كيف يقصف الجيش الإسرائيلي المناطق التي يقول إنها آمنة في جنوب قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
إعداد: فاطمة بن حمد تابِع إعلان اقرأ المزيد
يلقي الجيش الإسرائيلي منذ مطلع كانون الأول/ ديسمبر مناشير على مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة والتي تحولت إلى ملجأ لعدد كبير من سكان غزة الهاربين من شدة الحرب في شمال الجيب الفلسطيني.
وبعد أن قام فريق تحرير مراقبون فرانس 24 بالاطلاع عليها، تبين أنها تحتوي على رمز الاستجابة السريعة "كيو آر كود" تحيل إلى صفحة بالعربية على الموقع الرسمي للجيش الإسرائيلي.
ونقرأ على نفس الصفحة: "أي شخص يرى رقم المربع الذي يعيش فيه أو يوجد فيه يجب عليه الاطلاع واتباع تعليمات الجيش (المنشور) عبر وسائط إعلامية مختلفة والاقتياد بها".
صورة شاشة من خريطة تفاعلية على موقع الجيش الإسرائيلي تقسم قطاع غزة إلى 623 مربعا مرقما. © idf.il/arيشير عدد من سكان القطاع أيضا إلى أنهم تلقوا مكالمات هاتفية أو رسائل نصية تطلب منهم إخلاء بعض البلدات في شرق محافظة خان يونس جاءت من مركز مكالمات مخصص للغرض، حسب ما ذكرته صحيفة هآرتس.
في منشور على منصة إكس (تويتر سابقا) تعود ليوم 4 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام بالعربية أفيخاي أدرعي بأنه يجب على سكان خان يونس المغادرة نحو ثلاث مناطق وهي تل السلطان والشابورة والزهور في محافظة رفح وإلى الفخاري في محافظة خان يونس.
#عاجل سكان قطاع غزة، لقد استأنف جيش الدفاع الإسرائيلي عمله القوي ضد حماس وباقي المنظمات الإرهابية في قطاع غزة. نرجو إخطاركم بما يلي حفاظاً على أمنكم وسلامتكم:
⭕️إلى سكان البلوكات المعنية في أحياء المحطة، والكتيبة، وحمد، والسطر، وبني سهيلا ومعن (البلوكات 36، 54-38، 221-219)… pic.twitter.com/UkyB5cW6Yn
في مساء 13 كانون الأول ديسمبر، صدرت تعليمات جديدة نشرها نفس المتحدث. وتضمنت خريطة جديدة تتضمن بعض المناطق الملونة وتدعو السكان عبر أسهم إلى التوجه إلى بعض المربعات في خان يونس والانتقال إلى ثلاث مناطق في محافظة رفح التي ذكرت في منشور 4 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
إلى سكان منطقة خان يونس في البلوكات 47, 55, 56, 59, 67, 99, 101-106.
حرصًا على سلامتكم نناشدكم الانتقال فورًا إلى مآوي النازحين في أحياء تل السلطان، والزهور والشابورة.
كما أننا نشرنا "خريطة المناطق" التي تقسم أراضي القطاع إلى مناطق وأحياء تعرفونها، في مسعى لمساعدتكم، في المراحل… pic.twitter.com/Y7hlNDsNWQ
ولكن الناس الذين اتبعوا هذه التعليمات لم يكونوا في مأمن.
في مخيم الشابورة.. استهداف متكرر لمناطق المدنيين
تضم الشابورة مخيما للنازحين أنشأته وتديره منذ خمسينيات القرن الماضي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط التابعة للأمم المتحدة "أونروا".
في 18 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، استهدف قصف وسط المخيم حيث دمرت بيوت عائلة منصور وزعرب. ولقي الصحافي المستقل عادل زعرب مصرعه في هذه الغارة.
في سلسلة منشورات "ستوري" على حسابه في موقع فيسبوك، رافق الصحافي فارس أبو شرخ رجال الإسعاف في البحث عن المدنيين العالقين تحت الأنقاض في مخيم الشابورة في ليل 18 كانون الأول/ ديسمبر 2023.في 14 كانون الأول ديسمبر الجاري، غداة منشور إسرائيلي جديد يؤكد فيه أن المنطقة تعد آمنة، تم تدمير بيوت عائلة أبو رياش وأبو شعر بغارات إسرائيلية. وكانت هاتان العائلتان تعيشان في غرب مخيم الشابورة.
