تركيا.. جولات برية تحبس الأنفاس
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
طرابزون-كيماليا "د.ب.أ": تشتهر تركيا باعتبارها وجهة سياحية تلبي مختلف رغبات الزوار؛ حيث يسافر السياح الراغبون في الاستمتاع بالسباحة إلى بودروم أو أنطاليا، أما الراغبون في دراسة العصور القديمة فإنهم يتوجهون إلى أفسس أو بيرغامون. ولعشاق التسوق وتذوق الأطباق الشهية، فإن إسطنبول تعد هي مقصدهم الأول في تركيا.
ولكن نادرا ما يتوجه السياح إلى تركيا للانطلاق في رحلة برية في أحضان الطبيعة، وكما هو معتاد تلهب تركيا أيضا حماس عشاق المغامرات واستكشاف البلدان عن طريق الجولات البرية، وبالكاد يوجد بلد أوروبي آخر يشتمل على طرقات رائعة تم تطويرها خصيصا للنشاط السياحي مثل تركيا، والتي تعتبر حلقة الوصل بين قارة آسيا وأوروبا. وفيما يلي نظرة سريعة على أهم ثلاثة طرق رائعة للجولات البرية.
طريق D915: أخطر طريق في العالم
يتطلب السير على الطريق D915 التحلي بالشجاعة؛ لأنه يمر في المناطق النائية من طرابزون على ساحل البحر الأسود، وليس من المستغرب أن ينصح الموقع السياحي "Dangerousroads.org" بأن تقتصر قيادة السيارات هنا على الأشخاص الأقل جنونا؛ حيث يشتهر هذا الطريق، الذي قام الروس بإنشائه في عام 1916 باعتباره "أخطر طريق في العالم".
ويبدأ هذا الطريق من ضاحية صغيرة، ويمتاز بأنه ضيق ومرصوف بالأسفلت، ويتعرج بلطف عبر مزارع الشاي في الجبال الساحلية. كلما توجهت الرحلة إلى داخل البلد، أصبحت المنعطفات أضيق وزادت الفجوات في الأسفلت.
ولا يوجد طريق آخر من هنا للوصول إلى بايبورت، الواقعة على الجانب الآخر من الجبال سوى منعطفات ديريباسي، وهي عبارة عن 13 منعطفا رائعا، وتصعد بالسياح إلى مسار سوغانلي الواقع على ارتفاع 2035 مترا.
ويمر الطريق في أماكن مسطحة في بعض الأحيان، أو أن يكون محفورا في الصخور في أحيان أخرى، ويمتد الطريق لمسافة 5 كيلومترات بنسبة صعود تصل إلى 17% ويزيد ارتفاعه عن 300 متر، وقد يصبح ضيقا للغاية في بعض المواضع بدرجة تخيف السياح.
ويمتاز هذا الطريق غير الآمن بوجود ما يبلغ مجموعه 29 منعطفا حادا، منهم 16 منعطفا يؤدي إلى الجانب الآخر من الممر، وإذا لم تكفي هذه العوامل لإشاعة أجواء المغامرة، فإن الطقس يتكفل بها؛ حيث يمكن للسياح معايشة أجواء الفصول الأربعة في يوم واحد، وبالتالي ليس من المستغرب أن يتم إغلاق طريق D915 في المتوسط لمدة 6 شهور سنويا.
وعندما يتم فتحه أمام السياح فإنهم يستمتعون بمفاجأة أخرى على هذا الطريق، الذي يمتد لمسافة 180 كلم من منطقة "أوف" إلى بايبورت. وبمجرد وصول السياح إلى قمة الممر فإنهم يسيرون في منعطفات هادئة على الأسفلت الحديث الممتد على هضبة واسعة تشبه جبال الألب.
طريق كيماليا الحجري
تنتظر السياح المغامرة التالية على مسافة 300 كلم إلى الجنوب الغربي، فإذا كان طريق D915 يسير بالسياح إلى أعلى، فإن طريق كيماليا الحجري في مقاطعة إرزينجان يتجه بالسياح إلى أسفل حتى الوصول إلى ضفاف نهر الفرات، الذي تطغى عليه الطبيعة البرية.
ويشق النهر طريقه في الوادي الضيق عبر الصخور والحصى الخشن، ويصل عمق الوادي لعدة مئات من الأمتار. ونظرا للضيق الشديد لهذا الوادي فإن أشعة الشمس لا تشرق في القاع إلا لبضع دقائق في اليوم.
وتنتشر الأنفاق على هذا الطريق؛ حيث يوجد 38 نفقا في مسافة لا تتعدى 9 كلم، والكثير من هذه الأنفاق ضيق للغاية، بحيث لا تكون هناك مساحة أكبر من اليد بين المرايا الجانبية للسيارة والصخور، وفي أكثر المواضع ضيقا لا يزيد عرض الطريق الحجري عن مترين، كما لا يزيد ارتفاع الكثير من الأنفاق عن ذلك كثيرا.
وعلى الرغم من كثرة الأنفاق إلا أن هناك فتحات كبيرة تطل على الخارج تتيح للسياح الاستمتاع بإطلالات رائعة على الوادي والنهر، غير أن ذلك لا يعني أنه يجب التوقف على الطريق الحجري هنا؛ لأن أسوأ شيء يمكن أن يحدث على الطريق الحجري هو التكدس المروري أو حركة السيارات في الاتجاه المقابل، ويستمتع السياح بالمناظر الطبيعية عندما يسير الركب بسرعة المشي.
