طرق إبراء.. سوء تخطيط ينتج عنه حوادث متكررة
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
مطالب بإغلاق بعض المداخل وإنشاء دوّارات بديلة
ضرورة إنشاء ازدواجية الطريق الداخلي ووضع إشارات للمرور
يُعدّ طريق ولاية إبراء الداخلي شريانا رئيسيّا وعصبا مُغذيا يربط أغلب قرى الولاية ببعضها البعض، ناهيك عن التمركز السكاني بالمسار نفسه. أُنشئَ عام 1973، ويبلغ طوله 20 كيلومترًا.
ويقول ناصر بن سعيد اليزيدي عضو المجلس البلديّ ممثل ولاية إبراء: "إنّ شبكة الطرق في إبراء بشكل عام جيّدة جدًا، وتغطي نسبة 74% من المناطق السكنية كَون الولاية مترامية الأطراف، إضافة إلى ذلك طبيعتها الجغرافية في بعض المواقع وهو أحد أسباب التكلفة الباهظة لرصف الطرق والخدمات الأخرى: كتمديدات الماء، والصرف الصّحي، والكهرباء، وكابلات الألياف البصريّة، إذ يُعدّ أحد التّحديات التي تتسبب في تأخير بعض المشاريع الخدميّة في الولاية".
أزمة تخطيطية
يوضّح معتصم بن عيد المسكري مهندس في عمليات المعالجة والصيانة أنّ مداخل الولاية لا يلامس الانسيابية ولا يشير إلى وجود منطقة متكاملة المعالم بداخله. إذ يقول: "من المناسب أنْ يُنظر للمداخل من خلال ثلاثة أبعاد، وهي: الانسيابية واضحة المعالم، وملاءمة محور الحركة والدوران للمركبات الخفيفة والثقيلة، والكفاءة والسعة الاستيعابية المستقبلية وقابليّة التطوير."
طرق إبراء تحصد أرواح الكثيرين
وقال: إنّ سوء تخطيط تصميم مداخل القرى للولاية هو ما أنتج حوادث مستمرة؛ ممّا حصدت أرواح سالكي الطريق. ويعود ذلك لقلّة تركيز السائقين بسبب هذه الفوضى، ويضرب معتصم المسكري مثالًا على ذلك: إنّ مدخل قرية العلاية ومدخل قرية الثابتي نلاحظ فيهما امتزاج الجزيرتين، وتقارب المداخل؛ ممّا يسبب إرباكًا لبعض السائقين وتردّدا في بعض الأحيان، وكذلك تقارب مداخل محطة نفط عُمان والبنوك من بعضها، وهذا يعد سببًا كافيًا للحوادث. ويردف المسكري قائلًا: "من الجيد إغلاق بعض المداخل أو عمل دوارات بديلة منسجمة مع إمكانية التوسعة المستقبليّة؛ لتتلاءم مع إشارات المرور الضوئية".
ويذكر سعادة عضو المجلس البلديّ أنّ إحصائيات الحوادث مرورية خلال هذه السنة (2023) تتجاوز الـ 35 حادثًا، منها المتوسطة والخطرة، وتقريبًا أغلب الحوادث تكون في مدخل قرية اليحمدي وقرية العلاية.
إن مدخل القرية الرئيسي يفتقر إلى تصميم يتناسب مع قواعد السلامة المرورية وحجم الحراك الذي يشهده المكان، ممّا أدى ذلك لحدوث حوادث مستمرة وكثيرة في المنطقة نفسها بالتحديد.
كما وصف راشد بن سعيد المنجي عضو مجلس الشورى السابق ممثل ولاية إبراء قائلًا: "في الحقيقة باستطاعتنا تسمية هذا الطريق بطريق الموت لكثرة الحوادث فيه مؤخرًا، إذ يعد طريقا حيويا؛ لكنّه متهالك يُناهز الخمسين عامًا".
ويضيف سعادة عبدالله بن حمد الحارثي عضو مجلس الشورى، ممثل ولاية إبراء قائلًا:" في أسبوع واحد تكررت عدة حوادث في هذا المدخل، ومنها ما كانت قاتلة ".
