قال خبراء إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة تعد الآن من بين أكثر الحملات دموية وتدميرا في التاريخ، وما أحدثه العدوان على غزة يفوق الدمار الذي أحدثه قصف الحلفاء لألمانيا في الحرب العالمية الثانية.

وبعد أكثر قليلا من شهرين، أحدث العدوان الإسرائيلي على غزة قدرا من الدمار أكبر من تدمير حلب السورية بين عامي 2012 و2016، أو ماريوبول في أوكرانيا، أو -بشكل متناسب- قصف الحلفاء لألمانيا في الحرب العالمية الثانية، وفقا لتقرير وكالة أسوشيتد برس.

وبحسب التقرير، فإن إسرائيل قتلت في عدوانها على قطاع غزة مدنيين أكثر مما قتله التحالف الذي قادته الولايات المتحدة في حملته التي استمرت 3 سنوات ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وأدى القصف الإسرائيلي العنيف إلى تدمير أكثر من ثلثي المباني في شمال غزة وربع المباني في المنطقة الجنوبية من خان يونس، وفقا لتحليل بيانات القمر الصناعي "كوبرنيكوس سنتينل-1" الذي أجراه الخبيران في رسم خرائط الأضرار أثناء الحرب كوري شير من مركز الدراسات العليا في جامعة مدينة نيويورك، وجامون فان دن هوك من جامعة ولاية أوريغون.

وقال الخبيران إن نسبة المباني المتضررة في منطقة خان يونس تضاعفت تقريبا خلال الأسبوعين الأولين فقط من العدوان الإسرائيلي جنوبي غزة.

ويشمل ذلك عشرات الآلاف من المنازل في أنحاء غزة، بالإضافة إلى المدارس والمستشفيات والمساجد والمتاجر.

ويقول مراقبو الأمم المتحدة إن نحو 70% من المباني المدرسية في أنحاء غزة تضررت. وكان ما لا يقل عن 56 مدرسة متضررة بمثابة ملاجئ للمدنيين النازحين. وقال المراقبون إن الغارات الإسرائيلية دمرت 110 مساجد و3 كنائس.

ومن خلال شظايا الانفجار التي تم العثور عليها في الموقع وتحليل لقطات الغارة، فإن الخبراء واثقون من أن الغالبية العظمى من القنابل التي أسقطت على غزة هي أميركية الصنع. ويقولون إن الأسلحة تشمل 2000 رطل (900 كيلوغرام) من الصواريخ "خارقة التحصينات" التي قتلت المئات في المناطق المكتظة بالسكان.

ورغم تجاوز عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة 20 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال، ودعوات المجتمع الدولي المتكررة إلى وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل تصر على المضي قدما قائلة إنها تريد تدمير القدرات العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وتواصل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بهدوء توريد الأسلحة إلى إسرائيل. لكن في الأسبوع الماضي، اعترف الرئيس الأميركي علنا بأن إسرائيل تفقد الشرعية الدولية بسبب ما أسماه "قصفها العشوائي".

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مصادر أن واشنطن أرسلت لإسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي أكثر من 5 آلاف ذخيرة "إم كي-84" التي يبلغ وزنها 2000 رطل، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) زادت الشحنات المرسلة إلى إسرائيل من القنابل الصغيرة الأكثر ملاءمة للمناطق الحضرية مثل غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: على غزة

إقرأ أيضاً:

خبراء: مشاهد الأسيرات بساحة السرايا حملت رسائل تحدٍّ سياسية وعسكرية

أجمع محللون وخبراء على أن اليوم الأول من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حمل رسائل سياسية وعسكرية عميقة، تجلت في 3 مشاهد رئيسية عكست فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة منذ بداية الحرب.

وأوضح الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية سعيد زياد أن المشهد الأول تمثل في حالة الانتصار التي عكستها وجوه الفلسطينيين في غزة، مشيرا إلى أنها "وجوه منتصرين وليست وجوه منهزمين"، رغم مرور 471 يوما على الحرب.

وأضاف أن المشهد الثاني تجلى في الانضباطية العالية للمقاومة وقدرتها على التنسيق وإظهار القوة، حيث تحركت 3 مواكب متزامنة في مختلف مناطق القطاع.

