دمشق-سانا

لأن للعمارة قدرة على تحقيق الاستدامة في المجتمع.. أقامت مؤسسة سند الشباب التنموية فعالية (أرشيفيت) لعرض مشاريع التخرج الطلابية المميزة، وذلك بالتعاون مع منصة “بنى أكاديمي”، وبدعم وتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان “سورية”.

سانا الشبابية واكبت الفعالية التي أُقيمت في فندق الشرق بساحة الحجاز والتي بدأت بمعرض لـ 15 مشروعاً لمهندسين معماريين من كلية هندسة العمارة اقترحوا خلاله عدة أفكار قابلة للتنفيذ منها: الارتقاء بمناطق العشوائيات، إحياء التراث المائي في مدينة قطنا، كيف يمكن لمنطقة عين الفيجة أن تعيد ذاكرة السوريين عامةً، طرق للمحافظة على التراث الدمشقي، استخدام العمارة في التغيير الاجتماعي، تطوير غوطة دمشق، وكذلك عرض قصة تطور دمشق وحاراتها القديمة.

وفي تصريحات لمراسلة سانا أكدت المهندسة مايا ديبه أهمية تحسين المناطق العشوائية ورفع سويتها والعمل على التوجه لبديل المناطق العشوائية بسكن نظامي بالمنطقة نفسها.

وبين المهندس أحمد السيد أنه طرح في مشروعه فكرة مركز إقليمي لتطوير التكنولوجيا الزراعية بالغوطة الشرقية عبر تعزيز الترابط بين المزارع الشاقولية والبيوت المحمية ومجمع أسواق الخير في عين ترما مع الاستفادة من روافد نهر بردى، أي خط إنتاج زراعي ينتهي بتسويق المنتجات الزراعية بهدف تحقيق الأمن الغذائي.

وتلا المعرض فعالية “التحدث” حيث قُدمت “مشاريع هندسية متميزة بعروض تقديمية بشكل قصصي ساحر وبحضور مختصين ودكاترة من الكلية، إذ تناول المشروع الأول فكرة “العشوائيات مابين الواقع والحلم” للمهندستين “مايا ديبه وليونور مياله”، حيث تم طرح مشروع يعيد نسج البيئة السكنية العشوائية في حيي الدويلعة والطبالة لإيجاد مجتمع أكثر كفاءة وسعادة ورفع المستوى الاقتصادي لهما عبر سيناريو للتدخل الإيجابي بشكل إنساني ونظرة مستقبلية للمنطقة.

المهندستان رغد باز الله ودعاء المحايري طرحتا مشروع “ذاكرة دمشق بين الراوي والرواية” والذي يهدف لتجسيد روايات دمشق وتقديم التراث الحرفي بمنطقة باب شرقي بطريقة معاصرة وتفاعلية تحتفظ بروح الماضي وتعزز التواصل بين الأجيال مع احترام الجوار العمراني، أما مشروع المهندسة بتول الفتال “ذاكرة ارتوت في عين الفيجة ولن ندعها تموت” فاعتبر أن القرية لم تكشف لنا عن تاريخها الكامل وأن قوة المياه تعيد الذاكرة، لذلك كان لابد من رواية زوايا هذا التاريخ عبر إحياء منطقة نبع الفيجة.

وتمحور مشروع المهندستين بتول القهوجي وياسمين دياب “غرين موزاييك” حول فكرة شبكة متكاملة من فرق الدفاع المدني لتكون على اتصال دائم مع بعضها ومع مركز العمل الرئيسي وموقع الحدث بهدف السيطرة سريعاً على الحرائق والكوارث في البيوت المتلاصقة بالأحياء الدمشقية وفي المولات والأبنية المرتفعة، والجهة المختصة القطاع العام “محافظة دمشق”.

كما قدم مشروع لانا هبة وهدى القائد نموذجاً جديداً لمفهوم التوعية والتعليم عن القضية البيئية بالربط مع التجربة والترفيه وضرورة التركيز على تعزيز الحدائق والتفاعل مع الطبيعة والتجارب الزراعية.

مشروع “أنفاق الحرب..أروقة المستقبل” لبتول الغضبان طرح معالجة عمرانية ومعمارية لأنفاق جوبر لإعادة إحيائها ورفع سوية وقيمة المنطقة ثقافياً وبيئياً واجتماعياً بالاستفادة من الأنفاق تقنياً بما يخدم الحلول العمرانية للمنطقة كنفق للسيارات وكمتحف وكحدائق فوق وتحت الأرض وغيرها من الحلول.

