سفينة تجسس إيرانية تساعد الحوثيين في هجمات على سفن البحر الأحمر
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
كشف مسؤولون أمنيون غربيون وإقليميون أن القوات شبه العسكرية الإيرانية تقدم معلومات استخباراتية فورية للحوثيين في اليمن. ويُزعم أن المتمردين يستخدمون هذه المعلومات لتوجيه الطائرات بدون طيار والصواريخ، واستهداف السفن التجارية التي تبحر في مضيق باب المندب.
وقد أدى هذا الكشف إلى زيادة الضغوط على إسرائيل والولايات المتحدة للتعامل مع المتمردين المتمركزين في اليمن وداعميهم الإيرانيين.
ووفقا لمسؤولين أمنيين تحدثوا لوول ستريت جورنال، فإن سفينة مراقبة تسيطر عليها إيران في البحر الأحمر تتعقب تحركات السفن وتشارك البيانات مع الحوثيين، مما يتيح شن هجمات دقيقة على السفن التجارية. وقد أدى هذا التطور إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط ومعدلات التأمين، مما دفع خطوط الشحن الكبرى وأصحاب البضائع إلى تحويل السفن من المنطقة.
كشف البنتاجون مؤخراً عن خطط لإنشاء قوة بحرية متعددة الجنسيات، تحت اسم عملية حارس الرخاء، تهدف إلى حماية السفن التجارية في البحر الأحمر. ومع ذلك، فإن تورط الجهات الفاعلة الإيرانية في دعم هجمات الحوثيين يزيد من التحديات التي يواجهها المجتمع الدولي.
وفي حين لجأت بعض السفن إلى إيقاف تشغيل أجهزة الراديو لتجنب التتبع عبر الإنترنت، تفيد التقارير أن السفينة الإيرانية المزعومة في البحر الأحمر تساعد الطائرات بدون طيار والصواريخ الحوثية في استهداف السفن بدقة. وأثار التدخل الإيراني المباشر مخاوف بشأن احتمال نشوب صراع موسع في المنطقة.
وينفي المتحدثون باسم الحوثيين الاعتماد على إيران في هجماتهم، مشددين على قدراتهم الاستخباراتية التي تطورت على مدى سنوات من الصراع. ويقول مسؤولون أمنيون غربيون إن الحوثيين يفتقرون إلى تكنولوجيا الرادار اللازمة لاستهداف السفن دون مساعدة إيرانية.
وسبق أن اتهمت الولايات المتحدة إيران بتمكين الحوثيين من شن هجمات على السفن دون تحديد الطريقة. ومن المعروف منذ فترة طويلة أن إيران تقوم بتزويد المتمردين بالأسلحة في الصراع اليمني ضد القوات المدعومة من السعودية.
ومع تصاعد التوترات، تواجه إسرائيل والولايات المتحدة معضلة الرد على تهديد الحوثيين دون تفاقم الصراعات في المنطقة. وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي من انتقام محتمل ضد اليمن إذا استمرت التهديدات، مشددا على ضرورة الضغط على إيران لوقف مساعداتها المزعومة.
ولم تستجب البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة لطلبات التعليق، بينما ظل مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض صامتا بشأن الأمر. يضيف هذا الكشف طبقة جديدة من التعقيد إلى الديناميكيات الجيوسياسية المستمرة في الشرق الأوسط، حيث تتنافس قوى مختلفة على السيطرة والنفوذ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
البحرية الأمريكية في مأزق .. استنزاف غير مسبوق أمام تكتيكات صنعاء
التحديات التي فرضتها صنعاء على البحرية الأمريكية
تكلفة غير متكافئة: بينما تطلق القوات اليمنية طائرات مسيرة منخفضة التكلفة وصواريخ محلية الصنع، تعتمد البحرية الأمريكية على منظومات دفاعية تكلف الواحدة منها ملايين الدولارات، ما يخلق استنزافًا اقتصاديًا حادًا.
إرباك حركة التجارة العالمية: تشير البيانات إلى أن 30% من حركة الحاويات العالمية تأثرت مباشرة نتيجة الهجمات البحرية اليمنية، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل والشحن والتأمين، ودفع الشركات إلى اتخاذ مسارات بديلة أكثر كلفة عبر رأس الرجاء الصالح.
