بدائل السكر بين الحقائق الغذائية والتحذيرات الصحية
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
تساهم المحليات المصنعة وبدائل السكر الأخرى في تحلية الأطعمة دون إضافة سعرات حرارية إلا أن الدراسات تظهر أن هذه المكونات يمكن أن تؤثر على صحة الأمعاء والقلب.
وأوضح تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" أن العديد من الأشخاص يحاولون تقليل استهلاكهم للسكر لأسباب صحية ومع ذلك، فقد وجدت شركات تصنيع الأغذية طرقًا بديلة لاستبدال السكر بمحليات صناعية مثل “السكرالوز” و"الستيفيا" و"الأليلوز" و"الإريثريتول".
تعرف العديد من بدائل السكر بأنها محليات عالية الكثافة لأنها غالبًا ما تكون أكثر حلاوة بمئات المرات من السكر العادي. بعض هذه المحليات صناعية، مثل “السكرالوز” و"الأسبارتام" و"السكرين"، بينما يُعتبر البعض الآخر، مثل “الأليلوز” و"الستيفيا"، طبيعيًا لأنه مشتق من النباتات.
وفقا للتقرير، استخدمت شركات الأغذية بدائل السكر منخفضة السعرات الحرارية في المشروبات الغازية الخاصة بالحمية لعقود. ومع ذلك، فإنها اليوم تضيفها إلى مجموعة متنوعة من الأطعمة المعلبة، بما في ذلك العديد من الأطعمة التي قد تكون مفاجئة، مثل الخبز واللبن ودقيق الشوفان والكعك والحساء المعلب وتوابل السلطة والوجبات الخفيفة.
وأظهر تحليل أجرته شركة أبحاث السوق "مينتل"، ارتفاع عدد المنتجات الغذائية التي تحتوي على بدائل السكر منخفضة أو خالية من السعرات الحرارية في السنوات الخمس الماضية.
تأثيرات بدائل السكر
تدعي شركات تصنيع الأغذية أن بدائل السكر تساعد الأفراد على التحكم في وزنهم وتقليل استهلاك السكريات المضافة. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن هذه البدائل قد تكون لها تأثيرات سلبية على صحة الأمعاء والأيض، وقد تزيد من الرغبة في تناول الطعام ومقاومة الأنسولين، مما يمكن أن يؤدي إلى مرض السكري من النوع الثاني.
أظهرت دراسة أجراها معهد “وايزمان” للعلوم في إسرائيل أن بدائل السكر أدت إلى تغييرات في وظائف الميكروبات التي تعيش في الأمعاء.
تلعب هذه الميكروبات العديد من الأدوار الحيوية، بما في ذلك تحويل الطعام الذي نتناوله إلى إنزيمات وهرمونات وفيتامينات. عند تناول الأطعمة الغنية بالألياف، تنتج ميكروبات الأمعاء مركبات قد تقلل الالتهاب وتحسن الصحة العامة.
كشف العلماء أيضًا عن تأثيرات مدهشة للمحليات الصناعية على أدمغتنا وشهيتنا. نظرًا لأن هذه المحليات الصناعية أكثر حلاوة من السكر العادي وتحتوي على قليل أو لا سعرات حرارية، فإنها قد تربك الدماغ ومستقبلات التذوق.
وجدت الدراسات أن أحد النتائج المحتملة لذلك هو أن الشخص قد يشعر برغبة شديدة في تناول السكر وينتهي به الأمر بتناول المزيد من السكر والأطعمة المحلاة.
في تجربة سريرية نشرت في مجلة "JAMA Network Open"، وجد الباحثون أن تناول المشروبات التي تحتوي على “السكرالوز” يزيد من الرغبة في تناول الطعام لدى النساء والأشخاص الذين يعانون من السمنة ويدفع النساء إلى تناول كميات أكبر من الطعام في وجباتهن التالية.
تشير دراسات أخرى إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون الكثير من المحليات منخفضة السعرات الحرارية لديهم معدلات أعلى من السمنة وزيادة الوزن.
وجدت دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية أن تناول كميات كبيرة من المحليات الصناعية يزيد من خطر الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية مثل السكتات الدماغية وأمراض القلب التاجية.
وربطت دراسة أخرى نشرت في مجلة “نيتشر ميديسن” بديل السكر “الإريثريتول” بزيادة معدلات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. ووجد الباحثون أنه عندما يستهلك الناس “الإريثريتول” بكميات شائعة في الأطعمة المصنعة، فإنه يبقى في أنظمتهم لعدة أيام ويزيد من تعرض الأشخاص لجلطات الدم.
