فيلم دوجمان "Dogman" للمخرج لوك بيسون أحد الافلام الهامة التى شاركت ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة؛ وحظى بأهتمام كبير من المشاهدين فى كل مرات عرضه.. والفيلم تم أختياره من قبل  للمنافسة على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي الثمانين.

 DogMan هو فيلم انتقامي منتصر ذو بنية سردية تقليدية توفر القدر المناسب من الأبهار.

درامي أكشن فرنسي من تأليف وإخراج لوك بيسون وبطولة كاليب لاندري جونز، جوجو تي جيبس، كريستوفر دينهام، جون تشارلز أجيلار وجريس بالما. تدور أحداث الفيلم في نيوجيرسي، وهو يصور رجلاً أساء إليه والده ويحب الكلاب. 

المخرج لوك بيسون صاحب  فيلم الإثارة والقتلة "آنا" عام 2019 وأوبرا الفضاء الكارثية لعام 2017 "وفاليريان ومدينة الألف كوكب". استند بيسون في سيناريو فيلمه إلى مقال قرأه عن عائلة فرنسية حبست طفلها في قفص وهو في الخامسة من عمره.

يلعب كاليب لاندري جونز دور "DogMan"، حيث قدم أداءً استثنائيًا مقنعًا تمامًا، ومتعدد المستويات. يتدرج "كايلب لاندري جونز" من ممثل شخصية غريبة الأطوار إلى دور البطولة المتعاطف معه .

قدّم لاندري جونز نفسه كشخص غريب الأطوار بارع في الأفلام المستقلة، حيث لعب دور الغرباء الساحرين ("Three Billboards Outside Ebbing, Missouri") أو المختلين عقليًا المخيفين ("Twin Peaks: The Return" و"Nitram"). و شخصية دوجلاس في فيلم "Dogman" هي عبارة عن مزيج من الاثنين معًا. وقضى المخرج سنة مع لاندري جونز استعدادا لما سيظهر به.

يروي الفيلم قصة لا تصدق لطفل، أصيب بكدمات وضربات من الحياة، وسيجد خلاصه من خلال حب كلابه. يملك قدرة فطرية على التواصل مع الكلاب وتدريبها، وتوجيهها بحركات وتعليمات دقيقة. إنه يستخدم هذا لصالحه للتخلص من الكثير من الأشخاص السيئين الذين يلاحقونه لأسباب مختلفة، وبلغت ذروتها في مواجهة كبيرة مع عصابة محلية. حب دوجلاس لمخلوقات الكلاب هو حب نشأ عليه عندما كان طفلاً يتعرض للإساءة حيث كان يتسلل بقايا الطعام إلى الكلاب المفترسة التي تركها وحشيه والده ليتضورا جوعًا، مما يبقيهم على أهبة الاستعداد للقتال الرئيسي.

لقد نشأ مع أب عنيف للغاية، و تم حبسه في حظيرة للكلاب بالخارج. وتهرب والدته الحامل من مكان الحادث لتمنح طفلها القادم حياة أفضل من الحياة الحالية. لقد كانت الكلاب عزاءه، مهما حدث في معظم حياته، وكانت دائمًا مخلصة ولطيفة معه.. يعرض الفيلم دوجلاس وهو يروي قصة حياته بأكملها لطبيبة نفسية يجري مقابلة معها بعد إلقاء القبض عليه. وهو يلخص كل شيء، بينما نشاهد كل جزء من هذه القصة ، منذ طفولته وحتى هذه المقابلة وما بعدها. إنها قصة الفداء والانتقام، وتضم العديد من المشاهد المبهرة للعلاقة بينه وبين الكلاب  من جميع الأنواع. ممتعة للمشاهدة. حيث يعيش دوجلاس في دعامات للساق تمنعه من الوقوف أو حتى المشي لفترة طويلة بسبب الإصابات التي لحقت به من رصاصة مرتدة عندما كان طفلاً في القفص.

نلتقي أولاً بدوجلاس مونرو في فستان بدون حمالات، وشعر مستعار أشقر، قريب الشبه من المعنية الفرنسية الكبيرة إديث بياف(التى سيرع فى أداء أغانيها ) ذات مكياج أبيض مبهرج للوجه، ينزف من الخلف ويتم القبض عليه من مقعد السائق في السيارة. لقد تم إحضاره للاستجواب ليس فقط حول حالته الفوضوية ولكن أيضًا بسبب سلسلة من عمليات القتل واقتحام المنازل. إنه مقيد على كرسي متحرك، ويتم استجوابه من قبل الطبيبة النفسية إيفلين (جوجو تي جيبس)، والذي يشكل معه رابطة سيمباتيكو حول صدمات مماثلة في الماضي والحاضر. 

