قال الشيخ يسري عزام، إمام وخطيب الجمعة بمسجد عمرو بن العاص رضي الله عنه، إن الله سبحانه وتعالى قد نادى على المؤمنين في القرآن الكريم في 89 موضعًا، فقال سبحانه:«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا»، موضحًا أن جميع النداءات جاءت في صدر الآيات إلا نداءٍ واحد.

نداءات القرآن الكريم للمؤمنين

وبين خطيب الجمعة بمسجد عمرو بن العاص، خلال خطبة الجمعة اليوم بعنوان:"نداءات القرآن الكريم للمؤمنين"، أن النداء الوحيد للمؤمنين في القرآن الذي جاء وسط الآية هو الأمر بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا».

خطبة الجمعة الثانية من شهر جمادى الآخرة

حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة الثانية من شهر جمادى الآخرة، غبعنوان "نداءات القرآن الكريم للمؤمنين"، وقرر الوزير الدكتور محمد مختار جمعة، اختيار الشيخ يسرى عزام خطيبًا لها.

وجاء نص خطبة الجمعة الثانية من شهر جمادى الآخرة كالتالي: الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، سبحانه وتعالى ولى الصالحين، وناصر ومؤيد المؤمنين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)) سورة آل عمران (102).

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم. أما بعد؛؛ أيها المسلمون، فإنه من يتدبر آيات القرآن الكريم فإنه سيجد الخطابات في القرآن الكريم متعددة ومتنوعة، فمثلاً يجد خطاباً عاماً يراد به عموم الناس، كقوله تعالى: {يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض} (فاطر:3).

فالخطاب في الآية يشمل جميع الناس على اختلاف أشكالهم وألوانهم وأجناسهم وأديانهم، وأكثر خطابات القرآن الكريم من هذا النوع ، ومثله أيضاً (يا بنى آدم) فهو خطاب يشمل الجنس البشري كله، قال تعالى ((يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)) سورة الأعراف (27)، ومثله أيضاً ((سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (31) وأيضاً ((يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ)).

وتجد في القرآن الكريم خطابا يشمل رسل الله جميعاً كقوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)) سورة المؤمنون (51) كما نادى بعض الأنبياء بأسمائهم، مثل قوله تعالى ((يَا يَحْيَىٰ))، ((يَا زَكَرِيَّا))، ((يَا مُوسَى))، وخاطب حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم فقال ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ)) وقال له أيضاً: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ))، كما تجد أيضاً خطاباً يخص أهل الكتاب كقوله تعالى ((يَا أَهْلَ الْكِتَابِ))، وقوله أيضاً ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب)) كما تلاحظ أيضاً خطاباً يخص بنى إسرائيل كقوله تعالى ((يا بني إسرائيل))، أو خطاب آخر يخص اليهود أيضاً قال تعالى ((قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا))، كما إنك تجد أيضاً في القرآن الكريم خطاباً للكافرين قال تعالى ((يَا  أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ ۖ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)) سورة التحريم (7)، وقال أيضاً ((قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)).

أيها المسلمون، كما جاء الخطاب الخاص بفئة خاصة من عباد الله، ألا وهم المؤمنون، وهذا هو موضوع حديثنا اليوم، فقد نادى الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين، بإسناد الإيمان إليهم، وهو أرقى وأعظم ما ينتسب ويفتخر به المسلم، هذا الإيمان مشتمل على أركان يجب توافرها في الشخص حتى يطلق عليه لفظ مؤمن، كما قال تعالى ((آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)) سورة  البقرة  (282).

