«مـا لـه وما عـليه».. قـراءة مُوجزة في سنوات ولاية محافظ قنا
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
مـرت نحو 4 سنوات على تعييّن اللواء أشرف الداودي محافظًا لإقليم قنا، إذ صدر قرارًا بشغـله المنصب فى النصف الثاني من شهر نوفمبر 2019، خلفًا لـ «عبد الحميد الهجان»، محافظ القليوبية الحالي، وهو المحافظ الثامن عشر، للإقليم ، منذ تحويل قنا من مديرية؛ إلى محافظة، بدءً منذ 1960.
ماذا تقول السيرة الذاتية لمحافظ قنا؟
يمتلك اللواء طيار أركان حرب، أشرف غريب الداودي، 63 عامًا، سيرة ذاتية ثرية، تشمل حصوله 15 وسامًا، وتقلده 5 مناصب مُهمة باشرها عقب حصوله على بكالوريوس الطيران والعلوم العسكرية ثم الماجستير، أبرز هذه المناصب، نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وهو المنصب الأخير له، قبل اختياره محافظًا لقنا.
على خلفية هذه السيرة الذاتية،كان سقف التوقعات مرتفعًا من أهل قنا، تجاه أداء المحافظ «الداودي»، فى تعامله مع الملفات المزمنة فى المحافظة وربما إيجاد حلول من خارج الصندوق! . وهذه التوقعات مُقترنة بمقارنة بالضرورة عند السكان، بأداء وزير التنمية المحلية الأسبق اللواء عادل لبيب محافظ قنا والإسكندرية الأسبق، الذي أحدث تحولًا حضاريًا فى قنا فى ولايته التي استمرت سنوات، ولمرتين.
من المنصف ونحن أن نقرأ تجربة محافظ قنا، خلال 4 سنوات، أن نضع الأزمات المركزية والعالمية والتي تعرضت لها بالضرورة المحافظة فى الاعتبار، ومنها أزمة وباء كورونا «كوفيد ــ 19»، إلى الحرب الروسية ـــ الإوكرانية وأثرها الاقتصادي، وأخيرًا موجات الغلاء المتتالية، وهي بالطبع أزمات مركزية وعالمية تأثرت بها قنا ككل المحافظات المصرية.
بعد توليه المسؤولية ووصوله إلى المحافظة ظهر اللواء أشرف الدوادي كمسؤول مفعم بالحماس والنشاط وذو خبرة، ويستمر المحافظ فى تعامله السريع والميداني مع الأزمات الطارئة إلى الوقت الحالي، بديناميكية واضحة، كذلك الجولات الميدانية والمتابعة للمشروعات تحت الإنشاء وتشغيل وافتتاح المشروعات.
متابعة المشروعات القومية والكبرى
ويوُلي المحافظ، المشروعات القومية الكبري فى البنية الأساسية والتحتية، وأهمها المبادرة الرئاسية «حياة كريـمة»، اهتمامًا كبيرًا بوصفها مشروعًا قوميًا ويعقد اجتماعات دورية متكررة بالديوان العام، بحضور المسؤولين المختصين، لإيجاد حلول للمعوقات التي تقف حائلًا أمام تنفيذ المشروعات، ومتابعة نسب التنفيذ، بنحو 19 قطاعًا خدميًا تضمها المرحلة الأولي للمبادرة، بإجمالي 1683 مشروعًا بتكلفة مالية تتجاوز ٤٠ مليار جنيه ، و يجري تنفيذ تلك المشروعات في ٥ مراكز ، بعدد ١٩ قرية أم ، و ٨٧ قرية رئيسية و ٧٢٢ نجع وعزبة ، وتخدم مليون ونصف المليون مواطن أو ما يعادل نسبة 43 % من سكان الإقليم.
وفي شهر مايو الماضي، أعلن المحافظ، التجهيز لإطلاق المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية، بمركزي قنا ونجع حمادي، بنحو 13 محورًا الصحة والتعليم وسكن كريم والزراعة ومجمعات خدمية والري والشباب والرياضة، والبنية التحتية التي تشمل مياه الشرب والصرف الصحي وشبكات توزيع الكهرباء وشبكات الاتصالات وشبكات الغاز، ورغم هذا الإعلان والتجهيز فإن المرحلة الثانية لم تبدأ بعد، ومن المنتظر تنفيذها فى النصف الأول من العام الجديد 2024.
