عربي21 تنشر شهادات صادمة عن انتشار الأمراض بمراكز اللجوء في غزة
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
لم يتوقف العدوان الإسرائيلي عند حد استهداف المدنيين والمنازل المأهولة وتدميرها على رؤوس سكانيها في قطاع غزة، بل يمارس الاحتلال الإسرائيلي قتلا من نوع آخر، عبر منع المستلزمات الطبية والأدوية والمواد الأساسية من الدخول إلى غزة، تاركا مئات الآلاف من النازحين فريسة لأمراص تهدد حياتهم، في ظل انعدام مقومات الرعاية الصحية الأولية.
شهود عيان تحدثوا لـ"عربي21" من مركز إيواء في شمال قطاع غزة، أكدوا انتشار أمراض جلدية ومعوية غير معهودة بين شريحة كبيرة من النازحين، لا سيما الأطفال، والنساء، وذلك في ظل غياب تام لأبسط مقومات الرعاية الصحية الأولية، والمواد الأساسية اللازمة للنظافة الشخصية، لا سيما المياه التي أصبحت غير متوفرة، وبالكاد يستطيعون الحصول على القليل منها للشرب فقط، رغم تلوثها وتغير خصائصها الرئيسية.
أمراض جلدية
النازحة ليلى في مركز إيواء عيادة الفالوجا في جباليا شمال قطاع غزة كشفت لـ"عربي21" عن إصابة أولادها الأربعة بمرض جلدي لم تراه أو تسمع به من ذي قبل، إذ ينتشر على أجساد أطفالها بقع حمراء كبيرة، يصاحبها حكة شديدة، تحولت بسبب غياب العلاج إلى التهاب جلدي يؤرق أطفالها، ويجعلهم في حالة إعياء مزمنة.
تفيد ليلى أن هذه الحالة التي أصيب بها أولادها يبدو أنها معدية وتنتشر بين النازحين بشكل كبير، إذ تشتكي نساء كثر في نفس مركز الإيواء من إصابتهن أو أولادهن بنفس المرض الجلدي، دون أن يتمكن أي منهن من السيطرة عليه أو علاجه، في ظل غياب تام للرعاية الطبية.
تقول ليلي في شهادتها لـ"عربي21"، إنها "حاولت بكل السبل والوسائل الحصول على أي علاج لأطفالها، إلا أنها لم تتمكن، فالعيادة التي تتواجد بها لا يوجد لديها أي من الأدوية، ما دفعها لمحاولة تجريب وصفات شعبية علها تسكن ألام أطفالها، إلا أن ذلك لم يفلح".
وتعمدت قوات الاحتلال تدمير القطاع الصحي في شتى أرجاء قطاع غزة، لكن ذلك أصبح واضحا تماما في مناطق الشمال من القطاع، إذ لا مكان حاليا لاستقبال المرضى والجرحى، أو تقديم أبسط مقومات الرعاية الأولية، بعد ضرب وتدمير عشرات المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية، أبرزها، مستشفيات، الشفاء، والإندونيسي، وكمال عدوان، وبيت حانون".
انتشار حشرات الرأس
ليلى حالها حال النازحة نداء التي اشتكت من انتشار حشرات الرأس "القمل" بشكل كبير في أوساط النازحين في ذات مركز الإيواء "عيادة الفالوجا" في شمال قطاع غزة، وأفادت في شهادة لـ"عربي21" أن معظم الأطفال والنساء في مركز الإيواء الذي تحتمي فيه مع زوجها وأطفالها الثلاثة، يعانون انتشار حشرات الرأس بشكل غير مسبوق، وذلك بسبب انعدام فرص الاستحمام، في ظل شح المياه، ومنع دخول أدوات النظافة الشخصية في مراكز الإيواء، وحتى في المتاجر الخاصة التي إما أغلقت أبوابها، أو جرى تدميرها بسبب عنف القصف الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي.
تقول نداء :"نبكي ألما وحسرة على ما وصل به حالنا في ظل استمرار العدوان (..) لم نصل إلى هذا الحال على الإطلاق، نرى أولادنا يموتون جوعا ومرضا أمام أعيننا ولا نستطيع عمل شئ لهم".
ويتواجد بمركز الإيواء عادة بضعة آلاف من النازحين، رغم أن قدرتها الاستيعابية أقل من هذا العدد بكثير، فضلا عن أنها غير مخصصة أصلا لعمليات الإيواء، ما يدفع النازحين إلى افتراش الأرض، والتحاف من تيسر من الأغطية التي استطاعوا أن يجلبوها معهم من بيوتهم المدمرة، الأمر يعمق حجم الكارثة الصحية في تلك المراكز، وينذر بتفاقمها أكثر، في ظل استمرار الحصار المطبق على قطاع غزة.
نزلات معوية
وفي شهادة أخرى على سوء الحالة الصحية للنازحين، يقول النازح إسماعيل لـ"عربي21"، إن ابنته الصغيرة مرح ذات العامين من العمر، أصيب بنزلة معوية حادة، بسبب حالة التلوث التي أصابت الغذاء والماء في مراكز الإيواء.
ويشير إسماعيل إلى أن ألاما شديدة في البطن، مع حالة إسهال مزمنة ما زالت تعاني منها طفلته الصغيرة منذ أسبوعين متواصلين، دون أن يتمكن من السيطرة على حالتها،أو علاجها بسبب شح الأدوية، وعدم وجود مراكز طبية يمكن مراجعتها.
