تعزيز سيادة القانون: رحلة العراق من منظور الإصلاح القضائي في ألمانيا
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
شرعت ألمانيا بعد الحرب العالميَّة الثانية، في رحلة تحولٍ صعبة لإعادة بناء نظامها القانوني وإصلاحها، والسعي لضمان العدالة، وحماية الحقوق الفرديَّة، ومنع تكرار جرائم ماضيها، فجعل التزام البلاد بالديمقراطيَّة وسيادة القانون وحماية حقوق الإنسان من سلطتها القضائيَّة أنموذجاً للتنمية، ويقدم دروساً قيمة للدول التي تسعى جاهدة إلى إنشاء نظامٍ قانوني قوي ومستقل.
1 - نقطة البداية، محاكمات نورمبرغ: بدأ الطريق إلى الإصلاح القضائي في ألمانيا بمحاكمات نورمبرغ، ففي أعقاب الحرب العالميَّة الثانية مباشرةً واجهت ألمانيا المساءلة عن الجرائم التي ارتكبت خلال الحقبة النازيَّة، وكانت محاكمات نورمبرغ التي عقدت للمدة من 1945 إلى 1946، بمثابة جهدٍ دولي لمحاكمة كبار المسؤولين النازيين بتهمة ارتكاب جرائم حربٍ وجرائم ضد الإنسانيَّة. هذه المحاكمات كانت مهمة للغاية لأنها أولاً، أسست لمبدأ المسؤوليَّة الجنائيَّة الفرديَّة في القانون الدولي، والذي كان خروجاً عن المفهوم السابق للذنب الجماعي، وقد أرسى هذا المبدأ الأساس الرصين لنظام قانوني أكثر عدلاً وإنصافاً في ألمانيا ما بعد الحرب. من جهة أخرى، ضمت المحاكمات مزيجاً من الخبراء القانونيين من دول الحلفاء الذين عملوا معاً لمحاكمة القيادة النازيَّة، ويمثل هذا التعاون الدولي مثالاً للتعاون الذي سيؤثر لاحقاً في جهود إصلاح القضاء في ألمانيا.
2 - عمليَّة اجتثاث النازيَّة: كجزءٍ من عمليَّة التطهير من النازيَّة من مفاصل الدولة، تمت إزالة الأفراد ذوي الانتماءات النازيَّة من المناصب القياديَّة داخل السلطة القضائيَّة لضمان استقلال الجهاز القانوني وعدم الانحياز، وأدرك الحلفاء أنَّه من أجل بناء مجتمعٍ عادلٍ وديمقراطي في ألمانيا ما بعد الحرب، كان من الضروري إبعاد ذوي الانتماءات النازيَّة من المناصب آنفاً، وشملت إجراءات عزل النازيين التحقيق في خلفيات القضاة والمدعين العامين وغيرهم من المسؤولين القانونيين لتحديد تورطهم مع النظام النازي، وعزل أولئك الذين تبين أنهم نازيون نشطون من مناصبهم، وفي بعض الحالات واجهوا المحاكمة، وكانت هذه العمليَّة صعبة، لأنها تطلبت تحقيق التوازن بين مساءلة الأفراد عن أفعالهم خلال الحقبة النازيَّة وضمان استمرار النظام القضائي في العمل بفعاليَّة.
3 - القانون الأساسي (1949): أنشأ الدستور، والذي يسمى في ألمانيا بالقانون الأساسي، والذي اعتمد في 23 أيار 1949، الإطار القانوني لجمهوريَّة ألمانيا الاتحاديَّة، والذي يمنح الحقوق الأساسيَّة، بما في ذلك الحق في الحصول على محاكمة عادلة، ووضع الأساس للنظام القانوني في البلاد، وهذا ما أدى الى إرساء القانون الأساسي الخاص بالفصل بين السلطات، والنظام الاتحادي، وسيادة القانون كالمبادئ التوجيهيَّة للنظام القانوني الألماني في فترة ما بعد الحرب.
4 - المحكمة الدستوريَّة الاتحاديَّة: في العام 1951 تمَّ تأسيس المحكمة الدستوريَّة الاتحاديَّة، وأصبحت هذه المحكمة الوصي على القانون الأساسي، وضمان امتثال القوانين والإجراءات الاتحاديَّة لأحكامه، ولعبت دوراً حيوياً في دعم سيادة القانون وحماية الحقوق والحريات العامة، ولها سلطة مراجعة وتمييز دستوريَّة القوانين والإجراءات الحكوميَّة إذا خالفت القانون الأساسي
5 - إعادة دمج ألمانيا الشرقيَّة: بعد سقوط جدار برلين في العام 1989 وإعادة توحيد ألمانيا في العام 1990، دُمجت الأنظمة القانونيَّة في ألمانيا الشرقيَّة مع الغربيَّة، مع إشراف المحكمة الدستوريَّة الاتحاديَّة على الفترة الانتقاليَّة، مع التأكيد على القانون الأساسي لعام 1949.
6 - التكامل الأوروبي (التسعينيات – العقد الأول من القرن الحادي والعشرين): لعب القضاء الألماني دوراً محورياً في دمج البلاد في الاتحاد الأوروبي، إذ أكدت الأحكام التاريخيَّة التي اتخذتها المحكمة الدستوريَّة الاتحاديَّة على علويَّة قانون الاتحاد الأوروبي على القانون الوطني، الأمر الذي عزز التزام ألمانيا بالوحدة الأوروبيَّة.
