سلط الزميل غير المقيم بالمركز العربي في واشنطن، جريجوري أفتاندليان، الضوء على الموقف الأمريكي من العدوان الإسرائيل على قطاع غزة، مشيرا إلى أن أي خطاب عقلاني في الولايات المتحدة حول الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية أصبح عرضة لتحديات سياسية على نحو متزايد، إذ يهاجم أنصار إسرائيل والأعضاء الجمهوريون في الكونجرس أي اقتراح بضرورة وقف إطلاق النار لحماية المدنيين الفلسطينيين ومنع الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية من التدهور أكثر.

وذكر أفتاندليان، في تحليل نشره بموقع المركز وترجمه "الخليج الجديد"، أن حالة التأييد لإسرائيل بلغت حد الهجوم على إدارة بايدن، التي لا شك في حسن نواياها المؤيدة لإسرائيل، ودعمها الكامل للدولة العبرية، وذلك بعدما تحدث عدد صغير من الديمقراطيين بالكونجرس علنًا عن الحاجة إلى محاسبة إسرائيل على استخدامها للأسلحة الأمريكية في غزة.

واعتبر أفتاندليان أن المزيد من الديمقراطيين في الكونجرس عليهم أن يفعلوا ذلك لإنقاذ إدارة بايدن من "انغماسها السلبي"، حسب وصفه، مؤكدا أنه "ما لم تكثف إدارة بايدن الضغط على إسرائيل لوقف عمليات القتل العشوائي وتحقيق وقف إنساني حقيقي لإطلاق النار لمساعدة المدنيين الفلسطينيين المنكوبين، فإن مكانة أمريكا في الشرق الأوسط الأوسع ستستمر في التدهور، ما يضر بالمصالح الأمريكية".

وأضاف أنه إذا أصر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على معارضته لوقف إطلاق النار، فمن المرجح أن تكون فرص إعادة انتخابه ضعيفة، حيث لا يزال جزء مهم من قاعدته السياسية غاضبًا من موقفه إزاء حرب غزة.

وأشار أفتاندليان إلى أن بايدن لم يتراجع سوى نصف خطوة إلى الوراء، ففي أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ألقى بايدن خطاباً عاطفياً من البيت الأبيض تعاطفاً مع الجمهور الإسرائيلي، وفي 18 أكتوبر/تشرين الأول سافر إلى إسرائيل للقاء أقارب قتلى العملية والاجتماع بحكومة الحرب الإسرائيلية.

وكان واضحا من تعليقات بايدن وأفعاله أنه كان يعطي إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة الحرب لهزيمة حماس، ويعكس موقفه مشاعره المؤيدة للصهيونية بشكل لا لبس فيه.

غير أن المشكلة بالنسبة لبايدن، هي أن إسرائيل أخذت ما وصفه بـ "حقها في الدفاع عن النفس" إلى درجة متطرفة، إذ أسفرت حملة القصف التي شنتها عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، حوالي 70% منهم من النساء والأطفال، واستخدمت إسرائيل "القنابل الغبية" غير الموجهة في 45% من هجماتها الجوية، وهي قنابل تستخدم لإحداث أقصى قدر من الدمار في منطقة واسعة.

مشاعر ملتهبة

وأعادت صور المدنيين الفلسطينيين القتلى من حملة القصف والطوابير الطويلة من الفلسطينيين الفارين إلى الجزء الجنوبي من القطاع بصور نكبة عام 1948 عندما قُتل مئات الآلاف من الفلسطينيين وطرد مثلهم من منازلهم. وألهبت مثل هذه الصور المشاعر الفلسطينية والعربية والإسلامية على نطاق أوسع.

وكان المسؤولون والدبلوماسيون الأمريكيون المتمركزون في المنطقة هم الطرف المتلقي لهذا الغضب وأبلغوا واشنطن عن تزايد العداء لأمريكا. وحتى الدول العربية ذات العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة، مثل مصر والأردن، كانت صريحة في انتقادها لارتباط واشنطن الوثيق بالعدوان العسكري الإسرائيلي في غزة.

