الذهب يقفز بأكثر من 11% منذ طوفان الأقصى وخبراء يوصون به
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
ارتفعت أسعار الذهب 11.36% منذ اشتداد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط على خلفية عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، وما تبعها من حرب إسرائيلية على قطاع غزة، التي واكبت تزايد توقعات انتهاء دورة التشديد النقدي في الولايات المتحدة.
تقدم "الجزيرة نت" استشرافًا للمستقبل المنظور لأسعار الذهب من خلال توقعات الخبراء وما إذا كان شراؤه يمثل فرصة استثمارية حاليا أم لا.
زادت أسعار المعدن النفيس منذ بداية السنة بنسبة 10.96% إلى 2043.95 دولارا في المعاملات الفورية، عند تسوية تعاملات الخميس، ويقول كبير محللي الأسواق في مجموعة إكويتي، رائد حامد الخضر للجزيرة نت إن أكثر العوامل الحالية تأثيرا في أسعار الذهب هي التوترات الجيوسياسية واستعداد الأسواق العالمية لتغيير الاحتياطي الفدرالي الأميركي (البنك المركزي) سياسته النقدية في 2024.
ويضيف أن ارتفاع حالة العزوف عن المخاطرة بسبب الصراع في الشرق الأوسط ساهم في زيادة الطلب على الذهب باعتباره الملاذ الآمن الأول الذي يلجأ إليه المستثمرون وقت الأزمات.
ومع توقعات انخفاض الدولار، ودعم المعادن المقومة به وعلى رأسها الذهب، يتوقع الخضر أن يفوق المعدن الأصفر 2100 دولار للأوقية، خلال الربع الأول من العام المقبل، وربما محاولة لتحقيق قمة تاريخية جديدة.
ويقلل تراجع عوائد السندات من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك التي لا تدر عائدا، لكنها وسيلة للاحتماء من المخاطر وتحقيق أرباح سريعة عبر المضاربات، التي تعد في حد ذاتها، عامل رفع لأسعار الذهب، في هذه المرحلة، إذ يزيد الطلب في مقابل عرض أقل.
يشار إلى أن مؤشر أسعار المستهلكين الأميركيين، أحد مقاييس التضخم الرئيسية، انخفض إلى 3.1% في نوفمبر/تشرين الثاني من 3.2% في أكتوبر/تشرين الأول، بحسب بيانات مكتب إحصاءات العمل.
وأبقى الاحتياطي الفدرالي الأميركي (المركزي الأميركي)، الأسبوع الماضي، الفائدة من دون تغيير عند نطاق 5.25%-5.5%، وذلك في آخر اجتماعات السياسة النقدية للسنة الحالية.
وتراجعت عائدات سندات الخزانة الأميركية، أجل 3 سنوات، إلى أدنى مستوى لها في أكثر من 6 أشهر إلى 4.128%، وقت إعداد هذا التقرير، كما انخفضت عائدات السندات، أجل 7 سنوات، إلى أدنى مستوى منذ يوليو/تموز الماضي عند 3.931%، وهبطت عائدات السندات ذات أجل 10 سنوات إلى 3.9%، وهو أقل مستوى منذ أواخر يوليو/تموز الماضي.
وتابع الخضر: "مع استمرار التوترات والمخاوف، واستعداد الأسواق لتوجه البنوك المركزية لتغيير السياسة النقدية في 2024، بالإضافة إلى مخاوف الركود الاقتصادي العالمي التي أصبحت تلوح في الأفق، قد نرى عودة الذهب إلى تلك المستويات مجددا، وقد نرى مستويات قياسية جديدة في 2024".
والعلاقة بين الذهب والدولار في الغالب تكون عكسية، بحسب الخضر، ففي حالة تحسن أوضاع الاقتصاد الأميركي وتوجه البنك إلى سياسة التشديد النقدي ورفع الفائدة، قد يتسبب هذا في دعم الدولار وابتعاد المستثمرين عن الأصول من دون عائد مثل الذهب، ومع تحسن أوضاع الاقتصاد في الدولة يرتفع عائد السندات، كما يكون مؤشر أيضًا على احتمالات ارتفاعات التضخم.
توصيات شرائيةيرى الخضر أن التوصيات للمستثمرين حاليًا بشأن الذهب تميل إلى الشراء مع استمرار التوترات الجيوسياسية واستعداد الأسواق لتغيير السياسة النقدية للبنك المركزي الأميركي وخفض الفائدة في 2024، خاصة أن البيانات الاقتصادية لم تكن إيجابية بما يكفي لتقلل احتمالات انزلاق الاقتصاد العالمي إلى الركود حتى الوقت الحالي.