من جانبه، أكد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أن الانسحابات الإسرائيلية كانت أسرع مما هو مخطط له، مشيرا إلى انسحاب لواءي "ناحال" و"غفعاتي" في خطوة تعكس البعد النفسي والسيكولوجي لجيش الاحتلال.

وأضاف أن القادة العسكريين الإسرائيليين أقروا بأن الحرب "تدور في حلقة مفرغة ولا يمكن القضاء على حماس".

وفيما يتعلق بالمشهد الثالث، أشار الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إلى أن المشاهد التي خرجت من داخل القطاع أعادت طرح السؤال الأهم لدى المعسكرين في إسرائيل: "ماذا فعلنا في غضون النصف عام الأخير؟".

إعلان

وأوضح أن هذه المشاهد كانت مستفزة للجانب الإسرائيلي، خاصة مع ظهور مقاتلي القسام بالزي العسكري الموحد.

ضغوط ترامب

وحول الأبعاد السياسية، أكد الدبلوماسي الأميركي السابق آدم كليمنس أن إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب مارست ضغوطا غير متوقعة على إسرائيل للتوصل إلى الاتفاق، مشيرا إلى أن التحدي الأساسي يكمن في كيفية إعادة الاستقرار إلى غزة بطريقة لا تستفز إسرائيل.

وفيما يخص مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السياسي، أوضح جبارين أن نتنياهو تحول من "مجرد فاسد إلى فاسد وفاشل ومهزوم"، مشيرا إلى أن مسألة الجثامين ستشكل تحديا إضافيا له، خاصة إذا تبين أن عمليات القتل تمت في النصف عام الأخير.

وعن الرسائل التي حملتها عملية تبادل الأسرى، أشار زياد إلى أن تسليم كتائب القسام للأسيرات الإسرائيليات ظرفا يحتوي خريطة قطاع غزة وصورا من الأسر يحمل رسائل عميقة، تؤكد الأريحية الميدانية للمقاومة وقدرتها على حماية الأسرى رغم القصف المتواصل.

وفيما يتعلق بمستقبل الاتفاق، رأى كليمنس أن نجاح الهدنة يعتمد على قدرة الأطراف المعنية، بما فيها دول الخليج، على استغلال هذا الهامش لبناء زخم سياسي يؤدي إلى استقرار المنطقة.

وأكد الدويري أن عودة النازحين إلى مناطقهم، رغم استمرار القصف حتى الساعة 11:15 من ظهر اليوم الأحد، يعكس صعوبة الظروف المعيشية التي يواجهونها في خيام النزوح، خاصة مع المنخفض الجوي الأخير، مشيرا إلى أن عودتهم تأتي رغم أنهم سيجدون بيوتا مهدمة.

وحول مستقبل العلاقة بين نتنياهو وترامب، توقع كليمنس أن تتأثر العلاقة بالضغوط التي مارستها إدارة ترامب على إسرائيل لقبول الاتفاق، مشيرا إلى أن الإدارة الجديدة ستركز على التصدي لإيران وتعزيز العلاقات مع دول الخليج.

مقالات مشابهة

  • إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة  الإسرائيلية على غزة .. تقرير
  • إحصائية دموية: الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 10 آلاف مجزرة في غزة
  • عرس قانا الجليل.. المعجزة الأولى التي غيرت مسار التاريخ الروحي
  • أبرز محطات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
  • مقارنة بين خسائر إسرائيل في حربها على غزة وحروبها عبر التاريخ
  • خبراء: تصنيف أبوظبي الأكثر أماناً يؤكد ريادتها العالمية في الأمن والسلامة
  • صحة غزة .. ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 47,035 شهيدا
  • النازحون يعودون إلى جباليا.. أكثر المدن التي ذاقت ويلات عدوان الاحتلال الإسرائيلي
  • خبراء: مشاهد الأسيرات بساحة السرايا حملت رسائل تحدٍّ سياسية وعسكرية
  • دمار شامل في قطاع غزة وجباليا الأكثر تضررًا.. تفاصيل