العالم يكتشف رأس الرجاء الصالح مجدداً
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
العالم يكتشف رأس الرجاء الصالح مجدداً
شركات الشحن العالمية الكبرى توقفت عن الشحن باتجاه الكيان الصهيوني أو توقفت عن عبور البحر الأحمر وحولت مسارها إلى رأس الرجاء الصالح.
تصر واشنطن على استفراد الكيان الصهيوني بقطاع غزة، وهي من أول أيام العدوان تعمل بكل قوة لمنع توسع الحرب وإعطاء الفرصة لجيش العدو الصهيوني للاستفراد بغزة.
تريد أمريكا من غيرها إحباط خطط الحوثيين ليتسنى ليستكمل جيش العدو الصهيوني مجازره في غزة لكن الحوثيين يصرون على أن يعيد العالم اكتشاف رأس الرجاء الصالح أو وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
* * *
معظم شركات الشحن العالمية الكبرى إما توقفت عن الشحن باتجاه الكيان الصهيوني، أو أنها توقفت عن عبور البحر الأحمر، وحولت مسارها إلى رأس الرجاء الصالح.
في القرن الخامس عشر اكتشف طريق الرجاء الصالح، وهو طريق بحري يلتف حول أفريقيا ثم إلى بحر العرب ومن ثم يصل إلى الشرق حيث الهند والصين، وقد كان كشفا عظيما بالنسبة لأوروبا.
فقد أغناها عن الطريق البري المار بالدول الإسلامية، وظل هذا الطريق حيويا إلى أن تم شق قناة السويس في القرن التاسع عشر، وأصبحت أسرع ممر بحري بين قارتين آسيا وأوروبا وتوفر نحو 15 يوماً في المتوسط من وقت الرحلة عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
تهديد جماعة أنصار الله الحوثية باستهداف كافة السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني المارة عبر البحر الأحمر، جاء ضربة قاسية لحركة الشحن العالمية، خصوصا أن الحوثي لم يكتف بالتهديد بل نفذ تهديده أكثر من مرة، ما أوصل رسالة للجميع بأنهم جادون جدا.
رسالة جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء، وأجزاء واسعة من اليمن واضحة وبسيطة: التصعيد في غزة سيتبعه تصعيد في البحر الأحمر، والهدوء في غزة سيتبعه هدوء في البحر الأحمر. لكن الأمريكان لا يريدون فهم الرسالة ولا محتواها؛ وذلك لأنهم يصرون على أن يستكمل جيش العدو الصهيوني مهمته في تدمير وإبادة غزة.
وكعادتها تجاهلت واشنطن جذر المشكلة، وبدأت بإيجاد علاج يبدأ من الساق وربما من الأوراق، فاتهمت الحوثيين بأعمال القرصنة، وبدأت بتسيير قطعها البحرية في المنطقة لنجدة السفن التي يمكن أن تستهدف من قبل الحوثيين.
لكن ذلك لم يقنع معظم شركات الشحن العالمية التي اتخذت قرارًا بعدم الإبحار عبر البحر الأحمر، ما يزيد من الوقت والكلف المادية، بل إن بعضها قرر التوقف عن الشحن لتلك المنطقة لتوفير الوقت والكلف المادية.
لم يقنع ذلك واشنطن للبحث في جذر المشكلة، وذهبت لتشكيل قوة متعددة الجنسيات لحماية السفن، ما اعتبره الحوثيون إسهامًا في زيادة التوتر في المنطقة.
والواقع يشير إلى صحة ما يقوله الحوثيون، فما تدخلت أمريكا في ملف في المنطقة إلا زادته توتيرا وتعقيدا.
للأسف لم نسمع أي دولة عربية أو إسلامية تقول لواشنطن بوضوح إن جذر المشكلة هناك في غزة وليس في باب المندب، بل إن إحدى الدول العربية تشارك في تلك القوة.