ويرجح أن يصل سعر الأوقية 2050 دولارا قبيل نهاية العام، وأكثر من 2150 دولارا في الربع الأول من العام المقبل.
ويؤيده كبير إستراتيجيي الأسواق في أوربكس مصر، عاصم منصور، قائلًا للجزيرة نت إن الذهب سيحقق مكاسب كبير في 2024 مع الاتجاه إلى خفض الفائدة مع تراجع التضخم، وبالنظر إلى العلاقة العكسية بين أسعار المعدن الأصفر والفائدة.
ولفت منصور إلى أن اتجاه بنوك مركزية، خاصة بنك الشعب الصيني (المركزي الصيني) إلى زيادة حيازاته من الذهب بعد الاستغناء بنسبة ما عن الدولار على إثر استخدامه كسلاح اقتصادي في العديد من الأزمات، لا سيما الحرب الروسية الأوكرانية.
ويشير إلى أن الذهب يستفيد كذلك من لجوء صناديق الاستثمار إلى شرائه وحتى من الأفراد الذين يسعون إلى الاحتماء من موجة التضخم والحفاظ على قيم مدخراتهم في 2022 و2023.
ويرى منصور أن العوائد الحقيقية ستكون العامل الرئيسي في الحد من مكاسب الذهب، فكلما زاد التضخم والفائدة حدّ ذلك من مكاسب الذهب.
في المجمل يرى منصور أن "النظرة شرائية بصورة كبيرة جدا في 2024" وأن استقرار الأوقية فوق 2000 دولار يدعمها إلى نطاق 2100 دولار، ويرجح أن تنتقل أونصة الذهب إلى نطاق سعري جديد في السنة المقبلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أسعار الذهب
إقرأ أيضاً:
الذهب يسجل أسوأ إنخفاض أسبوعي منذ 3 سنوات في الأسواق
انخفض سعر الذهب يوم الجمعة، مُعانيًا من أسوأ أداء أسبوعي له منذ أكثر من ثلاث سنوات، تأثراً بارتفاع الدولار الأمريكي نتيجة توقعات بتقليص دعم خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
بحلول الساعة 05:54 بتوقيت غرينتش، تراجع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.1% ليبلغ 2562.61 دولار للأونصة، مسجلاً انخفاضًا تجاوز 4% منذ بداية الأسبوع، كما جاء في تقرير لوكالة "رويترز".
وقد وصل الذهب إلى أدنى مستوى له خلال شهر في الجلسة السابقة، منخفضًا بأكثر من 220 دولاراً عن ذروته القياسية الشهر الماضي.
من جهة أخرى، انخفضت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.2% لتسجل 2567.10 دولار للأونصة.
ويستمر ارتفاع الدولار هذا الأسبوع، لا سيما بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات، مما جعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى.
تعكس تراجعات أسعار الذهب توقعات سياسة نقدية مشددة في الولايات المتحدة خلال عام 2025 تحت إدارة ترمب، وفقًا لما ذكره محلل السوق فؤاد رزاق زادة من "فوركس.كوم".
وأوضح رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، يوم الخميس، أن الأداء الاقتصادي المستقر، وسوق العمل القوية، واستمرار التضخم، تبرر توخي الحذر في خفض أسعار الفائدة بسرعة.
وفقًا لأداة "فيد ووتش"، تقدر الأسواق الآن فرصة بنسبة 59% للاعتماد على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر، بعد أن كانت التقديرات 83%.
من جانبه، أشار المحلل في "سيتي إندكس"، مات سيمبسون، إلى أن تصريحات باول قد تقيد أي مكاسب ممكنة للذهب مع اقتراب العام الجديد، ولكن ولاية ترمب قد تؤدي إلى زيادة الاستثمارات في الذهب كملاذ آمن. كما أضاف أن البيانات الاقتصادية الأمريكية ستكون هادئة الأسبوع المقبل، مما قد يساعد الذهب في الانتعاش وإعادة اختبار مستوى 2600 دولار.
وفيما يتعلق بالمعادن الثمينة الأخرى، انخفضت الفضة بنسبة 0.3% لتصل إلى 30.37 دولار للأونصة، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.1% ليصل إلى 940.45 دولار، وزاد البلاديوم بنسبة 0.5% ليبلغ 945.75 دولار، في حين كانت المعادن الثلاثة في مسارها نحو تسجيل انخفاضات خلال هذا الأسبوع.