التوصيات
يؤكد الخبراء أنه من الواضح أن تناول كميات كبيرة من السكر يمكن أن يكون ضارًا بالصحة ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين عند استبدال الأطعمة الغنية بالسكر ببدائل السكر.
كما يوصي الخبراء بتناول المحليات منخفضة السعرات الحرارية بشكل معتدل والحد من تناول الأطعمة المعالجة، التي تحتوي عادة على الكثير من المحليات والمواد المضافة الأخرى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السكر الأطعمة بدائل السكر الصحة المحليات الصناعية الأطعمة الصحة السكر المحليات الصناعية بدائل السكر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السعرات الحراریة بدائل السکر العدید من من السکر ومع ذلک
إقرأ أيضاً:
تناول حبوب الإفطار ورقائق البطاطس والأطعمة فائقة المعالجة يعرض لخطر الوفاة
كشفت دراسة جديدة أن الأطعمة فائقة المعالجة، وهي المنتجات التي لا تحتوي على مكونات موجودة في المطبخ المنزلي، وتعتمد عوضًا عن ذلك على المواد الكيميائية والمحليات الصناعية والملونات لتشكيل ملمس ولون الطعام، مرتبطة بالعديد من المشاكل الصحية التي قد تؤدي إلى الوفاة.
ويُمكن أن يتسبب تناول هذه الأطعمة في الأمراض القلبية والعصبية، مثل باركنسون، وهو أول بحث يكشف عن الصلة بين تلك الأطعمة والمرض المعروف أيضا باسم الشلل الرعاش، غير أن هذا البحث، وعلى عكس نتائج الدراسات السابقة، لا يتحدث عن خطر الوفاة بسبب السرطان.
وتشمل الأطعمة فائقة المعالجة النقانق، وحبوب الإفطار، ورقائق البطاطس المقرمشة، والمعكرونة سريعة التحضير، والوجبات المجمدة، والمشروبات الغازية، التي غالبًا ما تكون غنية بالسكر والدهون المشبعة والملح.
في هذا السياق، يسلط التقرير الجديد الصادر عن وكالة أبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية (WHO) الضوء على كيفية تأثر الصحة بالنظام الغذائي.
استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة في أوروبافي أوروبا، يستهلك الناس بكثرة الأطعمة فائقة المعالجة ضمن نظامهم الغذائي، حيث تتراوح نسبة الاعتماد عليها بين 14% في إيطاليا ورومانيا بل وتصل إلى 44% في المائة في المملكة المتحدة والسويد.
وقد تبين أن الإكثار من هذه الأطعمة مرتبط بارتفاع خطر الوفاة بسبب أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، وتمدد الأوعية الدموية، وأمراض الدورة الدموية ذات الصلة، بالإضافة إلى مشاكل الجهاز الهضمي ومرض باركنسون.
ولم يتوصل الباحثون بعد إلى المكامن وراء كل هذه الروابط، لكنهم قالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تقدم حجة مقنعة للتقليل من الأطعمة فائقة المعالجة.
Relatedهل يؤثر الطعام على الصحة؟ ناجية من سرطان الثدي تكشف الأطعمة التي استبعدتها تماماً من نظامها الغذائي نصيحة من الخبراء: هكذا تساهم الأطعمة الموسمية في تحسين عاداتك الغذائية وتطوير نمط حياة صحيخمسة أطعمة تبدو صحية ولكنها مُضرة بالصحة.. تعرّف عليهامن جهتها، قالت إستر غونزاليس-جيل، العالمة في منظمة الصحة العالمية والمؤلفة الرئيسية للدراسة، لـ"يورونيوز هيلث": "إن الحد من استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، مع اعتماد نظام غذائي غني بالأطعمة غير المصنعة والمعالجة بالحد الأدنى، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على الصحة على المدى الطويل".
الشرق الأوسط ومعضلة تناول الأطعمة الغنية بالسكر والملحوفي الشرق الأوسط أيضًا، أظهر تقرير منفصل، لمنظمة الصحة العالمية أن الناس يستهلكون أطعمة تحتوي على الملح، والدهون المتحولة، والسكر في نظامهم الغذائي بشكل يتجاوز بكثير ما تعتبره منظمة الصحة العالمية (WHO) صحيًا.
كما تبين أن السوق العام يُخصص 62٪ و34٪ على التوالي من إجمالي الإنفاق على التسويق لدفع الأطعمة غير الصحية والمشروبات الغازية، فبين عامي 2010 و2015، ارتفعت مبيعات المشروبات الغازيةبنسبة 50٪، بينما تضاعفت مبيعات حبوب الإفطار للأطفال تقريبًا في نفس الفترة، وهو ما يُمكن أن يتسبب بمشاكل صحية خطيرة.