ضحايا القصف الإسرائيلي الذي استهدف منزل عائلة أبو شعر في مخيم الشابورة، في وسط محافظة رفح. يروي خالد أبو عايش صاحب هذا المقطع المصور الذي نشر عبر تطبيق سناب شات في 14 كانون الأول/ ديسمبر 2023 قائلا: "منزل عائلة أبو رياش في مخيم الشابورة تعرض للقصف هذا الصباح، كانت بناية مليئة بالسكان وتحولت إلى ركام".وغداة هذا الإعلان، أي في 12 كانون الأول/ ديسمبر، تعرض حي سكني آخر، دائما في مخيم الشابورة، إلى القصف. وتظهر صورة نشرت على صفحة مستشفى الكويت في فيسبوك مدنيين بينهم أطفال تعرضوا لجروح بالغة الخطورة.
في منطقة الزهور، قصف إسرائيلي يودي بحياة 22 مدنيافي 12 كانون الأول/ الجاري، استهدفت غارات إسرائيلية حي الزهور أيضا، وهي منطقة قال الجيش الإسرائيلي إنها آمنة قبل ثمانية أيام. وأصابت قذائفه بيوت مدنيين خصوصا من عائلة أبو حرب ما أدى إلى مقتل 8 أشخاص بينهم ستة أطفال وفق مراسل قناة الجزيرة الذي تنقل إلى المستشفى. كما استهدفت الغارات الإسرائيلية أيضا منازل عائلات مجاورة نزحت أصلا من مناطق أخرى في قطاع غزة. وفي المجمل، قتل ما لا يقل عن 22 مدنيا.
وتظهر صور لعمليات الإسعاف تم التأكد من تصويرها في حي الزهور ونشرت على تطبيق سناب شات بنايات تحولت إلى ركام في الليل.
"أضرار ظاهرة بعد قصف بيت عائلة أبو حرب في حي الزهور بمدينة رفح" صورة من حساب عواد أبو شرخ ©Awad Abu Sharkh على سناب شات.بدوره، نشر مستشفى الكويت حيث تم نقل المصابين جراء هذا القصف الإسرائيلي مقاطع فيديو على صفحته في فيسبوك حيث نرى جرحى من عائلة أبو حرب وقد نقلتهم سيارة إسعاف فيما يودع الناجون قتلاهم.
Voir cette publication sur InstagramUne publication partagée par Sahat - ساحات (@sa7atpl)
في تل السلطان، عمليات إنقاذ على ضوء الهواتفوفي النهاية، لم تسلم تل السلطان من القنابل أيضا. وكما تظهر تغريدات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فقد حددت كمنطقة آمنة منذ 4 كانون الأول/ديسمبر على الأقل.
وفي ليلة 11 كانون الأول/ديسمبر، استهدفت غارة جوية بناية مدنية في شارع غوريز في وسط البلدة.
وصول عدد من الشهداء والإصابات إلى مستشفى الكويت التخصصي برفح جراء استهداف شقة سكنية بمنطقة الغريز في حي تل السلطان غرب رفح، هذا ما نقرأه في النص المصاحب لهذا المقطع المصور الذي نشر على صفحة مستشفى الكويت في رفح على فيسبوك مساء 11 كانون الأول/ ديسمبر 2023.
كما نشرت صور في نفس الليلة على تطبيق سناب شات تظهر رجال إسعاف وجيران بصدد البحث عن ناجين وسط الأنقاض.. على ضوء الهواتف.
تؤكد منشورات عبر خاصية "ستوري" في تطبيق سناب شات نشرها سكان في تل السلطان بعد هذا القصف أن الجيش الإسرائيلي ينفذ باستمرار غارات على هذه المنطقة.
