خبراء: تضخم الكلّف في القطاع النفطي كبير جداً وجولات التراخيص لا تخضع للرقابة العراقية
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
دخلت شركة نفط البصرة، خلال اليومين الماضيين، في الحسابات الميدانية لهيئة النزاهة، والتي اعلنت عن كشفها تغيير كلف مالية في مشروع انشاء معمل لمعالجة الغاز المصاحب، تجاوزت 900 مليون دولار، فضلا عن تجاوز للصلاحيات وزيادة في اسعار مشاريع ضمن هيئة تشغيل حقل الزبير النفطي.
ولا يقلل مختصون في الشأن الاقتصادي والنفطي، من المساعي التي تبذلها النزاهة في كشف هذه الملفات، لكنهم يؤشرون غيابا رقابيا عن الاستثمارات النفطية التي تمنح للشركات الاجنبية عن طريق جولات التراخيص، والتي يرافقها تضخم كبير في الكلف المالية ولا يسمح للجهات الرقابية التدقيق في مصروفاتها، بسبب طبيعة العقود.
وكانت هيئة النزاهة كشفت في وقت سابق عن تغيير في الكلفة المالية لمشروع إنشاء معمل (BNGL) من قبل شركتي “شل” الأمريكية و”ميتسوبيشي” اليابانية لمعالجة الغاز المصاحب وتشغيل بعض الوحدات المشروع، الذي بلغت كلفته نحو 900 مليون دولار، حيث كانت هناك مساعٍ من قبل بعض الجهات لإصدار أوامر لتغيير الكلفة الكلية للمشروع بنسبة ضعف الكلفة المصادق عليها.
الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي أكد في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” أن “الاجراء الذي اتخذته هيئة النزاهة لا يتعلق بجولات التراخيص بقدر تعلقه بشركة غاز البصرة، وهي شركة مشتركة بين شركة غاز الجنوب بنسبة 51% وشركتي وشل وميتسوبيشي بنسبة 49%”.
واوضح المرسومي، ان “هذا الفساد مشترك بين الطرفين العراقي والاجنبي، فالإدارة الفعلية هي للطرف الاجنبي، وهذا ما يحدث في الغالب بجميع الاستثمارات المشتركة”، لافتا الى انه “حتى في جولات التراخيص هناك تضخم كبير في الكلف، ولكن لا يسمح لديوان الرقابة المالية أو هيئة النزاهة ان تدقق في مصروفات الشركات الاجنبية، في حين تستطيع ممارسة هذا الدور مع شركة غاز البصرة باعتبارها شركة فيها طرفان عراقي واجنبي”.
واضاف أن “التضخم في الاسعار موجود بكل انواعه، لكن بسبب الصلاحية المعطاة لهيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية في تدقيق عمل شركة غاز البصرة، تمكنت من ايجاد مثل هذا التضخم بالكلف”، مبينا ان “هذا الامر موجود ايضا وبمليارات الدولارات في جولات التراخيص، ولكن لا توجد صلاحية لدى ديوان الرقابة المالية او لهيئة النزاهة بالكشف عنه”.
وتابع ان “هذا جانب مهم، ولو تم الكشف عنه من قبل هيئة النزاهة لتمكنا من معرفة حجم الفساد في قطاع النفط، وهو فساد كبير بسبب كبر حجم المبالغ المستثمرة في هذا القطاع، فضلا عن تداخل عدة اطراف عراقية واجنبية فيه”، مبينا ان “عقود التراخيص وليس شركة غاز البصرة لا تسمح للتدقيق للعراقي، وانما هناك تدقيق دولي واي خلاف يحصل بين الطرفين يذهب الى التحكيم الدولي، وهذه هي طبيعة العقود”.
واشار المرسومي، الى انه “بسبب الصلاحيات، استطاعت هيئة النزاهة الكشف عن هذا التضخم في مشاريع غاز البصرة، في وقت لا يتم الكشف عن مليارات الدولارات في عقود جولات التراخيص سواء كانت الاولى او الثانية”.
من جهته قال الباحث بالشأن الاقتصادي، جليل اللامي، أن “هيئة النزاهة تحركت بشكل جدي خلال الفترة الماضية لمعالجة ومحاربة قضايا الفساد الاداري في العراق”، مشيرا الى ان “تحرك هيئة النزاهة على هذا المشروع جاء لمحاربة الشخصيات المتنفذة، والتي تحاول السيطرة على مشاريع الطاقة ومشاريع الاستفادة من الغاز المصاحب في العراق”.
واضاف، ان “مثل هذه المشاريع توفر مردودات مالية كبيرة للأحزاب عن طريق اقتصادياتها، الحكومة العراقية والتي لفت انتباهها مثل هكذا مواضيع خاصه تغيير الكلفة الحقيقية لمثل هكذا مشاريع “، معربا عن امله في ان “تتخذ الحكومة العراقية موقفا جاداً بمحاربة مثل هكذا مشاريع والتخلص من الفساد الاداري المستشري في العديد من مؤسسات والدوائر”.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
كلمات دلالية: شرکة غاز البصرة جولات التراخیص هیئة النزاهة
إقرأ أيضاً:
"الزراعة" و"التعليم" يبحثان تطوير المدارس الفنية الزراعية.. "صيام": التغيرات المناخية تفرض علينا تحديات كبير.. ونواب: ندعم وربط التعليم بسوق العمل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يساهم البحث العلمي في التصدي لكافة التحديات التي تواجه المجتمعات؛ سواء كانت تحديات بشرية، أو ظواهر طبيعية، أو كوارث بيئية، كما يعمل في إحداث النهضة الزراعية المنشودة عبر الاستفادة من المدارس الزراعية ومدارس التعليم الفنى البالغ عددها 172 مدرسة، بما يحقق التنمية فى مجال القطاع الزراعى.