7 - العصر الحديث (2010 – الآن): واصلت ألمانيا دمج المعايير الدوليَّة لحقوق الإنسان في نظامها القانوني، الأمر الذي سمح للأفراد برفع قضايا أمام “المحكمة الأوروبيَّة لحقوق الإنسان”، وظل الالتزام بحماية حقوق الإنسان موضوعاً رئيساً في الفقه القانوني الألماني، وبهذا تجدر الإشارة الى أهم سمات التوجهات الألمانيَّة في السياق القانوني: أولاً - الرقميَّة والتكيف مع التحديات القانونيَّة: كان على السلطة القضائيَّة في ألمانيا، كما هي الحال في العديد من البلدان، أنْ تتكيف مع التحديات التي يفرضها العصر الرقمي، وأصبحت القضايا المتعلقة بخصوصيَّة البيانات والأمن السيبراني والأدلة الرقميَّة ذات أهميَّة متزايدة. ثانياً - الدور المستمر في العدالة الدوليَّة: تشارك ألمانيا بنشاطٍ في جهود العدالة الجنائيَّة الدوليَّة، وحاكمت الأفراد بتهمة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعيَّة، وجرائم ضدَّ الإنسانيَّة، وجرائم حرب، وجريمة العدوان، كما أسهمت في المنتديات والمنظمات القانونيَّة الدوليَّة. ثالثاً - التحديات والإصلاحات: أدت التحديات المتعلقة بعدد القضايا والكفاءة القضائيَّة والوصول إلى العدالة إلى إجراء إصلاحات مستمرة داخل السلطة القضائيَّة الألمانيَّة لضمان بقائها فعالةً ومستجيبةً للاحتياجات المجتمعيَّة المتطورة. بإيجاز، شهد القضاء الألماني تحولاً ملحوظاً منذ الحرب العالميَّة الثانية، إذ تطور من نظامٍ ملوثٍ بالنفوذ النازي إلى نظامٍ يدعم المبادئ الديمقراطيَّة، وسيادة القانون، وحقوق الإنسان. وقد لعبت ألمانيا دوراً مهماً في المنظومة القانونيَّة الأوروبيَّة والعالميَّة، وكانت لها إسهامات مميزة وفعالة في حماية الحقوق الفرديَّة وتعزيز العدالة والمساءلة، ويعكس التطور التاريخي الذي شهده القضاء الألماني التزامه بالتعلم من الماضي وبناء نظام قانوني يساوي أمامه الجميع من دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القوميَّة أو الأصل أو اللون أو الدين أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي. في ألمانيا، وعلى مدى القرن المنصرم، كان هناك مبدأ قانوني سائدٌ يعرف باسم «Rechtsstaat» أو مبدأ “سيادة القانون”، كان بمثابة المبدأ التوجيه المركزي في التفكير القانوني والقضائي الألماني، وكان له تأثيرٌ كبيرٌ في النظام القانوني والقضائي في البلاد، ويؤكد مبدأ Rechtsstaat على مبادئ أساسٍ تتجلى بسيادة القانون، واليقين القانوني، وحماية الحقوق والحريات، والفصل بين السلطات، واستقلال القضاء، وأهميَّة تمكن المواطن من الوصول إلى العدالة، والديمقراطيَّة. الهيكل القضائي: يعملُ الهيكل القضائي في ألمانيا على ثلاثة مستويات: المستوى الاتحادي، على مستوى الولايات، وعلى مستوى البلديات، وتمَّ تصميم هذا النظام اللامركزي لضمان فصل السلطات والسماح بإحلال العدل بكفاءة واستقلاليَّة، وبهذا الصدد، سنعرف في أدناه آليات عمل الأجهزة القضائيَّة حسب مستويات التمثيل:
1 - المستوى الاتحادي: أولاً - المحكمة الدستوريَّة الاتحاديَّة: وهي أعلى مستوى من السلطة القضائيَّة الألمانيَّة، ومقرها في مدينة كارلسروه التابعة لولاية بادن- فورتمبيرغ، وتتمتع هذه المحكمة بسلطة الرقابة على دستوريَّة القوانين والفصل في تنازع الاختصاص بين الحكومة المركزيَّة وحكومات الولايات أو بين حكومات الولايات في ما بينها بما يضمن عدم مخالفة التشريعات الاتحاديَّة والمحليَّة للقانون الأساسي (دستور ألمانيا)، واحترام مبدأ الفصل بين السلطات. ثانياً - المحاكم الاتحاديَّة: وتشمل محكمة العدل الاتحاديَّة، والمحكمة الإداريَّة الاتحاديَّة، ومحكمة الماليَّة الاتحاديَّة، ومحكمة العمل الاتحاديَّة، وتتمتع هذه المحاكم الاتحاديَّة بسلطة قضائيَّة على مجالات محددة من القانون، مثل القانون المدني والإداري والضريبي وقانون العمل. ثالثاً - المدعي العام الاتحادي: يتولى هذا المكتب ملاحقة الجرائم الفيدراليَّة الخطيرة، بما في ذلك الإرهاب والجريمة المنظمة، ويكون المدعي العام الاتحادي مستقلاً ويعمل تحت سلطة وزارة العدل الاتحاديَّة.
2 - مستوى الولاية: أولاً - محاكم الولايات: تتمتع كل ولاية من ولايات ألمانيا الفيدراليَّة الست عشرة بسلطتها القضائيَّة الخاصة، والتي تشمل محاكم الولايات، إذ تتعامل محاكم الولاية هذه مع مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك المسائل المدنيَّة والجنائيَّة والإداريَّة، وقد يختلف هيكل وتنظيم محاكم الولايات قليلاً من ولاية لأخرى. ثانياً - المحاكم الدستوريَّة للولايات: لدى معظم الولايات الألمانيَّة محاكمها الدستوريَّة الخاصة المسؤولة عن ضمان امتثال قوانين وإجراءات الولاية لدساتير الولايات المعنيَّة، تتعامل هذه المحاكم مع القضايا الدستوريَّة على مستوى الولاية.
