إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر يرتفع إلى 23 مليار ريال
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
التوسع في التنويع الاقتصادي والقدرة على جذب المشروعات النوعية يعزز الاستثمارات
تطور بيئة الأعمال لتشجيع الاستثمارات وتبسيط الإجراءات والتحول الرقمي للخدمات
المساعي الجادة نحو التنويع تقود لتحولات مهمة في قطاع الطاقة وتعزز جاذبيته الاستثمارية
ارتفع حجم تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى سلطنة عُمان من 19.
وجاء الجانب الأكبر من الاستثمارات الجديدة من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والبحرين وقطر والإمارات ونيذرلاند وسويسرا والهند، وتوجهت هذه الاستثمارات إلى قطاعات متعددة يتصدرها أنشطة استخراج النفط والغاز والتي زاد حجم الاستثمارات الأجنبية فيها من 14.1 مليار ريال عماني بنهاية العام الماضي إلى 17.6 مليار ريال عماني بنهاية الربع الثالث من العام الجاري، وخلال ذات الفترة صعدت الاستثمارات الجديدة في أنشطة الوساطة المالية من 1.4 مليار ريال عماني إلى 1.5 مليار ريال عماني، واستقرت الاستثمارات في الأنشطة العقارية والإيجارية وأنشطة المشروعات التجارية عند نحو مليار ريال عماني، وزادت في قطاع الكهرباء والمياه من 413 مليون ريال عماني إلى 466 مليون ريال عماني، وفي قطاع النقل والتخزين والاتصالات من 356 مليون ريال عماني إلى 361 مليون ريال عماني، في حين شهد حجم الاستثمارات في قطاع الصناعات التحويلية تراجعا بسيطا من 1.5 مليار ريال عماني إلى 1.4 مليار ريال عماني، وفي قطاع التجارة انخفض حجم الاستثمارات من 291 مليون ريال عماني إلى 216 مليون ريال عماني، وفي الفنادق والمطاعم من 113 مليون ريال عماني إلى 111 مليون ريال عماني، والإنشاءات من 154 مليون ريال عماني إلى 82 مليون ريال عماني، وذلك وفق الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات.
وحسب هذه الإحصائيات يبلغ حجم الزيادة في الاستثمارات الجديدة منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية الربع الثالث نحو 3.4 مليارات ريال عماني أي ما يعادل 8.8 مليار دولار أمريكي، وهو ما يرصد تقدُّم جهود جلب الاستثمارات ورفع تنافسية الاقتصاد الوطني كمستهدفات أساسية لخطط التنمية والرؤية المستقبلية عُمان 2040، والتي تتبنى طموحات كبيرة للتنويع الاقتصادي وتشجيع القطاع الخاص كمحرك للنمو.
وشهدت بيئة الاستثمار والأعمال في سلطنة عُمان تطورات مهمة خلال السنوات الماضية، بدءا من التعديلات التشريعية وإصدار قوانين جديدة لتشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية ووصولا إلى التسهيلات وبرامج التحفيز وتبسيط الإجراءات والتوسع في التحول الرقمي للخدمات المقدمة لمجتمع المستثمرين، وكان من أهم التطورات التشريعية المعززة للاستثمار إصدار قانون استثمار رأس المال الأجنبي والذي يستهدف تعزيز مكانة سلطنة عُمان كوجهة استثمارية قادرة على استقطاب رأس المال الأجنبي، وتعزيز تنافسيتها في المؤشرات الدولية عبر منظومة تشريعية متطورة تنظم وتشجع ممارسة الأعمال، وتساهم في تبسيط الإجراءات والتصاريح اللازمة لبدء استثمار أجنبي داخل سلطنة عُمان، وعلى صعيد تبسيط الإجراءات تضمنت أهم التطورات منصة "استثمر في عُمان" لتسويق الاستثمار وترويج الفرص الجديدة وإبراز مكانة سلطنة عمان كوجهة متنامية للأعمال والاستثمار، كما ساهمت المساعي الجادة نحو التنويع وتعزيز روافد الإيرادات العامة للدولة في تحولات مهمة في قطاع الطاقة في سلطنة عُمان لدعم دوره في النمو الاقتصادي وتعزيز الاستدامة المالية، وفي هذا الإطار، أسست سلطنة عُمان شركتي "تنمية طاقة عُمان" و"الغاز المتكاملة" بهدف تبني الممارسات العالمية لإدارة أصول وثروات الدولة في قطاع النفط والغاز وتنمية قطاع الطاقة المتجددة، وضخ المزيد من الاستثمارات إلى قطاع الطاقة لتعزيز العوائد المالية والاقتصادية للدولة.
