أعلنت أنغولا الانسحاب من منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، وذلك في أعقاب "خلافات" مع السعودية في الاجتماعات الأخيرة، لتصبح لدى المنظمة دولة واحدة في غرب إفريقيا بإنتاج أكثر من مليون برميل يوميًا، وهي نيجيريا، التي دخلت في خلافات مع أوبك أيضًا خلال الأشهر الماضية.

وقال وزير النفط الأنغولي، ديامانتينو أزفيدو، بعد اتخاذ قرار الانسحاب، الخميس: "نشعر في هذه اللحظات أن أنغولا لا تستفيد شيئا بالبقاء في المنظمة، ودفاعا عن مصالحها، قررت المغادرة".

وجاء قرار لواندا بالانسحاب خلال اجتماع حكومي قاده الرئيس جواو لورينزو، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الأنغولية الرسمية، الخميس.

خلاف في أوبك؟

تنتج أنغولا التي انضمت لأوبك عام 2007، نحو 1.1 مليون برميل يوميا، مقارنة بإنتاج المجموعة بأكملها والبالغ 28 مليون برميل يوميا. وغادرت الدولة الواقعة في غرب أفريقيا بعد خلاف مع السعودية، بحسب مجلة "فاينانشال تايمز" البريطانية.

وظهرت الخلافات في الاجتماعات الأخيرة لأوبك حول محاولات خفض "خط الأساس" لإنتاجها، أي المستوى الذي يتم من خلاله حساب حصة الإنتاج لكل عضو، ليعكس الانخفاض في القدرة الإنتاجية للبلاد.

وكانت أنغولا قد انسحبت من اجتماع للمنظمة في يونيو الماضي، لكنها في نهاية المطاف، وافقت حينها مع نيجيريا على مراجعة خط الأساس لإنتاجها من قبل طرف ثالث مستقل. وبعد هذه المراجعة، تم خفض خطوط الأساس للدولتين لعام 2024 في اجتماع نوفمبر.

"بسبب خلافات مع السعودية".. دولة تؤكد انسحابها من "أوبك" أعلنت أنغولا، ثاني أكبر منتج للنفط في أفريقيا، أنها ستترك منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" بعد خلافات حول أهداف إنتاجها، مما وجه "ضربة" للمنظمة النفطية التي ترأسها السعودية، وفق ما ذكرته "فاينانشال تايمز"، التي ذكرت أن الدولة الأفريقية اتخذت القرار بعد "خلافات" مع الرياض.

وقال المحلل الاقتصادي، علي الحازمي، لموقع "الحرة"، إنه "لا توجد خلافات" في أوبك، مضيفًا أنه يتوقع أن "تغيّر أنغولا قرارها في وقت لاحق".

وأشار إلى أن ما حدث يتعلق بالأساس بالحصص، مثلما حدث مع نيجيريا، لافتا إلى أن الأخيرة "توصلت إلى توافق مع أفكار ومقترحات أوبك". وأضاف أنه بالنسبة لأنغولا "رأت أن الحصص التي وضعت لها لا تتماشى مع توجهات الحكومة، في ظل اعتماد الدولة بالأساس على الصادرات النفطية".

وأوضح الحازمي أن أوبك منحت أنغولا حصة إنتاج مليون و400 ألف برميل يوميا، "لكنها لم تف بهذا الرقم، وكانت فقط تنتج حوالي 1.13 مليون برميل، لذلك أرادت أوبك مراعاة الأرقام الحقيقية حتى تنعكس على السوق".

من جانبها، قالت رئيسة أبحاث السلع في "RBC Capital Markets"، هيليما كروفت، لصحيفة "فاينانشال تايمز"، إن أنغولا لم تقر أبدا باتفاق يونيو "الذي سمح للإمارات، العضوة في أوبك، بزيادة خط الأساس لعام 2024، فيما تم خفض خط الأساس الخاص بها".

وتابعت: "بدأت بوادر هذا الخروج في يونيو.. كانت أنغولا واحدة من الأعضاء الأكثر مزاجية".

كما أشار الحازمي، إلى أن أنغولا أرادت "حرية أكثر وعدم ربطها برقم إنتاج معين"، لافتا إلى أن "استثماراتها النفطية ليست قوية بما يسمح لها بضمان الوصول إلى الحد المطلوب".

