نيويورك تايمز: أمريكا سترفع الحظر على مبيعات الأسلحة للسعودية بعد انفتاح الرياض على الحوثيين (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الولايات المتحدة تستعد لرفع الحظر عن مبيعات الأسلحة الهجومية إلى السعودية، مرجحة أن يؤدي هذا لمعارضة المشرعين، وذلك بعد سلسلة خطوات وإجراءات وقعت مؤخرا بين الدولتين.
ونقلت الصحيفة في تقرير لها ترجمه الموقع بوست عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن إدارة بايدن تستعد لتخفيف القيود المفروضة على بعض مبيعات الأسلحة للسعودية، وأرجعوا الفضل إلى محادثات السلام التي أجرتها المملكة مع جماعة الحوثي، والتي أدت إلى التسريع في تخفيف القيود الأمريكية على الرياض.
وأشارت إلى أن المسؤولين الأمريكيين لم يذكروا متى قد يتم تخفيف الحظر على المبيعات، وأن التراجع عن مثل هذه الخطوة سيكون ليس من مصلحة الولايات المتحدة، التي سمحت بتدفق الأسلحة الهجومية إلى المملكة العربية السعودية، التي تعد إلى حد بعيد أكبر مشتر للأسلحة الأمريكية.
وهذا الحظر الأمريكي كان الرئيس بايدن قد فرضه قبل عامين، وسط مخاوف من استخدام الأسلحة الأمريكية ضد المدنيين في اليمن، بعد تسجيل مقتل وجرح مات مئات الآلاف من الأشخاص بسبب الضربات الجوية والقتال والمرض والجوع.
وتقول نيويورك تايمز إن التخفيف المتوقع للقيود يأتي في الوقت الذي تحاول فيه السعودية وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق سلام تدعمه الولايات المتحدة مع الحوثيين.
وتشير الصحيفة إلى السعودية لم تظهر بعد ثماني سنوات من خوض حرب طاحنة في اليمن أي اهتمام بالعودة إلى الدخول في صراع مع الحوثيين، خاصة وأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، يسعى إلى تقليل التوترات الإقليمية والتركيز على اقتصاد المملكة.
وقالت إن الرياض تعمل مع جماعة الحوثي على ترسيخ اتفاق سلام من شأنه إضفاء الطابع الرسمي على الهدنة في اليمن، وذلك بعد تنفيذ السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، شريك التحالف في الحرب، غارات جوية بذخائر أمريكية الصنع، ومساعدات عسكرية أمريكية، أدت لمقتل عدد كبير من المدنيين، وأثار إدانة دولية.
وكشفت الصحيفة أن الأسابيع الأخيرة شهدت ضغط من مسؤولين سعوديين على المشرعين الأمريكيين ومساعدي الرئيس، لتخفيف الحظر المفروض على مبيعات الأسلحة الهجومية، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وسعوديين، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة المحادثات السرية.
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين من الطرفين قولهم إن إن مبرراتهم المنطقية هي أن المملكة العربية السعودية بحاجة إلى حماية حدودها الجنوبية مع اليمن، في حالة وقوع اشتباكات في المستقبل، بالإضافة إلى ذلك، قالت المملكة إنها يجب أن تكون مستعدة للتعامل مع التوترات المتصاعدة في منطقتها، وكذلك احتدام الحرب بين إسرائيل وغزة.
وتوضح الصحيفة أن المملكة العربية السعودية سعت لتدفق أكثر حرية للأسلحة الأمريكية لسنوات، وأن معظم ترسانتها أمريكية الصنع، لكنها تعمل على تنويع مشترياتها، فضلاً عن محاولة تطوير صناعة دفاعية محلية، في الوقت الذي تزداد مخاوفها بشأن انخفاض الاهتمام والنفوذ الأمريكي في المنطقة.
وقالت إن كبار المسؤولين في إدارة بايدن حرصوا على كسب تأييد المملكة خلال العام الماضي، أثناء محاولتهم التوصل إلى اتفاق تقيم بموجبه السعودية علاقات دبلوماسية مع إسرائيل – وهي المناقشات التي يبدو أن حرب غزة قد أجلتها.
