لماذا تصاعد التوتر مؤخرا بين الجيش السوداني والإمارات؟
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
يتصاعد التوتر بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وبين الإمارات العربية المتحدة، التي يتهمها بدعم خصمه الفريق محمد حمدان دقلو الذي يحاربه منذ 8 أشهر، مع طرد دبلوماسيين واتهامات موجهة لأبو ظبي بأنها "دولة مافيا".
بدأ التصعيد بتصريحات نارية للفريق ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، اتهم فيها الإمارات بأنها "دولة مافيا" سلكت "طريق الشر" بدعمها قوات الدعم السريع التي يقودها الفريق دقلو.
وفي خطاب حماسي أمام جنوده في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اتهم الفريق ياسر الإمارات -أيضا- بأنها ترسل منذ اندلاع الحرب أسلحة إلى قوات الدعم السريع عبر أوغندا وأفريقيا الوسطى "بمساعدة فاغنر"، مجموعة المرتزقة الروس التي كانت في وقت من الأوقات تنتشر بقوة في بانغي.
وأضاف "بعدما ضعفت فاغنر، صارت طائراتهم تمر من تشاد. ومنذ أسبوع تهبط تلك الطائرات في مطار نجامينا"، مشيرا بأصابع الاتهام -كذلك- إلى المشير خليفة حفتر الرجل القوي في شرق ليبيا.
منذ اندلاع الحرب، تحدثت تقارير عديدة وخبراء عن مثل هذه القنوات. ولم تردّ السلطات الإماراتية على طلب وكالة الصحافة الفرنسية التعليق على هذه الاتهامات.
في أغسطس/آب المنصرم، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مسؤولين أوغنديين قولهم، إنهم عثروا على أسلحة في طائرة شحن كان يُفترض أن تنقل مساعدات إنسانية إماراتية إلى لاجئين سودانيين في تشاد.
نقطة تحوليقول جلال حرشاوي الخبير في مركز أبحاث (رويال يونايتد سرفيسز إنستيتيوت فور ديفنس آند سكيوريتي ستاديز)، "حتى وقت قريب، كان الفريق أول البرهان حذِرا ودبلوماسيا، وتجنب أي مواجهة كلامية مباشرة مع فاعلين رئيسين؛ مثل: حفتر وروسيا وأبو ظبي".
لكن تصريحات الفريق ياسر العطا كانت نقطة تحول.
يؤكد أليكس دي فال أحد أكبر الخبراء المتخصصين في الشأن السوداني، أن رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كان يدعم الفريق دقلو؛ لأنه "أرسل له جنودا من قواته للمشاركة في الحرب الإماراتية السعودية في اليمن".
ويتابع "كما أن دقلو يستفيد من تجارة الذهب التي تفيد كذلك الإمارات". وأتاحت هذه التجارة، حسب واشنطن، تمويل جزء من عمليات فاغنر.
"شبكات طي الكتمان"أما المحلل أندرياس كريغ فيقول، إن "تاريخ الإمارات والسودان هو تاريخ شبكات نسجتها أبو ظبي لتحقيق أهداف إستراتيجية، ولكنها احتفظت بتلك الشبكات طي الكتمان، وحرصت على أن تكون قادرة على نفي" أي صلات بها.
لذلك، كما يوضح جلال لوكالة الصحافة الفرنسية، ظلت الاتهامات القليلة التي وُجهت للإمارات بالتدخل في السودان "فاترة" على الرغم من "الدعم الكبير من شرق ليبيا ومن روسيا والإمارات" لقوات الدعم السريع.
في أغسطس/آب المنصرم، نفت الإمارات بحزم المعلومات التي نشرتها وول ستريت جورنال. غير أن متظاهرين سودانيين عادوا وهاجموا الإمارات في نوفمبر/تشرين الثاني الفائت.
في أعقاب ذلك، طردت الإمارات دبلوماسيين سودانيين، حسب وزير الخارجية السوداني علي صدّيق الموالي للجيش.
وقال علي صدّيق في تصريحات للتلفزيون الرسمي السوداني، "لم نطلب توضيحات من الإمارات على الرغم من توافر معلومات لدينا حول تورطهم في الحرب". وتابع "لكنهم بادروا بطرد دبلوماسيينا فاضطررنا للرد".
طريق مسدودفي 10 ديسمبر/كانون الأول الماضي، طلبت وزارة الخارجية السودانية من 15 دبلوماسيا إماراتيا مغادرة البلاد خلال "48 ساعة"، بعدما عدّتهم أشخاصا غير مرغوب فيهم.
وأوضح وزير الخارجية أن تصريحات الفريق ياسر العطا جاءت بسبب وصول الأمور مع الإمارات إلى الطريق المسدود.
ويعتقد جلال حرشاوي أن سلوك الجيش السوداني هو "تصرف يائس" من قوة "تضيق الخيارات أمامها"، خاصة على الصعيد العسكري أمام قوات الدعم السريع التي تسيطر على الخرطوم وغالبية إقليم دارفور، إضافة الى مناطق أخرى يتمدد نفوذها فيها تدريجا.
ويرى أن الجيش يسعى إلى "الحصول على إدانات لإمدادات السلاح الإماراتية غير الشرعية لقوات الدعم السريع".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
أمريكا تعتزم فرض عقوبات على البرهان وقائد الجيش السوداني يرد
متابعات – تاق برس- نقلت وكالة رويترز، اليوم الخميس، عن 3 مصادر وصفتها بـ”المطلعة” أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتزم فرض عقوبات مالية على رئيس مجلس السيادة الإنتقالي قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.
وأشارت المصادر إلى أن العقوبات تهدف لإظهار استهداف الولايات المتحدة لطرفي الصراع بالمثل، ودفعهم باتجاه العودة إلى “مسار حكم بقيادة مدنية”.
وكانت واشنطن -في وقت سابق من هذا الشهر- قد اتخذت إجراءات عقابية ضد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
ونقلت رويترز أن الجيش السوداني لم يرد على طلبها للتعقيب على ما أشارت إليه مصادرها، كما لم يرد متحدثون باسم وزارتي الخارجية والخزانة الأميركيتين على طلبات للحصول على تعليق حول هذه المسألة.
ويأتي هذا الخبر بعد ساعات من وصول رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم الخميس، لمدينة ود مدني بعد سيطرة الجيش السوداني على المدينة التي خضعت لسيطرة الدعم السريع على مدى عام كامل.
وللمفارقة، فإن رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني كان قد أشار -في كلمة بثتها قناة الجزيرة- إلى العقوبات التي تسعى جهات دولية لفرضها على قادة الجيش، وقال وهو محاط بمجموعة من الجنود المتواجدين في ود مدني “أي عقوبات تفرض علينا مقابل خدمة البلد فنحن نرحب بها”.
وأضاف ” القانون والدولة هي المسؤولة عن حماية الناس، ومحاسبتهم أيضا”.
وأفاد البرهان بأنه “واثق من انتصار الجيش في معركته التي يخوضها ضد قوات الدعم السريع”، في إشارة للمعارك الدائرة في مناطق مختلفة في السودان.
وأضاف البرهان أنه وجّه والي ولاية الجزيرة بالإسراع في استعادة الخدمات بمدينة ود مدني.
وطالب البرهان مواطني ولاية الجزيرة بالتعايش السلمي وعدم السماح بانتشار الفتنة في أواسطهم، وقال إن “السودان سيسع الجميع”.
امريكاعقوبات على البرهانقائد الجيش السوداني