3 - المستوى البلدي: أولاً - المحاكم المحليَّة: هي أدنى مستوى من السلطة القضائيَّة وموجودة في كل مدينة ومنطقة، وتتعامل مع القضايا المدنيَّة والجنائيَّة الأقل خطورة، مثل مسائل قانون الأسرة، والمطالبات الصغيرة، والجنح. وتتعامل هذه المحاكم أيضاً مع المسائل غير الخلافيَّة مثل الوصيَّة والوصايات. ثانياً - المدعون العامون: مسؤولون عن التحقيق والملاحقة القضائيَّة في القضايا الجنائيَّة في ولاياتهم القضائيَّة، ويعملون بشكلٍ وثيقٍ مع الشرطة المحليَّة ويلعبون دوراً حاسماً في نظام العدالة الجنائيَّة. من المهم أنْ نلاحظ أنَّه بينما يعملُ القضاء الألماني ضمن هذا الهيكل ثلاثي المستوى، هناك تركيزٌ قويٌّ على استقلال القضاء، إذ يتمُّ تعيين القضاة مدى الحياة ويتمُّ اتخاذ القرارات بشكلٍ محايدٍ بناءً على القانون، فضلاً عن ذلك، يلتزمُ القضاء الألماني بمبدأ الشرعيَّة، أي أنَّ القضاة يجب أنْ يطبقوا القانون كما هو مكتوبٌ، وليس لديهم سلطة إنشاء القانون من خلال قراراتهم. علاوة على ذلك، يعتمد النظام القانوني في ألمانيا على مبادئ القانون المدني، مع وجود مدونة قانونيَّة شاملة تغطي مختلف مجالات القانون، ويختلف هذا النظام عن أنظمة القانون العام في دولٍ مثل الولايات المتحدة الأميركيَّة والمملكة المتحدة، إذ يكون للسوابق القضائيَّة (هي ما تعرف اصطلاحاً بالقانون القضائي) دورٌ أكثر بروزاً. بكلماتٍ موجزة، يعملُ القضاء الألماني في ظل تقسيمٍ واضحٍ للسلطات بين المستوى الاتحادي، ومستوى الولايات، والبلديات، ليضمن إدارة العدالة بشكلٍ فعالٍ ومستقلٍ في جميع أنحاء البلاد. الدروس الأساسيَّة للعراق: لدى ألمانيا والعراق أنظمة قضائيَّة متميزة تتشكل حسب سياقاتها التاريخيَّة، وتقاليدها القانونيَّة، وبيئاتها السياسيَّة، ويرتكز النظام الألماني على المبادئ الديمقراطيَّة وتقاليد القانون المدني، مع التركيز على استقلال القضاء وحماية الحقوق والحريات، وبالمقابل، يعمل القضاء العراقي في بيئة أكثر تعقيداً، ويتأثر بالتقاليد القانونيَّة المدنيَّة والإسلاميَّة، ويواجه تحدياتٍ تتعلق بالتأثير السياسي وعدم الاستقرار، وبينما يواجه العراق تحديات إعادة بناء مؤسساته القانونيَّة والقضائيَّة بعد سنواتٍ من الصراع وعدم الاستقرار، فإنَّه يمكنه استخلاص العديد من الدروس الأساسيَّة من تجربة ألمانيا لتوجيه جهوده لإصلاح وتعزيز مؤسساته القانونيَّة والقضائيَّة، ومنها:
1 - الالتزام بسيادة القانون: إنَّ التزام ألمانيا الثابت بسيادة القانون ينبغي أنْ يكون بمثابة مبدأ أساس للعراق، وإنَّ التمسك بسيادة القانون يضمن أنَّ النظام القانوني هو السلطة النهائيَّة وأنَّ جميع الأفراد، بما في ذلك المسؤولون الحكوميون، متساوون أمام القانون.
2 - استقلال القضاء: يجب على العراق أنْ يضعَ النصوص الدستوريَّة والتشريعيَّة الخاصة باستقلال السلطة القضائيَّة موضع التطبيق من حيث وجود سلطة قضائيَّة متحررة من النفوذ السياسي أمرٌ ضروريٌ لدعم العدالة وضمان حصول جميع المواطنين على معاملة عادلة بموجب القانون، وهنا ينبغي تعيين القضاة على أساس الجدارة وحمايتهم من الضغوط الخارجيَّة والتدخل السياسي وألا يكون عليهم سلطانٌ إلا القانون.
3 - إطار دستوري قوي: على العراق أنْ ينشئ إطاراً دستورياً قوياً يكرّسُ المبادئ الديمقراطيَّة وحقوق الإنسان والفصل بين السلطات، ويقدم أساساً قانونياً واضحاً للنظامين القانوني والقضائي في البلاد.
4 - المساءلة عن جرائم الماضي: بينما لا تزال تعالج ألمانيا ماضيها النازي من خلال آليات إزالة النازيَّة والمساءلة، على العراق بالمثل معالجة انتهاكات حقوق الإنسان السابقة، والسعي إلى المساءلة عن الجرائم المرتكبة خلال فترات الصراع، وإنَّ إنشاء آليات للمساءلة والمصالحة العادلة يمكن أنْ يساعد البلاد على المضي قدماً مع احترام حقوق الضحايا وأسرهم.
5 - التعليم والاحتراف القانوني: ينبغي للعراق أنْ يستثمرَ في التعليم القانوني والتطوير المهني لضمان الاستعداد الجيد للملاكات القانونيَّة المهنيَّة لدعم القيم الديمقراطيَّة وسيادة القانون، ويعدُّ التدريب الأخلاقي والقيمي والفهم العميق للمبادئ الدستوريَّة أمراً ضرورياً.
6 - الوصول إلى العدالة: ضرورة إعطاء العراق الأولويَّة لوصول جميع مواطنيه إلى مؤسسات وقنوات العدالة، بغض النظر عن خلفيتهم أو وضعهم الاقتصادي، وهنا ينبغي إنشاء برامج المساعدة القانونيَّة والمساعدات لضمان قدرة الجميع على التماس سبل الإنصاف من خلال النظام القانوني.
7 - التعاون الدولي: إنَّ التعاون والدعم الدوليين، كما تلقته ألمانيا بعد الحرب العالميَّة الثانية، من شأنه أنْ يزودَ العراق بالتوجيه والخبرة والموارد اللازمة لجهود الإصلاح القضائي، إذ إنَّ التعاون مع المنظمات الدوليَّة والخبراء القانونيين والتعلم من تجارب الآخرين مهمٌ ولا يقدر بثمن.
8 - التكيف مع السياق المحلي: ومع استخلاص الدروس من تجربة ألمانيا، يتعين على العراق أيضاً أنْ يأخذَ في الاعتبار سياقه الثقافي والتاريخي والاجتماعي الفريد، وينبغي تصميم الإصلاحات القانونيَّة بحيث تعالج التحديات والاحتياجات الخاصة بهويَّة العراق التاريخيَّة والثقافيَّة والاجتماعيَّة.