منهجية البحثالدراسة الأولى، التي نُشرت في مجلة "لانسيت الإقليمية للصحة - أوروبا"، شملت ما يقرب من 429,000 شخص في تسع دول: الدنمارك، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وهولندا، والنرويج، وإسبانيا، والسويد، والمملكة المتحدة.
تواصل الباحثون مع المشاركين في الدراسة بين عامي 1992 و2000، وتمت متابعتهم لمدة 16 عامًا في المتوسط. كما حرص البحث على أن يكون المشاركون في العينة في صحة جيدة، بحيث لا يعانون من السرطان أو أمراض القلب أو السكتة الدماغية أو السكري، وألا يكون لديهم نظام غذائي متطرف (سواء صحيّ جدًا أو غير صحيّ على الإطلاق).
أسئلة حول تأثير بعض الأطعمة على صحة الإنساناللافت أن الدراسة لم تجد أي صلة بين الأطعمة فائقة المعالجة والوفيات الناجمة عن مرض الزهايمر أو السرطان، وهي نتائج تتعارض مع الدراسات السابقة.
وعن ذلك، قال الباحثون إن معاينة استهلاك الكحول لدى العينة المدروسة قد يساعد في شرح هذا التناقض، فبعض المشروبات مثل الويسكي والجين والروم تُعتبر من المشروبات فائقة المعالجة، مما يعني أنها عادةً ما يتم تضمينها في التحليلات حول كيفية تأثير هذه الأطعمة على الصحة.
لكن ثبت أن للكحول دورا معروفا في الإصابة بسبعة أنواع من السرطان.
كما أشارت غونزاليس-جيل إلى أن الفريق يبحث أيضًا في ما إذا كان هناك صلة بين الأطعمة فائقة المعالجة وأنواع معينة من السرطان، مع الأخذ في الاعتبار أن الدراسة نظرت فقط في السرطان بشكل عام.
وأضافت: "إن إدراج جميع أنواع السرطان معا قد لا يظهرالصلة المحتملة بين استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة وبعض أنواع السرطان".
من ناحية أخرى، يلفت الباحثون إلى لغز لا زال يثير تساؤلاتهم، حيث تبين أن خطر الوفاة أكبر في حالة مرض باركنسون مقارنة بمرض الزهايمر، رغم أن كلاهما من الأمراض العصبية التنكسية.
ويرجح مؤلفو الدراسة أن يكون ذلك بسبب ضعف تشخيص مرض الزهايمر، لكن الأمر لا يزال غير واضح.
وقد ظهر أن هناك صلات قوية بين الأطعمة فائقة المعالجة والمخاطر الصحية الأخرى، حيث بقي مستوى الخطورة مرتفعًا حتى بعد أن قام الباحثون بالتحكم في عوامل مثل التدخين، السمنة، النشاط البدني، والعوامل الاجتماعية والاقتصادية.
وأشار الباحثون أيضًا إلى وجود بعض القيود التي قد تؤثر على صحة النتائج، ومنها أن الوجبات التي تم تناولها في التسعينات، عندما بدأ البحث، كانت معالجة بشكل أقل مقارنة بالوجبات التي يتم تحضيرها اليوم.
كما لم تُؤخذ بعين الاعتبار التغييراتُ في تقنيات وقوانين معالجة الأغذية، كالقيود التي فرضها الاتحاد الأوروبي مثلا على الدهون المتحولة عام 2021، على سبيل المثال.
ومع ذلك، تقدم الدراسة بعض النصائح العملية من خلال إثبات أن حتى التغييرات الغذائية الصغيرة يمكن أن يكون لها تأثير كبير في تقليل المخاطر الصحية.
فقد أظهر التحليل أن استبدال 10% من الأطعمة المصنعة والمعالجة بشكل مفرط في النظام الغذائي اليومي وتعويضها بأطعمة كاملة أو منخفضة المعالجة مثل الفواكه والخضروات والفاصوليا والحبوب الكاملة يساعد على تقليل خطر الوفاة.
وتشير غونزاليس-جيل إلى أهمية التوقف عن تناول الأطعمة المصنعة وإضافة خيارات صحية أكثر، قائلة: "إعطاء الأولوية للأطعمة الطازجة الكاملة بدلاً من البدائل فائقة المعالجة يعد خطوة استباقية نحو حياة أكثر صحة".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الخبراء يكشفون: هل يجب تناول الطعام قبل التمرين أم بعده؟ حصري: وزراء الصحة في الاتحاد الأوروبي يطالبون بتمويل الأدوية الحيوية من ميزانية الدفاع جودة السائل المنوي.. مؤشر خفي على صحة الرجال ومتوسط أعمارهم؟ وجبات سريعةحمية صحيةالشرق الأوسطصحة غذائيةأمراض القلبالغذاء