متابعة المحافظ لتنفيذ المشروعاتوبالإضافة لـ «حياة كريـمة»، يُتابع المحافظ أولاً بأول، نسب تنفيذ مشروعات برنامج التنمية المحلية لصعيد مصر، المموّل جزئيا من قرض البنك الدولي، والذي جري إطلاقه فى أول 2018، فى محافظتي قنا وسوهاج كمرحلة أولي، فى قطاعات تطوير البنية التحتية والمرافق، وإعادة ترفيق المناطق الصناعية، وإنشاء 5 تكتلات صناعية، وتطوير المراكز التكنولوجية، وبناء قدرات العاملين بالمؤسسات الحكومية.
ويُتابع «الدوادي» أيضا مشروع التنمية الحضارية المتكامل المُنفذ بضاحيتين فى مدينة قنا، والذي جري إطلاقه منذ 2018، ويهدف إلى وقف الزحف العشوائي في مناطق الامتداد العمراني وتطوير منهجية تشاركية لتخطيط وتنفيذ مشروعات البنية الأساسية، وتعزيز الموارد المحلية وإدارتها بشكل أكثر كفاءة، بتمويل مالى يصل إلى 11 مليونا و760 ألف دولار، منها 8 ملايين و100 ألف دولار منحة من الجانب السويسري، و3 ملايين و 660 ألف دولار مساهمة من الحكومة المصرية، وغيرها من المشروعات.
نشاط اجتماعيوخلال السنوات الأربع الماضية، أظهر المحافظ اهتمامه بالجوانب الإنسانية مع المواطنين، ولم يعد هذا الاهتمام مجرد «لفتة إنسانية» عابرة، بل أصبح معتاد ومتكرر، ويعلم به القاصي والداني من خلال وسائل الأعلام!
محافظ قنا وكيلًا عن عروسمثلًا .. تبني «الدوادي» إتمام زيجات فتيات «دار الرحمة» وهي دار خيرية لليتيمات بمدينة نجع حمادي، وتوجيه مديرية التضامن الاجتماعي بالمعاونة فى نفقات الزفاف، حتي بلغ عدد من أتمم لهن الزيجات نحو 10 فتيات، كان المحافظ يجري مقابلات الشباب المتقدم للزواج منهن، ويحضر حفلات الزفاف ويوقع باعتباره وكيلًا عن العروس وقد حظيت إحداهن بزيارة المحافظ فى منزلها عقب زواجها!
أيضا يستجيب المحافظ للحالات الإنسانية والشكاوي، التي تقابله فى جولاته، بل تكرر تحركه رفقة شاكين لحل الشكوي، ويُكرم الموظفين المجيدين، ويُؤدي واجبات العزاء، ويعقد جلسات شبه يوميه بديوان عام المحافظة، من خلال جلسات فردية للاستماع لشكاوي المواطنين كل حده، بمشاركة نائبه، والمسؤولين المختصين.
وفى بداية ولايته، بادر المحافظ أيضا بعقد لقاءات جماهيرية، بتحركه رفقة المسؤولين إلى كل مركز على حده، ومن الواضح أن تلك اللقاءات لم تأت ثمارها فتوقفت!
تركـة من الأزمات!من المُهم ونحن نقرأ تجربة الإدارة فى قنا خلال الأربع السنوات الماضية، الإشارة إلى تركة مُعقدة فى قطاع الصحة، ورثتها عن الإدارة السابقة، وهي تطوير مستشفيات العامة والمركزية شمال المحافظة .. نجع حمادي، دشنا، أبوتشت التي بدأت أعمال تطويرها منذ 2016 وسط معاناة كبيرة لسكان هذه المراكز ذات الكثافة السكانية العالية، إلى أن إنفرجت الأزمة بالتشغيل الجزئي لمستشفي نجع حمادي أول نوفمبر الماضي، وقبلها إعلن «الدوادي» فى أغسطس الماضي، إن المستشفيات الثلاث ستدخل الخدمة بعد انتهاء الإنشاءات المتبقية، وذلك عقب زيارة وزير الصحة لقنا فى يوليو الماضي.