9 - الموازنة بين الحقوق والواجبات: ندرك أنَّ الحقوق تأتي مع الواجبات والمسؤوليات المقابلة، وإنَّ تحقيق التوازن بين الحقوق والحريات والاحتياجات الأوسع للمجتمع أمرٌ ضروريٌّ للتعايش المتناغم. خاتمة: كان إصلاح المنظومة التشريعيَّة والقطاع القضائي في ألمانيا بعد الحرب العالميَّة الثانية عمليَّة معقدة ومليئة بالتحديات، وقد تطلب الأمر معالجة إرث النظام النازي، وإرساء مبادئ ديمقراطيَّة، وبناء نظام قانوني قادر على دعم سيادة القانون وحماية الحقوق الفرديَّة، فمن خلال محاكمات نورمبرغ، وتطهير ألمانيا من النازيَّة، وإنشاء القانون الأساسي، وإنشاء المحكمة الدستوريَّة الفيدراليَّة، والالتزام بالتثقيف القانوني والمهني، تمكنت ألمانيا من تحويل نظامها القضائي إلى نموذج للإصلاح. وتقدم تجربة ألمانيا درساً قيماً للدول الأخرى التي تواجه تحدياتٍ مماثلة، إذ تبين أنَّ الالتزام بالعدالة والقيم الديمقراطيَّة من الممكن أنْ يؤدي إلى نظام قانوني قوي ومرنٍ حتى في أصعب الظروف. بوسع بلدانٍ مثل العراق، التي تواجه تحديات التحولات السياسيَّة في مرحلة ما بعد الصراع أو التحول السياسي، أنْ تستمدَّ الإلهام من رحلة ألمانيا، من خلال إعطاء الأولويَّة لإنشاء إطار دستوري قوي وتقديم ضمانات تنفيذ أحكامه، وضمان استقلال القضاء، والاستثمار في التعليم القانوني، والمساءلة، وتعزيز الشفافيَّة، يمكن للدول أنْ تمهدَ الطريق لنظام قضائي قوي ونزيه يدعم سيادة القانون ويحمي حقوق مواطنيها ويقوي الثقة بين الدولة والمواطن العراقي، ومن خلال القيام بذلك، يمكنهم التحرك نحو مستقبلٍ تسود فيه العدالة والديمقراطيَّة واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي بعد الحرب العالمی المحکمة الدستوری القانون الأساسی النظام القانونی الحقوق والحریات القضاء الألمانی استقلال القضاء وسیادة القانون السلطة القضائی سیادة القانون حقوق الإنسان ما بعد الحرب بین السلطات هذه المحاکم على القانون ة الاتحادی على العراق بما فی ذلک ة ألمانیا ة الثانیة على مستوى من خلال
إقرأ أيضاً:
زيارات لرياض الشهداء وافتتاح معارض صور تخليداً لتضحياتهم في الدفاع عن سيادة الوطن
رئيس مجلس القضاء: الشهداء درع الوطن وحصنه الحصين الذين واجهوا الغزاة والمعتدين
الثورة/ إسكندر المريسي
أكد رئيس مجلس القضاء الأعلى الدكتور القاضي عبد المؤمن شجاع الدين أن تكريم الشهداء هو تكريم لقيم الفضيلة وقيم الشهادة التي ينبغي ان تترسخ في وجدان وضمير شعبنا اليمني لأن روح الشهادة هي درع الوطن المتين وحصنه الحصين في مواجهة الغزاة والمعتدين .
وفي الفعالية المركزية التي أقامتها السلطة القضائية اليوم بصنعاء لتكريم أبناء واسر الشهداء من منتسبيها قال رئيس مجلس القضاء الاعلى : أن شعبنا العظيم يستلهم قيم الشهادة من قيادتنا الثورية ممثلة بقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي التي كانت السباقة في تقديم قوافل الشهداء دفاعا عن الدين والوطن .
وأضاف القاضي الدكتور شجاع الدين بحضور قيادات مجلس القضاء الأعلى والمحكمة العليا ووزارة العدل وحقوق الإنسان ومكتب النائب العام وهيئة التفتيش القضائي والمعهد العالي للقضاء وعدد من رؤساء المحاكم والنيابات العامة بأمانة العاصمة ومحافظة صنعاء قائلاً : بكل فخر واعتزاز لشهدائنا عامة وشهداء السلطة القضائية ها نحن اليوم ندشن الفعالية المركزية من أجل تكريم أسر الشهداء الذين جادوا بأرواحهم في سبيل الله لحماية وطننا .
وأضاف : وعرفانا لما قدموه اولئك الشهداء العظماء فقد أقر مجلس القضاء الأعلى تخصيص خمسة مقاعد للدراسة في المعهد العالي للقضاء لأبناء واخوة شهداء السلطة القضائية .
بدوره أكد نائب وزير العدل وحقوق الإنسان القاضي إبراهيم الشامي
أن إحياء الذكرى السنوية للشهيد يعكس حجم وعظمة تضحيات الشهداء التي ساهمت في تحقيق الانتصارات والحرية والعزة والكرامة.
وقال” نجدد العهد للشهداء العظماء بإعتبارهم أكرم الناس وأشرف الخلق الذين تقلدوا وسام الحياة الأبدية بأننا على عهدهم ماضون وفي دربهم سائرون لمواجهة الطغاة والمستكبرين والظالمين”.
ولفت القاضي الشامي إلى أن السلطة القضائية نالت شرف المساهمة في الدفاع عن حياض الوطن ومكتسباته ومواجهة العدوان حين تعرضت منشآتها وبنيتها التحتية وكوادرها لاعتداءات أسفرت عن إرتقاء بعض منتسبيها وأسرهم شهداء.
وتطرق إلى أن دماء و تضحيات الشهداء أسفرت أمن وعزة وكرامة.. مشيرا إلى أن أعظم ثمرة من ثمار التضحية في سبيل الله هي وحدة الامة الإسلامية حول القضية الفلسطينية باعتبارها قضيتها الأولى والمركزية التي تعززت بعد معركة طوفان الأقصى.
إلى ذلك القى العلامة فؤاد ناجي كلمة توعوية أوضح فيها أن الذكرى السنوية للشهيد تعود علينا هذا العام وقد لحق بقافلة الشهداء عدد من كبار القادة الذين كانت دمائهم تضحية لقضية عادلة على طريق القدس ونصرة لغزة.
ولفت إلى أن هذه الذكرى تعد محطة لتعبئة الطاقات وشحذ الهمم لنكون أوفياء لدم الشهداء كما تعد فرصة لاستحضار روحية الشهادة والاستشهاد للنجاح في تأدية مهامنا في الوقوف في وجه الطغاة والمستكبرين.