وتلقى وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، الكثير من هذه الانتقادات خلال رحلاته العديدة إلى المنطقة، ما دفعه إلى القول، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن "عددا كبيرا جدا من الفلسطينيين قتلوا".

كما سعى بايدن، بعد ضغوط متزايدة، إلى النأي بنفسه إلى حد ما عن الهجمات الإسرائيلية في غزة، وقال لمجموعة من الصحفيين في 25 أكتوبر/تشرين الأول إن "على إسرائيل أن تفعل كل ما في وسعها لحماية المدنيين الأبرياء".

 وفي 12 ديسمبر/كانون الأول، ذكر بايدن لمجموعة من المانحين لحملته الانتخابية المقبلة أن "القصف العشوائي الذي يحدث" في غزة يكلف إسرائيل تراجع الدعم في جميع أنحاء العالم.

اقرأ أيضاً

إنترسبت: الإبادة الإسرائيلية لمدنيين غزة لن تهزم حماس.. وبايدن أجرم ويجب محاسبته 

ولكن، رغم أن إدارة بايدن نجحت في الضغط من أجل "وقف مؤقت" للحرب من أجل توصيل المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة وإطلاق سراح بعض الأسرى، إلا أنها رفضت حتى الآن الدعوة رسميًا إلى وقف إطلاق النار.

واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنع مثل هذه الدعوة، وكانت من بين 10 دول فقط من أصل 193 دولة صوتت ضد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يطالب بنفس الشيء.

وفيما يتعلق بالحد من الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين، ادعى المسؤولون الأمريكيون أن لدى إسرائيل "النية" لحماية المدنيين الفلسطينيين، لكنهم ما زالوا ينتظرون رؤية النتائج، ما وصفه أفتاندليان بأنه "غير مقنع".

ورغم أن المسؤولين الأمريكيين يصرون أيضاً على أنهم كانوا أكثر صرامة مع المسؤولين الإسرائيليين سراً فيما يتعلق بالخسائر في صفوف المدنيين، فإن رسالتهم العلنية تستمر في إظهار موقف دفاعي ومتضامن مع إسرائيل فيما يتعلق بمواصلة الحرب.

وفي 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، قلل مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، من أهمية الخلافات مع إسرائيل خلال زيارته لتل أبيب، قائلا: "أنا هنا اليوم نيابة عن الرئيس بايدن للتأكيد على التزامنا المستمر بدعم إسرائيل في حربها ضد حماس".

وأضاف: "نحن لسنا هنا لنقول لأي شخص أنه يجب عليك القيام بـ X، يجب عليك القيام بـ Y. نحن هنا لنقول أن هذا هو منظورنا كشريك لك، وصديقك".

اقرأ أيضاً

منظمات إنسانية دولية تدعو بايدن لتغيير سياسته تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة

وفي حين كان سوليفان يلمح على الأرجح إلى أنه حث المسؤولين الإسرائيليين سراً على ضبط النفس، فإن رسالته العلنية نقلت عدم رغبة الولايات المتحدة في محاولة وقف الحرب رغم العدد الصادم من الضحايا المدنيين.

وفي مؤشر على هذا الدعم العسكري المستمر، حتى في غياب مشروع قانون من شأنه أن يمنح إسرائيل تمويلًا إضافيًا كبيرًا، أبلغت إدارة بايدن الكونجرس، في أوائل ديسمبر/كانون الأول، بأنها ستمضي قدمًا في بيع ذخائر الدبابات لت أبيب بقيمة 106.5 مليون دولار.

غضب جمهوري

ويلفت أفتاندليان إلى أن النصيحة الأميركية بشأن خطر تزايد الخسائر في صفوف المدنيين كانت سبباً في إثارة غضب بعض الجمهوريين البارزين، ومنهم ليندسي جراهام، الذي غضب من تصريح وزير الدفاع، لويد أوستن، أمام جمهور في كاليفورنيا، بأن القصف العشوائي من شأنه أن يدفع المدنيين الفلسطينيين إلى التطرف.