فيما قال رئيس برنامج أفريقيا في مركز "تشاتام هاوس" للأبحاث، أليكس فاينز، للصحيفة، إن أنغولا اتبعت "سياسة خارجية انتقائية" بشكل متزايد في عهد الرئيس الحالي، الذي وصل إلى حكم البلاد عام 2017، مضيفًا أن "الخروج من أوبك جزء من ذلك".

"تأثير محدود"

وتراجعت أسعار النفط، الخميس، بعد إعلان انسحاب أنغولا، مما أثار تساؤلات حول جهود المنظمة لدعم الأسعار عبر خفض الإنتاج، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز.

وقال الحازمي للحرة، إن انسحاب أنغولا "ليس مؤثرا بشكل كبير.. أعتقد أن 1.4 مليون برميل في أفضل الظروف يوميا، لا يمثل نسبة كبيرة من حجم الإنتاج".

وأضاف: "الدول قليلة الإنتاج يخدمها الوجود في المنظمات الكبيرة مثل أوبك، أكثر مما تخدم هي".

وبدورها، تحدثت كروفت في ذات الاتجاه، قائلة: "بالنظر إلى حجم إنتاج البلاد، فإن هذا الخروج لن يؤثر بشكل ملموس على عمليات المنظمة".

كما قال رئيس مجموعة "رابيدان إنرجي" الاستشارية، بوب ماكنالي، لوكالة بلومبرغ الأميركية، الخميس، عن انسحاب أنغولا: "ليس دليلا على تمزق وشيك، ولا يعرض عملية خفض الإنتاج للخطر على المدى القصير".

وأضاف أن المنظمة "يجب أن تحافظ على العمل والتعاون بين أعضائها خلال السنوات المقبلة".

الأمين العام لـ"أوبك" يدعو لرفض أي اتفاق "يستهدف" الوقود الأحفوري في قمة المناخ دعا الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) "بإلحاح" أعضاء المنظمة وشركاءها إلى "الرفض الاستباقي" لأي اتفاق يستهدف الوقود الأحفوري في المفاوضات المناخية في مؤتمر كوب28 المنعقد في دبي، بحسب رسالة اطلعت عليها الجمعة، وكالة فرانس برس.

ومن المقرر أن تنضم البرازيل بداية من العام المقبل إلى أوبك، وهي إحدى أبرز الدول المنتجة للنفط في العالم، وأكبر منتج في أميركا الجنوبية منذ عام 2016.

وبلغ إنتاج البرازيل من النفط الخام مستوى قياسيا، وصل إلى 3.7 مليون برميل يوميا في سبتمبر الماضي، بزيادة قدرها 17 بالمئة عن الشهر ذاته من العام السابق، بحسب وكالة "فرانس برس".

من جانبه، حذر المحلل البارز في "SEB"، بيارن شليدروب، في تصريحات لـ"فاينانشال تايمز"، من اعتبار انسحاب أنغولا "ليس علامة على مشكلة أكبر". وقال: "سيستخدمها بعض المتشائمين كذريعة لبيع النفط".

فيما قال رئيس الشؤون الجيوسياسية في شركة "إنيرجي أسبيكتس"، ريتشارد برونز، لبلومبرغ، إنه "لا يوجد تأثير على توقعات العرض، لأن أنغولا بالفعل تنتج بكامل طاقتها.. لن يؤثر القرار على الحصص أو خطط الإنتاج".

يذكر أنه انسحبت في السنوات الأخيرة عدة دول من أوبك لأسباب مختلفة، من بينها قطر التي أرجعت انسحابها لـ"تركيزها على إنتاج الغاز الطبيعي المسال"، بالإضافة إلى إندونيسيا والإكوادور.

وتأسست منظمة "أوبك" عام 1960، وتجمع بعد انسحاب أنغولا 12 دولة عضوا بقيادة السعودية. وشكلت تحالف "أوبك +" عام 2016 مع 10 دول أخرى، من بينها روسيا، بهدف الحد من العرض ودعم أسعار النفط، في مواجهة التحديات التي تفرضها المنافسة الأميركية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فاینانشال تایمز مع السعودیة ملیون برمیل برمیل یومیا خط الأساس إلى أن

إقرأ أيضاً:

النفط يستقر والأسواق تركز على زيادات "أوبك+" والرسوم الأمريكية

استقرت أسعار النفط اليوم الأربعاء، بعد أن سجلت أدنى مستوياتها في عدة أشهر أمس لكنها ظلت تحت ضغط مع ترقب السوق لخطط كبار المنتجين لزيادة الإنتاج في أبريل (نيسان) مع تركيز على الرسوم الجمركية الأمريكية على كندا والمكسيك والصين.