بدوره اعتبرت كلمة أسر الشهداء التي ألقاها هاشم الكبسي ، الذكرى السنوية للشهيد فرصة لتجديد العهد والوفاء للشهداء الذين ارتقوا في ميادين الشرف والآباء دفاعا عن اليمن وكرامة أبنائه، مسطرين ملاحم الشرف والبطولة والآباء في جميع الجبهات.
ولفت إلى أنه لا سبيل ولا خيار لمواجهة قوى الظلم والاستكبار العالمي سوى بحمل ثقافة الجهاد والاستشهاد لردع العدو ورفع راية الاسلام.
تخلل الفعالية التي حضرها قيادات وأعضاء من مجلس القضاء والمحكمة العليا ووزارة العدل وحقوق الإنسان وهيئة التفتيش القضائي، ومكتب النائب العام والمعهد العالي للقضاء و رؤساء محاكم ونيابات استئناف الأمانة ومحافظة صنعاء وقضاة ووكلاء ومدراء ومنتسبي هيئات السلطة القضائية، فقرات إنشادية قدمتها فرقة وطن الفنية وفرقة شباب الصمود و قصيدة للشاعر عبدالسلام المتميز عبرت عن مناقب الشهداء ومكانة الجهاد في الإسلام، وتكريم أسر الشهداء من منتسبي السلطة القضائية .
صنعاء
الى ذلك زار نائب وزير التربية والتعليم والبحث العلمي، الدكتور حاتم الدعيس، أمس، ضريح الشهيد الرئيس صالح الصماد ورفاقه في ميدان السبعين، في إطار فعاليات الذكرى السنوية للشهيد.
ووضع نائب الوزير ومعه عدد من قيادات ومديرو عموم الوزارة، إكليلاً من الزهور على ضريح الشهيد الصماد ورفاقه وقرأوا الفاتحة على أرواحهم الطاهرة .
كما زار نائب وزير التربية والتعليم والبحث العلمي ومرافقوه معرض الشهيد الرئيس الصماد، الذي يتضمن صوراً ومجسمات توثق جانباً من حياته وسيرته الوطنية والنضالية، ومواقفه البطولية والإنسانية وزياراته لرجال الرجال في ميادين العزة والكرامة.
واعتبر نائب الوزير ومرافقوه زيارة ضريح الشهيد الصماد ورفاقه، فرصة لتذكر مواقفه العظيمة وكافة الشهداء الذين اجترحوا المآثر البطولية في مواجهة العدوان على السنوات الماضية.
وأشادوا بمناقب الشهيد الرئيس صالح الصماد الذي يعد قدوة لكل المسؤولين، لتميزه بالحكمة والشجاعة والشخصية الإيمانية، التي استقاها من مسيرته الجهادية مع الشهيد القائد، حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، منوهين بالتضحيات التي قدمها الشهيد القائد والرئيس الصماد وكافة الشهداء التي أثمرت عزاً ونصراً وكرامةً لأبناء شعبنا اليمني العظيم.
وافتتح نائب وزير التربية والتعليم والبحث العلمي الدكتور حاتم الدعيس، معرض الصور الذي يقيمه معهد الشوكاني لإعداد المعلمين تحت شعار ” شهداء معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس على طريق القدس”.
واطلع الدكتور الدعيس ومسؤول القطاع التربوي بالمحافظة هادي عمار، على محتويات المعرض الذي ضم صور الشهداء ومجسمات للملاحم البطولية والأسلحة المطورة للجيش اليمني التي تبرز.
وخلال الزيارة أشاد الدعيس وعمار بتضحيات الشهداء في معركة الدفاع عن الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته، والاستبسال في مواجهة العدوان وإفشال مخططاته التدميرية..
وثمنا موقف القيادة الثورية في دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية واللبنانية في إطار محور المقاومة والجهاد المقدس ومواكبة المرحلة الخامسة من التصعيد لمواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي.
كما زار محافظ صنعاء عبد الباسط الهادي، أمس، معرض الجهاد المقدس لصور شهداء المحافظة، بمديرية صنعاء الجديدة .
واطلع الهادي ومعه مديرا أمن المحافظة العميد مجاهد عايض ومديرية صنعاء الجديدة عبد الله المروني، على محتويات المعرض من صور للشهداء الذين سطروا ملاحم بطولية في الدفاع عن الوطن وسيادته واستقراره، ومجسمات لنماذج من الأسلحة المتنوعة، تظهر مدى الاستعداد القتالي لمواجهة طواغيت العصر أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني.
وأوضح الهادي أن زيارة معرض صور الشهداء تأتي في إطار فعاليات وأنشطة إحياء الذكرى السنوية للشهيد لهذا العام ولاستذكار تضحيات الشهداء الذين حققوا الانتصارات العظيمة للوطن، مشيرا إلى أهمية استلهام الدروس من تضحيات الشهداء وبطولاتهم في المضي على دربهم والسير على خطاهم في مواجهة قوى العدوان الأمريكي، البريطاني، الصهيوني، ونصرة أبطال المقاومة في غزة ولبنان.
كما زار المحافظ الهادي ومرافقوه روضتي شهداء بيت بوس بمديرية صنعاء الجديدة، حيث قرأوا الفاتحة إلى أرواح الشهداء.
وفي السياق نظمت اللجنة الوطنية المرأة، زيارة لكادرها إلى معرض صور شهداء قيادة المنطقة المركزية وألوية الاحتياط بأمانة العاصمة في إطار الذكرى السنوية للشهيد 1446هـ.
واطلعت الزائرات من قيادات وموظفات اللجنة وعدد من المؤسسات والدوائر الحكومية، على محتويات المعرض التي تبرز المواقف والمآثر البطولية للشهداء، كما تمت قراءة الفاتحة إلى أرواح الشهداء.
وأشدن بمواقف الشهداء والملاحم البطولية التي سطروها في مواجهة العدوان التي أثمرت مجدا وعزا ونصرا وتمكينا للشعب اليمني وصموده في مواجهة أعداء الأمة، ونصرة ومساندة الشعبين الفلسطيني واللبناني ومقاومتهما الباسلة.
