عاد اسم الأسير الفلسطينى مروان البرغوثى إلى واجهة الأحداث من جديد كأحد الحلول التوافقية أمام كافة أطراف الصراع فى الأراضى المحتلة. مروان هو الحل المتجدد للسلطة الفلسطينية، وبديل شرعى مقترح للرئيس محمود عباس، حيث كان اسمه يُطرح دائمًا فى أى انتخابات للسلطة، ودائمًا ما يلقى قبولًا كبيرًا فى استطلاعات الرأى.
هو أيضًا أحد حلول حفظ ماء الوجه لحركة حماس، التى تؤكد بعض التقارير الصحفية الإسرائيلية أنها أدرجت اسمه فى قائمة الأسرى، الذين يريدون الإفراج عنهم فى صفقة التبادل المقبلة مع إسرائيل. وأقول حفظ ماء الوجه لأن خروج البرغوثى سوف تسوق له الحركة باعتباره نصرًا على إسرائيل، غير عابئين بآلاف الشهداء، الذين سقطوا جراء القصف الإسرائيلى بعد السابع من أكتوبر، وقد أحضرت الحركة كذلك من جعبة الأسرى المنسيين اسم أحمد سعدات، أمين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والذى تستهدف أيضًا بخروجه الترويج لنصر زائف آخر.
أرى أيضًا أن البرغوثى حل أفضل لإسرائيل، خصوصًا فى ظل التصريحات المتتالية لأفراد من حكومة تل أبيب يعلنون فيها ضجرهم من التعامل مع محمود عباس، فضلًا عن الترويج كذلك لاستحالة التعامل مع قادة حماس فى المستقبل، لذا فإن خروج شخص كالبرغوثى الآن ودخوله المعادلة السياسية قد يُعيد هيكلة مشهد السلطة الفلسطينية بشكل كامل، وبالتالى التعامل مع أشخاص آخرين بمعطيات أخرى.
أظن أن خروج القيادى فى حركة فتح، مروان البرغوثى، قد يكون حلًّا لإسرائيل إذا فكر قادتها بشكل أهدأ مما يفكرون به الآن، وأظن أيضًا، وقد يخيب ظنى، أن تل أبيب لن تستجيب لهذا الإجراء، وسوف تصر على حمقها الشديد فى التعامل مع الملف الفلسطينى، خصوصًا فى هذه المرحلة التى يعتلى فيها الحكومة شخص مثل نتنياهو، لا يريد إلا أرضًا محروقة، متصورًا أنه بهذا الدمار قد انتصر، وبالتالى نجا من مساءلة قانونية قد تُنهى تاريخه السياسى. لقد تردد اسم مروان فى سيناريوهات سابقة، باعتباره الحل التوافقى لأطراف ما، والأمل لأطراف أخرى، وفى فترة من الفترات تم التوافق على خروجه ليقود السلطة الفلسطينية كرمز، ويكون معه شخصية أخرى كرئيس للوزراء.
الشخص الوحيد الذى لا نعرف إن كان خروج مروان البرغوثى من مصلحته أم لا هو مروان ذاته، فهو محكوم عليه بخمسة أحكام مؤبدة، وقد قضى أكثر من 20 عامًا من عمره فى السجن، فكلنا سمعناه أثناء انتفاضة الأقصى فى أوائل الألفية الجديدة قائدًا مُحركًا للأحداث ومجرياتها، مقاومًا عاقلًا هادئًا، حتى لو علَت نبرة صوته، سياسيًّا من الدرجة الأولى، كلماته مرتبة موزونة. أما الآن فقد بلغ من العمر 65 عامًا، هذا غير كونه قابعًا فى سجون الاحتلال، بعيدًا عن أى تفاعلات سياسية حدثت على الأرض منذ زمن طويل.
مروان حتى لو لم يخرج من السجن هذه المرة سيظل رمزًا للمقاومة الفلسطينية العاقلة، أما لو خرج فهو يحتاج إلى مشروع متكامل، قد يحتاج تفصيلًا أكثر.
عبداللطيف المناوي – المصري اليوم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: التعامل مع
إقرأ أيضاً:
أحمد حافظ: مروان حامد صديق مقرب.. وكنت أتمنى تقديم «إبراهيم الأبيض» معه
أقام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ45، في الثانية عشرة ظهر اليوم، الخميس 21 نوفمبر، على المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، محاضرة مع أحد أشهر مونتيري الأفام في مصر أحمد حافظ، ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما، وقامت بإدارتها المخرجة مريم أبو عوف.
وقال أحمد حافظ: “مروان حامد بالنسبة لي معلم وصديق مقرب، وأقدره وأحبه على المستوى الشخصي، وهو شخص هادئ ولا يتحدث كثيرا، ويشرح بشكل بسيط”.
وأضاف: "أحب أعمال مروان حامد كثيرا، وكنت أتمنى أن أعمل معه في فيلم "إبراهيم الأبيض".
يقدم "حافظ" خلال هذه الجلسة، التي تديرها المخرجة مريم أبو عوف، كواليس عمله في أفلام شهيرة، ويمنح الحضور نظرة تفصيلية عن حرفة تشكيل السرد من خلال فن المونتاج.
ويشارك حافظ عبر المحاضرة رؤيته حول عملية اتخاذ القرار الإبداعي والتعاون مع المخرجين والدور الحيوي للمونتير في سرد القصة عبر الشاشة.
فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما (CID)، والتي تقام في الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر 2024، تمثل منصة حيوية تهدف إلى دعم وتعزيز مشروعات السينما، وتقديم فرص نادرة للتفاعل بين صناع الأفلام من جميع أنحاء العالم، وتشهد هذه الفعالية مشاركة متميزة من مخرجين، منتجين، وخبراء في مختلف جوانب الصناعة السينمائية، يجتمعون لاستكشاف أحدث الاتجاهات وتبادل الأفكار والتجارب.
تتضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما ورش عمل وجلسات حوارية ونقاشات تتناول تحديات واحتياجات السوق، ما يعزز من فرصة المساهمة في نمو وتطوير مشاريع سينمائية جديدة ويُعيد تأكيد مكانة مصر كمركز إقليمي للإبداع السينمائي.