وثاني هذه الملفات تكاثر وتزايد العشوائيات بعد وباء كورونا ثم الغلاء، وأبرزها انتشار الأسواق والباعة الجائلين وخاصة فى شمال المحافظة، إذ نصبت أسواقًا عشوائية بمناطق حيوية وبالأحياء السكنية أو التي تعج بالمصالح الحكومية يلازمها بالضرورة تعثرًا مروريًا فى ساعات الذروة من النهار فضلاً عن مخلفاتها اليومية التي أضرت بالبيئة وسكان هذه المناطق، ونسقت المحافظة مع الرقابة الإدارية، في الشهور الأخيرة، للتغلب على مشكلة تراكم القمامة والمخلفات فى القري والمدن، بشكل عام، من خلال مبادرة «بلغني» بإشراك المواطنين فى الإبلاغ عن تراكمات المخلفات! وبالمثل فى التعامل مع العشوائيات إذ أعلن عن إقامة أسواق حضرية فى عدة مدن بالمحافظة.
وثالث هذه الأزمات هي المواصلات وهي مرتبطة بعدم وجود خطوط مواصلات حكومية، كالمركبات بأنواعها، تربط عواصم المراكز ببعضها البعض وبمدينة قنا، وبسبب تحريك أسعار الوقود المتتالية فى السنوات الماضية، عاني سكان الإقليم المترددين على مواقف الأجرة من ندرة السيارات من جهة وتكدس الركاب فى العراء من جهة ومن مغالاة السائقين فى التعريفة من جهة أخري، وهو ما اضطر المحافظ إلى اقتراح تشغيل المركبات الخاصة بالمصالح الحكومية لتساهم فى النقل داخل مدينة قنا.
أزمة نقص السكر فى قناومن الأزمات أيضا التي واجهت الإدارة فى قنا، الرقابة على الأسواق وضبط أسعار السلع الأساسية والتبغ، والتي ظهرت جليًا فى موجات الغلاء المتتالية إذ واجه السكان جشعًا بالغًا من التجاّر مع تعطيش السوق، بالمثل تجدر الإشارة إلى أن المحاولات مثل محاولة إحتواء أزمة مثل شُحّ السكر ـــــ على سبيل المثال، لم تكن ناجحة لدرء المعاناة بالكامل لدي المواطن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ما له قراءة موجزة ولاية محافظ قنا أشرف الداودي محافظ قنا المحافظ الداودى حركة المحافظين الاقليم أزمة السكر محافظ قنا نجع حمادی محافظ ا فى قنا
إقرأ أيضاً:
محافظ أسيوط يوافق على تخصيص طابقين بمبنى مجلس مدينة صدفا لإنشاء فصول للتمريض
أكد اللواء هشام أبو النصر محافظ أسيوط على حرص المحافظة والجهاز التنفيذي على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين طبقًا للإمكانيات المتاحة والقوانين واللوائح المنظمة لافتًا إلى العمل على وضع خطط مستقبلية في كافة القطاعات والمجالات وتخصيص أماكن وقطع أراضي لتحسين وتوفير الخدمات المختلفة خاصة بالقرى والنجوع
وجاء ذلك خلال ترأسه جلسة المجلس التنفيذي للمحافظة، لبحث واستعراض عدد من الملفات الهامة والتي تمس حياة المواطنين وذلك في إطار اهتمام الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وفقًا لرؤية مصر 2030.
وحضر الجلسة الدكتور مينا عماد نائب المحافظ، والمحاسب عدلي أبو عقيل سكرتير عام المحافظة، وخالد عبد الرؤوف السكرتير العام المساعد، واللواء إسماعيل حسين مستشار المحافظ لشئون المكتب الفني، ومديري مديريات الخدمات ورؤساء المراكز والأحياء وعدد من مديري إدارات الديوان العام والمشاريع وشركات المرافق.
بدأت الجلسة بالسلام الجمهوري ثم استهل المحافظ كلمته بتقديم التهنئة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة ولشعب مصر عامة بمناسبة الذكرى الـ 43 لتحرير سيناء داعيًا المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة الوطنية المجيدة على مصر كلها في أمن وأمان وتقدم ورخاء.