"ما نسمعه وما نعيش على وقعه في كل يوم" هذا ما كتبه هذا المتطوع في مجال الإغاثة الإنسانية في مدرسة تديرها الأمم المتحدة في منطقة تل السلطان وذلك في منشور "ستوري" على حسابه في تطبيق سناب شات، 13 كانون الأول/ ديسمبر 2023. "لا توجد أية منطقة آمنة في قطاع غزة"
جوليات توما هي مديرة التواصل والإعلام بالأونروا -وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط التابعة للأمم المتحدة. وقد تحولت قبل بضعة أسابيع إلى قطاع غزة وتحدث عن وضع "مرعب" حيث تقول:
لا توجد أية منطقة آمنة في قطاع غزة. الغارات الجوية كثيفة سواء في الشمال في الوسط أو في جنوب قطاع غزة ما يؤدي إلى خسائر كبيرة جدا في الأرواح من بين المدنيين من بينها عاملون في الأونروا. كان من المفترض أن يتم حماية المدنيين والبنى التحتية خلال النزاعات.
ينطبق الأمر أيضا على منشآت تابعة للأمم المتحدة منها بالخصوص المدارس ومخيمات اللاجئين التي يتواصل استهدافها إلى غاية اليوم.
عندما يقول طرف من جانب واحد أن منطقة ما "آمنة"، هذا غير قانوني وفق مقتضيات القانون الدولي الإنساني. دعوات الإخلاء هذه هي في الحقيقة عملية نزوح قسري على أرض تزداد ضيقا يوما بعد يوم على ساكنيها.
"نزوح وأمطار" هذا ما نقرأه في النص المرفق مع مقطع فيديو التقط في 13 كانون الأول/ ديسمبر 2023 في شرق خان يونس، داخل مدرسة تابعة للأمم المتحدة تحولت إلى ملجئ.
سكان غزة أجبروا على إخلاء شمال القطاع باتجاه الوسط والجنوب، وأعلن الجيش أن خان يونس هي منطقة آمنة. ومن ثم، يتم دفع هؤلاء النازحين بشكل واضح إلى التحرك من جديد نحو منطقة ضيقة في رفح (فريق التحرير: حي المواصي على سواحل رفح).
إنه أكبر عملية نزوح قسري في تاريخ المنطقة منذ سنة 1948.
تؤوي الملاجئ التي نديرها، على غرار المدارس والمراكز التي تحولت إلى بيوت منذ بداية الحرب ما لا يقل عن 1.4 مليون نازح في جنوب قطاع غزة. إنها مكتظة عن آخرها لكن الناس يواصلون القدوم إليها. وهو ما أجبر عددا كبيرا منهم إلى إقامة خيام أو أكواخ بدائية وهي ليست آمنة على الإطلاق لأنهم معرضون للنيران بشكل مباشر.
"إذا لم يخل المدنيون أماكنهم، فإنهم يعدون مسؤولين عن مصيرهم"
هاني المدهون، المسؤول عن برنامج إغاثة في هذه الوكالة الأممية، يعتقد بدوره أن مناشير الجيش الإسرائيلي لا معنى لها على اعتبار أن قطاع غزة يعاني من انقطاع مستمر في الكهرباء وسط نفاذ المواد الغذائية والطبية. حيث يقول:
الغالبية العظمى من المدنيين لا يجدون ما يأكلون أو يشربون، كيف تريدون أن يكون لهم نفاذ إلى شبكة الإنترنت للبحث والاطلاع على أوامر الإخلاء؟ لا يوجد ماء أو كهرباء، كيف لهم أن يشحنوا هواتفهم؟
اقرأ أيضاﻓﻲ ﻏﺰﺓ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻮ
الجيش الإسرائيلي يلقي بمسؤولية إخلاء مناطق المعارك على المدنيين. ولكن هذه المناشير هي موجهة في الحقيقة لوسائل الإعلام الأجنبية وليس للفلسطينيين وذلك بهدف التمويه بإنسانية كاذبة (فريق التحرير: تجاه المدنيين).
تلاحظون أن هذه المعلومات بشأن عمليات الإخلاء تحظى بتغطية إعلامية واسعة، والجيش الإسرائيلي يقوم بنشرها على الإنترنت حتى يتعلل بأنه "تم التنبيه عليهم" وبالتالي في حال عدم مغادرة المدنيين، يعتبرون مسؤولين عما سيحل بهم.
"استخدام الهواتف النقالة ما يزال ممكنا في غزة" وفق الجيش الإسرائيلي
وعلى الرغم من تواصل فريق تحرير مراقبون به، لم يرد الجيش الإسرائيلي عن أسئلتنا بشأن المناطق التي يقول إنها "آمنة" ولكنها تتعرض للقصف.