ومن غرفة الاستجواب في السجن، نكتشف ذكريات الماضي على مدى عقود، بدءًا من طفولة "دوجلاس" القبيحة في نيوجيرسي، التي تعرض للضرب على يد والده، الذي كان محاربًا قاسيًا ..ليقدم البطل دورا يستهلك الروح والجسد، بصفته أحد الناجين من وحشية الطفولة الذي حاول تشكيل هوية تتجاوزها.

يخرج دوجلاس، مستفيدًا من الكثير من المؤثرات الأنثوية الأخرى، بما في ذلك مجلات Modern Woman الموجودة خلف جدران قفص طفولته. يعيش في مبنى مدرسة ثانوية مهجور وقذر في زاوية من المدينة، ويعتني بعشرات الكلاب التي جمعها من الملاجئ المغلقة، والتي يسميها الآن "أطفاله". 

كان يرسل "أطفاله" ليذهبوا إلى الأثرياء، ويسرقون الماس والمجوهرات الأخرى في منتصف الليل. إنه أداء  مذهل قاما به بيسون وماتيلد دي كاني، اللذان عملا كمدربين للحيوانات في أفلام سابقة وتطور بشكل كبير فى هذا العمل.

ويبهرك دوجلاس على خشبة المسرح مرة في دور بياف وأخرى في دور مارلين ديتريش قبل أن يكمل دور مارلين مونرو .الحياة الرومانسية أو الجنسية لدوجلاس ليست من الأمور التي يحرص بيسون على استكشافها. 

لقد حاول "دوجمان" توضيح الروح الجريحة التي تسيطر على زمام الأمور؛ من خلال  أداء لاندري جونز الذى كان بمثابة مشاهدة رائعة ..استعد لاندري جونز لهذا الدور لمدة ستة أشهر تقريبًا، قضى معظمها على كرسي متحرك من أجل "فهم شعور كونك معاقًا وكيف ينظر الناس إليك بشكل مختلف". 

فيلم دوجمان "Dogman" 65 كلبًا يركضون طوال اليوم مع المدربين وحتى فناني مكياج الكلاب.  كان هناك 22 شخصًا يتحدثون مع كلابهم في نفس الوقت، ويختبئون في كل ركن من أركان المكان، تحت الأريكة، وفي خزانة الملابس وبدلاً من الاعتماد على المؤثرات البصرية، لجأ المخرج إلى خبراء التجميل لمنح الكلاب مظهراً خاصاً. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حنان أبو الضياء مهرجان الجونة جائزة الاسد الذهبي

إقرأ أيضاً:

إيمان كمال تكتب: أفلام وفعاليات مهرجان القاهرة السينمائي 45 "كامل العدد"

"كامل العدد" أو "سولد أوت" هي الكلمة الأكثر استماعا في أروقة الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي، الذي شهد أكبر نسبة حضور سواء من الجمهور أو الإعلاميين والفنانين وكل محبي السينما.


سواء للأفلام في أقسامها المختلفة، وحتى في أغلب الندوات والجلسات النقاشية خلال فترة المهرجان الذي بدأ في الرابع عشر من الشهر الحالي ويستمر حتى 22 نوفمبر.

 

(1)أسد الصحراء 


(ما وثقه العقاد في ليبيا الأمس..يفضج الإبادة الجماعية في غزة اليوم)
اهتم مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام بدعم القضية الفلسطينية، سواء خلال عرض الافتتاح الذي شهد عرض لفرقة وطن للفنون التي حضرت خصيصا من غزة لتشارك في المهرجان، وحتى الدبوس الذي تم توزيعه على الحضور على شكل علم فلسطين، وتأكيد رئيس المهرجان حسين فهمي على دعم القضية، وبداية المهرجان بالفيلم الفلسطيني "أحلام عابرة" للمخرج رشيد مشهراوي.


لينطلق بعدها جدول من العروض الفلسطينية التي عبرت عن الحرب التي تشهدها فلسطين ليس فقط طوفان الأقصى منذ أكتوبر العام الماضي، لكن منذ بداية النكبة، ومنها الفيلم الوثائقي "أجازة في غزة" و"غزة التي تطل على البحر" و"من المسافة صفر" الذي يمثل فلسطين في الأوسكار.

