موقع النيلين:
2025-02-01@06:49:52 GMT

مانديلا فلسطين

تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT


عاد اسم الأسير الفلسطينى مروان البرغوثى إلى واجهة الأحداث من جديد كأحد الحلول التوافقية أمام كافة أطراف الصراع فى الأراضى المحتلة. مروان هو الحل المتجدد للسلطة الفلسطينية، وبديل شرعى مقترح للرئيس محمود عباس، حيث كان اسمه يُطرح دائمًا فى أى انتخابات للسلطة، ودائمًا ما يلقى قبولًا كبيرًا فى استطلاعات الرأى.

هو أيضًا أحد حلول حفظ ماء الوجه لحركة حماس، التى تؤكد بعض التقارير الصحفية الإسرائيلية أنها أدرجت اسمه فى قائمة الأسرى، الذين يريدون الإفراج عنهم فى صفقة التبادل المقبلة مع إسرائيل. وأقول حفظ ماء الوجه لأن خروج البرغوثى سوف تسوق له الحركة باعتباره نصرًا على إسرائيل، غير عابئين بآلاف الشهداء، الذين سقطوا جراء القصف الإسرائيلى بعد السابع من أكتوبر، وقد أحضرت الحركة كذلك من جعبة الأسرى المنسيين اسم أحمد سعدات، أمين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والذى تستهدف أيضًا بخروجه الترويج لنصر زائف آخر.

أرى أيضًا أن البرغوثى حل أفضل لإسرائيل، خصوصًا فى ظل التصريحات المتتالية لأفراد من حكومة تل أبيب يعلنون فيها ضجرهم من التعامل مع محمود عباس، فضلًا عن الترويج كذلك لاستحالة التعامل مع قادة حماس فى المستقبل، لذا فإن خروج شخص كالبرغوثى الآن ودخوله المعادلة السياسية قد يُعيد هيكلة مشهد السلطة الفلسطينية بشكل كامل، وبالتالى التعامل مع أشخاص آخرين بمعطيات أخرى.
أظن أن خروج القيادى فى حركة فتح، مروان البرغوثى، قد يكون حلًّا لإسرائيل إذا فكر قادتها بشكل أهدأ مما يفكرون به الآن، وأظن أيضًا، وقد يخيب ظنى، أن تل أبيب لن تستجيب لهذا الإجراء، وسوف تصر على حمقها الشديد فى التعامل مع الملف الفلسطينى، خصوصًا فى هذه المرحلة التى يعتلى فيها الحكومة شخص مثل نتنياهو، لا يريد إلا أرضًا محروقة، متصورًا أنه بهذا الدمار قد انتصر، وبالتالى نجا من مساءلة قانونية قد تُنهى تاريخه السياسى. لقد تردد اسم مروان فى سيناريوهات سابقة، باعتباره الحل التوافقى لأطراف ما، والأمل لأطراف أخرى، وفى فترة من الفترات تم التوافق على خروجه ليقود السلطة الفلسطينية كرمز، ويكون معه شخصية أخرى كرئيس للوزراء.

الشخص الوحيد الذى لا نعرف إن كان خروج مروان البرغوثى من مصلحته أم لا هو مروان ذاته، فهو محكوم عليه بخمسة أحكام مؤبدة، وقد قضى أكثر من 20 عامًا من عمره فى السجن، فكلنا سمعناه أثناء انتفاضة الأقصى فى أوائل الألفية الجديدة قائدًا مُحركًا للأحداث ومجرياتها، مقاومًا عاقلًا هادئًا، حتى لو علَت نبرة صوته، سياسيًّا من الدرجة الأولى، كلماته مرتبة موزونة. أما الآن فقد بلغ من العمر 65 عامًا، هذا غير كونه قابعًا فى سجون الاحتلال، بعيدًا عن أى تفاعلات سياسية حدثت على الأرض منذ زمن طويل.

مروان حتى لو لم يخرج من السجن هذه المرة سيظل رمزًا للمقاومة الفلسطينية العاقلة، أما لو خرج فهو يحتاج إلى مشروع متكامل، قد يحتاج تفصيلًا أكثر.

عبداللطيف المناوي – المصري اليوم

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: التعامل مع

إقرأ أيضاً:

عاجل.. بدء خروج الأسرى الفلسطينيين من سجن عوفر بموجب صفقة التبادل


خرجت منذ لحظات قليلة مساء اليوم الخميس، حافلات الصليب الأحمر، حاملة على متنها الأسرى الفلسطينيين المحررين من سجن عوفر بموجب صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة "حماس".
وسنوافيكم بالتفاصيل تباعا...

مقالات مشابهة

  • الطلائع يقلب الطاولة على الإسماعيلي في الدوري
  • الاسماعيلي يتقدم على طلائع الجيش بهدف في الدورى الممتاز
  • من هو غازي أبو طماعة ضمن قائمة الاغتياالات الإسرائيلية لقيادات حماس؟
  • كوماندوز فلسطين..كل ما تريد معرفته عن مروان عيسى بعد اغتياله
  • بعد محمد الضيف.. حماس تعلن اغتيال مروان عيسى نائب قائد الجناح العسكري للحركة
  • حماس تعلن اغتيال مروان عيسى نائب قائد الجناح العسكري للحركة
  • عاجل.. بدء خروج الأسرى الفلسطينيين من سجن عوفر بموجب صفقة التبادل
  • رئيس وزراء فلسطين: إعمار غزة يتطلب خروج إسرائيل وتخلي حماس عن الحكم
  • مروان آل علي: ملتزمون بدعم الشراكات المجتمعية
  • دعوة إسرائيلية لعدم إبعاد الأسرى خارج فلسطين لصعوبة متابعتهم