NYT: الأموال تتدفق من روسيا إلى الصين بعد حربها على أوكرانيا
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
أظهرت الحرب الروسية على أوكرانيا تدفقا كبيرا للأموال من موسكو إلى بيكين متجاوزة أرقام خيالية حققتها شركات النفط والغاز والسيارات.
وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن الصراع الروسي في أوكرانيا عاد بالنفع على الصين، حيث تجاوزت قيمة التجارة بينها وبين روسيا 200 مليار دولار هذا العام.
وفي تقرير لها، ذكرت الصحيفة أن الفائز الأكبر من هذا الصراع الذي استمر لأكثر من عام ونصف هم الصينيون الذين يعملون في صناعة السيارات والشاحنات.
تستفيد الصين من الهجوم الروسي على أوكرانيا، الذي دفع روسيا للتوجه نحو الصين لشراء كل شيء بدءا من السيارات وحتى رقائق الكمبيوتر من جانبها، باعت روسيا النفط والغاز الطبيعي للصين بأسعار مخفضة، حسبما أفادت الصحيفة.
وأصبحت المنتجات الاستهلاكية الروسية مثل الشوكولاتة والنقانق متوفرة بكثرة في السوبر ماركت الصينية وتجاوزت التجارة بين روسيا والصين 200 مليار دولار في الأشهر الـ11 الأولى من هذا العام، وهو مستوى لم يتوقعه البلدان حتى عام 2024.
من ناحية أخرى، أعطت الحرب الروسية على أوكرانيا دفعة لصورة موسكو في الصين حيث تقوم وسائل الإعلام الروسية الحكومية بحملات دعائية في الصين وحول العالم.
وتحظى روسيا بشعبية كبيرة في الصين، حتى أن الأشخاص الذين لديهم تأثير على وسائل التواصل الاجتماعي يتوافدون على هاربين، عاصمة مقاطعة هيلونغجيانغ في أقصى شمال الصين، لالتقاط الصور بالزي الروسي أمام كاتدرائية روسية قديمة هناك.
وقدم الرئيس الصيني، شي جين بينغ، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، العديد من الصور الحية التي تعكس العلاقات الوثيقة بين البلدين.
زار شي هاربين في أوائل أيلول الماضي، وأعلن أن هيلونغجيانغ هي “بوابة الصين إلى الشمال كما زادت صادرات الصين إلى روسيا بنسبة 69% في الأشهر الـ11 الأولى من هذا العام مقارنة بنفس الفترة من عام 2021، قبل غزو أوكرانيا.
وقال شي خلال لقائه في بكين مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، إن “الحفاظ على العلاقات الصينية الروسية وتطويرها بشكل جيد هو خيار استراتيجي اتخذه الجانبان على أساس المصالح الأساسية للشعبين.
وقد سدت الصين الحاجة الماسة لروسيا من الواردات، الأمر الذي تجنبته العديد من الشركات الأوروبية والأميركية بعد أن بدأ بوتين حربه في فبراير 2022. وواصلت الصين دورها كمورد بديل للسلع على الرغم من المخاطرة بعلاقاتها الاقتصادية الوثيقة مع العديد من الدول الأوروبية.
من هم المستفيدين من التجارة
أكبر المستفيدين من الزيادة في التجارة بين الصين وروسيا كانت شركات تصنيع السيارات الصينية حيث أصبحت شاحنات الديزل التي تحمل شعارات الدببة المزمجرة "الرمز الروسي" مؤخرا، تنتظر بصفوف لعبور جسر نهر أمور إلى روسيا.
وكذلك الشاحنات التي تحمل شعار “جينليون”، وهي علامة تجارية تابعة لشركة شنغهاي لتصنيع السيارات التي تمتلكها الدولة وتقوم الشركة، المعروفة باسم SAIC، بتصنيع ماركات سيارات مثل MG.
كما ساهمت مبيعات السيارات الصينية في تجاوز اليابان هذا العام كأكبر مصدر للسيارات في العالم وكانت شركات ألمانية مثل “مرسيدس بنز” و"بي إم دبليو" من بين الشركات الأكثر مبيعا في روسيا، لكنها انسحبت ردا على العقوبات التي فرضتها أوروبا والولايات المتحدة وحلفاؤها على البلاد.
انخفضت مبيعات السيارات الفاخرة في روسيا، مما أدى إلى انخفاض الحجم الإجمالي لسوق السيارات في البلاد، والذي أصبح الآن أقل من نصف حجم سوق السيارات في ألمانيا.