 

لكن الملفت للانتباه فيلم "أسد الصحراء" للمخرج الكبير العالمي الراحل مصطفى العقاد الذي وثق خلاله المجازر التي قامت بها إيطاليا في ليبيا في ثلاثينات القرن الماضي من أجل إخماد المقاومة ورمزها "عمر المختار" الذي قام بدوره النجم العالمي أنطوني كوين الذي عرض ضمن برنامج كلاسيكيات بعد ترميمه هو الأكثر تعبيرا عن ما يحدث الآن في غزة من خلال مشاهد المعارك والتعذيب التي قدمها العقاد في تجربته عام 1981.


قال مالك العقاد نجل المخرج السوري الراحل في تصريحاته لفارايتي عن ترميم الفيلم بواسطة شركة Trancas International Films في Deluxe في لندن وPrivate Island Sound في هوليوود، وهو الترميم الذي أعاد الحياة إلى المناظر الصحراوية ومشاهد المعارك الملحمية، بالإضافة إلى موسيقى موريس جار.

 

:"لقد كان عملًا محببا بالنسبة لي تضمنت العملية ثلاثة أفلام لوالدي "الرسالة" و"الرسالة" و"أسد الصحراء" - وكل من هذه الأفلام يزيد طوله عن ثلاث ساعات، كانت عملية طويلة جدًا استغرقت في النهاية أكثر من ثلاث سنوات لإكمالها بالكامل. كان علينا مسح كل إطار، وتصحيح أي خدوش أو مشاكل، ثم تحسين تدرج الألوان، وأخيرًا، إعادة مزج الصوت. لقد كان الكثير من العمل ولكن النتيجة النهائية جعلت الأمر يستحق كل هذا العناء".


أما الناقد محمد رضا فقال: الفيلم يعبر عن الوطن العربي بشكل أشمل فيمكن استبدال فلسطين بدلا من ليبيا ليعبر الفيلم عما يحدث فيها وهو ما أراده العقاد في ثاني تجاربه السينمائية في أسد الصحراء بعد أن قدم أول أفلامه ( الرسالة) الذي حاول من خلاله تصحيح نظرة الغرب عن الدين الإسلامي ونشأة الإسلام  لكنه اختار في أسد الصحراء أن يتطرق لقضية أشمل وهى النضال العربي.


الفيلم الذي تم إنتاجه في أوائل الثمانينات من القرن الماضي وصلت تكلفته ما يقرب من ٢٢ مليون دولار أميركي فكل ما ظهر في الفيلم من طائرات ودبابات صنعت خصيصا للفيلم أى ما يساوى اليوم من ١٥٠ إلى ٢٠٠ دولار أميركي.

وتابع أن (أسد الصحراء) قدم حقائق عن الصورة العربية وهو تأكيد على أهمية العلم وهو ما يظهر في المشهد الأخير حين يمسك الطفل الصغير بالنظارة الخاصة بعمر المختار بعد إعدامه تأكيدا على استمرار ومواصلة المقاومة.


وكشف أن المخرج الراحل الذي جمعته به صداقة وطيدة عرض عليه تقديم أفلام عن زعماء ورؤساء عرب لكنه رفض الفكرة فكان العقادال يأمل في تقديم فيلم يوحد العرب عن الأندلس وهو الفيلم الذي يحاول نجله مالك العقاد إنتاجه خلال الفترة المقبلة خاصة أن السيناريو جاهز بالفعل لكن لا يزال يبحث عن التمويل فحتى الآن الفيلم لم يبدأ حيز التنفيذ.


وعلق رضا على الانتقادات التي طالت المخرج السوري الراحل لتقديمه عدة أفلام عن الهالويين وقال أنه كان يقدمها ليوفر المال اللازم لإنتاج أفلامه الهامة عن الوطن العربي.


وقال أن العقاد حينما هاجر من سوريا إلى الولايات المتحدة الأميركية لم يكن يمتلك سوى مائتي دولار أميركي فقط والقرآن الكريم ولأنه قدم أفلام عن الدين الإسلامي والقضايا العربية تم اغتياله في عملية إرهابية.
 



