الشيفرة المفقودة.. رواية للفتيان عن إدمان التكنولوجيا
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
الجزائر «العُمانية»: تسرد الكاتبة الجزائرية مريم نريمان نومار في روايتها «الشيفرة المفقودة»، سلسلة من المغامرات التي يقوم بها أربعة أصدقاء يدمنون على التكنولوجيا، ثم يعمل قرصان محترف على جرّهم إلى داخل جهاز الحاسوب محاولًا تحويلهم إلى فيروسات كمبيوتر بشرية.
وعبر سلسلة من المغامرات يخوضها الفتيان، تتكشف لهم الحقائق شيئًا فشيئًا، ليعرفوا أنهم ليسوا الوحيدين الذين تم سحبهم إلى داخل الجهاز، فهناك المئات غيرهم، لكنهم استطاعوا النجاة من ذلك المصير عبر خطأ في عملية نقلهم إلى داخل جهاز الحاسوب.
تستعرض الرواية ما يمكن أن ينتج من أضرار على الجيل الناشئ بسبب إدمان التكنولوجيا، وغياب الرقابة العائلية، وما يمكن للشاشة التي ينفرد بها الطفل في غرفته أن تقدم له من غث وسمين، وأنه قد يقع ضحية لمواقع أو أشخاص يدمرون حياته. وكأنما تسعى المؤلفة، وهي أستاذة بجامعة باتنة2، إلى تعزيز وعي الطفل بهذه المخاطر، والتذكير بدور الأهل في التوجيه والمراقبة.
وبعد انزلاقها نحو ذلك العالم الغامض، تَظهر الشخصيات التي اختارتها الكاتبة من فئة الفتيان قادرة على مراجعة سلوكياتها، وتتميز كلّ منها بملامح جسدية ونفسية خاصة بها، فالفتى عمر تميز بالذكاء وسـرعة البديهة، على الرغم من أنّ ملامحه تبدو خلاف ذلك، وكان يفكر بقراراته بعقلانية؛ ما جنّبه الوقوع في العديد من المشاكل التي اعترضت طريقه في البيت والمدرسة والحي، وكان يحب تجريب الألعاب التي تصدر حديثًا، حتى إنه مثّل مرجعًا للألعاب الإلكترونية في نظر أصدقائه.
ونقرأ عن هذه الشخصية كما ورد في الرواية: «كان مولعًا بالمغامرات الإلكترونية، وطالما تمنى لو تتاح له الفرصة ليخوض تجربة مشابهة، وقد جرب مرة إحدى الألعاب التي يستخدم فيها نظارات اللعب الخاصة بالواقع الافتراضي بتقنية ثلاثية الأبعاد، ويذكر جيِّدًا كمية الحماسة التي عاشها في اللعبة، حيث شعر أنه موجود بالفعل في ساحة القتال؛ كان يصرخ أحيانًا بأعلى صوته بينما والده وشقيقه يضحكان منه ومن الحركات التي يقوم بها، بدا لهما وكأنه يتصارع مع الهواء! أما هو فقد شعر كما لو أنه يحلم وعيناه مفتوحتان».
أما الفتى سامي فكان يتمتع بفضول لتجربة كل جديد تطرحه تلك الشبكة العملاقة، ويحلم أن يسافر إلى أمكنة وأن يلتقي بالأبطال الذين كانت أمه تحكي له قصصهم رغم أنهم خياليّون، وكانت عندما يسألها عنهم تقول: «لا تضع حدودًا لخيالك، دعنا نفترض وجودهم معنا في الواقع ونتخيل معًا أحداث القصة».
وعُرف عن الفتى بلال أنه قيادي وسريع البديهة، و«لم يكن يومًا لاعبًا تابعًا، وكان الجميع يرشحونه لمنصب القيادة. ومنذ سنواته الأولى في المدرسة كان يوكل له المعلم دور قيادة الصف، وكانت لعبته المفضّلة في الحي هي تجميع الأطفال الأصغر منه سنًّا، ثم تدريسهم وممارسة دور المعلم عليهم، وخلال عطلة الصـيف كان يشارك في المخيمات المدرسـية، ولا يقبل إلّا بدور القائد، وها هو هنا يجد نفسه من دون أي حسابات مسبقة يقود صديقيه، مع الاستفادة من رأي كل واحد منهما».
أما ندى فعمرها تسع سنوات، وكانت قبل انتقالها إلى العالم القابع خلف الشاشة تستمتع كثيرًا بالألعاب التي تحتوي على ألبسة الفتيات، وفي الواقع كانت تترك اللعب عبر اللوح الإلكتروني؛ لتطلب من شقيقتها أن تضع لها طلاء أظافر يشبه الذي وضعته للفتيات في اللعبة، وكانت تحب استخدام الهاتف الذكي أو اللوح الإلكتروني أكثر من متابعة مسلسلات الكرتون، إذ تمنحها هذه الأدوات فرصة اختيار مشاهدة ما تشاء بينما يفرض عليها التلفزيون برنامجًا معينًا.
ومن أجل التخلص من المنزلق الذي وجدوا أنفسهم به، يتعاون الأصدقاء الأربعة للقضاء على ذلك القرصان وعلى فكرته القائمة على إنتاج فيروسات حاسوب تمتلك سرعة الفيروسات المعروفة من جهة، والقدرة على التفكير البشري من جهة أخرى، لكنه يفشل في مسعاه في النهاية؛ إذ يدمر الأصدقاء الأربعة مخططاته وينجحون في تحرير أنفسهم وتحرير الفتيان الآخرين أيضًا.