وكانت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ فرضت حظرها الخاص على مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية في أكتوبر 2022، بعد أن وافقت إلى جانب روسيا والدول الأخرى المنتجة للنفط على خفض إنتاجها من النفط.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن جماعة الحوثي محمد بن سلمان إسرائيل المملکة العربیة السعودیة مبیعات الأسلحة نیویورک تایمز
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: الاحتلال ينقل تكتيكات غزة إلى الضفة الغربية
نقلت صحيفة نيويورك تايمز شهادات فلسطينيين في الضفة الغربية تفيد بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي صارت تستخدم في هجماتها هناك تكتيكات مماثلة لما تنفذه في قطاع غزة، ومن ذلك القصف الجوي المدمر واستخدام الفلسطينيين دروعا بشرية.
وقبل الحرب على غزة، كانت الغارات الجوية الإسرائيلية نادرة في الضفة الغربية، حسب خبراء. لكن خلال العمليات التي نفذها جيش الاحتلال في جنين شمالي الضفة ومناطق أخرى، منذ أغسطس/آب الماضي، أحصت التقارير قرابة 50 غارة جوية.
واستشهد أكثر من 180 شخصا في غارات جوية على الضفة على مدى عام، من بينهم عشرات الأطفال، وفقا لما وثقته الأمم المتحدة و"مؤسسة الحق" الفلسطينية.
وخلفت الغارات الإسرائيلية دمارا واسعا في الطرق وشبكات الكهرباء والماء والصرف الصحي. كما أفاد العاملون في المجال الإنساني من منظمات محلية ودولية والأمم المتحدة بأن إسرائيل عرقلت جهود الإغاثة.
ولم يعد السكان والعاملون في المجال الإنساني وبعض الخبراء يصفون عمليات الجيش الإسرائيلي بالهجمات بل أصبحوا يشبهونها بالحرب.
"غَزْوَنَة الضفة"
وقال نداف وايمان مدير منظمة "كسر الصمت"، التي تتألف من جنود إسرائيليين سابقين يرفضون ممارسات الاحتلال، وقد جمعوا شهادات جنود شاركوا في هجمات في جنين وطولكرم، إن ما يحدث هو "غَزْوَنَة الجزء الشمالي من الضفة الغربية".
ونقلت نيويورك تايمز شهادات تفيد بأن قوات الاحتلال تجبر الفلسطينيين على الخروج من المناطق المستهدفة بالقوة الهائلة.
كما نقلت شهادات عن استخدام جيش الاحتلال فلسطينيين دروعا بشرية خلال عملياته في الضفة.
قصة ناصر الدمجومن بين هؤلاء الفلسطيني ناصر الدمج الذي روى للصحيفة كيف اقتاده جنود الاحتلال واستخدموه درعا بشرية خلال عملياتهم في جنين.
وبعد قصف أحد المساجد، أمر جنود الاحتلال الدمج بالسير نحو المكان لاستكشاف ما وصفوه لاحقا بأنه موقع قتالي تحت الأرض.
وأجبره الجنود على النزول من فتحة تؤدي إلى مغارة قديمة، وأدرك حينها أنهم يستخدمونه درعا بشريا.
وقال إنه اعترض لكن الجنود الثلاثة وقائدهم أرغموه -وهم يشهرون أسلحتهم- على النزول، وسلمه القائد طائرة مسيرة لأخذها معه، محذّرا إياه: "انتبه. لا تكسرها، إنها باهظة الثمن".
وحذرت منظمات حقوقية من أن الاحتلال الإسرائيلي يستنسخ مثل هذه الممارسات الخطيرة التي يستخدمها في غزة وينقلها إلى الضفة الغربية.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إن إسرائيل تنفذ في الضفة الغربية "تكتيكات فتاكة" تشبه تكتيكات الحروب.
وحاول مسؤولون أمميون الدخول إلى جنين لإجراء تقييم ميداني، لكن السلطات الإسرائيلية منعتهم، وفقا لما ذكره المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك سبتمبر/أيلول الماضي.