تصر واشنطن على استفراد الكيان الصهيوني بقطاع غزة، وهي من أول يوم للعدوان كانت تعمل بكل قوة وصراحة على ما تسميه منع توسع نطاق الحرب، لكنه في الحقيقة إعطاء الفرصة لجيش العدو الصهيوني للاستفراد بقطاع غزة دون الانشغال بأي جبهة أخرى.
ولذلك فهي تريد من غيرها المساهمة في ضرب خطط الحوثيين حتى يتسنى لجيش العدو الصهيوني استكمال مجازره ومذابحه في قطاع غزة، لكن الحوثيين يصرون على أن يكتشف العالم مجددا طريق رأس الرجاء الصالح، أو وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
*عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة الحوثيين العدو الصهيوني رأس الرجاء الصالح أنصار الله الكيان الصهيوني البحر الأحمر رأس الرجاء الصالح الکیان الصهیونی العدو الصهیونی الشحن العالمیة البحر الأحمر توقفت عن فی غزة
إقرأ أيضاً:
أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددا!
إنجلترا – أفاد فريق من العلماء أن أقدم وأكبر جبل جليدي في العالم بدأ بالتحرك مجددا بعد عقود من الثبات في قاع المحيط، ثم بدأ يدور في مكانه خلال هذا العام.
وقال العلماء إن جبل الجليد العملاق، المعروف باسم A23a، انفصل عن موقعه شمال جزر أوركني الجنوبية وهو ينجرف الآن في المحيط الجنوبي.
وأشار الدكتور أندرو مايرز، أخصائي علم المحيطات في هيئة المسح البريطاني للقطب الجنوبي: “من المثير رؤية A23a يتحرك مجددا بعد فترة طويلة من الثبات. نحن مهتمون برؤية ما إذا كان سيسلك نفس المسار الذي اتبعته الجبال الجليدية الكبيرة الأخرى التي انفصلت عن القارة القطبية الجنوبية، والأهم من ذلك معرفة التأثير الذي سيخلفه ذلك على النظام البيئي المحلي”.
وانفصل الجبل الجليدي A23a عن الجرف الجليدي “فيلتشنر” في أنتاركتيكا (القارة القطبية الجنوبية) عام 1986، لكنه ظل عالقا في قاع المحيط لسنوات طويلة في بحر ويديل.
ويتوقع العلماء أن يستمر A23a في رحلته عبر المحيط الجنوبي مدفوعا بالتيار القطبي الجنوبي الدائري والذي من المحتمل أن يوجهه نحو جزيرة سانت جورجيا الجنوبية. وفي تلك المنطقة، سيواجه مياها أكثر دفئا من المتوقع، ومن المرجح أن ينقسم إلى جبال جليدية أصغر ويذوب في النهاية.
ويبلغ حجم الجبل الجليدي نحو 4 آلاف كم مربع، أي نحو ثلاثة أضعاف حجم مدينة نيويورك وأكبر من لندن الكبرى بمقدار الضعف. ويصل سمكه إلى حوالي 400 متر. وتقدر كتلته الإجمالية بنحو تريليون طن.
وفي العام الماضي، عبرت السفينة البريطانية المتخصصة في الأبحاث القطبية RRS Sir David Attenborough، مسارات الجبل الجليدي A23a، وهو لقاء “الحظ السعيد” الذي سمح للعلماء بأخذ عينات من مياه البحر حول هذا الجبل الجليدي الضخم أثناء تحركه بعيدا عن مياه أنتاركتيكا.
وسافرت السفينة نحو أنتاركتيكا لأداء أول مهمة علمية لها، وقد مرّت بالجبل الجليدي العملاق عند طرف شبه الجزيرة القطبية الجنوبية.
وبدأ الجبل الجليدي بالتحرك في الأشهر الأخيرة مدفوعا بتأثير الرياح والتيارات المحيطية.
المصدر: إندبندنت