تتسم الرواية بلغتها المناسبة للفئة العمرية التي تتوجه لها، وتشتمل على العديد من المفردات والمصطلحات الجديدة الخاصة بعالم التكنولوجيا؛ وهو ما جعل الأحداث أكثر قربًا من القارئ وأكثر قدرة للتعبير عن العوالم التي فرضتها تطورات التكنولوجيا، تلك التي تؤكد الكاتبة عبر طرحها للموضوع أهمية التعاطي معها، لكنها تشدد في الوقت نفسه على أهمية التسلح بالحذر واليقظة خلال ذلك التعاطي.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
«الرعاية الصحية»: نستهدف نقل خبرات ماليزيا في التكنولوجيا الطبية إلى مصر
التقى الدكتور أحمد السبكي رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، السفير محمد تريد سفيان سفير ماليزيا لدى القاهرة، وذلك في مقر الهيئة الرئيسي بالقاهرة، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في قطاع الرعاية الصحية بين الجانبين.
توقيع مذكرة تفاهم بين الرعاية الصحية والجهات الماليزية المختصةوخلال اللقاء، تم~ الاتفاق على توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للرعاية الصحية والجهات الماليزية المختصة، بهدف بناء شراكات استراتيجية قوية في مجالات التكنولوجيا الصحية، وتوطين صناعة الأدوية، وتعزيز السياحة العلاجية، مما يسهم في تطوير قطاع الرعاية الصحية في مصر وفقًا لأحدث المعايير العالمية.
سبل توطين صناعة الأدوية والمستلزمات الطبيةوأشار الدكتور أحمد السبكي إلى أنَّ التعاون مع ماليزيا يهدف إلى تبادل ونقل الخبرات المتقدمة في التكنولوجيا الصحية، والذكاء الاصطناعي، وتطبيق أحدث الحلول الرقمية في منظومة الرعاية الصحية المصرية، بما يعزز جودة وكفاءة الخدمات الطبية المقدمة داخل منشآت الهيئة.
وأضاف أنَّ اللقاء ناقش سبل توطين صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية في مصر، وفقًا لاحتياجات السوق المحلية، مع الاتفاق على إنشاء منصة تربط الهيئة بالمصنعين الماليزيين، بالتنسيق مع هيئة الدواء المصرية وهيئة الشراء الموحد، مما يسهم في دعم الاكتفاء الذاتي من المستلزمات الطبية.
وأكّد الدكتور السبكي، أنَّه تمّ الاتفاق على إطلاق برنامج تدريب إكلينيكي للطلبة الماليزيين داخل مستشفيات الهيئة العامة للرعاية الصحية، مما يسهم في تعزيز التبادل العلمي والطبي بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات التعليم الطبي والتدريب.
كما جرى بحث آليات تقديم الرعاية الصحية للطلبة الماليزيين غير المؤمن عليهم والمقيمين في مصر، سواء داخل أو خارج محافظات التأمين الصحي الشامل، بما يضمن حصولهم على خدمات طبية متميزة وفقًا لأعلى معايير الجودة.
وأشار الدكتور السبكي إلى أهمية التعاون مع الجانب الماليزي في استقطاب المرضى الماليزيين للعلاج داخل مستشفيات الهيئة، ضمن جهود تعزيز الترويج للسياحة العلاجية تحت العلامة التجارية «نرعاك في مصر»، مؤكدًا أن منشآت الهيئة تمثل وجهة رئيسية للرعاية الطبية المتقدمة على المستوى الإقليمي.
من جهته، أعرب السفير الماليزي عن إعجابه بمستوى الخدمات الطبية التي تقدمها منشآت هيئة الرعاية الصحية في مصر، مشيرًا إلى أنَّ ما شاهده خلال زيارته لمنشآت الهيئة في الأقصر يضاهي كبرى المؤسسات الصحية العالمية، وأكد أن ماليزيا ستطلق رحلات مباشرة لدعم السياحة العلاجية في مصر.
كما أكّد ترحيب بلاده بالتعاون مع هيئة الرعاية الصحية في مختلف المجالات، ودعا الدكتور أحمد السبكي إلى المشاركة في مؤتمرات الرعاية الصحية والإمدادات الطبية التي ستُعقد في كوالالمبور، لتعزيز أطر التعاون وتبادل الخبرات بين الجانبين.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ السفير الماليزي محمد تريد سفيان، قام بزيارة إلى مستشفى الكرنك الدولي بالأقصر، إذ تفقد عددًا من الأقسام الطبية، مشيدًا بجودة الخدمات والتجهيزات المتطورة، مؤكّدًا أن المستوى الطبي داخل مستشفيات هيئة الرعاية الصحية يضاهي كبرى المؤسسات الصحية العالمية، مما يعزز ثقة الزائرين الأجانب في تلقي الرعاية الصحية في مصر.
وحضر اللقاء من جانب السفارة الماليزية، كل من: محمد إزوان السكرتير الأول للشئون السياسية، ورافي محمد، مفوض الشئون التجارية بالسفارة.
ومن جانب الهيئة العامة للرعاية الصحية، الدكتور هاني راشد، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة، والدكتور محمود الديب، مدير عام الإدارة العامة للإدارة الاستراتيجية، والدكتور أحمد البرعي، مساعد المدير التنفيذي للشئون الفنية والمتابعة ومدير عام شئون مكتب المدير التنفيذي، والدكتورة ريهام سلامة، مدير عام الإدارة العامة للتعاون الدولي، والدكتور مهند عاطف، مدير إدارة الدراسات والبحوث بالهيئة.