كما جاء أيضاً ما يؤيد ذلك في السنة النبوية الشريفة عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء ذلك في حديث جبريل المشهور المعروف، كما في صحيح مسلم عن عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه قالَ: (بيْنَما نَحْنُ عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يَومٍ، إذْ طَلَعَ عليْنا رَجُلٌ شَدِيدُ بَياضِ الثِّيابِ، شَدِيدُ سَوادِ الشَّعَرِ، لا يُرَى عليه أثَرُ السَّفَرِ، ولا يَعْرِفُهُ مِنَّا أحَدٌ، حتَّى جَلَسَ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِ، ووَضَعَ كَفَّيْهِ علَى فَخِذَيْهِ. وَقالَ: يا مُحَمَّدُ أخْبِرْنِي عَنِ الإسْلامِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: الإسْلامُ أنْ تَشْهَدَ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وتُقِيمَ الصَّلاةَ، وتُؤْتِيَ الزَّكاةَ، وتَصُومَ رَمَضانَ، وتَحُجَّ البَيْتَ إنِ اسْتَطَعْتَ إلَيْهِ سَبِيلًا، قالَ: صَدَقْتَ، قالَ: فَعَجِبْنا له يَسْأَلُهُ، ويُصَدِّقُهُ، قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ، قالَ: صَدَقْتَ، قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ الإحْسانِ، قالَ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَراهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَراهُ فإنَّه يَراكَ، قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قالَ: ما المَسْؤُولُ عَنْها بأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ قالَ: فأخْبِرْنِي عن أمارَتِها، قالَ: أنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَها، وأَنْ تَرَى الحُفاةَ العُراةَ العالَةَ رِعاءَ الشَّاءِ يَتَطاوَلُونَ في البُنْيانِ، قالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قالَ لِي: يا عُمَرُ أتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّه جِبْرِيلُ أتاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ).

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجمعة موضوع خطبة الجمعة الشيخ يسري عزام وزارة الأوقاف نداءات القرآن الكريم للمؤمنين فی القرآن الکریم خطبة الجمعة قال تعالى علیه وسل له أیضا

إقرأ أيضاً:

رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق: الأجر في رمضان مضاعف 700 مرة

قال الدكتور حسن سليمان، رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق، إن الدعاء مطلوب في كل أوقات شهر رمضان، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى خص آية الدعاء بالورود ضمن آيات الصيام بقوله تعالى: "فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"، وهو دليل على فضل الدعاء في هذا الشهر الفضيل.

محافظ الغربية يتابع حملات النظافة والتشجير في نهار رمضان ويشيد بعمال النظافةبقفطان رمضاني .. أحدث ظهور لبشرى

وأضاف سليمان، خلال حواره مع قناة «إكسترا نيوز»، أن رمضان هو شهر الدعاء والقرآن والصيام والقيام، وهي جميعها فضائل عظيمة ينتظرها المسلمون من عام إلى آخر، موضحًا أن الصحابة كانوا يستعدون لرمضان قبل قدومه بستة أشهر، يدعون الله أن يبلغهم إياه، ثم يدعونه بعد انتهائه ستة أشهر أخرى أن يتقبل منهم أعمالهم فيه.

وأكد أن شهر رمضان يُعد من أعظم مواسم الخير، حيث يتقبل الله فيه الدعاء والعبادات من صيام وزكاة وصدقات وصلة أرحام، لافتًا إلى أن رب العزة يتفضل على عباده بمضاعفة الأجر خلال هذا الشهر إلى 700 ضعف أو أكثر بإذن الله.

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: الله حفظ القرآن الكريم من التحريف والتبديل والضياع
  • تكريم 85 طفل من حفظة القرآن الكريم بمسجد عمر بن الخطاب بأسوان
  • الإمام الطيب : حفظ الله يشمل كل الناس المطيعين والعصاة
  • شيخ الأزهر: حفظ الله يشمل كل الناس المطيعون منهم والعصاة
  • داعية إسلامي: علاج الزوجة ودواؤها فرض على الزوج
  • خالد الجندي: هذه الكلمة من أحب الألفاظ إلى الله
  • الشيخ الحصري.. مسيرة حياة كرست لخدمة القرآن الكريم
  • درس التراويح بالجامع الأزهر.. القرآن الكريم أعظم هدية ربانية للبشرية
  • الشيخ خالد الجندي يوضح الإعجاز القرآني فى قوله: وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا
  • رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق: الأجر في رمضان مضاعف 700 مرة