وأكدت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة الدكتورة غادة أبو طالب أن هذه الذكرى تعبير عن الوفاء والعرفان لعطاء الشهداء وتضحياتهم في الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره، مشيدة بمستوى الإعداد والتنظيم للمعرض، بما يليق بمكانة الشهداء وتضحياتهم.
بدورها نظمت الهيئة النسائية الثقافية بمديرية همدان في محافظة صنعاء، وقفات بالذكرى السنوية للشهيد.
ورفعت المشاركات في الوقفات التي أقيمت في قرى مدام وجنوب السودة وشمال السودة وضروان والخمسين وشاهرة ووسط ضلاع والمحجر وشملان والوادي وبيت الشويع وبيت نعم وبيت العذري وبيت شويع وعلاو ضلاع ومذبل، شعار البراءة من أعداء الإسلام، ورددن هتافات الصمود وتأكيد السير على نهج الشهداء ودعم الأشقاء في غزة ولبنان.
وأكدن أن دماء وتضحيات الشهداء أثمرت عزا ونصرا للإسلام، وأن الخيار المضي في أداء المسؤولية الإيمانية في مقاومة أعداء الله، دفاعاً عن الأمة الإسلامية.
وجددت المشاركات عهد الوفاء للشهداء بالسير على النهج والطريق الذي سلكوه والاهتمام بأسرهم ورعايتها وتفقد أحوالها واحتياجاتها.
من جهة أخرى نظمت إدارة تنمية المرأة بمحافظة صنعاء، فعالية خطابية بالذكرى السنوية للشهيد تحت شعار “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ” .
وأكدت المشاركات في الفعالية التي أقيمت بمديرية سنحان وبني بهلول، أهمية تعزيز مستوى الوعي بثقافة الجهاد والاستشهاد في أوساط المجتمع .
وأشارت إلى أن إحياء ذكرى الشهيد محطة تربوية وإيمانية لاستلهام الدروس والعبر من تضحيات الشهداء وبطولاتهم الخالدة في مواجهة العدوان وقوى الاستكبار وإفشال مخططاتهم الهادفة إلى تدمير الوطن.
الضالع
من جانبه زار القائم بأعمال محافظ الضالع عبد اللطيف الشغدري، أمس، المعرض المركزي لصور شهداء المحافظة بمدينة دمت في إطار فعاليات الذكرى السنوية للشهيد.
واطلع الشغدري ومعه قيادات محلية وأمنية وتنفيذية، على محتويات المعرض من صور ومجسمات، عكست الصمود والثبات في مواجهة العدوان، وجسدت تضحيات الشهداء في الدفاع عن اليمن.
وأشار الزائرون، إلى أهمية زيارة معارض وروضات الشهداء عرفانا بتضحيات الشهداء في مواجهة العدوان ومرتزقة، ومناصرة القضية الفلسطينية.. معتبرين ذكرى سنوية الشهيد، محطة لاستلهام الدروس والعبر من تضحيات الشهداء العظماء، دفاعا عن الكرامة والسيادة.
وزار القائم بأعمال محافظ الضالع ومرافقوه روضة الشهداء بالمديرية، وتم قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل نصرة الحق والدفاع عن الوطن.
وفي ذات السياق زار رئيس فرع الهيئة العامة لرفع المظالم عبد الرحمن الوجيه وكوادر الفرع معرض صور الشهداء بدمت.
واطلع الزائرون على صور الشهداء والمجسمات المعبرة عن عظمة الشهيد باعتبارها ذكرى تجسد معاني الدروس والعبر من الملاحم البطولية التي قدموها في سبيل الدفاع عن أمن البلد واستقلاله.
وزارت قيادة السلطة المحلية والتعبئة العامة بمديربة قعطبة بمحافظة الضالع، أمس، المعرض المركزي لصور شهداء المديرية في إطار فعاليات الذكرى السنوية للشهيد.
واطلع الزائرون على محتويات المعرض من صور ومجسمات، عكست تضحيات الشهداء في سبيل الله والدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره.
كما زاروا روضة الشهداء ، وقرأوا الفاتحة على أرواح الشهداء، الذين قدموا أرواحهم في سبيل نصرة الحق والدفاع عن الوطن.
وأشار مدير مديرية قعطبة داوود النهام ومسئول التعبئة بالمديرية جبريل عياش ومدير التدريب بالمحافظة بشير الشرفي، إلى أهمية زيارة معارض وروضات الشهداء عرفانا بتضحيات الشهداء في مواجهة العدوان ومرتزقته، ومناصرة القضية الفلسطينية.
كما قام الزائرون بزيارة عدد من أسر الشهداء بالمديرية وقدموا لهم الهدايا.. ونقلوا تحيات قائد الثورة لهم.
حجة
كما زار وكيل محافظة حجة لقطاع الإعلام، عادل شلي، ومديرو الإعلام إبراهيم هاشم والإذاعة أحمد الهليلي ومكتب وكالة الأنباء اليمنية سبأ أكرم الحوثي روضة ومعرض صور الشهداء في مركز المحافظة.
كما زار نائب المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين بالمحافظة عبدالقوي الصوفي روضة الشهداء في منطقة الصيح بمركز المحافظة.
وأثناء الزيارة ومعهم منتسبو الإذاعة قرأ الزوار الفاتحة على أرواح الشهداء، وأكدوا السير على الطريق الذي سلكه الشهداء وتقديم الغالي والنفيس حتى طرد الغزاة والمحتلين من أرض اليمن وتحقيق النصر المؤزر.
كما أكدوا الاستمرار في نصرة الحق والمظلومين والمستضعفين ودعم وإسناد الشعبين الفلسطيني واللبناني والجهوزية لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس تحت قيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي.
الحديدة
من جهة أخرى افتتح وكيل أول محافظة الحديدة أحمد مهدي البشري، أمس، معرض صور ومجسمات شهداء مديرية التحيتا بذكرى سنوية الشهيد.
وخلال الافتتاح طاف البشري ومعه مدير المديرية عادل اهيف ومسؤول التعبئة صديق فتيني، بحضور رسمي وشعبي، في أجنحة المعرض الذي يضم الصور والمجسمات لاستحضار مآثر ومواقف وبطولات الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في مواجهة قوى العدوان ومرتزقتها دفاعاً عن الوطن واستقلاله.
