أوستن حارس التجويع الفلسطيني وحامي الازدهار الاسرائيلي
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
أوستن حارس التجويع الفلسطيني وحامي الازدهار الاسرائيلي
أطلق أوستن عملية أسماها (حارس الازدهار) بحجة حماية أمن الملاحة في البحر الاحمر وباب المندب؛ بعد تعرض تجارة حليفته (اسرائيل) لتهديدات جدية.
حماية ازدهار الكيان الصهيوني يتم على حساب ازدهار الدول العربية؛ وعبر الحفاظ على سياسة التجويع ضد الفلسطينيين في قطاع غزة لاطول وقت ممكن.
قلص أوستن طموحاته من شن هجمات على أنصار الله باليمن؛ مكتفيا بتسيير دوريات للتصدي لضربات موجهة لسفن محملة ببضائع إسرائيلية ومحاولات اعتراضها.
هو الموقف الامريكي الاشد نفاقا؛ بعد مقتل 20 الف في غارات إسرائيل ووفاة اعداد لنقص الغذاء والدواء نتيجة الحصار والقيود المفروضة على دخول المساعدات برعاية أمريكية.
* * *
أطلق لويد أوستن وزير الدفاع الامريكي عملية اسماها (حارس الازدهار) بحجة حماية امن الملاحة في البحر الاحمر وباب المندب؛ بعد تعرض تجارة حليفته (اسرائيل) لتهديدات جدية من حكومة صنعاء التي تديرها حركة انصار الله الحوثية في البحر الاحمر؛ التي ربطت بين رفع الحصار وادخال المساعدات الى قطاع غزة وبين استهداف السفن والبضائع المتوجة الى موانئ الكيان المحتل واسواقه.
أوستن قال : إن "التصعيد الأخير في هجمات الحوثيين: والتي وصفها بـ (المتهورة) يهدد التدفق الحر للتجارة، ويعرض البحارة الأبرياء للخطر، وينتهك القانون الدولي" وهو الموقف الامريكي الاشد نفاقا؛ اذ جاء بعد مقتل ما يقارب 20 الف فلسطيني في غارات الاحتلال الاسرائيلي؛ و وفاة اعداد غير معلومة بسبب نقص الغذاء والرعاية الطبية نتيجة الحصار والقيود المفروضة على دخول المساعدات الى القطاع بدعم ورعاية امريكية.
تحرك الولايات المتحدة السريع جاء للدفاع عن سياسة التجويع التي يتبعها الاحتلال ضد قطاع غزة؛ علما بان ادخال المساعدت ووقف القيود التي يضعها الاحتلال على قطاع غزة ووقف استهداف المدنيين والمستشفيات كفيل بخفض التوتر والازمة الناشبة في البحر الاحمر، و الاهم سحب البساط من عناصر التازيم التي تدعي اميركا مسؤوليتها عن تعطيل التجارة العابرة لباب المندب.
واشنطن التي اضطرت لاستخدام الفيتو في مجلس الامن بعد طلب الأمين العام للأمم المتحدة غوتيرش وقف اطلاق النار في قطاع غزة لتقويضه الاستقرار العالمي وتسببه في معاناة المدنيين الابرياء.
وبعد أن وقفت أمريكا معزولة في الجمعية العامة التي اتخذت قرار لوقف الحرب؛ فشلت ميدانيا هذه المرة في حشد دول حوض البحر الاحمر و الدول العربية ودول العالم للاشتراك في العملية البحرية؛ اذ نأت اغلب دول العالم بنفسها عن التحالف الامريكي وامتنعت عن ادانة ما يجري او الانخراط فيه باي شكل من الاشكال.
بل ان شركات صينية اعلنت انها لن توقف شحناتها عبر مضيق باب المندب؛ وانها ستكتفي في وقف التعامل مع إسرائيل؛ ما دفع لويد أوستن الى دعوة الدول لإدانة عمليات الحوثيين في البحر الاحمر وخليج عدن؛ عاكسا قدر كبير من الحرج والفشل السياسي والعسكري الذي عبر عنه البيان المقتضب والمخجل للوزير في البحرين.