وبحلول الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 6 سنتات أو 0.1% إلى 71.10 دولار للبرميل. بينما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 24 سنتاً أو 0.4% إلى 68.02 دولار للبرميل.
وفي الجلسة الماضية، هبط الخامان لأدنى مستوياتهما في عدة أشهر عند التسوية على خلفية مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي وتقليص الطلب على الوقود نتيجة رسوم جمركية أمريكية وأخرى مضادة تفرضها الدول المتضررة.
وقال يب جون رونغ محلل السوق لدى آي.جي، "محركات العرض والطلب غير المواتية خلقت ضربة مزدوجة، مع مخاطر على النمو العالمي تفرضها حالة الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية وبالتالي الطلب على النفط".
وأضاف "أوبك+ لا تزال تتجه لزيادة الإنتاج في أبريل في حين أن التفاؤل بشأن الحل المحتمل للصراع بين أوكرانيا وروسيا يثير احتمالات عودة الإمدادات الروسية إلى السوق".
وقررت المجموعة المعروفة باسم أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها بما في ذلك روسيا، يوم الاثنين زيادة الإنتاج لأول مرة منذ عام 2022.
وستضخ المجموعة زيادة صغيرة تبلغ 138 ألف برميل يومياً اعتباراً من أبريل (نيسان)، وهي الخطوة الأولى في الزيادات الشهرية المقررة لإلغاء تخفيضاتها البالغة نحو 6 ملايين برميل يومياً، أي ما يعادل 6% تقريباً من الطلب العالمي.
ودخلت رسوم جمركية 25% على جميع الواردات من المكسيك ورسوم 10% على واردات الطاقة من كندا ورفع الرسوم على السلع الصينية إلى 20% حيز التنفيذ أمس الثلاثاء. كما فرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً 25% على جميع الواردات الكندية الأخرى.
ويرى خبراء الاقتصاد أن الحرب التجارية التي أعلنها ترامب ستؤدي إلى انخفاض الوظائف وتباطؤ النمو وارتفاع الأسعار، وهو ما قد يؤدي إلى وأد الطلب.
ومن المرجح أن يؤثر انخفاض النمو الاقتصادي على استهلاك الوقود في أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وقالت إدارة ترامب أيضاً أمس إنها أنهت ترخيصاً منحته الولايات المتحدة لشركة شيفرون الأمريكية لإنتاج النفط منذ عام 2022 للعمل في فنزويلا وتصدير نفطها.
وحذر خبراء استراتيجيات السلع الأولية في آي.إن.جي في مذكرة اليوم الأربعاء، من أن هذه الخطوة قد تضر بإمدادات تبلغ 200 ألف برميل نفط يومياً.
وأضافوا "من شأن هذا أن يجعل مصافي التكرير الأمريكية تبحث عن خامات نفط ثقيلة بديلة فيما يواجه الموردان الآخران، كندا والمكسيك، رسوماً جمركية".
في تلك الأثناء، قالت مصادر في السوق نقلاً عن أرقام معهد البترول الأمريكي أمس الثلاثاء، إن مخزونات النفط الخام الأمريكية انخفضت 1.46 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 28 فبراير (شباط).
ويترقب المستثمرون الآن البيانات الرسمية عن المخزونات الأمريكية المقرر صدورها اليوم الأربعاء.

مقالات مشابهة

  • محافظ البحيرة: تذليل أي عقبات تواجه المستثمرين
  • التحديات التي تواجه خطة إعادة الإعمار
  • 170 ألف برميل يومياً إنتاج «أوبك» في فبراير
  • النفط يستقر والأسواق تركز على زيادات "أوبك+" والرسوم الأمريكية
  • أسعار النفط تواصل الانكماش بعد قرار أوبك
  • تحالف أوبك يقرر زيادة حصة العراق من الإنتاج النفطي
  • أوبك+ يقرر زيادة حصة من الإنتاج النفطي حتى نهاية العام الحالي
  • الإمارات تؤكد التزامها باستقرار سوق النفط والامتثال للتعديلات الطوعية التي أقرتها «أوبك+»
  • “أوبك+” يؤكد التزامه باستقرار أسواق البترول
  • الإمارات تؤكد التزامها باستقرار سوق النفط والامتثال للتعديلات الطوعية التي أقرتها أوبك+