وتوضح شرطة عمان السلطانيّة متمثلة في قسم الحوادث المرورية بولاية إبراء، أن عدد الحوادث في هذا المدخل 7 حوادث من بداية عام 2023حتى اليوم، نتج عنها حالة وفاة واحدة، و16 إصابة تتراوح بين الخطرة والمتوسطة والخفيفة.
مطالبات الأهالي
لا يخفى على أحد، أنّ أهالي الولاية ومرتادي الطريق دائمًا ما يتساءلون عن أسباب عدم بدء العمل على ازدواجيته حتى الآن؛ كَون أن ولاية إبراء هي حاضرة محافظة شمال الشرقية، وأن النمو السكاني في ازدياد، والطريق لا يستوعب هذا العدد من مستخدميه.
ويُناشد عدد من المواطنين الجهات المختصّة بالتّدخّل الفوري، ومعالجة الأمور بصورة عاجلة؛ حفظًا لأرواح وسالكي الطريق.
ولكن في الجانب الآخر يقول عبد العزيز النصيري مدير دائرة الطرق بشمال الشرقية: "إن الحل الأمثل هو ازدواجية الطريق"، ونفى بذلك مطالبات وجهاء الولاية ومسؤوليها إذ قال: "لم نتلق أي شكوى رسمية، ولا توجد أضرار في الطريق".
النظرة المستقبلية
يقول راشد المنجي: "إنّ المطالب السابقة والمستمرة من جميع المسؤولين هي ازدواجية هذا الطريق وننتظر الأخبار المُفرِحة في الفترة القادمة".
ويؤكد سعادة عبدالله الحارثي ممثّل الولاية: إنّ من تطلعاتنا المستقبلية التكثيف على متابعة ازدواجية الطريق الداخلي، ووضع إشارات المرور المناسبة في المداخل والمخارج.
ويوضح ناصر اليزيدي عضو المجلس البلدي فيما يتعلق بالإجراءات والتطلعات المستقبلية: "بدايةً حتى لا نهضم حق زملائي الأعضاء السابقين سواء في المجلس البلدي أم الشورى، الذين قاموا بدورهم وكانوا سبّاقين في هذه المطالبات". ويوضّح أنهم قاموا بعدة إجراءات منها: تعزيز الرسائل السابقة لهذا المشروع مع إضافة الجدوى الاقتصادية والسياحية والمجتمعية بشكل عام، وإضافة التحديات للنمو السكاني بالولاية، وإدراج المطالبة في اجتماعات المجلس الاعتيادية والاستثنائية؛ إذ يكاد لا يكون هناك اجتماع يخص التنمية إلا وطُرِح هذا المطلب.
ويناشد الأهالي بضرورة الإسراع للحد من الحوادثِ المرورية. فيذكر معتصم المسكري عبر حسابه على منصة (أكس) بعض المقترحات كإلغاء المداخل الترابية الخطرة للطريق العام، وموازنة الشارع الأساسي من الشرق الذي يقابله الشارع من الغرب لعمل دوّار بمقاييس معتَمدة متناسقة، و إلغاء دوّار حديقة إبراء العامّة وعمل دوّار بديل عند نهاية جامعة التقنية والعلوم التطبيقية؛ للتناسق مع المداخل الأخرى. أيضًا من الممكن إلغاء المداخل الترابية الأخرى؛ لأنها تسبب امتزاج الجزر في الطريق العام، وعمل كاسِرات السرعة؛ التي بدورها تكبَح جماح سائقي المركبات المتهورين للتخفيف من سرعتهم الزائدة، ومن ثم الحفاظ على سلامة المشاة وعابري الطريق في تلك المناطق المكتظّة بالسكان خاصة بالقرب من المنازل والسكنات الطلابيّة والمراكز التجاريّة.
جهودٌ تُذكر
ومما لا يخفى جهود القائمين والمسؤولين في ذلك، فَمن الجهود التي بُذلت بشأن ذلك مثلًا، نقطة مدخل الدكيك (المنطقة الصناعية)، إذ كانت الحوادث مستمرة هناك، وبعد إنشاء الدوّار أعطى نتائج إيجابية. كذلك مدخل وكالة تويوتا في قرية العلاية أُغلِق، وفُتِح لمسار واحد؛ ولكن ما زال عند منحنى صعب الرؤية، كما أعطت كاسرات السرعة في أكثر من موقع مؤشرات إيجابية.