ويلفت إسماعيل إلى أن النزلات المعوية تنتشر بشكل كثيف بين الأطفال والبالغين في المركز الذي يتواجد فيه بحي الدرج في غزة، دون الحصول علاج، ما دفعه لمحاولة تجريب وصفات شعبية متوارثة كغلي نبتة الميرامية، أو الكراوية، إلا أن كل هذه التجارب باءت بالفشل، مبديا خشيته من تفاقم الحالة بكل أكبر، بما يهدد حياة "مرح" وأمثالها من المصابين، داعيا المنظمات الصحية العالمية للتدخل العاجل وإنقاذ النازحين من أمراض سارية بدأت تنتشر في أوساطهم، بسبب التلوث الذي أصاب كل شئ في غزة.
وفاة العشرات
بدوره، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق إنسان، إنه رصد وفاة العشرات من المرضى والجرحى بما في ذلك داخل مستشفيات وعيادات صحية، نتيجة عدم توفر الرعاية الصحية، فضلا عن وفاة عشرات آخرين داخل منازلهم لتعذر نقلهم للمشافي.
وفي تقرير سابق له، حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) التابع للأمم المتحدة من أن خطر انتشار الأمراض المعدية على نطاق واسع يتهدد مليونا و700 ألف نازح داخل قطاع غزة.
وقال المكتب في بيان إنه سجل أعدادا متزايدة من المصابين بأمراض مختلفة، مثل التهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال والتهاب الجلد وغيرها من الأمراض المتعلقة بانعدام وسائل النظافة، بسبب الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية في الملاجئ التابعة للأمم المتحدة التي تؤوي النازحين.
وأشار "أوتشا" إلى أن ضيق المساحة داخل ملاجئ الإيواء في الجنوب يضطر معظم النازحين من الرجال والمراهقين إلى البقاء بالعراء في ساحات المدارس أو الشوارع خارج الملاجئ.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة النازحين فلسطين غزة النازحين مراكز الايواء انتشار الامراض سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مرکز الإیواء قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الإمارات تواصل تعزيز مكانتها العالمية في قطاع الرعاية الصحية
تواصل الإمارات خلال العام الحالي 2025، تعزيز مكانتها العالمية في قطاع الرعاية الصحية، محققة تصنيفات متقدمة ومؤشرات أداء متميزة حيث حصدت المركز الأول عالميًا في عدد المنشآت الصحية المعتمدة، بفضل تطبيق نظام صحي يستند إلى أعلى المعايير العالمية، وتطوير جاهزية النظام الصحي للتعامل مع الأوبئة والمخاطر الصحية، ما يجعل الإمارات من أفضل الدول في جودة الرعاية الصحية.
كما حققت الدولة مراكز متقدمة في مؤشرات جودة الرعاية الصحية، حيث أظهرت تقدمًا ملحوظًا في مؤشرات مثل نتائج الرعاية الصحية الأساسية، البنية التحتية، والرعاية الصحية الوقائية.
وتشير أسباب تصدر الإمارات هذه التصنيفات إلى مواصلة الإمارات الاستثمارات الاستراتيجية في البنية التحتية الصحية، فيما خصصت الدولة 5.745 مليار درهم وهو ما يعادل 8% من الميزانية العامة للاتحاد للسنة المالية 2025 للخدمات الصحية ووقاية المجتمع، مما يعكس التزام الدولة المستمر بتطوير القطاع الصحي.
وتعد الإمارات من الدول الرائدة عالميًا في قطاع الرعاية الصحية، حيث حققت تصنيفات متقدمة في العديد من المؤشرات الصحية الدولية، وجاءت ضمن أفضل 10 دول عالميًا في 21 مؤشرًا صحيًا متنوعًا، والمركز الأول إقليميًا والـ 20 عالميًا في جودة الرعاية الصحية.
وتتركز أسباب تصدر الإمارات هذه التصنيفات في وجود استراتيجية صحية وطنية متكاملة واستثمارات كبيرة في البنية التحتية الصحية، وفي التحول الرقمي في القطاع الصحي والتركيز على السياحة العلاجية، وهو ما يؤكد التزام دولة الدولة بتطوير قطاع الرعاية الصحية، وتوفير خدمات صحية متقدمة تلبي احتياجات المجتمع، وتعزز من مكانتها على الساحة العالمية.
أخبار ذات صلةوقال الدكتور مهيمِن عبد الغني، الرئيس التنفيذي لـ"مستشفى فقيه الجامعي- دبي" إن مستشفى فقيه الجامعي دبي حصل مؤخراً على تصنيف مرموق من فئة 5 نجوم ضمن التقييم العالمي للمستشفيات الصادر عن "نيوزويك" و"ستاتيستا"، ما يؤكد على ترسيخ معايير جديدة في الرعاية التي تتمحور حول المريض، وفي التميز السريري، والابتكار الطبي وينضم المستشفى بهذا التصنيف إلى نخبة من أفضل المستشفيات العالمية.
وأوضح أن التقييم العالمي للمستشفيات، يعد من أكثر التقييمات شمولاً وموثوقية في قطاع الرعاية الصحية، حيث يقيم أداء المستشفيات وفق مؤشرات جودة دقيقة.
وتظهر البيانات والتقارير الحديثة أن دولة الإمارات تواصل تعزيز استثماراتها في قطاع الرعاية الصحية، مع توقعات بنمو كبير في السنوات المقبلة، حيث من المتوقع أن يصل الإنفاق على الرعاية الصحية في الإمارات إلى نحو 151 مليار درهم بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 6.7%، مدفوعًا بالاستثمارات في البنية التحتية والخدمات الصحية.
وتوقع تقرير لوزارة الاقتصاد أن يصل الإنفاق على الرعاية الصحية في الدولة إلى 26 مليار دولار بحلول العام 2028، كما تتطلع الإمارات إلى استثمار 118 مليار درهم في قطاع الرعاية الصحية بحلول عام 2027، مع التركيز على تطوير البنية التحتية الصحية وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
المصدر: وام