(2)أبو زعبل 89 ودخل الربيع يضحك..حضور مصري لافت


في السنوات الماضية اعتدنا على الحديث عن أزمة اختيار الفيلم الذي يمثل مصر سواء في المسابقة الرسمية أو المسابقات والبرامج الأخرى، لكن شهدت الدورة الـ45 تواجد مصري لافت، ففي المسابقة الرسمية مثلت المخرجة نهى عادل مصر بفيلمها "دخل الربيع يضحك" الذي تناولت خلاله 4 حكايات مختلفة ومنفصلة لكنها متشابكة في التعقيدات التي تحملها النفس البشرية، يحسب للمخرجة اعتمادها على وجوه غير محترفة اضافت للتجربة، وفي الوثائقي شارك فيلم "أبو زعبل 89" للمخرج بسام مرتضى وهو الفيلم الذي أقيم له عرض رابع داخل المهرجان بسبب الاقبال الكبير على مشاهدة الفيلم الذي يوثق من خلاله بسام تجربة زيارته لوالدته محمود مرتضى السجين السياسي داخل سجن أبو زعبل وهو طفل صغير، ويتطرق إلى ما هو أبعد من ذلك من خلال علاقته بوالده ووالدته أيضا التي لعبت دورًا  كبيرًا في حياته.


(3) إيجابيات وسلبيات..(كشف حساب)

 

بدأ التفاعل مع المهرجان منذ اللحظات الأولى لانطلاقه، ويمكن القول قبلها أيضا، وتباينت ردود الفعل بين الهجوم اللاذع والحاد أو الدفاع المستميت، وكأى مهرجان أو فعالية سينمائي في العالم فهناك بالتأكيد ماهو إيجابي وماهو سلبي بالطبع فلا يوجد مهرجان في العالم يخلو من السلبيات.

 

لكن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا يريد الجمهور من المهرجانات السينمائية؟ وهو ما يكشف إن كان المهرجان نجح بالفعل في تحقيق ذلك أم لا.


إذا تحدثنا عن وجود أفلام قوية ومتنوعة لإرضاء جمهور مختلف ومتنوع فالمهرجان هذا العام شهد مجموعة كبيرة من الأفلام وصلت إلى 190 فيلما في المسابقات المختلفة، ولا يمكن لفيلم أن يكون مرضيا لكل الأذواق لذلك لا يمكن اعتبار فشل فيلم في ارضاء ذوق شخصي معين هو نقطة ضعف للمهرجان.


وإن كانت نقطة الضعف التي صعبت الوصول إلى الأفلام هو الجدول الغير مفهوم الذي أضاع فرص مشاهدة الكثير من الأفلام الهامة.

 

يمكن الإشادة ايضا بفريق المهرجان في التنظيم حتى وإن كانت هناك بعض المشاكل الاعتيادية في دخول القاعات أو التأخر قليلا عن العرض لكنها ليس المشاكل الكارثية التي يمكن من خلالها وضع المهرجان تحت المقصلة فهو ظلم لأهم وأعرق مهرجان في المنطقة العربية، وإن كان لا يمكن إنكار بعض الفوضى الذي تسبب فيها فراغ أحد الأدوار والمناصب الهامة من المهرجان، وهو ما تسبب في تداخل التنظيم وفوضى في بعض العروض، لكن المتواجد على أرض الواقع سيلحظ وجود "بعض" المبرمجين  والعاملين في المهرجان لحل المشاكل سريعا.


في النهاية.. تعد الدورة الـ45 من الدورات المميزة والمهمة في مسيرة مهرجان القاهرة السينمائي على مستوى الأفلام والبرمجة والحضور والندوات والتنظيم، إلى جانب الدور المحترم والتأكيد على دعم مصر للقضية الفلسطينية، فشكرًا لكل القائمين على المهرجان من رئيس المهرجان وحتى أصغر المتعاونين.

مقالات مشابهة

  • إيمان كمال تكتب: أفلام وفعاليات مهرجان القاهرة السينمائي 45 "كامل العدد"
  • نائب محافظ الوادي الجديد تسلم شهادات تقدير لمنسقي وعارضي"أيادي مصر"
  • هولندا تكتب التاريخ في كأس ديفيز
  • الكلاب الضالة تهدد حياة المواطنين وتؤثر بالسلب على السياحة بالغردقة
  • ميركل: بوتين استغل خوفي من الكلاب وهذه قصة مصافحة ترامب
  • محمد أنور يحقق الريادة في «تدريب الكلاب»
  • ميركل تكتب في مذكراتها عن مأزق التعامل مع ترامب وصفات بوتين
  • لهذا السبب.. حنان ترك تتصدر تريند "جوجل"
  • منال الشرقاوي تكتب: هل النص السينمائي لبنة أولى أم كيان مكتمل؟
  • كريمة أبو العينين تكتب: اغسل قلبك