وأثنى على جهود الإعداد والتنظيم للمعرض في إطار ترسيخ ثقافة الاستشهاد التي عززت الصمود والثبات اليماني في مواجهة العدوان، معتبرا هذا الثقافة أقوى سلاح لمواجهة الأعداء.
وتطرق وكيل أول المحافظة، إلى دلالات ومفهوم الشهادة باعتبارها منزلة رفيعة ومقاماً عظيماً، مبيناً أن الشهداء هم منارات الهدى للأجيال، كونهم ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن الأرض والعرض.
ولفت إلى أن تضحيات الشهداء أثمرت عزاً ونصراً وقوة، لأنهم من أفشلوا مساعي المعتدين من الغزاة والطامعين، مؤكدا على أهمية تخليد مآثر الشهداء والسير على نهجهم، والوفاء للمبادئ التي ضحى من أجلها الشهداء.
ونظمت الهيئة النسائية الثقافية بمحافظة الحديدة أمس وقفات نسائية في عدد من مناطق مديريتي المنصورية والدريهمي، في إطار إحياء فعاليات الذكرى السنوية للشهيد.
وخلال الوقفات ألقيت، كلمات، أشارت إلى عظمة ومكانة الشهداء ومنزلتهم الرفيعة والتضحيات التي بذلوها دفاعاً عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية.
ولفتت إلى أن إحياء ذكرى الشهيد تعد محطة تذكير بتضحيات الشهداء واستبسالهم في سبيل الدفاع عن الوطن.. متطرقة إلى أهميتها في إحياء ثقافة الجهاد في نفوس المجتمع والسير على درب الشهداء.
ودعت الكلمات إلى استلهام العبر من رحلة عطاء وكفاح وتضحية الشهداء في سبيل الانتصار للوطن.. مؤكدة أن تلك التضحيات ستظل رمزا للعزة والكرامة لكل أبناء الشعب اليمني.
ذمار
واختتمت بمحافظة ذمار أمس، فعاليات الذكرى السنوية للشهيد للعام 1446هجرية، بفعالية تكريمية لأسر الشهداء الأكثر عطاء بالمحافظة.
وفي الاختتام، أكد المحافظ محمد البخيتي، أهمية الذكرى السنوية للشهيد، في التذكير بالشهداء ومآثرهم، والاهتمام بأسرهم، والوفاء لتضحياتهم العظيمة.
وأشار إلى أن النصر الذي تحقق في البحرين الأحمر والعربي ودك عمق العدو الصهيوني، يعد ثمرة من ثمار تضحيات الشهداء، لافتاً إلى أهمية التسلح بثقافة الجهاد والاستشهاد للانتصار على أعداء الأمة.
وتطرق إلى ارتفاع أعداد الشهداء في غزة ولبنان، مبيناً أن الإجرام الأمريكي الصهيوني دليل هزيمة لا انتصار، وأن دماء الشهداء الطاهرة ستكون سببا في سقوط هذا الكيان المجرم.
وأكد المحافظ البخيتي حرص قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والمجلس السياسي الأعلى وقيادة المحافظة، على رعاية أسر الشهداء والجرحى والمفقودين، وفاء وعرفانا بتضحيات ذويهم.
من جانبه، عبرّ رئيس الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء طه جران، عن الاعتزاز بالمشاركة في تكريم أسر الشهداء الذين بذلوا فلذات أكبادهم، و أوصلوا اليمن إلى ما هو فيه الأن عزة وكرامة.
وأعتبر، ذكرى الشهيد محطة لاستذكار الشهداء وتضحياتهم كأسمي عطاء نستلهم منه العزيمة في مواجهة التحديات إلى أن يتحقق لأمتنا النصر.
وحث على المضي على درب وخطى الشهداء الذين جسدوا قيم ومبادئ وأخلاقيات القرآن الكريم بصبرهم وثباتهم وعطائهم، منوها بعطاءات أسر الشهداء بمحافظة ذمار.
بدوره، أكد مسؤول شعبة التعبئة العامة بالمحافظة أحمد الضوراني،أهمية ترسيخ مفهوم الجهاد وحب الشهادة، والبذل والعطاء دفاعا عن الدين والوطن والأمة.
وأشار إلى أن ذكرى الشهيد هي مناسبة لإحياء روحية الجهاد، واستلهام الدروس من تضحيات الشهداء، والسير على خطاهم في مواجهة الظالمين والمستكبرين.
وشدد على ضرورة استمرار الأنشطة الثقافية والتعبوية والوقفات والمسيرات التضامنية مع الشعبين الفلسطيني واللبناني، مشيدا بجهود الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء وفرعها بالمحافظة في الاهتمام بأسر الشهداء.
وفي كلمة عن أسر الشهداء، عبّر أحمد سوار، عن الشكر لقائد الثورة والمجلس السياسي الأعلى والهيئة العامة لرعاية أسر الشهدا، على الاهتمام بأسر الشهداء.
واعتبر إحياء ذكرى الشهيد، وتكريم أسر الشهداء، دليلا على التقدير وصدق الوفاء، مؤكدا السير على درب الشهداء.
مارب
كما زار وكيل محافظة مارب يحيى البحري عدداً من أسر شهداء حريب، وقدموا لهم الهدايا الرمزية وقرأوا الفاتحة على أرواح الشهداء.
إلى ذلك زار وكيل المحافظة دارس المعوضي ومدير مديرية بدبدة درعان السقاف ورئيس لجنة الخدمات محمد غادر وقيادات محلية أسر الشهداء بمديرية بدبدة وقدموا لهم هدايا رمزية .. منوّهين بما قدمه الشهداء من تضحيات في الدفاع عن الدين والوطن.
وتفقد مسؤول قطاع التربية بالمحافظة علي الزايدي ومعه قيادات محلية وتعبوية عددا من أسر الشهداء في مديرية صرواح، مشيرين إلى أن الزيارات تأتي وفاء وعرفاناً بما قدمته أسر الشهداء من عطاء عظيم.
وزار مدير فرع الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء وقائد قوات النجدة صالح الشريف ومعه عدد من القيادات أسر شهداء مديرية مجزر المتواجدين بالعاصمة صنعاء ..مؤكدين الاهتمام بأسر الشهداء عرفاناً بتضحياتهم.
إب
الى ذلك اختتمت السلطة والهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء بمحافظة إب أمس أنشطة الذكرى السنوية للشهيد للعام 1446 هـ بفعالية خطابية أقيمت في مديرية يريم.