أوستن في بيانه الصحفي المقتضب منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء في العاصمة البحرينية لم يكتفي بالتعبير عن الحرج بل ذهب الى ابعد من ذلك بالقول : "إن الدول المشاركة في القوة ستنفذ دوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن بهدف ضمان حرية الملاحة وتعزيز الأمن الإقليمي"، مجسدا بذلك الفشل والاحباط الامريكي الميداني بحشد عشر دول فقط من أصل 43 دولة مشاركة في الاجتماع الافتراضي؛ ومقلصا طموحاته من شن هجمات على جماعة انصار الله الحوثية في اليمن؛ بالاكتفاء بمواصلة تسيير دوريات للتصدي للضربات الموجهة للسفن المحملة بالبضائع الاسرائيلية ومحاولات اعتراضها فقط.
الحشد العسكري للولايات المتحدة و شركائها الاوروبيين حاول بقوة ان ينقل محط الاهتمام بعيد عن الحرب الدموية وغير الاخلاقية التي تدعمها اميركا ضد قطاع غزة والمقاومة فيها الى معركة ثانوية في البحر الاحمر!
وهي معركة جاءت كثمرة للسلوك الامريكي والاسرائيلي الهمجي في قطاع غزة بل والضفة الغربية حيث ينشط جيش الاحتلال والمستوطنيين في تقويض الاستقرار الاقليمي والدولي وهي حقيقة لازالت راسخة لم تغيرها المناورات السياسية والعسكرية الامريكية.
ختاما .. اميركا لايعنيها استقرار المنطقة او ازدهارها بقدر ما يعنيها توريط دول الإقليم في صراعات إقليمية سياسية وعسكرية لعلها تزيح العبء عن حليفتها (إسرائيل) نتيجة سياساتها الفاشية والاجرامية في فلسطين المحتلة؛ التي أفضت الى انفجار الاوضاع في الاقليم.
فحماية ازدهار الكيان الصهيوني يتم على حساب ازدهار الدول العربية؛ وعبر الحفاظ على سياسة التجويع ضد الفلسطينيين في قطاع غزة لاطول وقت ممكن.
* حازم عياد كاتب صحفي من الأردن
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أمريكا اليمن إسرائيل فلسطين تجويع الفاشية الكيان الصهيوني حارس الازدهار البحر الاحمر باب المندب أنصار الله فی البحر الاحمر البحر الاحمر فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: إخراج سكان قطاع غزة من أرضهم تطهير عرقي
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أن إخراج سكان قطاع غزة من أرضهم يعتبر تطهير عرقي.
أوضح الأمين العام للأمم المتحدة في تصريحات لفضائية "العربية" اليوم الجمعة أن خروج الفلسطينيين من أرضهم سيجعل حل الدولتين مستحيلا.
وأشار جوتيريش إلى أنه من الصعب الآن تحديد مدة وتكلفة إعادة إعمار قطاع غزة.
وفي نفس السياق، لفت إلى ضرورة ربط قطاع غزة والضفة الغربية بالسلطة الفلسطينية، وأن يكون لها دورا في القطاع.
ونوه الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنه يجب أن يستمر وقف النار في غزة، ومن المهم جدا إعادة فتح معبر رفح.
وفي سياق آخر، أكد جوتيريش، أن تعطيل الملاحة في البحر الأحمر تسبب بعدة مشاكل لمصر.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة تحاول الإبقاء على المساعدات الإنسانية المقدمة لليمن، مطالبا الحوثيين باحترام العاملين في المنظمات الدولية باليمن.
وجرت خلال العام الماضي اعتراضات من جانب ميليشيات الحوثيين في اليمن للسفن المارة في البحر الأحمر، عن طريق قصفها بالطائرات المسيرة والصواريخ ما تسبب في خسائر كبيرة لقناة السويس.
وتزعم ميليشيات الحوثي أنها تعترض السفن الأمريكية والإسرائيلية المارة من البحر الأحمر، في محاولة لدعم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ضد العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023 واستمر حتى التاسع عشر من يناير الجاري.
وفي سياق آخر، قال جوتيريش إنه متفائل جدا بقدرة لبنان على استعادة مؤسساته، مطالبا إسرائيل باحترام القانون الدولي.