عجز استخباراتي أمريكي: على الرغم من أن الهجمات البحرية اليمنية تعتمد على الرصد الدقيق للأهداف العسكرية والتجارية، إلا أن القيادة الأمريكية تعاني من قصور استخباراتي واضح، حيث فشلت في التنبؤ بالهجمات أو احتوائها، وفقًا لما ورد في التقرير.
تكتيكات يمنية تقلب موازين البحر الأحمر
وأوضح التقرير أن القوات اليمنية استخدمت مزيجًا من الطائرات المسيّرة، الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، وصواريخ كروز الساحلية، مما مكنها من فرض منطقة تهديد واسعة النطاق دون الحاجة إلى أسطول بحري.
ومن أبرز العمليات التي أشار إليها التقرير:
عملية السيطرة على السفينة “جالاكسي ليدر” في نوفمبر 2023، حيث استخدمت مروحية مسيرة لإنزال قوة هجومية على متن السفينة، في سابقة نوعية تعكس التخطيط والتنسيق عالي المستوى لدى القوات اليمنية.
الهجوم على السفينة “MV True Confidence”، والذي تسبب في أول خسائر بشرية مباشرة في النزاع البحري، مما رفع مستوى المخاطر على السفن التجارية وأجبر العديد من الشركات على إعادة النظر في خطط عبور البحر الأحمر.
التكلفة العسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة
وتشير تقديرات الخبراء العسكريين إلى أن العمليات العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر تكلف مليارات الدولارات شهريًا، حيث تتطلب تشغيل مستمر للسفن الحربية والطائرات الدفاعية، إضافة إلى استخدام مكثف لصواريخ باهظة الثمن لاعتراض الهجمات اليمنية.
وهذا الاستنزاف المالي والعسكري يضع واشنطن أمام تحدٍ كبير حول مدى استدامة هذه العمليات، خصوصًا في ظل غياب استراتيجية واضحة للقضاء على التهديد اليمني أو احتوائه بفعالية.
البُعد السياسي والاستراتيجي
ولم يقتصر التقرير على الجوانب العسكرية، بل أشار إلى أن القوات اليمنية استفادت من الانقسامات بين الحلفاء الغربيين بشأن الحرب في غزة، حيث لم يُظهر الاتحاد الأوروبي حماسًا كبيرًا لمواجهة صنعاء عسكريًا، وركز على ضرورة تهدئة الأوضاع بدلًا من تصعيدها.
كما أن الصين، رغم امتلاكها مصالح ضخمة في البحر الأحمر، لم تتدخل ضد القوات اليمنية، وهو ما يعكس عدم رغبة بكين في الدخول في صراع قد يعزز النفوذ الأمريكي في المنطقة، مما يمنح صنعاء ميزة استراتيجية إضافية.
مستقبل المواجهة في البحر الأحمر
ويختتم التقرير بتحليل لمستقبل النزاع، متسائلًا: هل تسعى صنعاء للسيطرة الكاملة على الممرات البحرية، أم أن هدفها يقتصر على فرض النفوذ البحري؟
وحتى الآن، لم تصل القوات اليمنية إلى مستوى السيطرة التامة على البحر الأحمر، لكنها نجحت في جعله منطقة غير آمنة للسفن التجارية والعسكرية الغربية، وهو إنجاز استراتيجي بحد ذاته.
وفي ظل غياب حلول عسكرية فعالة، يشير التقرير إلى أن البحرية الأمريكية قد تجد نفسها في موقف حرج إذا استمرت صنعاء في تطوير تكتيكاتها واستخدام أسلحة أكثر تطورًا.
هل واشنطن أمام إعادة تقييم لجدوى عملياتها في البحر الأحمر؟
ومع استمرار هذا الاستنزاف، يطرح التقرير تساؤلًا جوهريًا: إذا لم تجد الولايات المتحدة استراتيجية أكثر كفاءة في التعامل مع القوات اليمنية، فهل ستضطر إلى إعادة تقييم جدوى عملياتها العسكرية في البحر الأحمر؟
وحتى ذلك الحين، يبدو أن صنعاء مستمرة في فرض معادلتها الخاصة، مجبرة البحرية الأمريكية على لعب دور دفاعي في واحدة من أهم الممرات البحرية في العالم.
المساء برس