وأضاف أوستن: "إذا دفعتهم إلى أحضان العدو، فإنك تستبدل النصر التكتيكي بهزيمة استراتيجية... لقد أوضحت مراراً وتكراراً لقادة إسرائيل إن حماية المدنيين الفلسطينيين في غزة هي مسؤولية أخلاقية وضرورة استراتيجية على حد سواء".

وقال جراهام، إنه فقد كل الثقة في أوستن بعد تصريحاته، واصفا إياه بـ "الساذج"، وناشده التوقف عن انتقاد إسرائيل وإخبارها بـ "أشياء من المستحيل تحقيقها".

كما دعا السيناتور الجمهوري، ماركو روبيو، حكومة الولايات المتحدة إلى التحقيق مع أكثر من 500 موظف فيدرالي بتهمة "العصيان" لأنهم دعوا إلى وقف إطلاق النار في رسالة مفتوحة إلى إدارة بايدن.

وقال روبيو إن وقف إطلاق النار لا يفيد سوى حماس، ودعا إلى إجراء تحقيق كامل ونشر أسماء أولئك الذين وقعوا على الرسالة الموجهة إلى بايدن.

ولطالما كان روبيو، مثل معظم زملائه الجمهوريين وكذلك عدد كبير من الديمقراطيين في الكونجرس، مؤيدًا منذ فترة طويلة للوبي المؤيد لإسرائيل، الذي تمثله لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (آيباك).

ورغم أنه من غير الواضح ما إذا كان لآيباك يد في دعوة روبيو لإجراء تحقيق مع الموظفين الفيدراليين المعارضين، إلا أن اللوبي الإسرائيلي غالبًا ما يجعل "الدعم الكامل للدولة العبرية" بمثابة اختبار حاسم، وتؤدي أي مراوغة من قبل عضو في الكونجرس، يشكك في تكتيكات إسرائيل، إلى انتقاده ودعم منافسه في السباق الانتخابي في كثير من الأحيان.

اقرأ أيضاً

مشروعون ديمقراطيون يحثون بايدن على دفع إسرائيل لتغيير مسار حربها في غزة 

وهنا يشير أفتاندليان إلى أن هذا هو أحد الأسباب التي دفعت جميع المتنافسين الجمهوريين في انتخابات الرئاسة لعام 2024 إلى التعبير عن "دعم لا يشوبه انتقاد" لإسرائيل وإدانة الملاحظات التحذيرية التي أصدرتها إدارة بايدن بشأن الحاجة إلى الحد من الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين.

فبالنسبة للعديد من أصحاب المناصب أو المرشحين الجمهوريين، فإن مقتل الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء، بما في ذلك النساء والأطفال، يبدو مسألة غير ذات أهمية.

وعلى الصعيد الديمقراطي، توضح استطلاعات الرأي المختلفة، التي أجرتها منظمات حسنة السمعة بحسب توصيف أفتاندليان، أن العديد من الناخبين الديمقراطيين مستاؤون من إدارة بايدن بشأن حرب غزة.

وأظهر استطلاع أجرته وكالة أسوشيتد برس ومركز NORC لأبحاث الشؤون العامة في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أنه في حين أن 50% من الديمقراطيين يؤيدون موقف بايدن، فإن نفس النسبة تقريبًا 46% لا توافق على ذلك.

الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لحملة إعادة انتخاب بايدن، بحسب أفتاندليان، هو أن ما يقرب من ثلثي الديمقراطيين الشباب (الذين تقل أعمارهم عن 45 عامًا) و58% من الديمقراطيين غير البيض لا يوافقون على موقف الرئيس الأمريكي من حرب غزة، وتشكل هذه المجموعات جزءاً مهماً من قاعدة بايدن السياسية التي حملته إلى الفوز في عام 2020.

وفي ولاية ميشيغان، التي فاز بها بايدن في انتخابات الرئاسة بفارق ضئيل عام 2020، أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة CNN مؤخرًا أن الرئيس السابق، دونالد ترامب، يتقدم حاليًا على بايدن بـ 10 نقاط.

