خطيب الأزهر: سورة العصر تحوي أركان الفلاح وصلح الحال
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، والتي دار موضوعها حول «سورة العصر وأركان الفلاح».
سورة العصر في القرآن الكريموقال الدكتور هاني عودة، إن سورة العصر هي الثالثة عشرة في ترتيب النزول عدد آياتها ثلاث آيات، وقال عنها الإمام الشافعي لو تدبر الناس هذه السورة لانصلح حالهم جميعاً، لما فيها من العبر والتذكير، قال عنها العلماء أنها تحوي أركان الفلاح، مبينا أن الله عزّ وجلَّ بدأ هذه السورة بالقسَم ليلفت الأنظار لأهمية ما يرد فيها، فقد وقعت هذه السورة بين سورة التكاثر التي تدعو الناس إلى الاعتبار حتى لا تلههم أموالهم ولا أولادهم عن ذكر الله، وسورة الهمزة التي توضح عقاب من يسير بين الناس بالغيبة والنميمة، فهذا ترتيب بديع ليُذكر الناس بحقيقة لا ريب فيها وهي الموت، والحياة التي فيها العبر والعظات حتي يتدبرها الإنسان ويعيها.
وأشار خطيب الجامع الأزهر، إلى آراء العلماء في تفسير قوله «والعصر»؛ فقيل أنه عندما يقسم المولى عزّ وجلَّ بالزمان، فعلى الإنسان الانتباه إلى واقعه وأن ينظر إلى الأمم السابقة التي رحلت والأجيال التي فنيت، فالزمان هو الزمان، لكن الذي يفنى ويرحل هو الإنسان فقط.
استغلال الوقت الذي يعيشه الإنسانقال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾، فالله سبحانه وتعالى سوف يحاسب كل فرد على ذنوبه وأعماله إن خيراً فخير، وإن شراً فشر قال تعالى: ﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾.
وتابع الدكتور عودة: إن المراد بالعصر هو عمر الإنسان ووقته الذي يعيشه في هذه الدنيا، فعليه أن يغتنمه في طاعة الله جل في علاه، قال ﷺ اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ: شبابَك قبل هَرَمِك، وصِحَّتَك قبل سَقَمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك، وهناك رأي ثالث يقول إن الله أقسم بالعصر أي بصلاة العصر لعظم هذه الصلاة، ولما فيها من الفضل الكبير والخير الكثير لمن يحافظ على أدائها.
تفكر الإنسان وتدبره في أمرهوأوضح خطيب الجامع الأزهر، أن العصر الذي أقسم الله به المراد منه أن يتفكر الإنسان ويتدبر لما فيه من عظات وعبر من أحوال الأمم السابقة، فهناك فرق كبير بين من استغل رسالته وبين من أضاعها، وفى هذا بيان لأهمية الوقت الذى يجب على الإنسان أن يقضيه في طاعة الله ورسوله وأن يحافظ على الصلوات لاسيما صلاة العصر وأن يؤديها في جماعة.
ولفت إلى أن قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ هو جواب القسم، والمراد أنه في خسارة وهلاك غارق فيهما لأن الشيطان يعدهم ويمنيهم ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً، ثم استثنى المولى جل وعلا المؤمنون وختم السورة بقوله: ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ﴾ قرن فيها الإيمان الذي هو التصديق الكامل بكلام الله وسنة نبيه ﷺ واتباعهما بصدق تام ويقين جازم بالعمل الصالح الذي يرضي الله ورسوله، وينصلح به حال المؤمن مع نفسه ومع غيره، ثم تبعه بالتواصي بالحق حتى يتحقق التكامل والتسامح.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الجامع الأزهر خطيب الجامع الأزهر هاني عودة يوم الجمعة
إقرأ أيضاً:
هل يجوز قراءة سورة الكهف بعد العشاء يوم الجمعة؟.. لديك فرصة بــ10 آيات
هل يجوز قراءة سورة الكهف بعد العشاء يوم الجمعة ؟ .. الفضل العظيم لهذه السورة والوصية النبوية بالحرص عليها، لعلها إجابة هذا السؤال .
يحمل بعض التعويض ولو بقدر قليل من فضلها وما فاته من الثواب، وتبع أهمية سؤال وهل يجوز قراءة سورة الكهف بعد العشاء يوم الجمعة ؟، من وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتحري وقت قراءة سورة الكهف للفوز بالثواب الجزيل، ومن هذا الفضل العظيم واتباعًا لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وامتثالاً لوصيته الشريفة تبدو أهمية الاستفهام عن وهل يجوز قراءة سورة الكهف بعد العشاء يوم الجمعة ؟كوسيلة لتعويض فضلها.
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه ذكر العلماء أنها تقرأ في ليلة الجمعة أو في يومها، وتبدأ ليلة الجمعة من غروب شمس يوم الخميس، وينتهي يوم الجمعة بغروب الشمس.
وأوضح “ جمعة ” في إجابته عن سؤال: ( هل يجوز قراءة سورة الكهف بعد العشاء يوم الجمعة ؟)، أنه لا تزال هناك فرصة أمام من لم يقرأ سورة الكهف قبل غروب شمس اليوم الجمعة، وهي بحفظ آخر عشر آيات منها.
وأشار إلى أنه فيما ورد عن السلف الصالح، أنهم أوصوا بحفظ آخر عشر آيات من سورة الكهف، لخمسة أسباب، وهي أن حفظ عشر آيات من سورة الكهف يعصم من فتنة الدجال، كما أن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة يحفظ الإنسان من كل شر حتى الجمعة التالية، كما تضيء وجه الشخص يوم القيامة، فيبدو كالقمر ليلة البدر.
واستند لما قال أبي قلابة، قال: «من حفظ عشر آيات من الكهف عصم من فتنة الدجال، ومن قرأ الكهف في يوم الجمعة حفظ من الجمعة إلى الجمعة، وإذا أدرك الدجال لم يضره وجاء يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر».
وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعةوأفادت دار الإفتاء المصرية ، بأن قراءتها تكون من غروب شمس يوم الخميس إلى غروب شمس يوم الجمعة، قال المناوي: يندب قراءتها يوم الجمعة وكذا ليلتها كما نص عليه الشافعي -رضي الله عنه-.
وحث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على قراءة الآيات العشر الأواخر من سورة الكهف للحماية من فتنة الدجال، حيث قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ الْعَشْر الْأَوَاخِر مِنْ سُورَة الْكَهْف عُصِمَ مِنْ فِتْنَة الدَّجَّال»، فقد وردت عدة أحاديث في فضل قراءة سورة الكهف ، منها حديث عن أن حفظ عشر آياتٍ من سورة الكهف يعصم من فتنة المسيح الدّجال، وكذلك أنّ من قرأها يوم الجمعة أضاء له من النّور ما بين الجمعتين.
وورد أنه قال رسول الله - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ قَرَأَ الْعَشْر الْأَوَاخِر مِنْ سُورَة الْكَهْف عُصِمَ مِنْ فِتْنَة الدَّجَّال»، وقوله -صلى الله عليه وسلّم-: «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء»، وعن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: «مَن قَرَأَ سورةَ الكَهفِ يومَ الجُمُعةِ أضاءَ له من النورِ ما بَينَ الجُمُعتينِ».