وتقوم بلدية إبراء حاليا بصيانة وتعديل وتأهيل مدخل المنطقة الصناعية، وبعض المواقع الأخرى؛ بهدف تحسين وتسهيل الحركة المرورية لمستخدمي الطريق.
ختامًا، إبراء هي ولاية مركزية لمحافظة شمال الشرقية، ولا بد من ذوي الاختصاص في المجال الهندسي "تصميم الطرق"؛ لإيجاد حلول وتصاميم مناسبة للمجتمع؛ بحيث تُوجِد سلاسة الحركة المرورية في التنقل بين القرى عبر إيجاد آليّات تتناسب مع الحِراك السريع الذي تشهده الولاية، سواء من خلال إنشاء أنفاق وجسور أم إشارات المرور الضوئية وغيرها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المجلس البلدی
إقرأ أيضاً:
5 أسباب تكبح قوة ترامب في الولاية الثانية بينها الديون والحرب التجارية
فاز دونالد ترامب بتفويض انتخابي وأصبح يهيمن على مؤسسات السلطة الأميركية، لكن سيطرة البيت الأبيض على السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية باتت أقل بكثير مقارنة مع الفترة الرئاسية الأولى في ظل صعوبات اقتصادية وسياسية تنامت في السنين الأخيرة، وفق ما أشارت إليه صحيفة "ذا صنداي تايمز" البريطانية.
وفي حين أن "منبر القوة" لرئاسة الولايات المتحدة، وفق تعبير الرئيس الأميركي الأسبق ثيودور روزفلت، لا يزال يشكل أهمية، فإن ثمة 5 عوامل من شأنها أن تكبح قدرة ترامب على التأثير على الشؤون العالمية، سردتها صحيفة "ذا صنداي تايمز" البريطانية كالتالي:
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2“تخلصوا منه”.. هكذا يعبّر سكان نيويورك عن مخاوفهم من ترامبlist 2 of 2أوهام نحيا فيها ويكشفها لنا فوز ترامبend of list ديون أميركا المتناميةمن القيود على السياسة الخارجية لترامب الدينُ الحكومي المتضخم الذي تتحمله أميركا، وفق الصحيفة، فهو يبلغ الآن 35 تريليون دولار، أو 123% من الناتج المحلي الإجمالي، ويتوقع كثيرون أن يرتفع هذا الدين أكثر إذا خفّض ترامب الضرائب مجددًا.
ونظرا لأن سداد الفائدة على هذا الدين يستهلك بالفعل 17% من الإنفاق الحكومي الأميركي، فإنّ رفعه إلى مستويات أعلى من شأنه أن يعرض كل شيء للخطر، بدءًا من تحسين الجاهزية العسكرية إلى تحفيز الشركات على إعادة المصانع إلى الولايات المتحدة، ويتحدث خبراء التمويل عن أحوال غير مسبوقة مع استمرار نمو الدين، ومعه احتمالات حدوث أزمة مالية عالمية.
ومن بين الدول التي اعتمدت عليها الولايات المتحدة لتمويل ديونها الصين ودول الخليج، وإذا أضفنا إلى هذا ضعف النفوذ العسكري الأميركي وتزايد المديونية، يتضح لماذا تتضاءل قدرة أميركا على اتخاذ القرارات في العديد من أجزاء العالم، وفق الصحيفة.
الحرب التجاريةعامل آخر يشكّل قيدا أمام السياسة الخارجية لترامب -وفق الصحيفة- هو إلى أي مدى قد تؤدي الحرب التجارية إلى إخراج برنامج ترامب بالكامل عن مساره؟
هنا أشارت الصحيفة إلى أن الوعود الانتخابية بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% على السلع الصينية و20% على سلع أخرى قد تؤدي إلى عواقب اقتصادية من كافة الأنواع، فقد ترفع التضخم في الولايات المتحدة، وقد تؤدي إلى ردود فعل انتقامية من جانب الآخرين وتدمر سلاسل التوريد الأميركية.
وقد حذر الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الذي ساعد ترامب في حملته الانتخابية، في بودكاست جو روغان قائلًا "أعتقد أنك بحاجة إلى توخي الحذر في فرض الرسوم الجمركية، وإلا فإنك ستصدم النظام وينهار".