وفي الفعالية التي حضرها المحافظ عبدالواحد صلاح أشار مسؤول التعبئة بالمحافظة عبدالفتاح غلاب إلى أن إحياء هذا الذكرى تحمل دلالات بعظمة تضحيات الشهداء الذين بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل الله والدفاع عن الوطن وسطروا أروع ملامح النصر..
ولفت إلى تزامن الذكرى السنوية للشهيد مع مرور أكثر من عام على معركة “طوفان الأقصى” التي يخوضها أبطال المقاومة في فلسطين ولبنان ضد الصهاينة المحتلين ومن يقف معهم في ارتكاب أبشع المجازر بحق المدنيين أمام مرأى ومسمع العالم.
وشدد على ضرورة المسؤولية الجماعية في ترسيخ مفهوم الجهاد واستلهام الدروس من تضحيات الشهداء الأبطال والاهتمام والاعتناء بأسرهم خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها الأمة.
زيارات لضريح الشهيد الرئيس الصماد
كما زارت قيادات من المكتب السياسي لأنصار الله وتحالف الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان أمس ضريح الرئيس الشهيد صالح علي الصماد ورفاقه بميدان السبعين في الذكرى السنوية للشهيد 1446هـ.
وقرأ عضوا المكتب السياسي لأنصار الله محمد شوكة وعدنان أبو طالب وأعضاء تحالف الأحزاب صالح صائل ومصلح أبو شعر، وعبدالوارث صلاح وسفيان العماري، خيري السعدي، فرحان هاشم، وصالح السهمي وأحمد العماري والدكتور عارف العامري، الفاتحة إلى أرواح الرئيس الشهيد الصماد ورفاقه وكل شهداء الوطن.
وأشار الزائرون إلى أهمية هذه الذكرى التي تُعبر عن الوفاء لدماء وتضحيات الشهداء وعطاءاتهم من أجل أن يعيش أبناء اليمن في حرية وأمان واستقرار وسيادة واستقلال.
وأوضح عضو المكتب السياسي شوكة، أن ذكرى سنوية الشهيد، محطة مهمة للوقوف أمام تضحيات الشهداء واستذكار سيرتهم وتجديد العهد بالسير على دربهم ومواصلة النضال في مواجهة العدوان الأمريكي، البريطاني، الصهيوني، السعودي.
وعبر عن الفخر والاعتزاز بتضحيات الشهيد الصماد ورفاقه وكل شهداء الوطن الذين ضحوًا بأرواحهم في الدفاع عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية، مشيرًا إلى أن ذكرى الشهيد فرصة لاستلهام معاني البطولة والتضحية والاستبسال وترسيخ عظمة الشهادة والجهاد، والاهتمام بأسر الشهداء وفاء لتضحياتهم التي بذلوها في سبيل الله والوطن.
فيما أكد أعضاء تحالف الأحزاب المناهضة للعدوان، المضي على نهج الشهداء والاقتداء بتضحياتهم والاستمرار في الصمود والثبات لمواجهة قوى العدوان الأمريكي، البريطاني، والصهيوني والمرتزقة حتى تحقيق النصر ودحر الغزاة والمحتلين.
وأشاروا إلى أن الأدوار البطولية والمواقف الوطنية للشهداء، أثمرت عزة وانتصارًا وكرامة وأسهمت في تعزيز الأمن والاستقرار والخروج من الوصاية والهيمنة الخارجية.
وزار محافظو شبوة عوض العولقي والمهرة القعطبي علي الفرجي وعدن طارق سلام، امس ضريح الشهيد الرئيس صالح الصماد ورفاقه بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء.
وقرأ الزائرون الفاتحة على أرواح الشهيد الصماد ورفاقه وكافة الشهداء .. مؤكدين أن الشهيد الصماد مثل الأنموذج المشرف في التضحية والفداء وقدم روحه دفاعا عن اليمن وسيادته واستقلاله.
كما زار المحافظون ومعهم عدد من المسؤولين وقيادات من أبناء المحافظات الجنوبية، معرض صور الشهيد الصماد، واطلعوا على ما يحتويه من صور ومجسمات ومقتنيات توّثق جانبًا من سيرة حياته الوطنية ومواقفه النضالية والإنسانية، وزياراته لميادين وجبهات العزة والكرامة.
وأشاد الزائرون بالأدوار البطولية والمواقف الوطنية للشهداء وعلى رأسهم الشهيد الصماد والتي أثمرت عزة ومجدا وأسهمت في تعزيز الأمن والاستقرار.
وأشاروا إلى أهمية استلهام الدروس والعبر من تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم في مواجهة قوى العدوان .. حاثين على الاهتمام بأسر الشهداء.
إلى ذلك زار العولقي والفرجي وسلام، أمس مخيمات ومعرض صور شهداء أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية المقام في باحة جامعة صنعاء، وطافوا بأجنحة المعرض الذي يضم صورًا ومجسمات لشهداء أبناء الجنوبية والشرقية، الذين قدموا التضحيات في سبيل الله ودفاعا عن الأرض والعرض والسيادة .
وأشاد الزائرون بتضحيات أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية الذين كانوا في طلائع المشاركين في معركة الدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله ومواجهة العدوان، مؤكدين أن ما يعيشه الوطن اليوم من عزة وقوة جاء بفضل الله وتضحيات الشهداء الذي بذلوا أرواحهم من أجل حرية وكرامة الشعب اليمني.
كما زار العولقي والفرجي وسلام، ومرافقوهم، معرض صور شهداء أفراد قوات الشرطة العسكرية الذين استشهدوا في جبهات العزة والكرامة مدافعين عن الأرض والعرض.. مشيدين بتضحيات الشهداء من كل الوحدات العسكرية.
واعتبروا إحياء الذكرى السنوية للشهيد، محطة وطنية لتجديد العهد بالوفاء لدماء الشهداء، واستلهام الدروس والعبر من سيرتهم العطرة، معبرين عن فخرهم واعتزازهم بشهداء العزة والكرامة من أبطال القوات المسلحة اليمنية، الذين قدّموا أروع الأمثلة في التضحية والفداء في سبيل الله ومن أجل الوطن.
تصوير/فؤاد الحرازي