قال الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الله سبحانه وتعالى كرّم بني آدم بالستر واللباس دون سائر المخلوقات، كما كرمهم بالزينة والتزين.

بالستر واللباس

وأوضح " بن حميد" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه  حين وسوس الشيطان لآدم وحواء عليهما السلام وأكلا من الشجرة كانت العقوبة أن بدت لهما سوءاتهم، فقال الله تعالى في كتابه العزيز: ( فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ) الآية 121 من سورة طه.

وأضاف أن الإنسان هو الوحيد من بين المخلوقات الذي يستتر، ويلبس، ويتزين، وحين تنتكس عنده الفطرة يخلع ستر الله عليه، ويدخل في القبائح والفضائح، وكشف السوءات والعورات، مشيرًا إلى أن الله تعالى أحكم الستر بالدين والشرع، فبيّن للإنسان ما يجب عليه ستره من بدنه، وأفعاله، ومشاعره.

ونبه إلى أنه تعالى بيّن له ما يكشف وما لا يكشف، وبيّن له حدود الإظهار والإخفاء بل ربط الله الستر بالجمال: جمال اللباس، وجمال الصورة، وجمال التقوى، منوهًا بأن الستر يحافظ على طهارة المجتمع، ويبقي على سمته ووقاره، فتحفظ الآذان عن سماع البذيء من الأقوال، وتغض الأبصار عن المستقبح من المناظر.

ما هو الستر

وأفاد بأن الستر هو تغطية المسلم عيوبه، وإخفاء هناته، وما يقع منه، وعدم كشفها للناس مع ما يطلب من الندم، والتوبة، والاستغفار، والستر إخفاء، وصون، وحفظ، والستر مقرون بالأدب، والحكمة، والذوق، ورهافة الحس، مؤكدًا أن من أعظم علامات الصلاح "ستر العبد على أخيه عيبه، وحسن ظنه بإخوانه، واشتغاله بعيبه عن عيوب الناس".

وبين أن ما ستر الناس عليهم بيوتهم، والتجسس والتحسس، فإنه مفسد لدينك، ومفسد الأخلاق الناس، والستر منة عظيمة، ونعمة جسيمة لو كشفها الله عن الناس لافتضحوا، ولما نظر أحد إلى وجه أخيه، ولعمت العداوة والبغضاء، موصيًا المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.

أسعد الناس

وكان في خطبة الجمعة السابقة قد بين الدكتور أسامة بن عبد الله خياط، إمام وخطيب المسجد الحرام، أن المتقين هم أسعد الناس وأعقلهم، مشيرًا إلى أن التقوى هي خير زاد السالكين وأفضل عدة السائرين إلى ربهم.

ولفت إلى أن اليسر هو موعود مقترن بشرط الإتيان بأسباب عمادها وأساسها وفي الطليعة منها التقوى، مستشهدًا بقول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) الآية 102 من سورة آل عمران.

وأوصى المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، داعيًا للمسلمين في فلسطين مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة للشهر الثالث على التوالي: اللهم احفظ المسلمين في فلسطين.

دعاء لفلسطين

وتابع: اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم، ونعوذ بعظمتك أن يغتالوا من تحتهم.. اللهم كن لهم معينًا وظهيرًا، ومؤيدًا ونصيرًا، اللهم ارحم ضعفهم، وداو مرضاهم واشف جرحاهم، واكتب أجر الشهادة لقتلاهم.

وأضاف : اللهم اجعل لهم من بعد العسر يسرًا، ومن كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، وعليك اللهم بعدوهم وعدوك يا ذا الجلال والإكرام. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، واصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير.  

وأشار إلى أن قول الله تعالى (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)، فيه بشارة عظيمة لمن أصابه العسر ونزل به الضر وأحاط به البلاء، واشتد عليه الكرب، باقتراب النصر و تفريج الشدة و كشف الغم و رفع البلاء.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إمام و خطيب المسجد الحرام خطيب المسجد الحرام خطبة الجمعة من المسجد الحرام المسجد الحرام الله تعالى إلى أن

إقرأ أيضاً:

القطان: انتصرنا على العدو بثباتنا وصبرنا

نظمت جمعية "قولنا والعمل" وقفة بعنوان "فرح وسرور بانتصار غزة ولبنان" في مركز عمر بن الخطاب لتعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية في بر الياس، البقاع الأوسط.

وتخلل الوقفة كلمة لرئيس الجمعية الشيخ الدكتور أحمد القطان قال فيها: "الله عز وجل أعطاهم ما تمنوا بصبرهم على ما قام به العدو من قتل وإجرام ومجازر وإبادات جماعية. وحق للأمة الإسلامية والعربية أن تحتفل اليوم بهذا النصر المؤزر لأهلنا وإخواننا الصابرين الصامدين".

اضاف: "طوبى للقيادات السياسية والعسكرية والروحية، طوبى لكل الشهداء من الأطفال والنساء والرجال والشيوخ الذين قدموا أنفسهم في سبيل الله تعالى. نحن في لبنان كمن انتصرنا على هذا العدو بثباتنا وصبرنا وصمودنا وبلحمتنا الوطنية والإسلامية. كذلك استطاع أهلنا في غزة بلحمتهم وصبرهم وجهادهم أن يلقنوا العدو الدروس. لذلك نوجه كل التحيات لمن ساند غزة من كل الدول والأحزاب والشخصيات وكل مؤمن على وجه هذه الأرض وقف مع لبنان وغزة والمجاهدين في كل مكان".

وختم: "إن شاء الله تعالى كما انتصرنا في غزة سننتصر في كل فلسطين، وسنعود فاتحين منتصرين وسنصلي في بيت المقدس".

مقالات مشابهة

  • رئاسة الحرمين تفعّل مبادرة «توعية قاصدينا شرف لمنسوبينا»
  • معنى قوله تعالى ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾
  • القطان: انتصرنا على العدو بثباتنا وصبرنا
  • عاجل - سنن مستحبة ليوم الجمعة.. اغتنم فضلها (إنفوجراف)
  • حكم الصلاة في البيوت حال المطر .. دار الإفتاء تجيب
  • «يا رب يتقبل دعواتنا».. أحدث ظهور لـ إلهام شاهين من المسجد الحرام
  • من كلّ بستان زهرة – 92-
  • دعاء إذا قلته بعد صلاة الفجر يعطيك قوة ونشاط وقبول عند الناس
  • هل صلاة الفجر في المنزل تجعل صاحبها في ذمة الله؟.. أمين الفتوى يوضح
  • آفة المقارنات