ورغم أن هذه الأرقام قد تكون أكثر دلالة على مخاوف الجمهور بشأن القضايا الداخلية، وأن الاستطلاع لا يقسم الأرقام حسب المجموعة العرقية، إلا أن الأمريكيين العرب يمثلون كتلة تصويتية كبيرة في ميشيغان، والعديد منهم غاضبون من بايدن، الذي دعموه في عام 2020، وهذا لا يعني أنهم سيوجهون دعمهم لترامب، حيث يتذكر كثيرون كلماته وأفعاله ضد المهاجرين المسلمين، وهو ما ضاعفه مؤخرا بقوله إن المهاجرين "يسممون دماء بلادنا".

ولذا يرجح أفتاندليان اتجاه العديد من الأمريكيين المسلمين والعرب إلى عدم التصويت في انتخابات الرئاسة المقبلة، كان السباق بين بايدن وترامب.

سياسات بايدن

ويوصف أفتاندليان بدعم انتقاد بايدن لعشوائية الهجمات الإسرائيلية على المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة بتغييرات سياسية أكثر واقعية وصرامة باعتباره زعيم الدولة الوحيدة التي تتمتع بأي نفوذ حقيقي مع إسرائيل، وذلك عبر ممارسة نفوذه على المسؤولين الإسرائيليين وعدم قبول تأكيداتهم الظاهرية بأنهم يبذلون قصارى جهدهم لحماية المدنيين في غزة.

كما يوصي الزميل غير المقيم بالمركز العربي في واشنطن بأن يوقف بايدن المساعدات العسكرية الإضافية حتى ينتهي قتل المدنيين الفلسطينيين وتسمح إسرائيل بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية الكافية إلى قطاع غزة، حيث وصلت المعاناة بين المدنيين المعوزين هناك إلى مستويات مثيرة للقلق.

واعتبر أفتاندليان أنه غير المقبول أخلاقياً أن تمتنع الولايات المتحدة عن بذل كل ما في وسعها لوقف مقتل الآلاف من الأبرياء، خاصة أن إسرائيل تشن حملتها العسكرية إلى حد كبير باستخدام الأسلحة التي تزودها بها الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن هكذا موقف "قد يبدأ في تحسين الصورة الممزقة للولايات المتحدة في العالم العربي الأوسع. وتحسين مكانة بايدن السياسية في الداخل ووضع نفسه كزعيم ينهي الصراع المميت في الشرق الأوسط"، وهو ما سيكون موضع ترحيب بشكل خاص من الديمقراطيين الشباب والتقدميين الذين يحتاج بايدن إلى دعمهم لإعادة انتخابه.

اقرأ أيضاً

بيان قوي.. رسالة من مجلس الشيوخ لبايدن لوضع حد لحرب غزة وتقييد الأسلحة لإسرائيل

المصدر | جريجوري أفتاندليان/المركز العربي بواشنطن - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة جو بايدن الديمقراطيين الجمهوريين آيباك غزة إسرائيل المدنیین الفلسطینیین الولایات المتحدة فی صفوف المدنیین لحمایة المدنیین من الدیمقراطیین وقف إطلاق النار من الفلسطینیین فی الکونجرس إدارة بایدن اقرأ أیضا حرب غزة فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تُفسر سبب تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين

قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، إرجاء تنفيذ قرار الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المُقرر إخلاء سبيلهم اليوم في إطار صفقة تبادل الأسرى. 

اقرأ أيضًا.. صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى

وذكرت مصادر محلية إسرائيلية أن القيادة السياسية قررت تجميد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وذلك بسب مشاهد عملية إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في خان يونس.

وفي هذا السياق، نقلت شبكة القاهرة الإخبارية عن مسئول إسرائيلي تأكيده على أن تأخير الإفراج عن الأسرى يأتي رداً على ما حدث في غزة، وستبقى حافلات الأسرى الفلسطينيين لوقت إضافي أمام سجن عوفر.