وتستهدف شركة تنمية طاقة عُمان تطوير موارد الطاقة والمساهمة الفعالة في التحول في مجال الطاقة المتجددة، فيما تعنى شركة الغاز المتكاملة بإدارة جميع المخصصات والأصول والحقوق والالتزامات الخاصة بشراء وبيع واستيراد وتصدير ونقل الغاز الطبيعي وما يتصل به من منتجات بالإنابة عن حكومة سلطنة عُمان.
وترجمة لكافة هذه المستهدفات حظت أنشطة استخراج النفط والغاز بحصة كبيرة من الاستثمارات الجديدة مما يعزز آفاق عمليات الاستكشاف والإنتاج، حيث تفتح سلطنة عمان جميع مناطق الامتياز غير المشغولة للاستثمار فيما تواصل الشركات النفطية العاملة في سلطنة عُمان حفر العديد من الآبار الاستكشافية في مختلف مناطق امتياز النفط والغاز مما يسهم في المحافظة على مستويات مستقرة من الإنتاج والاحتياطي.
وكانت وزارة الطاقة والمعادن قد كشفت عن أن حجم الاستثمارات في قطاع استكشاف وإنتاج وتطوير النفط والغاز خلال النصف الأول من عام 2023 سجّل نحو 5.84 مليار دولار أمريكي أي ما يعادل 2.2 مليار ريال عماني، موزعة بنسبة 62 بالمائة كنفقات رأسمالية، وتشمل المسوحات الجيولوجية والحفر والمرافق وغيرها، ونسبة 38 بالمائة للنفقات التشغيلية، كما أكدت سلطنة عُمان جديتها في تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر وجاذبية الفرص التي تطرحها للاستثمار من خلال جولات المزايدة على مناطق الامتياز والاتفاقيات التي تم توقيعها لمشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر، وقد حققت الجولة الأولى من المزايدات على مناطق امتياز الهيدروجين نجاحا ملموسا وجذبت مستثمرين مرموقين من مختلف دول العالم، وتطمح سلطنة عُمان في إنتاج 1.25 مليون طن هيدروجين بحلول عام 2030 ورفع حجم الاستثمارات إلى ما يتراوح بين 30 و50 مليار دولار أمريكي، ويعد التحول نحو الطاقة المتجددة أحد الركائز الأساسية للوصول للتنويع الاقتصادي وإيجاد روافد متعددة للنمو كما يعزز طموحات سلطنة عُمان نحو الوصول للحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050.
ويذكر أنه على النطاق العالمي، تواجه دول العالم تحديات متزايدة في جذب الاستثمار مما يتطلب مضاعفة الجهود اللازمة للتغلب على هذه التحديات حيث تشير الإحصائيات إلى تراجع تدفقات الاستثمار الأجنبي في العالم بنسبة 12.4 بالمائة خلال العام الماضي إلى 1.3 تريليون دولار وذلك بفعل عوامل متعددة أهمها الحرب في أوكرانيا وتداعياتها على الاقتصاد العالمي خاصة ارتفاع معدلات التضخم كما تأثرت معنويات المستثمرين بشكل كبير بسبب توجّه البنوك المركزية نحو رفع أسعار الفائدة وتشديد الأوضاع المالية في غالبية دول العالم، وفي المنطقة العربية، كما رصد تقرير صادر عن المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات (ضمان) تراجعا طفيفا في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة إلى الدول العربية بنسبة 3 بالمائة لتبلغ نحو 54 مليار دولار خلال عام 2022، وتمثل حصة الدول العربية 4.2 بالمائة من إجمالي تدفقات الاستثمار المباشر في العالم، وتحتل سلطنة عُمان المرتبة الرابعة بين أكثر الدول العربية جذبا للاستثمارات، ومن المؤمل أن التنامي اللافت في نطاق التنويع الاقتصادي في سلطنة عُمان والقدرة المتزايدة على جذب المشروعات النوعية الجديدة سيكون عاملا إيجابيا يعزز بشكل متواصل من حجم التدفقات الاستثمارية في مختلف قطاعات الاقتصاد في سلطنة عُمان.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: تدفقات الاستثمار الأجنبی الاستثمارات الجدیدة ملیون ریال عمانی إلى ملیار دولار أمریکی ملیار ریال عمانی حجم الاستثمارات النفط والغاز قطاع الطاقة فی قطاع
إقرأ أيضاً:
إجمالي ما تم سداده من ديون خلال عام 2024 بلغ 38.7 مليار دولار.. تفاصيل اجتماع مجلس الوزراء
ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الاجتماع الأسبوعي للحكومة اليوم الأربعاء، وذلك بمقرها بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث تم بحث واستعراض عدد من الموضوعات والملفات المهمة.