وأكد لنا الجيش الإسرائيلي بأنه يؤمن منذ بداية الحرب حماية المدنيين الفلسطينيين. ويعتمد بشكل كبير على استراتيجية التواصل التي يعتبرها ذات جدوى. فحسب وجهة نظره "استخدام الهواتف النقالة ما يزال ممكنا في غزة". ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن "مئات الآلاف من الناس دخلوا إلى موقعه الإلكتروني" من هواتف داخل قطاع غزة.
كما مدنا الجيش الإسرائيلي أيضا بأرقام تثبت، وفق تأكيده، لجوء القوات المسلحة إلى مكالمات هاتفية ورسائل قصيرة ورسائل صوتية تم بعثها إلى المدنيين في شمال وجنوب قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. ويؤكد الجيش الإسرائيلي أنه ألقى نحو 4 مليون منشور وأجرى 42 ألف مكالمة هاتفية وأرسل 15 مليون رسالة قصيرة ونشر أكثر من 12 مليون رسالة إذاعية.
إحصائيات تواصل الجيش الإسرائيلي مع سكان غزة تتضمن عدد المناشير والمكالمات الهاتفية والرسائل القصيرة والرسائل الصوتية التي تأمر المدنيين بإخلاء مناطقهم منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. مصالح الاتصال في الجيش الإسرائيلي.
تظهر دراسة ل"جامعة إسرائيل المفتوحة" (’Open University of Israel) أن 61 في المئة من حالات الموت منذ بدء الحرب كانت في صفوف المدنيين وليس مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
تؤكد هذه الدراسة النتائج التي توصل إليها تحقيق لوسيلة الإعلام الفلسطينية الإسرائيلية المتخصصة في التحقيقات الاستقصائية +972 التي كشفت وجود إذن من الجيش الإسرائيلي بقصف مناطق غير عسكرية في قطاع غزة. وفي 20 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، قتل ما لا يقل عن 20 ألف شخص في قطاع غزة منذ بدء الحرب، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: بيئة خبر كاذب إسرائيل الأراضي الفلسطينية الجيش قطاع غزة حماس جرائم حرب بيئة کانون الأول دیسمبر الجیش الإسرائیلی فی مخیم الشابورة فی جنوب قطاع غزة تطبیق سناب شات للأمم المتحدة دیسمبر الجاری مستشفى الکویت فی قطاع غزة منطقة آمنة تل السلطان عائلة أبو تحولت إلى دیسمبر 2023 خان یونس
إقرأ أيضاً:
مع قرب سحب قواته من لبنان.. الجيش الإسرائيلي يحرق المنازل ويعلن تدمير أنفاق
أقدم الجيش الإسرائيلي منتصف ليل أمس الخميس على التوغل في بلدة بني حيان في جنوب لبنان وقام بإحراق عدة منازل فيها.
وبحسب ما أعلنت “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية الرسمية، “توغلت عند منتصف الليل، قوة إسرائيلية داخل بلدة بني حيان الجنوبية وقامت بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة، وسمعت أصوات الرصاص في المناطق المجاورة، وقامت بعدها بإحراق عدد من المنازل”. ولا تزال هذه القوة منتشرة داخل أحياء البلدة حتى ساعات هذا الصباح، حيث تستكمل إحراق المنازل ومبنى بلدية بني حيان.
يذكر أنه تمّ الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في 26 نوفمبر الماضي. وبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار فجر اليوم التالي. وتخرق إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ بشكل يومي.
وينص الاتفاق على “انتشار الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية في منطقة جنوب لبنان، وسحب إسرائيل قواتها تدريجياً من الجنوب باتجاه الخط الأزرق الحدودي مع إسرائيل خلال فترة تصل إلى 60 يوماً”. وتنتهي فترة إلى 60 يوماً، فجر الاثنين المقبل.
وفي بلدة الناقورة الساحلية المطلة على المتوسط والحدودية مع إسرائيل، اختفت معالم الحياة بين البيوت المدمّرة وساد السكون، فسكانها لم يتمكنوا من العودة بعد على الرغم من وقف إطلاق النار الذي أنهى حربا عنيفة بين حزب الله وإسرائيل.