وفي نهاية الفعالية، تحدث مديرا مؤسسة سند التنموية ومنصة بنى أكاديمي عن أهمية دعم الشباب السوري وإعطائه الفرصة لدخول سوق العمل وتسليط الضوء على مشاريع التخرج المتميزة، ثم تم إعلان الجوائز وتكريم المشاريع الثلاثة الفائزة.

دارين عرفة

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يستعرض المراحل ومسارات التنفيذ

المناطق_واس

عقد مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، أول أمس بالرياض ” لقاء منتصف الرحلة “، استعرض خلاله مع أصحاب المصلحة ومسؤولين من عدة جهات حكومية وغير ربحية وخاصة، حوكمة ومراحل العمل ومسارات التنفيذ وآخر تطورات الأعمال، حيث يعنى المشروع بتأهيل وتطوير 130 مسجدًا تاريخيًا موزعة على مختلف مناطق المملكة، مع الحرص على حفظ عناصرها المعمارية الفريدة وإعادتها إلى حالتها الأصلية بما ينسجم مع متطلبات العصر الحديث.

ويأتي اللقاء بعد بلوغ المشروع منتصف رحلة تطوير المساجد التاريخية، وسط عناية ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، إذ يعدّ دعم سمو ولي العهد الأكبر في تاريخ دعم المساجد التاريخية من حيث عدد المساجد والتكلفة الإجمالية، لما لها من مكانة عظيمة في الدين الإسلامي، إضافة إلى كونها أحد أهم معالم التراث العمراني الحضاري، وللأصالة في طابعها المعماري الأصيل، وما تمثله المساجد المشمولة بالمشروع من عمق تاريخي وثقافي واجتماعي تمتاز به.

أخبار قد تهمك مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يُعالج مواد الترميم الحديثة بمسجد الزبير بن العوام ويُعيد له أصالته 11 مارس 2025 - 6:17 مساءً مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يجدد مسجد الفويهي بسكاكا ويعيد تظليله بخشب الأثل وجريد النخل 8 مارس 2025 - 5:11 مساءً

وخلال اللقاء سلطت اللجنة التوجيهية الضوء على أعمال المشروع في المرحلتين الأولى والثانية، التي شملت ترميم وتأهيل 60 مسجدًا في جميع مناطق المملكة الـ13، وأسهمت في رفع الطاقة الاستيعابية لهذه المساجد، مما أتاح إعادة فتحها أمام المصلين بعد عقود من الإغلاق، لتعود إلى دورها مراكز دينية واجتماعية في مجتمعاتها المحلية، ومع انتهاء هاتين المرحلتين، بلغت نسبة إنجاز المشروع ما يقارب الـ 50٪ وهو ما يعكس جدية العمل والحفاظ على وتيرته.

ونوه معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ بأهمية مشروع سمو ولي العهد لتطوير المساجد التاريخية لتعزيز البعد الحضاري للمملكة التي تشهد نهضة في مختلف المجالات وتمتلك إرثًا حضاريًا كبيرًا ، مشيرًا إلى أن هذا المشروع الرائد أسهم في إعادة الدور الديني لهذه المساجد التي كانت لقرون سابقة مفعمة بالعبادة والحياة، وأضاف معاليه أن إعادة تأهيل هذه المساجد يعكس حرص القيادة الرشيدة على العناية ببيوت الله، وإعادة الحياة إليها، لتكون منارات دينية تتناسب مع مكانة المملكة بصفتها قلبًا للعالم الإسلامي.

من جانبه قال رئيس اللجنة التوجيهية لمشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية هاني بن مقبل المقبل أن المشروع انطلق من مفهوم إستراتيجي ومحوري، يتمثل في التطوير الذي يتجاوز مفهوم الترميم، مشيرًا إلى إعلاء منهج التطوير منهج عمل من خلال 5 محاور هي تطوير المساجد التاريخية بالمحافظة على الهوية العمرانية الأصيلة لكل مسجد منذ تأسيسه، وتطوير البيئة المحيطة بالمساجد، وتطوير الشركات الوطنية المتخصصة في مجال تأهيل المساجد التاريخية، وتطوير الوعي بقيمة المساجد التاريخية وأهميتها الثقافية والحضارية وتطوير منظومة عمل متكاملة تعتمد على منح الجميع فرصة المشاركة وفق اختصاصات كل جهة ومسئوليات وصلاحيات محددة.