ويقص صاحب النزل الواقع على مخرج الوادي قصة إنشاء هذا الطريق، الذي يربط المنطقة بوسط الأناضول؛ حيث رأت السلطات أن عملية إنشاء هذا الطريق مكلفة ومعقدة للغاية، ولذلك قام السكان المحليون في عام 1870 بأنفسهم بشق هذا الطريق عبر الصخور بدون استعمال آلات.
وهو ما أثار إعجاب السلطات في الدولة وشاركت في مرحلة ما لإتمام هذا الطريق. وتم افتتاح الطريق الحجري خلال عام 2002، أي بعد مرور 132 عاما على البدء في إنشائه، ويتم قطع مسافة 10 كيلومترات في غضون 45 دقيقة.
جولة كابادوكيا
وانطلاقا من نهر الفرات المنعش تستمر الرحلة السياحية لمسافة 500 كلم حتى الوصول إلى "جوريم" في منطقة كابادوكيا الجافة، وهنا يشاهد السياح مشاهد طبيعية ساحرة يغلب عليها الرماد البركاني، الذي يعود إلى 30 مليون سنة.
ولا تقصر المعالم السياحية هنا على التكوينات الطبيعية ومئات المخاريط، التي يصل ارتفاعها إلى 20 مترا بفعل الرياح والمياه، ولكن الصخور هنا ناعمة للغاية، ولذلك قامت شعوب المنطقة بحفر الكهوف وبناء المنازل فيها على مدى آلاف السنين.
وعند مدخل منطقة "أوشيسار" يوجد جبلان يظهران بمثابة برجين توأمين تركيين من العصور القديمة، وغالبا ما ينام السياح في فنادق هذه المنطقة في كهوف مزودة بمكيف هواء وسجاد وثير، علاوة على وجود الكثير من الكنائس المحفورة في الصخور ومدن بأكملها تحت الأرض.
وتعتبر جولات البالون أشهر طريقة لالتقاط الصور الرائعة في كابادوكيا؛ لذا مع شروق شمس كل يوم ترتفع بالونات الهواء الساخن لكي تحمل السياح في السلال الخاصة بها من أجل الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة. كما تختبئ الكثير من المناظر الطبيعية الرائعة للتكوينات الصخرية خلف كل منعطف. لذا فإن التوجه إلى سهول الأناضول يستحق عناء الرحلة لاستكشاف هذه المنطقة.
ويمكن للسياح التوجه إلى منطقة "أورجوب" النابضة بالحياة أو مدينة "أفانوس" الشهيرة بالمنتجات الفخارية، أو زيارة مدينة "ديرينكويو" الواقعة تحت الأرض أو المعالم السياحية في "جوريم".
وعند الرغبة في زيارة الكثير من المعالم السياحية في أقصر وقت ممكن فيمكن الانطلاق في على الطريق D300 وD302 مع بعض المحطات البينية أثناء النهار، وحتى إذا استمرت الجولة لمدة 3 أيام، فإنه لن يتسرب الملل إلى نفوس السياح أبدا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: السیاح إلى على الطریق هذا الطریق الکثیر من
إقرأ أيضاً:
عدد السياح البرازيليين إلى المغرب يرتفع بـ52% في بداية 2025
شهدت السياحة البرازيلية إلى المغرب نمواً ملحوظاً خلال الفصل الأول من سنة 2025، حيث تضاعف عدد الزوار القادمين من البرازيل بنسبة 52 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لمعطيات صادرة عن المكتب الوطني المغربي للسياحة.
وبلغ عدد السياح البرازيليين الذين زاروا المملكة بين شهري يناير ومارس من العام الجاري 12,039 زائراً، مقابل 7,937 خلال نفس الفترة من سنة 2024، مدفوعاً بشكل أساسي باستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين الدار البيضاء وساو باولو.
ويأتي هذا التطور في إطار دينامية أوسع يشهدها القطاع السياحي المغربي، والتي تتميز بارتفاع الإقبال من عدة أسواق ناشئة ذات إمكانات واعدة، من ضمنها البرازيل، والهند، وكندا، وتركيا، وروسيا.
ورغم أن مساهمة هذه الأسواق في السياحة العالمية لا تتجاوز حالياً 1 في المائة، فإنها تمثل فرصاً مهمة للنمو بفضل اهتمامها المتزايد بالوجهات الثقافية والتاريخية.
ولعب الخط الجوي المباشر للخطوط الملكية المغربية بين الدار البيضاء وساو باولو، الذي تم استئنافه في ديسمبر 2024، دوراً محورياً في تعزيز هذا النمو، حيث تُسيّر حالياً ثلاث رحلات أسبوعية، مع خطط لرفعها إلى خمس أو ست رحلات قبل نهاية السنة.
وفي السياق ذاته، تدرس الشركة الوطنية إطلاق خط جديد يربط الدار البيضاء بريو دي جانيرو، ضمن استراتيجيتها الممتدة من 2023 إلى 2037، والتي تهدف إلى تعزيز الربط الجوي واستعادة مستويات ما قبل الجائحة.
وسجّلت السياحة البرازيلية نحو 40,277 زائراً إلى المغرب خلال سنة 2024، بزيادة قدرها 7 في المائة مقارنة بسنة 2023، غير أن هذه الأرقام ما تزال دون مستوى ما قبل الجائحة الذي بلغ 47,113 زائراً في 2019، مما يعكس هامش التعافي المتبقي في هذا السوق الواعد.