ميلة: توقيف 3 أشخاص وحجز 1492 وحدة من المؤثرات العقلية
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
تمكنت فرقة مكافحة الإتجار غير المشروع بالمخدرات، في ميلة، من حجز 1492 وحدة من المؤثرات العقلية، أغلبها ذات منشأ أجنبي.
كما تم توقيف ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 26 و 35 سنة.
العملية قام بها عناصر فرقة مكافحة الإتجار غير المشروع بالمخدرات بشلغوم العيد، بعد التنسيق مع النيابة المختصة.
خلال العملية تم حجز أسلحة بيضاء محظورة، قطعة مخدرات، بالإضافة إلى قارورة غاز مسيل للدموع.
وبعد استكمال الإجراءات القانونية تم تقديم المشتبه فيهم أمام النيابة المختصة.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
"العقلية الامبريالية" تقود ترامب نحو نظام عالمي جديد
قال يائير روزنبرغ، كاتب صحافي مختص بالشؤون السياسية، إن نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السياسة الخارجية غيّر المشهد العالمي بشكل كبير، وحوّل الدبلوماسية التقليدية إلى نموذج يركز على النفوذ الشخصي وقوة الصفقات.
السياسة الخارجية لترامب تمثل تحولاً جوهرياً وليس اضطراباً مؤقتاً
ورأى الكاتب في مقال بموقع مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية أن عودة ترامب إلى منصبه لا تمثل استمراراً لسياساته السابقة فحسب، بل ترسيخاً لنظام عالمي جديد على صورته الشخصية. من الدبلوماسية التقليدية إلى النزعة الشخصية واستهل روزنبرغ مقاله بمقارنة لحظتين رئيسيتين توضحان تحول السياسة الخارجية الأمريكية.
في عام 2016، خلال مناظرة في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، انتقد السيناتور ماركو روبيو وجهة نظر ترامب التبسيطية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، محذراً من أن المفاوضات في المنطقة ليست مجرد "صفقة عقارية".
ومع ذلك، رفض ترامب مخاوف روبيو. وبعد عقد من الزمان، جلس ترامب، الذي عاد إلى الرئاسة مرة أخرى، إلى جانب الملك عبدالله الثاني عاهل الأردن، وكرر رؤيته للولايات المتحدة للسيطرة على غزة، واقترح إعادة بنائها كمركز اقتصادي مزدهر. ومن عجيب المفارقات أن روبيو، وزير خارجية ترامب حالياً، مكلف بتنفيذ سياسة سخر منها ذات يوم.
يؤكد هذا التحول على اتجاه أوسع: الانتقال من عصر السياسة الخارجية التي يقودها الخبراء والمبنية على الإجماع إلى نموذج تشكل فيه الشخصيات الفردية والغرائز الشعبوية القرارات الدولية، فلم تعد السياسة الخارجية لترامب تظهر كحالة شاذة، بل سمة مميزة لنظام عالمي جديد. أسطورة ترامب كرئيس مناهض للحرب ويتحدى روزنبرغ الرواية المتداولة على نطاق واسع بأن ترامب مناهض للحرب، وانعزالي يضع أمريكا في المقام الأول. وتشير هذه الرواية، التي روج لها شخصيات مثل تاكر كارلسون وغلين غرينوالد، إلى أن ترامب كان مخرباً لما يسمى "الإمبراطورية الأمريكية"، حيث تراجع عن التدخلات العسكرية في الخارج. ويرى الكاتب أن هذا التصوير مضلل.
في حين عارض ترامب بعض المشاركات الأجنبية، فقد دعم أيضاً حرب العراق قبل أن يندد بها لاحقاً، وزاد من مبيعات الأسلحة إلى الشرق الأوسط، ووسع استخدام الضربات بطائرات دون طيار. ولم تظهر إدارته ضبط النفس بل نوعاً مختلفاً من التدخل - وهو النوع الذي يعطي الأولوية لقوة الصفقات والنفوذ الاقتصادي على التحالفات التقليدية.
إن طموحات ترامب بضم غرينلاند، واقتراحه بجعل كندا الولاية رقم 51، واقتراحه للسيطرة على غزة، كلها تتوافق مع ما يصفه الكاتب بأنه عقلية إمبريالية جديدة بدلاً من الانعزالية.
ورغم وعده بإنهاء الحرب في أفغانستان خلال فترة ولايته الأولى، فشل ترامب في القيام بذلك، تاركاً عملية الانسحاب لخليفته. ومع ذلك، لدى عودته إلى السلطة، أشارت إدارته إلى التحول نحو تقليص التدخل الأمريكي في أوكرانيا، بما يتماشى مع مشاعر الناخبين الجمهوريين، لكنها حافظت بخلاف ذلك على موقف عدواني في السياسة الخارجية. مثير للجدل
في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) والصراع اللاحق في غزة، أصبحت القضية الفلسطينية أمراً لا مفر منه. وكان رد فعل ترامب هو دمج الفلسطينيين في سياسته الأوسع في الشرق الأوسط، لكن ليس بطريقة تدعم تطلعاتهم الوطنية، وإنما قللت إدارته من أهمية حل الدولتين واقترحت نقل سكان غزة إلى دول أخرى، لخلق "فرص أفضل" بعيداً عن العنف.
ورغم أن ترامب محق في الاعتراف بالوضع الإنساني المزري في غزة، فإن نهجه يتجاهل الهوية التاريخية والوطنية للفلسطينيين.
وأضاف الكاتب أن خطة ترامب قد تربك الخبراء مرة أخرى بسبب عدم القدرة على التنبؤ بها، لكنها تخاطر أيضاً بتفاقم التوترات بدلاً من حلها.
صعود نظام عالمي جديد
ورأى الكاتب أن السياسة الخارجية لترامب تمثل تحولاً جوهرياً، وليس اضطراباً مؤقتاً. فقد تخلى عن كتاب اللعب الدبلوماسي التقليدي لصالح عالم، حيث تملي فيه القوة، وليس المعايير القانونية، النتائج. إن ما يسمى "نظام ترامب العالمي" هو نظام تحل فيه الصفقات المعاملاتية محل الاتفاقيات المتعددة الأطراف، وحيث تبرر تصرفات أمريكا بالسلطة الغاشمة بدلاً من الإجماع الدولي.
واتضح هذا عندما سُئل ترامب أثناء اجتماعه مع الملك عبدالله الثاني عن الأساس القانوني للاستيلاء على غزة، وكان رده واضحاً: "السلطة الأمريكية". وفي هذا النظام العالمي الجديد، لا حاجة إلى مزيد من التبرير.
مهندس نموذج دولي جديد
وخلص الكاتب إلى أن ترامب يبدو كمهندس لنموذج دولي جديد؛ نموذج محدد بالرؤية الأحادية والنفوذ الاقتصادي، وعدم القدرة على التنبؤ الاستراتيجي.
وفي حين قد يرى البعض أن نهج ترامب تصحيح ضروري لنظام عفا عليه الزمن، يحذر روزنبرغ من أنه يأتي مع مخاطر كبيرة. وقد يؤدي تراجع النظام القائم على القواعد إلى تمكين الدول القوية على حساب الدول الأضعف، مما يؤدي إلى عالم أكثر فوضوية لا يمكن التنبؤ به.
ويظل من غير المؤكد ما إذا كانت رؤية ترامب ستستمر بعد رئاسته أم لا، لكن في الوقت الحالي، يتم إعادة تشكيل العالم على شاكلته.