لكن العائلات من الطبقة المتوسطة الدنيا والأسر الروسية الفقيرة، التي تشكل الجزء الأكبر من الجنود الذين يقاتلون في الحرب، زادت من شرائها للسيارات الصينية بأسعار معقولة، وفقًا لألكسندر غابويف، مدير مركز كارنيغي روسيا أوراسيا.
وقال جابويف في مقابلة مع الصحيفة، إن أحد الأسباب هو المدفوعات التي تقدمها الحكومة الروسية وشركات التأمين لعائلات الجنود الروس، والتي يمكن أن تصل إلى 90 ألف دولار في حالة الوفاة.
لم تعلن روسيا عن عدد القتلى والجرحى، لكن الولايات المتحدة تقدر العدد الإجمالي بـ 315 ألفا يشتري الروس سيارات تعتمد على الوقود، بينما لدى الصين فائض منها لأن المستهلكين في الصين انتقلوا بسرعة إلى السيارات الكهربائية.
وتسمح الحدود البرية بين البلدين للصين بنقل السيارات إلى روسيا عبر السكك الحديدية، وهو عامل مهم لأن الصين تفتقر إلى أسطولها الخاص من السفن الناقلة عبر المحيطات لصادرات السيارات.
وبالتالي، استحوذت شركات تصنيع السيارات الصينية على 55% من السوق الروسية، وفقًا لشركة "GlobalData Automotive"، بينما كانت تمتلك فقط 8 في المئة في عام 2021.
وقال مايكل دون، مستشار السيارات الآسيوي في سان دييغو للصحيفة “لم يسبق لنا أن رأينا شركات تصنيع السيارات من دولة واحدة تستولي على هذا القدر الكبير من حصة السوق بهذه السرعة، لقد حقق الصينيون مكاسب غير متوقعة.
وحذرت الولايات المتحدة الصين بشدة من إرسال أسلحة إلى روسيا، ولم > ايمان سرحان جديد: تكشف بعد عن أدلة تثبت قيامها بذلك، لكن بعض المعدات المدنية التي تبيعها الصين لروسيا، مثل الطائرات بدون طيار والشاحنات، لها أيضًا استخدامات عسكرية.
البنى التحتية والطاقة
مع تزايد التجارة بين البلدين، شهدت الصين زيادة سريعة في أعمال البناء خلال فصل الصيف في مدن مثل هيخه، رغم توقفها مؤقتًا بسبب شدة الشتاء.
في هذا السياق، أصبحت الحاجة إلى خطوط الأنابيب بين البلدين أكثر وضوحًا لنقل واحدة من أهم السلع المتداولة بينهما: الطاقة.
تساعد الطاقة الروسية الرخيصة، التي تتجنب العقوبات الغربية، المصانع الصينية على المنافسة في الأسواق العالمية. هذا يحدث بينما يواجه المنافسون الصناعيون في أماكن أخرى، خاصة في ألمانيا، ارتفاعًا حادًا في تكاليف الطاقة خلال العامين الماضيين.
تعمل روسيا على زيادة شحنات الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب “قوة سيبيريا” إلى الصين، وتتفاوض على بناء خط أنابيب ثانٍ لنقل الغاز من الحقول التي كانت تخدم أوروبا قبل الحرب في أوكرانيا.
بالإضافة إلى ذلك، اتفقت الصين وروسيا قبل أقل من ثلاثة أسابيع من الحرب الأوكرانية على بناء خط أنابيب ثالث أصغر ينقل الغاز من أقصى شرق روسيا إلى شمال شرق الصين. وقد تقدمت أعمال البناء في هذا المشروع.
سيعبر خط الأنابيب الأحدث الأراضي التي استولت عليها روسيا من الصين في أواخر القرن التاسع عشر ولم تعد إليها أبدًا، وفقًا لوصف الصحيفة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية النفط روسيا الغاز النفط روسيا الغاز اوكرانيا الحرب الروسية الاوكرانية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على أوکرانیا بین البلدین التجارة بین إلى روسیا هذا العام فی الصین
إقرأ أيضاً:
بعد الرسالة الروسية.. هل تتجه الحرب في أوكرانيا إلى التصعيد؟
بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، يدخل الصراع في مرحلة جديدة مع إعلان موسكو استخدام صاروخ جديد فرط صوتي للمرة الأولى خلال الحرب، ما ينذر بمزيد من التصعيد، وفقا لمراقبين.