أحداث خارج السيطرةومثلما حدث مع الرئيس جو بايدن بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (عملية طوفان الأقصى)، فإن الأحداث غير المتوقعة لها القدرة على تدمير كل حسابات ترامب؛ ففي الشرق الأوسط، في الأشهر التي تسبق تولي ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني المقبل، قد تكون الأمور مضطربة للغاية، مما يحبط تعهده الانتخابي بإحلال السلام في المنطقة، إذ هددت إيران بشن المزيد من الهجمات الصاروخية على إسرائيل، وفق تقرير الصحيفة البريطانية.
وتساءلت ذا صنداي تايمز "هل سيؤدي هذا إلى ضرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منشآت النفط أو المنشآت النووية الإيرانية، مما قد يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية كبرى؟ وهل من الممكن أن يكون نتنياهو على يقين تماما بأن ترامب سيعطي الضوء الأخضر لشن هجوم كبير على إيران في الأيام الأولى من ولايته الثانية؟".
وتنقل الصحيفة عن مايك دوران، الذي شغل منصبا بارزا في مجلس الأمن القومي في عهد جورج دبليو بوش ويعمل الآن في معهد هدسون، إجابته "لا يمكن لنتنياهو أن يكون متأكدا تمامًا من أن ترامب سوف يعطي الضوء الأخضر لشن هجوم كبير على إيران في الأيام الأولى من ولايته الثانية".
بوتين يشم رائحة الدماء
وأشارت الصحيفة إلى أن ثمة قوى عالمية أخرى يمكن أن تتماهى صوريا مع ترامب وقد تغدر به في النهاية، ومن بينها روسيا التي أثنى رئيسها فلاديمير بوتين الخميس الماضي على استجابة ترامب لمحاولة اغتياله في يوليو/تموز الماضي قائلا "لقد تصرف، في رأيي، بطريقة صحيحة للغاية، بشجاعة مثل رجل حقيقي"، مبديا استعدادًا للحوار بشأن كيفية إنهاء حرب أوكرانيا، وهو تعهد آخر لحملة ترامب.
ويرى دوران، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الأميركي، أن فرص تحقيق ذلك قريبًا "ضئيلة للغاية" لأن "بوتين يشم رائحة الدم" ويريد أن يفرض ميزته العسكرية الحالية على أوكرانيا.
جيش ضعيفحسب الصحيفة، فإن هناك مشكلة أخرى ستواجهها السياسة الخارجية لترامب، وهي أن الولايات المتحدة أضعف عسكريًا مما كانت عليه خلال ولايته الأولى؛ فأحد الأسباب وراء عدم الإفراج عن أسلحة أميركية بمليارات الدولارات لأوكرانيا حتى الآن هو أن البنتاغون يخشى أن مخزوناته من الأسلحة الرئيسية مثل صواريخ باتريوت منخفضة بالفعل.
وكان إلبريدج كولبي، وهو مسؤول كبير في البنتاغون خلال ولاية ترامب الأخيرة والمتوقع أن يكون له دور في إدارته الجديدة، صريحًا بشأن المشكلة، إذ كتب على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" هذا الأسبوع "جاهزية جيشنا منخفضة. لقد ضعفت قاعدتنا الصناعية الدفاعية ولم يتم إصلاحها. استنفدنا ذخائر رئيسية".
وفي نظر كولبي وآخرين، أدت الضغوط المتمثلة في دعم أوكرانيا أو دعم إسرائيل إلى تقويض قدرة الولايات المتحدة على التدريب والتخزين لما يُعد الحدث الرئيسي، وهو المواجهة المحتملة مع الصين، والتي أصبحت بشكل ملحوظ قوة عسكرية على مدى السنوات القليلة الماضية وتفوقت بانتظام على البحرية الأميركية في العديد من الأماكن، وفقما ترى الصحيفة.
وتختم الصحيفة بالقول إنه مهما كانت نتيجة مفاوضات السلام في أوكرانيا، أو المواجهة مع إيران، أو حرب التعريفات الجمركية مع الصين، فإن القيود المفروضة على القوة الأميركية واضحة.
وقالت "يبدو أن جعل أميركا عظيمة مرة أخرى (شعار ترامب) يشكل تحديا أكثر صعوبة الآن مما كان عليه في عام 2016".