لجريدة عمان:
2025-04-24@08:03:44 GMT

نوافذ :أن تعيش كمالا وهميا

تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT

[email protected]

هناك فترة محددة، يقال عنها فترة الشباب، وهي الفترة النزقة في حياة كل إنسان، حيث يأتي الفرد فيها بسلوكيات فيها من الرعونة، والشطط، والتهور، في إطلاق الأحكام، ومع ذلك يسمح لنا فيها بأن نشعر بأننا على درجة كبيرة من المثالية، ولأنه شعور ضمني معنوي، ليس له أساس «مادي» على الواقع، فإن هذه الفترة لا تلبث أن تزول سريعا، وإن آمن البعض بحتمية بقائها واستمرارها عنده مدى الحياة «شعور من الوهم» فهي حالها كحال مختلف الفترات الذي ترافقنا على فترات مختلفة من أعمارنا، حيث تظل فترة الشباب من أكثر الفترات غنى بكل هذه التموضعات النفسية التي تتلاشى شيئا فشيئا مع تراكم تجربة الحياة عند كل إنسان؛ بلا استثناء، والاستثناء الوحيد الذي لا يفرط في كثير منها هو عندما يتلبس أحدنا الوهم، وما أدراك ما الوهم.

ويأتي الشعور بالمثالية عندما تطغى النرجسية على الشخصية الإنسانية، وهي القاتلة بلا شك؛ قاتلة، لأنها لا تترك مجالا لكثير من القيم الإنسانية، حيث تزج بصاحبها في متون تضخم الذات، والشعور بالفوقية الزائفة، وأصفها بالزائفة لأنه ليس هناك شخص يفوق شخصا، في أي شأن من شؤون الحياة، نعم؛ هناك مسافة أفقية، نسبية بين الأشخاص، هذه المسافة هي التي ترى فلان من الناس متفوق في أمر ما على آخرين، وهذا التفوق إن حدث فهو ليس علوا على الآخرين، وإنما في المستوى الأفقي ذاته، ويقاس بالنسبية الأفقية فقط، وليس بالنسبية العمودية، ولذلك أتصور من وجهة نظر شخصية أن من ينتقد طبيبا لا بد أن يكون طبيبا هو الآخر، وليس من المقبول مطلقا أن تنتقد طبيبا وأنت لم تدخل كلية الطب، وتعرف حقيقته، ويصدق هذا على جميع التخصصات، والمقاربة ذاتها تذهب عندما نرى فلان من الناس يوصف بالكرم -والكرم هنا حالة شائعة عند الجميع- فليس هو الكريم المطلق ليكون فوق الجميع، ولكنه يتميز بكرم نسبي، وهذه النسبية بقدر ما ترتفع في مؤشر الكرم في لحظة زمنية ما عند شخص ما، فهي تنخفض في لحظة زمنية أخرى عند ذات الشخص، لأن هناك شخصا آخر حقق نسبة أعلى، ومعنى هذا أن ليس هناك كمال مطلق، ومن يشعر نفسه بذلك فهو واهم، وعليه أن يبحث عن علاج لأوهامه.

عندما نستقرئ الواقع نجد أن هذه الصور تتكرر في كل شأن من شؤون الحياة، ولأن الحياة شأن عام، يمتلكه الجميع، فبذلك يظل الجميع عند هذا المستوى النسبي، فليس هناك تفوق بالمطلق، وليس هناك تميز بالمطلق، وليس هناك أفضيلة بالمطلق، وليس هناك إنجاز بالمطلق، فقد خبر الناس كل مشروعات الحياة اليومية على امتداد تاريخهم الإنساني، ولم يبق شيء بكر، لم تمر عليه اشتغالات الإنسان، وبالتالي فالذين يغالون في هذا الجانب، ويحملون أنفسهم فوق ما لا تطيق، يبقى من الجيد مراجعة هذه النفس، ومصارحتها، فلن تأتي بشيء لم يأت به الأُوَلُ، نعم، فطر الإنسان على البحث عن التميز، وهذا حق مشروع له، ومعاتب إن لم يسع إلى تحقيقه، إن هو يملك أدواته، ولكن هذا الحق محكوما بإطار قيمي لا يتعدى إلى الآخر، وبإطار زمني «العمر» وكما قال أحدهم: «عمر الشبيبة يبدي عذر صاحبه فما بال شيبة يستهويه شيطان» وكلا الإطارين متلازمين منذ النشأة الأولى، وحتى مغادرة هذه الحياة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لیس هناک