وقبل أيام من انتهاء تطبيق شروط اتفاق وقف إطلاق النار في 26 كانون الثاني، ينتشر الجيش اللبناني في البلدة منذ انسحاب القوات الإسرائيلية منها في 6 كانون الثاني.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين، يتوجب على الجيش الإسرائيلي سحب قواته خلال 60 يوما من جنوب لبنان، على أن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان(يونيفيل).
وفي حين انسحب الجيش الاسرائيلي من الناقورة ومن كامل مناطق القطاع الغربي لجنوب لبنان، إلا أنه لا يزال منتشرا في مناطق أخرى، لا سيما في القطاع الشرقي.
ويمنع الجيش اللبناني السكان من دخول الناقورة حفاظا على سلامتهم، ونادرا ما يسمح بجولات تفقدية.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، يتوجّب على حزب الله سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد حوالي 30 كيلومترا عن الحدود، وأن يقوم بتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.
ويتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك الاتفاق. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان منذ سريانه، عن غارات إسرائيلية على الجنوب وعمليات تفجير وتجريف وهدم لمنازل من قبل الجيش الإسرائيلي.
وكانت إسرائيل قالت الخميس إن بنود اتفاق وقف إطلاق النار مع جماعة حزب الله اللبنانية لا يتم تنفيذها بالسرعة الكافية ولا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به، لكن الجماعة المدعومة من إيران حثت على الضغط من أجل ضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان بحلول يوم الاثنين وفقا للاتفاق.
الجيش الإسرائيلي: تدمير مسارات أنفاق ومصادرة مخزونات أسلحة لحزب الله
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة أنه “دمر مسارات أنفاق تحت الأرض، وصادر مخزونات أسلحة ومنصات إطلاق قذائف صاروخية تابعة لحزب الله في جنوب لبنان”.
ونشر الجيش الإسرائيلي مشاهد جديدة من أنشطة قوات اللواء 769 في جنوب لبنان، وأكد أن قوات اللواء 769 بقيادة الفرقة 91 تواصل عمليات التمشيط لتطهير المنطقة في جنوب لبنان من التهديدات مع الحفاظ على التفاهمات بين إسرائيل ولبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، “إنه خلال نشاط القوات في منطقة وادي السلوقي الأسبوع الماضي تم كشف عدة مسارات أنفاق تحت الأرض تابعة لحزب الله والتي كانت مخصصة لمكوث عناصر الحزب، وقد تم تدمير المسارات”.
وأضاف أنه “في إطار النشاط، تم العثور على مخزون من الوسائل القتالية داخل مسجد بالإضافة إلى مركبة محملة بالوسائل القتالية ومئات قذائف الهاون والعبوات الناسفة والقذائف الصاروخية والبنادق وغيرها من عتاد عسكري”.
وفي نشاط آخر نفذه مقاتلو لواء غولاني، “تم العثور على شاحنات محملة بمنصات إطلاق قذائف صاروخية ثقيلة بالإضافة إلى عدة مستودعات أسلحة كانت تحتوي على كميات كبيرة من القذائف الصاروخية، وقذائف الهاون، وصواريخ محملة على الكتف، وعبوات ناسفة، ومعدات عسكرية. تمت مصادرة جميع الأسلحة وتدمير المستودعات”.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية أفادت بأن القيادة السياسية أصدرت تعليماتها للجيش الإسرائيلي بالبقاء في القطاع الشرقي من لبنان حتى بعد انتهاء وقف إطلاق النار الذي استمر 60 يوما.
وقالت الهيئة في تقرير إن المستوى السياسي أوعز للجيش الإسرائيلي، الليلة الماضية بعدم الانسحاب في هذه المرحلة من القطاع الشرقي في جنوب لبنان، رغم انتهاء الفترة التجريبية لوقف إطلاق النار البالغة 60 يوما، والتي تنتهي الأحد.
ويعتزم الجيش الإسرائيلي بناء مواقع استيطانية بالقرب من التجمعات السكانية الإسرائيلية بالقرب من السياج الحدودي مع لبنان، وإجراء إصلاحات للحدود في منطقة المطلة.