توافد العديد من أهالي محافظة الغربية، مساء أمس الخميس، إلى مسرح 23 يوليو بمدينة المحلة الكبرى، وذلك لمتابعة العرض الفني الذي نظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، بمشاركة فرقة مواهب المحلة الشابة، بقيادة المايسترو الفنان إسلام عماد الدين.

بدأت فعاليات الليلة بالنشيد الوطني لجمهورية مصر العربية، فيما افتتحت الفرقة الموسيقية فقرات الحفل بعزف رائعة كوكب الشرق أم كلثوم "ألف ليلة وليلة"، أعقبها غناء العديد من أغاني عمالقة الغناء في مصر والوطن العربي، حيث استمع الحاضرون لأغنيات: سواح، وحياة عينيك، متفوتنيش أنا وحدي، بتونس بيك، وعيون القلب.

كما شهد المركز الثقافي بطنطا ليلة فنية واحتفالية بعنوان «بليغيات.. بليغ لحن الشجن» قدمتها فرقة محمد فوزى للموسيقى العربية على مسرح المركز بقيادة الفنان المايسترو محمد الحداد، تنوعت فقرات الحفل بتقديم ميدليهات لأروع ما لحن بليغ حمدى لكبار المطربين بحضور جماهيري كبير لعشاق الطرب الأصيل.

وفي إطار احتفالات ثقافة الغربية بقرب حلول العام الميلادي الجديد، أقامت مكتبة محلة أبو علي الثقافية بإشراف إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة أحمد درويش، معرض فني للطالبة سها فودة، ضم عددا من اللوحات الفنية التي عبرت عن مظاهر الاحتفال بأعياد الكريسماس.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: قصور الثقافة مسرح 23 يوليو بالمحلة الكبرى ليلة فنية 23 يوليو بالمحلة

إقرأ أيضاً:

ليلة أفغانية في مينيابوليس: ويبقى ما ينفع الناس .. تقرير عن ليلة ثقافية أفغانية في مدينة منيابوليس

منيابوليس/سانت بول، مؤخرا. ومحمد فرح كما هو معروف في بعض الدوائر، مستهلك نهم، أو به لوثة ولع ربما، للثقافة. ذكرتني الفترة التي قضيتها معه بفترة أخرى كنت قد تعودت فيها ربط الثقافة، الفن والسينما والمسرح والموسيقى، بالصحبة الطيبة. إلا أن الذكرى أفضل من الحاضر، إذ الأولى كانت في الخرطوم. المدينة التي لبست بالفعل ثوبها ك"مدينة مستحيلة" مؤخرا.

على العموم. أخذني محمد لعرض موسيقي أقامته جمعية الثقافة الأفغانية في مينيابوليس. وقد أثار دهشتي منذ البداية روعة الأداء الموسيقي. وروعة الفن هي في الاساس في تعقيده. التعقيد، الذي يأتي، في معظم الاحيان، من قدم الثقافة والتقليد الفني، هو سابق للجمال. الجمال هو القدرة على الامساك "ببساطة" بشبكة التقنية الفنية. وهو الجديد متولدا من التليد.

الآلة في هذا الفيديو هي الرُبابة (بضم الراء) كما يسميها الافغان. وهي آلة قديمة تمثل تنويعة خاصة عن الربابة الشرقية. وكانت الرُبابة تستعمل في الموسيقى الصوفية وربما يفسر هذا هدوء الموسيقى الناتجة عنها، الشعائري. والفنان هو قريشي رويا. وهو في هذا الفيديو يعرف بنفسه

في منتصف الليلة اعتلت المنصة آنسة أفغانية فهمت انها مشرفة أو مؤسسة مساهمة في الجمعية الثقافية. وقد قدمت كلمة جميلة عن الثقافة الأفغانية وغناها وأنها أداه ربما لمكافحة ليس الطالبان فقط وغلظتهم الاصولية الفجة تجاه الثقافة، بل كذلك، مكافحة النظرة المبسترة الانسانوية الامريكية لهم. فالافغان اصبحو في منظور الاعلام الامريكي مجرد "مواضيع" للشفقة بلا ذاتية. والفن هو في أول تعريفاته التأسيسية: مكنوز الذاتية الانسانية Subjectivity.

وكانت الآنسة رصينة الكلمة. حاسرة الرأس. ترتدي زيا أفغانيا جميلا. تمثل في شخصها ربما كل ما لا تريد الطالبان السماح به. وقد يظن ظان أنها بذلك أصبحت مجرد متغربة عن ذاتها متأثرة بالغرب خادمة له .. ألخ. إلا أنها أكملت كلمتها بذكر القضية الفلسطينية والتضامن معها. ربما وتحديدا من موقعها كأفغانية. فالأفغان كما الفلسطينيين وغيرهم، هم في النهاية ضحايا أختلال ميزان قوة جبار مصحوب بحالة امبريالية جنونية.