وقد ناقش اللقاء جدول أعمال الجلسة وما يستجد من أعمال حيث وافق المحافظ على تخصيص طابقي الرابع والخامس من المبنى القبلي بمجلس مدينة صدفا لإنشاء فصل تمريض لصالح مديرية الشئون الصحية بأسيوط على أن يتم توفير مكان بديل مستقبلًا وذلك لخدمة طلاب التمريض بمراكز (صدفا، وأبوتيج، والغنايم) بنين فضلًا عن الموافقة على قبول التبرعات المقدمة كمشاركات مجتمعية من عدد من الجهات والمواطنين لصالح المحافظة وبعض المراكز والأحياء وصندوق الخدمة والتنمية المحلية بالمحافظة مع تقديم الشكر للمتبرعين.
وشدد محافظ أسيوط على منع سيارات الكسح من تفريغ المخلفات بحاوياتها في الترع والمصارف على أن يتم ضبطها وتركيب لوحات معدنية وأرقام بالتنسيق مع إدارة المرور والوحدات المحلية والري والبيئة موجهًا بإنشاء خزانات تجميع كبيرة للصرف الصحي بمعرفة الوحدات المحلية وبالتنسيق مع مديرية الإسكان لتفريغ حمولات تلك السيارات بها لمكافحة التلوث والأضرار البيئية والصحية لما يمثل خطورة على صحة المواطنين لافتًا إلى اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة ضد المخالفين لردع كل من تسول له نفسه التعدي على أي مجرى مائي بإلقاء المخلفات بها موضحًا إنه لن يتهاون مع أي تجاوز ضد القانون حفاظًا على البيئة والصحة العامة للمواطنين.
ووجه المحافظ بتنفيذ حزمة القرارات التي وجه بتنفيذها خلال جولته وزيارته لمديرية الصحة والتي من بينها صيانة وإصلاح لـ ( 120 سرير مريض و60 كرسي متحرك) متهالك عن طريق المركز الشامل للتأهيل بنين بمركز الفتح التابع لمديرية التضامن الاجتماعي وإعادة استخدامهم مرة أخرى بالإضافة إلى نقل 30 طن من الخشب الكسر والرواكد و10 آلاف جركن فارغ من مديرية الصحة إلى المحافظة ولقطاع التعليم الفني بمديرية التربية والتعليم لإعادة تدويرها واستخدامها مرة أخرى للاستفادة من الإمكانات المتاحة لدينا واستخدامها في أغراض خدمية ونقل عهدة القماش الموجودة بمخازن الصحة إلى مديرية التضامن الاجتماعي لإعادة تدويرها وتوزيعها على الجمعيات الأهلية وإجراء حصر للسيارات المعطلة تمهيدًا لإصلاح تلك السيارات.
كما شدد المحافظ على عدم تنفيذ أي مشروع يقع ضمن نطاق المواقع المصرية المسجلة على قائمة التراث العالمي إلا عقب إخطار منظمة اليونسكو وإعداد دراسات الأثار على التراث والالتزام بالضوابط المقررة في هذا الشأن مشيرًا إلى تكثيف الجهود للتوسع في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة لتخفيف الاعتماد على استيراد المواد البترولية والتمويل المطلوب لها.
وقدم محافظ أسيوط الشكر والتقدير للمهندسة رانيا مجدي مدير مركز معلومات شبكات المرافق والبنية الأساسية بالمحافظة لما قدمته من جهود مع زملائها بالمركز في الرفع المساحي لعدد من الأماكن والمشاركة والتعاون مع وحدة المتغيرات المكانية في بعض الملفات الهامة موجهًا بعمل رفع مساحي لكورنيش النيل بمدينة أسيوط وعدد من المراكز تمهيدًا للبدء في أعمال التطوير بالتنسيق مع مديريتي الري والإسكان، كما وجه الشكر لكل من إيهاب عبدالحميد مدير جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر وداليا تادرس مدير هيئة تنمية الصعيد بالمحافظة وعدد من رؤساء المراكز والأحياء لما بذلوه خلال الفترة الماضية من جهود لتطوير الخدمات للمواطنين بالقطاعات المختلفة والتي من بينها ورش العمل ومشاغل الفتيات والحفاظ على الأراضي الزراعية واملاك الدولة ومنع التعديات عليها واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين.