ماذا لو انتصرت روسيا في أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
تراود الغرب فكرة السماح لفلاديمير بوتين بالاستحواذ على أوكرانيا. فقد تراجعت الالتزامات بالمساعدات الغربية لهذا البلد نحو 90% عما كانت عليه قبل عام، حتى قبل أن تخفق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هذا الشهر في اعتماد مساعدات جديدة، وفق بيانات معهد كيل للاقتصاد العالمي.
لتخلي عن أوكرانيا سيكون خياراً، ولكن هناك بديل
وكتب سيمون كوبر في صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن الناخبين من اليمين المتطرف المؤيدين لبوتين سئموا من الحرب.
ويقول الكاتب إنه في هذه الحالة فإن الأمور ستبدو على الشكل الآتي:
1- ستفرض روسيا عدالة المنتصر المرعبة على الأوكرانيين. هذا ليس مجرد تكهن. هذا ما سبق أن فعله الروس تحديداً في أوكرانيا: إعدامات جماعية، واغتصاب، وتعذيب وخطف للأطفال. ويجب التذكر بأن روسيا قبل الغزو وضعت لائحة بشخصيات أوكرانية عامة تجب "تصفيتها". ومن شأن هجمات المقاومة الأوكرانية أن تثير مزيداً من الانتقام الروسي. وهناك ملايين الأوكرانيين الذين سيفرون إلى الغرب، وهذه المرة بشكل دائم. ويجب التذكير بأن فرار 1.3 مليون لاجئ عام 2015 قد حرك اليمين المتطرف في أوروبا.
????Bloomberg: What if Putin wins? ⚡
Western media slowly admit that Russia is winning ❕❗❕#Russia #VladimirPutin pic.twitter.com/Etz3w0RTtk
2- دولة مستقلة يمكن أن تكون قابلة للحياة في غرب أوكرانيا، وفق الديبلوماسي البريطاني السابق بيتر ريكيتس، ويمكن أن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي. ولا يبدو أن بوتين منزعج جداً في شأن مثل منطقة كهذه. لكن من الممكن توقع تكرار الهجمات الروسية، بصرف النظر عن أي "معاهدات" يجري توقيعها. وعملت روسيا دائماً على انتهاك اتفاقات مينسك بعد عام 2014 أيضاً. ولا شك في أن تقدماً روسياً مستمراً سيؤدي إلى الاستيلاء على الأراضي عندما يتاح له ذلك.
3- سيكون في إمكان بوتين السيطرة على نحو ربع صادرات العالم من القمح. وسبق له أن انتقل من استخدام الغاز كسلاح إلى استخدام الغذاء أيضاً للغاية ذاتها.
A sobering & timely counterfactual from @KuperSimon @FT What if Russia wins? - https://t.co/KQ8mo9vufX via @FT
— David Lidington (@DLidington) December 21, 2023
4- نجاح بوتين سيشجع دولاً مهتمة بغزو جيرانها: مثل الصين وفنزويلا وأذربيجان وفي واقع الأمر، روسيا. وتقول دارا ماسيكوت من معهد كارنيغي للسلام الدولي:"في كل مرة يعتقد فيها الروس إنهم ربحوا في نزاع في ظل عهد بوتين-جورجيا 2008، وأوكرانيا 2014، وسوريا 2015- فإنهم يتعلمون شيئاً عن الغرب، ويكتسبون ثقة مبالغاً فيها حول قدراتهم كي يحاولوا بعد سنوات قليلة الإقدام على عمليات أكبر وأكثر جرأة". وسبق لبوتين أن بنى اقتصاد حرب. وقد طور جيشه أساليبه في أقل من سنتين، لعقود مقبلة. وبدا أن شعبيته تتحمل حرباً أكبر. فلماذا لا يواصل قضم دول مجاورة؟
5- ناتو منزوع الثقة سيواجه اختباره الأكبر. الناتو والاتحاد الأوروبي على الأرجح هما الأقوى من التحالفات المتعددة الجنسية في عالم تسوده القوميات. ويسعى بوتين إلى إثبات أنهما لن يستطيعا الصمود. وفي حال هاجم البلطيق، فمن المحتمل أن يرسل الناتو قوات. وعندما يعود بضع مئات من الجنود قتلى، فإن أحزاب اليمين المتطرف ستطالب "بالسلام"، مما يعني معاهدات سلام غير قابلة للتنفيذ مع بوتين.
ويرى الكاتب أن التخلي عن أوكرانيا سيكون خياراً، ولكن هناك بديل، وخصوصاً أن روسيا تتمتع باقتصاد متدني التقنية يعادل حجم اقتصاد كندا. ويمكن الأوروبيين مساعدة أوكرانيا على الصمود أمام بوتين حتى لو انسحب ترامب. لذلك، سيتعين على الأوروبيين بناء صناعات الأسلحة بسرعة، لكن الجهد المطلوب منا سيكون ضئيلاً مقارنة بالجهد الذي تبذله روسيا. وعليهم أيضاً استبدال المساعدات الأمريكية لأوكرانيا - 71.4 مليار يورو في الأشهر الـ 21 الأولى من الحرب، وفقاً لمعهد كيل، أو 40.8 مليار يورو على أساس سنوي. وهذا يعادل 70 يورو سنوياً لكل مواطن في الاتحاد الأوروبي أو الناتو. ويمكن أن نعثر على ذلك إذا أردنا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
مبعوث ترامب: بوتين يطلب سلامًا دائمًا لإنهاء حرب أوكرانيا
قال ستيف ويتكوف لشبكة فوكس نيوز إنه قد توصل لما يمكن اعتباره طلبا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحقيق السلام ووقف إطلاق النار في أوكرانيا.
أضاف ويتكوف لفوكس نيوز: أعتقد أننا على وشك الوصول إلى شيء سيكون بالغ الأهمية للعالم بأسره.
وقال المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستيف ويتكوف إن محادثاته مع الروسي فلاديمير بوتين كانت "مقنعة"، مشيرا إلى أنهما ناقشا خطوات من شأنها إنهاء الحرب في أوكرانيا وربما تؤدي إلى فرص تجارية.
وقال المبعوث الخاص لدونالد ترامب إن بوتين قدم طلبه ل"سلام دائم"، وهو ما "استغرق منا بعض الوقت للوصول إليه"، بحسب ويتكوف.
ذكر ويتكوف إن مفتاح أي اتفاق شامل يتمحور حول "خمسة أقاليم".
ولم يُقدم مزيدًا من التفاصيل، لكن روسيا تُصرّ على ضرورة الاعتراف في أي اتفاق بسيطرتها على أجزاء من أوكرانيا منذ عام ٢٠١٤، بما في ذلك شبه جزيرة القرم ولوجانسك ودونيتسك.
وفي حين طالب بوتن في السابق بمنع أوكرانيا من أن تصبح عضوا في حلف شمال الأطلسي، قال ويتكوف إنه أثار أيضا قضايا تتعلق بالمبدأ المركزي للكتلة وهو أن الهجوم على عضو واحد يشكل هجوما ضد جميع الأعضاء.
قال ويتكوف: "اتفاقية السلام هذه تتعلق بما يُسمى بالأراضي الخمس، لكن الأمر يتعدى ذلك بكثير. أعتقد أننا على وشك التوصل إلى اتفاق بالغ الأهمية للعالم أجمع. أرى إمكانية لإعادة صياغة العلاقات الروسية الأمريكية من خلال فرص تجارية واعدة، أعتقد أنها ستوفر استقرارًا حقيقيًا للمنطقة أيضًا".
حث العديد من كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بما في ذلك وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومبعوث أوكرانيا كيث كيلوج، الرئيس على أن يكون أكثر حذرا في تعاملاته مع فلاديمير بوتن.