إقرأ أيضاً:

كريم فهمي يفاجئ الجميع بما كشفه عن ياسمين عبد العزيز

متابعة بتجــرد: تحدث الفنان كريم فهمي بصراحة خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج “كلمة أخيرة” عبر قناة ONE، كاشفًا عن تفاصيل صداقته القوية مع الفنانة ياسمين عبد العزيز، واصفًا إياها بأنها “الكاريزما التي تسير على الأرض”، ومؤكدًا أنها شخصية لا تتكرر.

وقال كريم عن أقرب صفاتها إليه: “هي الست الجدعة، الست بمية راجل، صاحبة صاحبها، وشخصيتها قوية وعنيدة، بس في نفس الوقت طفلة… بتحب وبتتحب. شخصيتها استثنائية وملهاش نسخة، وأنا بحبها جدًا”.

وعن طبيعة التعامل معها، أضاف: “هي كل شيء وعكسه، عيوبها هي مميزاتها، ومميزاتها هي عيوبها، لازم أكون حكيم في التعامل معاها لأنها طفلة… بس طفلة لذيذة وقوية في نفس الوقت”.

وفي مفاجأة صريحة، كشف كريم عن أن كلًا منهما يعاني من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، قائلاً: “أنا وهي عندنا ADHD… بنتكلم في موضوع مهم وفجأة نروح في حاجة تانية، لازم نرجع نفسنا”.

وتابع موضحًا أنه اكتشف إصابته بالاضطراب بالصدفة، عندما ذهب برفقة ابنته للطبيب بعد ملاحظته ضعف تركيزها، لتخبره الطبيبة: “على فكرة حضرتك كمان عندك ADHD”.

واسترجع كريم ذكرياته في المدرسة قائلاً: “كنت بحس وأنا صغير إن في ستارة بتنزل وأنا في الفصل، ماكنتش بركّز… بالضبط زي جملة (ذكي لو ركّز)”.

وعن تأثير ADHD على حياته، أشار إلى أنه يُبدع فقط فيما يحب: “التركيز بيكون قوي في الحاجة اللي بحبها… لكن لو مش حاببها، تركيزي بيطير”.

واختتم حديثه عن مستواه الدراسي قائلاً: “في الثانوية كنت شاطر علشان أدخل طب، وكنت مسالم، بعكس شقيقي أحمد، اللي كان شقي وشقاوته تعمل بلاوي، رغم إن شقاوتي كانت أكتر”.

main 2025-04-23Bitajarod

مقالات مشابهة

  • معاناة الجميع
  • ترامب يكشف عن محادثات مع الصين ووزير خزانته: هناك أمل بعقد اتفاق
  • لماذا عمُان وليس العراق؟.. الحكيم يجيب ويوجه رسائل نووية وصدرية وفصائلية
  • أوهمهم بالالتحاق بكبرى الشركات والمؤسسات.. «الداخلية» تداهم كيانا وهميا وتضبط مالكه
  • مفتن… نقطة التقاء الجميع
  • كريم فهمي يفاجئ الجميع بما كشفه عن ياسمين عبد العزيز
  • د. فرانسيس دينق سياسي مُنحاز وليس مُراقب أو مُحلّل!
  • أحمد موسي: إسرائيل تعيش حالة من الارتباك والقلق
  • فصول من العذاب.. هكذا تعيش الأسيرات الفلسطينيات في سجن الدامون
  • البصرة تعيش فتنة المال والسياسة