والخميس، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن قواته ضربت أوكرانيا مستخدمة صاروخا بالستيا جديدا فرط صوتي متوسط المدى يعرف باسم "أوريشنيك"، يمكنه بلوغ أهداف يتراوح مداها بين 3000 و5500 كيلومتر.
وقال الكرملين إنه "على ثقة" أن الولايات المتحدة "فهمت" رسالة بوتين بعدما أطلقت موسكو صاروخا على أوكرانيا قادرا على حمل رأس نووية.
وأوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين غداة الضربة الصاروخية "نحن على ثقة بأن الإدارة الحالية في واشنطن كان لها فرصة إدراك الإعلان وفهمه"، مشددا أن الرسالة "كانت شاملة وواضحة ومنطقية".
والجمعة، أمر بوتين بإنتاج كمية كبيرة من الصاروخ الجديد ومواصلة اختباره في الأوضاع القتالية "بحسب تطور الوضع وطبيعة التهديدات التي تستهدف أمن روسيا".
جاءت الخطوة الروسية التصعيدية، بعد نحو ثلاثة أيام من منح الولايات المتحدة الضوء الأخضر لأوكرانيا استخدام الصواريخ الأميركية بعيدة المدى ضد أهداف داخل روسيا.
وسعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إلى زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا. في البداية، كانت المساعدات تقتصر على الأسلحة الصغيرة والمتوسطة، ولكن مع تطور الحرب، بدأت الدول الغربية في تقديم أسلحة أكثر تعقيدا.
هذا التحول في الدعم أزعج موسكو وأدى إلى تهديدات متكررة بالتصعيد النووي، لكنها لم تصل لهذا الحد حتى الآن.
ويعتقدمساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لاري كورب في تصريحات لموقع "الحرة" أن على الدول الغربية أن تكون مستعدة لزيادة مساعداتها لأوكرانيا ومنحها مزيدا من القدرات في حال قررت موسكو رفع سقف التصعيد.
ويرى كورب أن الخطوة المقبلة ربما ستشهد قيام دول أخرى غير الولايات المتحدة بتقديم مساعدات عسكرية كبيرة لأوكرانيا وتسمح لهم باستخدام الأسلحة في عمق روسيا.
بالتزامن، هناك متغير لا يمكن إغفاله يتعلق بفوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، والذي كان قد تعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة.
ويرى الخبير العسكري محمد عبد الواحد أن لدى الولايات المتحدة "خيارات كثيرة جدا" لمواجهة التصعيد الروسي.
ويقول عبد الواحد لموقع "الحرة" إن واشنطن "يمكنها ببساطة أن تتخذ خطوات تصعيدية أكبر في الفترة المقبلة".
ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا في عام 2022، قدمت الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس جو بايدن دعما عسكريا واقتصاديا كبيرا لأوكرانيا، شمل الأسلحة المتطورة، مثل صواريخ "هيمارس" والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى الدعم المالي المقدر بمليارات الدولارات.
بالمقابل من المعروف أن ترامب يتبنى سياسة أكثر تحفظا في ما يتعلق بالتدخل الأميركي المباشر في النزاعات الخارجية، وعُرف بتوجهه نحو سياسة "أميركا أولًا" وتركيزه على تقليص مشاركة الولايات المتحدة في حروب خارجية.
ومن المرجح أن يتبنى ترامب سياسة أقل حماسة لدعم أوكرانيا مقارنةً بإدارة بايدن.
وأعرب ترامب مرارا استعداده للضغط على الدول الأوروبية لتحمل جزء أكبر من العبء المالي في دعم أوكرانيا، مما يعني تقليص المساعدات العسكرية والمالية الأميركية إلى أوكرانيا.
ويبين عبد الواحد أن "ما يجري حاليا هو محاولة من طرفي الصراع للحصول على مكاسب أكبر قبل مجيء ترامب".
ويلفت عبد الواحد إلى أنه "مع ذلك يمكن أن يصل الصراع لمراحل خطرة، وفقا لما ستسفر عنه تحركات الولايات المتحدة والناتو ضد روسيا".
ويشير إلى أن "الضغط الزائد على روسيا قد يؤدي لعواقب وخيمة ويمكن أن تؤدي لتصعيد كبير".
بالمقابل يعتقد لاري كورب أن بوتين سيعمد لاتخاذ خطوات تصعيدية حذرة انتظارا لما سيقوم به ترامب.
ويضيف كورب أن الروس "سينتظرون ويرون إذا ما غيّر ترامب رأيه وتصرف مثل بايدن، حينها أعتقد أنهم سيصبحون أكثر عدوانية".