 شخصا رهائن ونقلوا إلى غزة، ولا يزال 97 منهم في القطاع، ويقدر الجيش الإسرائيلي أن 34 من هؤلاء الرهائن المتبقين ماتوا.
إغلاق عشرات المخابز يفاقم أزمة الجوع في قطاع غزة تتفاقم الأوضاع الانسانية والمعيشية في جنوب ووسط قطاع غزة بصورة كبيرة وسريعة في ظل القيود الإسرائيلية على المعابر وإدخال المساعدات الغذائية، وذلك بعد 13 شهرا من الحملة العسكرية المدمرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة ردا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023.وفي هذا الإطار حذرت الأمم المتحدة من أن المخابز التي تعد شريان الحياة للفلسطينيين معظمها أغلقت والبقية على وشك الإغلاق.
وفي تقييمه أن هناك "تداعيات قصيرة المدى على المدنيين في غزة، حيث النساء والأطفال لا يحصلون على مستلزمات النظافة ومخاطر الجوع، والصحة النفسية والعقلية التي سيكون لها تداعيات طويلة المدى، وهذا أمر مستمر منذ فترة طويلة" وهو ما سيعني التأثير على الأجيال القادمة ما يعني بالضرورة التأثير على العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية.
وقال إن الإسرائيليين "لديهم حق الرد على ما فعلته حماس، ولكن لا يجب الرد بطريقة تفاقم من الكارثة الإنسانية في غزة".
وزاد أن السكان في الغزة "ينظرون إلى العالم أنه خذلهم، والقانون الدولي لم يخدمهم" منذ سنوات.