تهنئة بمناسبة قرب حلول العام الميلادي الجديدواستهل مجلس الوزراء اجتماعه اليوم بتقديم أعضاء الحكومة التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بمناسبة قرب حلول العام الميلادي الجديد، كما تقدموا لأبناء الشعب المصري العظيم داخل الجمهورية وخارجها بالتهنئة بحلول هذه المناسبة، داعين المولي عز وجل أن يكون عام خير ورخاء واستقرار وسلام على الدولة المصرية والعالم بأسره.
وأشاد رئيس الوزراء، خلال الاجتماع، بنتائج القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، التي افتتح فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية أعمالها بالعاصمة الإدارية الجديدة منذ أيام، وعقدت تحت عنوان "الاستثمار في الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة: نحو تشكيل اقتصاد الغد"، وذلك بحضور قادة الدول الأعضاء بالمنظمة، وعدد من قادة الدول النامية والمنظمات الإقليمية والدولية.
ولفت رئيس الوزراء إلى ما عقده فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية من لقاءات واجتماعات ثنائية مهمة مع قادة الدول الأعضاء بمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، على هامش انعقاد أعمال القمة الحادية عشرة للمنظمة، وكذا ما تم عقده من لقاءات مع عدد من قادة الدول النامية والمنظمات الإقليمية والدولية المشاركة في أعمال القمة، وما شملته هذه اللقاءات من بحث لسبل دعم وتعزيز أوجه التعاون والعلاقات الثنائية في العديد من المجالات، فضلا عن التنسيق والتشاور في العديد من الملفات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي.
تأمين احتياطيات السلع.. رئيس الوزراء: سددنا 7 مليارات دولار من الديون المستحقة خلال شهري نوفمبر وديسمبررئيس الوزراء يلتقي عددًا من المستثمرين عقب اجتماع الحكومة اليومرئيس الوزراء يناقش المقترحات لتحقيق الانضباط داخل لجان الثانوية العامةرئيس الوزراء يُتابع الموقف التنفيذي لمشروعات قطاع الكهرباء
ونوه الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن المبادرات التي أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته الافتتاحية لأعمال القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، من شأنها أن تسهم في تعزيز ودفع أوجه التعاون بين دول المنظمة في العديد من المجالات، وذلك بما يحقق الأهداف والمصالح المشتركة، ويلبي آمال وتطلعات شعوب تلك الدول.
وخلال الاجتماع، أشار رئيس الوزراء إلى الانتهاء من المراجعة الرابعة مع مسئولي صندوق النقد الدولي ضمن ترتيب تسهيل الصندوق الممدد، والذي ستحصل مصر بموجبه على 1.2 مليار دولار، لافتا في هذا الصدد إلى التصريح الصادر عن إيفانا فلادكوفا هولار، رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي إلى مصر، والذي أوضحت خلاله أنه تم التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع السلطات المصرية بشأن المراجعة الرابعة ضمن ترتيب تسهيل الصندوق الممدد، كما أكدت أن السلطات المصرية واصلت تنفيذ سياسات رئيسية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي الكلي، وذلك على الرغم من التوترات الإقليمية المستمرة التي تتسبب في انخفاض حاد في عائدات قناة السويس.
مصر تسدد 7 مليارات دولار من الديون المستحقةوفي سياق متصل، أشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة المصرية سددت خلال شهري نوفمبر الماضي، وديسمبر الجاري نحو 7 مليارات دولار من الديون المستحقة عليها، وأن إجمالي ما تم سداده خلال عام 2024 وصل إلى 38.7 مليار دولار، لافتا إلى أن ذلك كان يُمثل تحدياً كبيراً للدولة، مؤكداً أن الدولة المصرية ملتزمة بسداد ما عليها من التزامات، وأنها لم تتخلف يوماً عن سداد تلك المستحقات، منوها في هذا الصدد إلى أن المبلغ المستحق خلال العام المقبل سيكون أقل مما تم سداده هذا العام.
وأكد رئيس الوزراء، خلال حديثه، في هذا السياق، استمرار جهود مختلف أجهزة وجهات الدولة المعنية فيما يتعلق بحوكمة وضبط بنود الانفاق الاستثماري، وذلك بما يسهم في اتاحة الفرصة بشكل أكبر أمام مؤسسات القطاع الخاص لزيادة نسب معدلات مشاركته في العديد من الأنشطة الاقتصادية، هذا فضلا عن مساهمة هذه الإجراءات في ضبط الأداء المالي للموازنة العامة للدولة.
وجدد الدكتور مصطفى مدبولي، خلال الاجتماع، التأكيد على استمرار جهود مختلف الأجهزة المعنية لتأمين الاحتياطيات المناسبة من مختلف السلع الاستراتيجية والأساسية، التي من شأنها أن تضمن تلبية الاحتياجات الإنتاجية والاستهلاكية من هذه السلع، وإتاحة مخزون آمن منها، ضمانا لاستقرار مستوى أسعارها، وتنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في هذا الشأن.