فكرت وأنا أشاهد عرض الرُبابة السحري. خاصة ما وضح عبره من عراقة مختلطة مع عناد تاريخي للثقافة. فكرت في أنه، في نهاية الأمر، وعلى الرغم من أصرار بعض الناس على فعل كل ما من شأنه هدم التمدن والإلفة الإنسانية، فإن الشعوب تأبى إلا أن تظهر بنفسها جميلة بثقافتها. وفكرت أنه ربما في تجمع الأفغان هذا تذكير لنا كسودانيين بأن أحدى وسائل هزيمة حالات التعبد بالعنف هو الفن. والثقافة.

بعد الرُبابة. صعد للمسرح فنان أكثر "شبابية" و "ربة". لكن بلا تفاهة. ولاحظت أنه كان الجمهور يطلب منه الغناء بلغات مختلفة. وواصل الجمهور طلب الاغاني الواحدة تلو الأخرى حتى تظن أن الحفلة لن تنتهي أبدا. ومع مرور الوقت بدأوا في الرقص على طريقتهم أفرادا وجماعات.

وعرفت بعدها أن أفغانستان هي أرض تلاقي للحضارات. الفارسية والصينية والهندية والمسلمة. فتجد الناس يتكلمون اللغات المختلفة ويجلبون تواريخ شعوب عديدة في داخل البوتقة الأفغانية.

وكانت أفغانسان في الحقيقة في مسار أصيل في التحديث في بداية القرن العشرين. فهي نجحت ببسالة في مقاومة التمدد البريطاني. وقامت فيها بالتالي ملكية مستقلة. وربما دفعت أفغانستان ثمن مبالغة الملكية في التحديث وليس العكس. أولا بحصول ردود فعل ثقافية محافظة أنتجت في النهاية وللأسف الاصولية الطالبانية من جهة. ومن جهة أخرى أنتجت نخبة يسارية (شيوعية أحيانا) متسرعة عقدت فوق رأس الافغان الانقلابات واحدها تلو الآخر حتى استعصى حبل العنف على الربط وتدخل السوفييت في ١٩٧٩… والباقي تاريخ.

وبالعنف المبالغ فيه. تم تسطيح الثقافة الأفغانية عبر الطالبان، من ثقافة هجين عريقة بكل عواملها التاريخية: البوذية، الهندوسية، الزرادشتية، الصوفية، المسلمة. لكاريكاتور الدولة الدينية والمجتمع المبالغ في المحافظة الطالباني. الذي هو ربما شكل فعال في الحرب إلا أنه يظل مجرد كذبة مرعوبة من أي مواجهة مع الاخر. ولا يعني ذلك أن التحديث الامريكي الاجباري هو الحل. ولكن يعني أنه بالامكان اقتلاع البلاهة الاصولية ذاتيا. ويتم تفكيك بيت العنكبوت الاصولي عبر العمل البطيء الرصين، بالفن والثقافة، على أحياء الروح (أو العقل) الانسانية وتنميتها وتربيتها حتى لا تصير النصوصية مما يرويها أو حتى يثير اهتمامها.

مع ذلك بقي من "التحديث" ربما ثقافة أصيلة في الفنون. هي رصيد راسخ رصين متى نظر له كحلقة وصل روحية بين الماضي والمستقبل.

خرجت من الليلة ممتلأ بشعور بالسعادة. فحتى تلك اللحظة عرفت عن أفغانسان الموت ومتعلقاته فقط. والحياة، مقارنة بالموت، هي الحقيقة بالنسبة للشعوب. حقيقة الشعوب هي الحياة كصناعة للفرح. والأمل.

ولا نامت أعين الجبناء.

www.Zalam-Blog.com

محمود المعتصم - مدونة ظَلام

كاتب سوداني - شيوعي - أفريقي

mahmoud.elmutasim@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • ليلة أفغانية في مينيابوليس: ويبقى ما ينفع الناس .. تقرير عن ليلة ثقافية أفغانية في مدينة منيابوليس
  • أنشطة متنوعة لقصور الثقافة بشمال سيناء ضمن مبادرة "بداية"
  • وزير الثقافة يضع إعلاميين مصريين في صورة مستجدات المشهد الثقافي
  • «الثقافة» تنظم ليلة في حب أم كلثوم بمعهد الموسيقى العربية 
  • المنيا تستضيف المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته الـ36 نهاية نوفمبر
  • أوقاف الفيوم: ختام دورة اللغة العربية للأئمة بالمركز الثقافي
  • وزيرا الثقافة والتجارة يوقعان مذكرة تفاهم لتمكين روّاد الأعمال في القطاع الثقافي
  • وزارة الثقافة تستضيف حفلًا لفرقة جلاس أونيون
  • اليافعي: ترشيد الخطاب الثقافي هو السبيل للتغلب على مؤامرات قوى الاستكبار
  • روضة السيدة زينب تشهد فعاليات متنوعة لقصور الثقافة