من هذا المنطلق، استقبل علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، لتعزيز أوجه التعاون مع القطاع الخاص فى تطوير المدارس الفنية الزراعية، وتم الاتفاق على وضع خطة عمل وضم المؤسسات المتخصصة مثل مركز البحوث الزراعية، ومركز التصدير للحاسبات الزراعية، ومجلس التصدير للصناعات الغذائية .
بدوره ذكر وزير الزراعة، تحتاج النهضة الزراعية إلى عمالة فنية زراعية مدربة في تقنيات الزراعة الحديثة والابتكار الزراعي وأساليب الري وكذلك الأنشطة المرتبطة بالثروة الحيوانية والداجنة والسمكية وتحسين السلالات والزراعات العضوية وغيرها، كما أشار إلى أنه يمكن الاستعانة بخريجى هذه المدارس في سد العجز بالإرشاد الزراعى بالإضافة إلى التصنيع الزراعي.
وبدوره يقول الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، التعاون في البحث العلمي بين الزراعة والتعليم، في غاية الأهمية يحقق نتائج هامة في القطاع الزراعي عن طريق التنسيق بين خبرات مراكز البحوث الزراعية والمجالس التصدرية، وبين الكوادر البشرية الجديدة من الشباب عن طريق تشغيلهم وتدربيهم.
ويضيف"صيام": التغيرات المناخية تفرض علينا تحديات كبيرة في القطاع الزراعي والأمن الغذائي المصري، وهنا لابد من زيادة البحوث في السلالات وإدخال التقنية الجديدة في الزراعات، وهذا لن ينحج بدون تدريب الكادر البشري من شباب مدارس التعليم الفني بما يحقق زيادة الانتاجية من جهة، وربط الخريجين بإحتياجات سوق العمل من جهة أخري.
بدوره يقول محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، تعمل حاليًا على توسيع قاعدة الشراكات مع قطاع الأعمال لتأهيل وتدريب الطلاب، مشيرا إلى أن عدد المدارس الزراعية يبلغ ١٧٢ مدرسة.
كما نسعى للتعاون مع وزارة الزراعة وكافة الشركاء للارتقاء بالتعليم الفني باعتباره أحد أهم عناصر تنمية الاقتصاد المصري، مؤكدا الحرص على الاستفادة من مختلف الخبرات لتحقيق الأهداف المرجوة بخروج طلاب تواكب قدراتهم التخصصات المختلفة من خلال مد جسور الشراكة والتعاون، بهدف رفع كفاءتهم وقدراتهم فى مجالات التنمية الزراعية، وربط التعليم الزراعى باحتياجات سوق العمل الفعلية واستحداث مهن وتخصصات جديدة تخدم مجال الزراعة.
وفي السياق ذاته، رحب المهندس حسام رضا، خبير الارشاد الزراعي، بأهمية الخطوة مطالبًا بترجمة التعاون إلى برتوكول تعاون بين الوزارتين والشركاء للمساهمة في رفع قدرات مراكز البحوث الزراعية ومدارس الثانوية الزراعية للقدرة على تأهيل الطلاب في التخصصات الزراعية مختلفة بما يخدم الاستراتجية الزراعية المصرية وسوق العمل.
وأوضح "عبد اللطيف": أن الشراكات مع القطاع الخاص وقطاع الأعمال يستفيد من خلالها صاحب العمل عبر تدريب الطلاب علميًا وفنيًا وعمليًا خلال سنوات الدراسة ليصبحوا عمالة مدربة طبقًا لمعاييره ومتطلباته والذي يعد استثمارًا جيدًا لجميع الأطراف المعنية، مؤكدًا أن كل سفراء الدول الذين تم الالتقاء بهم، أعربوا عن تطلع دولهم للتعاون مع مصر في هذا القطاع الهام.
كما أكد النائب هشام الحصري والمهندس عبدالسلام الجبلى رئيسا لجنتي الزراعة والري في مجلسى النواب والشيوخ، على الدعم البرلمانى لتوجه وزارتي الزراعة والتربية والتعليم في تطوير المدارس الفنية الزراعية وربط التعليم بسوق العمل لإعداد خريج مؤهل للسوق المحلي أو للعمل في الخارج.
وأخيرًا طرق الاجتماع إلى بحث سبل دعم القدرات المؤسسية للمدارس الثانوية الفنية الزراعية، وتلبية احتياجات الاستثمار من خلال مد جسور الشراكة والتعاون لتنفيذ برامج تدريب وتأهيل لطلاب التعليم الفنى الزراعى، بهدف رفع كفاءتهم وقدراتهم فى مجالات التنمية الزراعية، وربط التعليم الزراعى باحتياجات سوق العمل الفعلية واستحداث مهن وتخصصات جديدة تخدم تخصصات القطاع الزراعى.