وفي هذا السياق، عبّرت دولة الاحتلال الإسرائيلي عن مشاعر الاستياء تجاه مشاهد تسليم الأسيرين أربيل يهود وجادي موزيس إلى الصليب الأحمر قبل قليل. 

  يأتي قيام حماس بتسليم يهود وموزيس مع 5 عُمال تايلانديين إلى الصليب الأحمر تمهيدًا إلى عودتهم إلى إسرائيل من جديد، وذلك بُناءً على اتفاقية وقف الحرب. 

 وبحسب تقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية فإن الدولة العبرية أرسلت رسالة غاضبة للوُسطاء بينها وبين حماس بشأن طريقة تسليم الأسيرين. 

 ونقل التقرير بيانًا لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتننياهو، قال فيه :"أدين بقوة المشاهد العنيفة التي واكبت الإفراج عن أسرانا".

 وأضاف البيان: "هذا دليل آخر على وحشية حركة حماس (الإرهابية)، أنا أطلب من الوُسطاء التأكد من عدم تكرار هذه المشاهد، وأرغب في ضمانات تكفل سلامة مُحتجزينا".

 ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحًا للنائب اليميني والوزير السابق إيتمار بن غفير، قال فيه: "مشاهد الفوضى في غزة تُمثل فشلاً للاتفاق مع حركة حماس". 

 ولم يسير مشهد تسليم الأسيرين اليوم بدرجة التنظيم التي واكبت مراسم التسليم السابقة، وسادت الفوضى المشهد، وكان عسيرًا رؤية الأسرى أثناء تسليمهم للصليب الأحمر. 

 تعتبر صفقات تبادل الأسرى بين فلسطين وإسرائيل جزءًا أساسيًا من الصراع المستمر بين الطرفين، حيث تسعى الفصائل الفلسطينية، خصوصًا حماس، إلى استخدام هذه الصفقات كوسيلة لتحرير الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. في المقابل، تحاول إسرائيل استعادة جنودها المحتجزين أو جثامينهم بأقل التنازلات الممكنة. تعود أولى عمليات التبادل إلى سبعينيات القرن الماضي، لكنها اكتسبت زخمًا كبيرًا مع صفقات مثل "وفاء الأحرار" عام 2011، التي تم بموجبها إطلاق سراح 1027 أسيرًا فلسطينيًا مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. رغم نجاح بعض الصفقات، تظل المفاوضات معقدة بسبب المطالب المتبادلة والضغوط الداخلية على الطرفين. وتلعب وساطات إقليمية، خاصة من مصر وقطر، دورًا رئيسيًا في تسهيل هذه الصفقات، التي تعد وسيلة سياسية وإنسانية مهمة، لكنها تظل مرهونة بالظروف الأمنية والتطورات السياسية في المنطق.

 

مقالات مشابهة

  • هذه هي الرسائل التي بعثت بها الولايات المتحدة لنتنياهو بشأن مراحل اتفاق غزة
  • فعالية في حلب إحياءً للذكرى الثانية عشر لمجزرة نهر قويق التي ارتكبها النظام البائد
  • ‏"يديعوت أحرونوت": تعليمات إسرائيلية بتعطيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين بعد المشاهد التي جرت خلال تسليم الأسيرين الإسرائيليين في خان يونس
  • إسرائيل تُفسر سبب تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين
  • ماذا تعرف عن قاعدة غوانتانامو التي ستستضيف المهاجرين؟
  • الأمم المتحدة: الذخائر المتفجرة تهدد حياة المدنيين في غزة والضفة
  • عَملٌ مسرحي على خشبة ثقافي طرطوس يُحاكي اللحظات التي رافقت التحرير
  • رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني في حوار لـ«البوابة نيوز»: القيادة المصرية الحكيمة مارست كل الضغوط على إسرائيل لإيقاف العدوان.. موقف ترامب لن يختلف استراتيجيًا وواقعيًا عن بايدن.. نأمل وضع حد للعدوان
  • البيت الأبيض: فريق بايدن أنفق ميزانية الولايات المتحدة مثل البحارة المخمورين
  • السياحة تتراجع في إب بعد تحولها إلى مستنقع للجريمة