وكشف الأستاذ هاني المقبل أن المشروع يقوم على 3 مبادئ أساسية يتمثل أولها في التحول من النمو إلى التنمية من خلال الانتقال من النمو داخل إطار المساجد التاريخية نفسها إلى التنمية المجتمعية خارج إطارها اقتصاديًا وثقافيًا وحضاريًا وبشريًا، أما الثاني فيتجسد في الانتقال من الأحادية إلى التشاركية بإعلاء مبدأ التعاون والشراكة من خلال الجهود المتناغمة مع بعضها والمتنافسة فيما بينها لهدف مشترك يسعى الجميع إلى تحقيقه، في حين يتمثل المبدأ الثالث في استدامة المشروع في تعزيز الإمكانيات بالنظر إلى رحلة المشروع على أنها رحلة متجددة تكمن قصة استدامتها في اجتماع الإمكانيات.

أما الرئيس التنفيذي لهيئة التراث الدكتور جاسر الحربش فقد أشار خلال كلمته إلى أن المشروع يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق مستهدفاته، مشيدًا بجهود الفرق الوطنية المتخصصة التي تعمل على توثيق وتصميم وتنفيذ عمليات الترميم وفق أعلى المعايير.

وأشار إلى أن هذا المشروع يسهم في الحفاظ على التراث الإسلامي، ويضع المملكة بطليعة الدول الرائدة في إعادة تأهيل المباني التاريخية والتراثية وفق أساليب علمية دقيقة، مع الحفاظ على أصالتها المعمارية، وهو ما يعزز من مكانة التراث السعودي على الخريطة العالمية.

وأوضح خلال اللقاء أن تحديد المساجد المستهدفة للتطوير يخضع لمعايير دقيقة تراعي أهميتها التاريخية والثقافية والمعمارية، وارتباطها بالسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، للعمل على ترميم وإعادة إحياء المساجد التاريخية من خلال تجهيزها بالخدمات الحديثة مثل مصليات النساء، وتحسين أنظمة التهوية والتكييف والإضاءة، مع ضمان الحفاظ على الطابع التراثي لكل مسجد، وهو ما يسهم في جعل هذه المساجد شواهد حية على العمق التاريخي للمملكة.

وأكد أن أعمال التطوير تسير وفق رؤية واضحة وخطة زمنية مدروسة، وأن العمل جارٍ على استكمال مراحل التطوير للوصول إلى العدد المستهدف من المساجد بحلول عام 2030، في خطوة تعزز مكانة المملكة مهدًا للحضارة الإسلامية ومركزًا عالميًا للعناية بالتراث الإسلامي.

وتناول اللقاء الأثر الاجتماعي والثقافي للمشروع، إذ أدى إلى إعادة إحياء الأحياء التاريخية حول هذه المساجد، وأسهم في تعزيز الترابط المجتمعي، فأصبحت هذه المساجد مجددًا مراكز للحياة الدينية والثقافية بعد أن كانت مغلقة لسنوات طويلة، وهو ما يعكس التزام المملكة بالحفاظ على تراثها الإسلامي والارتقاء به ونقله إلى الأجيال القادمة.

وتناول اللقاء أدوار الشركاء وإسهاماتهم في إنجاح المشروع، مع التركيز على الابتكار في إدارة وتنفيذ أعمال التطوير، حيث يتم تنفيذ المشروع بأيادٍ وطنية من مهندسين وخبراء متخصصين في التراث العمراني، لضمان تطبيق أعلى معايير الجودة والحفاظ على الهوية الإسلامية للمساجد التاريخية.

مقالات مشابهة

  • فاستبقوا الخيرات.. مشروع تخرج لطلاب إعلام الأزهر لدعم التكافل الاجتماعي
  • “رَحابة”.. فعالية تراثية تبرز أصالة التراث الثقافي بالمدينة المنورة
  • بدعم من الهلال الأحمر الإماراتي …توزيع 10 آلاف سلة غذائية بمأرب
  • «التربية» ترصد تقييم مشاريع وأعمال الطلبة
  • مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يستعرض المراحل ومسارات التنفيذ
  • (كسرة خبز) … مبادرة لمساعدة الأسر المحتاجة خلال شهر رمضان ‏المبارك ‏
  • منذ عشر سنوات… مبادرة “مي وتمر” تنشر الخير والمحبة برمضان
  • مشروع تخرج «فاستبقوا الخيرات».. مبادرة شبابية لدعم التكافل الاجتماعي ومساعدة الأسر الفقيرة
  • الفهرس التربوي السوري… مشروع طموح لجمع الإرث الثقافي في كل ‏المكتبات بالعالم ‏
  • سَهِّلْها.. مشروع تخرج مبتكر بإعلام القاهرة لتعزيز الوعي بالتكنولوجيا المالية