كييف.. أولى محطات وزير الخارجية البولندي الجديد
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
وصل وزير الخارجية البولندي الجديد رادوسلاف سيكورسكي، الجمعة، إلى كييف في أول زيارة له إلى الخارج منذ تعيينه، حسبما أفاد مسؤولون بولنديون وأوكرانيون.
وتعدّ بولندا أحد أبرز حلفاء كييف في مواجهة الغزو الروسي، لكنّ العلاقات بين البلدين الجارين شهدت توترات شديدة في الأشهر الأخيرة، بسبب عدد من النزاعات التجارية.
ونشر سيكورسكي في الصباح صورة "سيلفي" التقطها في ساحة ميخائيليفسكا وسط العاصمة الأوكرانية. وكتب على منصة "إكس"، "أول زيارة للخارج. أنا هناك بالفعل".
وأكد مسؤول أوكراني كبير أنّ الوزير وصل إلى العاصمة الأوكرانية كييف، صباح الجمعة.
#UPDATE Poland's newly appointed foreign minister, Radoslaw Sikorski, who has spoken out in support of Ukraine, has arrived in Kyiv on his first visit abroad, Ukrainian sources told AFP on Friday
➡️ https://t.co/xDECQ9YxDB pic.twitter.com/JO4CiV5PH8
وذكرت وسائل إعلام بولندية أنّ تفاصيل الزيارة بقيت طيّ الكتمان، لأسباب أمنية.
من جهته، قال وزير الزراعة البولندي تشيسلاف سيكيرسكي، لوكالة الأنباء البولندية إنّ سيكورسكي يزور أوكرانيا لمحاولة "إيجاد حلّ لمشكلة التدفّق المفرط للمنتجات الزراعية (الأوكرانية) إلى الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً إلى بولندا".
كما تواجه علاقات البلدين قضية شائكة أخرى تتعلّق بإغلاق سائقي الشاحنات البولنديين للحدود الأوكرانية، منذ بداية نوفمبر (تشرين الثاني)، ممّا تسبّب بطوابير طويلة.
⚡ Official: 3,900 trucks waiting in line at Polish border to enter Ukraine.
Amid the ongoing blockade and protest by Polish truckers, 3,900 trucks are waiting in line to enter Ukraine from Poland, Border Guard Service spokesman Andrii Demchenko said on Dec. 22.
وكان وزير البنى التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف، زار، الأربعاء، وارسو في مسعى لحلّ هذه المشكلة، ومن المنتظر أن يصل الجمعة مسؤول بولندي إلى وزارة البنى التحتية في كييف لإجراء جولة مفاوضات جديدة.
وتعهّد رئيس الحكومة البولندية دونالد توسك، الذي تولّى منصبه منتصف ديسمبر (كانون الأول) إيجاد حلّ مع شركات النقل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أوكرانيا بولندا
إقرأ أيضاً:
البوصلة البولندية لفهم ما يجري في أوروبا
في كل قارة هناك دولة أو بضعة دول تكون هي المفتاح لفهم التحولات السياسية والعسكرية التي يجري فيها. وبولندا كانت دوما هي البوصلة التي تحدد مستقبل أوروبا، فهي دولة مركزية كبيرة تقع في شرق أوروبا انضمت للاتحاد الأوروبي، وهي جسر جغرافي وسياسي وثقافي بين أوروبا الغربية من جهة وبين روسيا وأوروبا الشرقية من جهة أخرى. وتشير علاقات وارسو الحالية مع كل من أوكرانيا والاتحاد الأوروبي وروسيا إلى أن ما يدور فيها يساعد بشكل كبير في فهم التحولات المصيرية التي تموج بها القارة الأوروبية.
فبداية، بولندا هي العنوان الكبير في الحروب العالمية التي دارت رحاها بشكل رئيس بين الأوروبيين. فهي الدولة التي لم تكن لتقوم وتحصل على استقلالها لولا انهيار ثلاث إمبراطوريات في الحرب العالمية الأولى، وهو الإمبراطورية النمساوية المجرية، والقيصرية الألمانية، والإمبراطورية الروسية، إذ كانت الأراضي البولندية مقسمة بين أراضي كل هذه الإمبراطوريات. أما في الحرب العالمية الثانية فكانت شرارة البدء من بولندا عندما غزتها ألمانيا بقيادة أدولف هتلر.
وبولندا الحالية تتحسس مسدسها مما يجري في أوكرانيا، وقد أعلنت استهداف تدريب مائة ألف متطوع في الجيش سنويا لتعزيز الاحتياطات العسكرية. ولا تخفي وارسو خشيتها من أن تكون الثانية على قائمة الغزو الروسي على غرار أوكرانيا، إذ طالب الرئيس البولندي أندريه دودا الولايات المتحدة الأمريكية بنشر أسلحة نووية في أراضي بلاده، كوسيلة للردع ضد ما عبر عنه صراحة بأنه عدوان روسي مستقبلي.
هذا الأمر يعني أكثر مما يوصف بأنه عسكرة لأوروبا، أي العودة إلى أساليب التسليح التقليدي لمواجهة المخاطر العسكرية المحتملة في هذه القارة التي لطالما تغنت بالتعلم من دروس حروب الماضي. والحالة البولندية تظهر أن الطموح الروسي ماض في طريقه أوروبيا كما شرحنا في عدة مقالات خلال السنوات الماضية.
ومن ناحية أخرى، فإن ما يجري في بولندا يشي بأن مشاريع الاندماج بين أوروبا الشرقية والمنظومة الغربية ممثلة سياسيا في الاتحاد الأوروبي وعسكريا في حلف شمال الأطلسي الناتو هي مشاريع لم تؤت الثمار المرجوة منها. وذلك لأن عضوية بولندا للناتو لم تعد مقنعة لوارسو في قدرتها على الحماية من غزو روسي، بدليل هذه الزيادة الرهيبة التي تستهدفها في جنود الاحتياط في الجيش، وبدليل آخر متعلق بطلب نشر هذه الأسلحة النووية.
أما على صعيد الاتحاد الأوروبي فيكفي أن نعرف أن أحد الأسباب الرئيسة لتصويت البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي هو العمالة البولندية التي اعتبرها البريطانيون منافسة لهم في سوق العمل، والأدهى من ذلك اعتبروها مهددة لثقافتهم المحلية بعد الانتشار الكبير للبولنديين في البلاد لدرجة أصبحت فيها اللغة البولندية هي اللغة الثانية في بريطانيا بعد الإنجليزية. بعبارة أخرى، لم تطق واحدة من أكبر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عضوية بولندا بعد الاندماج وتركت لها الاتحاد برمته.
إذا عرفنا كيف تنظر روسيا لبولندا تكتمل لنا دائرة الفهم، فموسكو ترى في بولندا ليس فقط قطعة سابقة من أراضيها قبل الحرب العالمية الأولى ولكن رأس حربة للمشروع السوفييتي سابقا في قلب أوروبا، فحلف وارسو كان المعادل الأمني للمعسكر الشرقي في مواجهة حلف شمال الأطلسي الناتو. وحين ترى روسيا أن هذا الحليف التاريخي لا يُستخدم فقط لدعم أوكرانيا في مواجهتها، ولكن يستخدم في بناء قواعد أمريكية كتلك التي أعلنت الولايات المتحدة عن إقامتها في مدينة بوزنان شرق البلاد قبل عامين، فإنها بالتأكيد تنظر لما يجري بشكل عدائي.
x.com/HanyBeshr