بسم الله الرحمن الرحيم

بُعيد وفاة السلطان حسين بن محمد الفضل أُديرت بعض الترتيبات والتفاهمات بين المقاديم ممن كانوا حضورا لإختيار الامير ابراهيم قرض ليخلف اباه السلطان المتوفي وكان كبير المقاديم المقدوم احمد شطة الموصوف بالورع والحكمة ورجاحة العقل قيّماً على ( دارا ) وهو المنوط به ترشيح خليفة السلطان لكنه لم يحضر الوفاة ولم يكن على علمٍ بتلك التفاهمات .

. إلا أنّ المقدوم قد سار باتجاه الفاشر لحضور ترتيبات اختيار السلطان الجديد وتشييع السلطان المتوفي حسين بن محمد الفضل ..وكان القوم قد اعدوا العدة واكملوا الاستعدادات بانتظار قدوم ومشاركة وفود المناطق وفيهم المقدوم احمد شطة ..
وبعد أن وصل المقدوم الى الفاشر ثمّ الى المكان حيث مراسم العزاء حيث كانت هناك خيمة كبيرة كان بداخلها كبار الامراء فيهم نورين محمد الفضل وابكر محمد الفضل وإخرين وتبدو من الوقائع أنّ ابراهيم قرض كان من بين الموجودين في ناحية ما داخل الخيمه وما أن وصل المقدوم احمد شطه وانتهى الى مكان الخيمة وأدي ( الفاتحة ) أي قدم واجب العزاء حتى بادره المقدوم (راما قُومُو ) من داورا / ناحية كاس موجهاً الخطاب للمقدوم احمد شطه قائلاً :
ابو ( أبجِبّين) السطان تُوفي - الله يرحمه ونحن في انتظاركم لعقد البيعه لمن تقدمون وهنا وحسب الروايه فقد بادله المقدوم احمد شطه الحديث متسائلاً :
واين الامير نورين وهو يقصد : الامير نورين بن محمد الفضل ؟ وبسماعه لهذا السؤال الصادر من المقدوم احمد شطّه ، استل ابراهيم قرض سيفه فجأةً رافعاً طرفاً من الخيمه وملوحاً بسيفه قائلاً كلاماً غير مناسب للمقدوم احمد شطه وسط صمت وذهول الحاضرين .. وقد فهم المقدوم بأنّ امر الخلافة قد حُسم قبل وصوله فما كان منه الا أن ابدى امام الحضور مباركته لما اقدموا عليه مؤكدا بيعته للسلطان ابراهيم قرض بن السلطان حسين بن محمد الفضل .. وبعد ان اكتملت الترتيبات سار الجميع في اليوم التالي الى طُره لتشييع ودفن السلطان حسين ثمّ عادوا الى الفاشر وتشاوروا حول ترتيبات كرامة ( الاربعين ) .. لكن ما ان خلد المقدوم احمد شطه الى داره في ناحية (شالا ) غرب الفاشر حتى عقد العزم على تدبير امره فأسند مهام ( المقدمه )لابنه حامد بل حتى اعطاه الحصان الذي كان يركب عليه وسافر خُفية الى ( دارا ) .. ثمّ بعد ذلك بفترة ويبدو بترتيب مُسبق قامت حاشية المقدوم ومناصريه لللحاق به فمّروا في زفّه عبر مدينة الفاشر وهم على رواحلهم مرددين جلالات وأهازيج تقول احدى مقاطعها :
أبو أبجِبّين رُدِّي سلام …. بين دارين ما في كلام
( لم اتمكن من تدقيق لفظ كلمة ابو أبجِبّين للتحقق من صحة كتابتها ، لكن أياً كانت الكلمة فيبدو من السياق
انها لقب للمقدوم (احمد شطه)
فلمّا بلغ الخبر الى السلطان امر بإعتراض هذه الزّفه وإرجاع المقدوم ومنعه من مغادرة الفاشر لكن كان ذلك بعد فوات الاوان فقد غادر المقدوم الفاشر قبلها بفترة آخذاً في خاطره وبقي في دارا الى ان بدت نُذر الحرب التي شنها الزبير باشا على سلطنة دارفور على إثر الفتنة التي اشعلها بعضٌ من عناصر الرزيقات إمّا بتعرضهم لتجارة الزبير باشا المتجهة الى مصر واحتمائهم بعد ذلك بالسلطنة حسب احدي الروايات أو انهم عملوا انطلاقاً من منطقه ابي جابره كوكلاء للزبير باشا في تجارة الرقيق العابره الى مصر عبر اراضي السلطنة ما ادى الى توقيف بعضٍ من المتلبسين ونقلهم الى الفاشر .. وعلى أية حال فإنّ مطالبة الزبير باشا بتسليمه الموقوفين ورفض السلطان ابراهيم لطلبه ادى الى نشوب الحرب التي اتخذها الزبير باشا وسيلة لتحقيق اغراضه وتمدد نفوذه .. بعد أن فشلت محاولات الحل وعلم السلطان بتحركات الزبير باشا تحرك السلطان الى كوبيه ثم الى منواشي ومكث فيها زهاء الشهرين للتعبئة ومتابعة الاوضاع عن كثب دفاعاً عن سيادة السلطنة ..
ومن الجانب الاخر فقد اعد الزبير باشا عدته واقام في( دارا ) وعمد الى إضعاف جيش السلطنة بتحييد القادة المؤثرين بإعطائهم الوعود الكاذبه بتنصيبهم حال التعاون معه للقضاء على السلطان ابراهيم قرض ..وقد وجد ضالته في الكثيرين .. لكن المقدوم احمد شطه لم يستغل الظرف ويوالي العدو وإنّما وقف موقف الكبار مدافعاً ومنافحاً عن سيادة السلطنة حتى سقط شهيداً - يرحمه الله ، ومما يروى أيضاً أنّ الامير ايوب بن محمد الفضل لم يكن من بين من يهتم السلطان ابراهيم أيام حكمه بأخذ مشورتهم .. فلمّا كان يوم المعركة الفاصلة بين جيش السلطنة والعدو حين تمايزت الصفوف وباع بعض القادة مواقفهم واستبانت مواقف الرجال ، خرج الامير / ايوب رافعاً سيفه ومستعرضاً امام السلطان
قائلاً :وين اليوم ناس الشورة يا سلطان ؟
وين اليوم ناس الشوره ؟ ودخل يخوض المعركة حتى سقط شهيداً .. وكم في التاريخ من دروس وعبر

ملحوظه :
*———*
إثراءا للمعرفه وتوثيقا للتأيخ الزاخر بالمعلومات ،نرحب بتعليقاتكم واضافاتكم للمعلومة الموثوقه حول الشخصيات المذكورة في المقال او الاخرى غير المذكوره ممن شهدوا معركة منواشي .

makibrhim@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الزبیر باشا

إقرأ أيضاً:

مؤلف مسلسل حكيم باشا يكشف تعرضه للابتزاز والتهديد

#سواليف

فتح المؤلف محمد الشواف، مؤلف #مسلسل #حكيم_باشا بطولة #مصطفى_شعبان، النار على لجان إلكترونية تحاول ابتزازه بدعوى الترويج للمسلسل.

وكشف الشواف، عبر فيس بوك، تلقيه رسائل من مجهولين يطلبون منه مبلغاً كبيراً من المال للترويج لمسلسله، أو التعرض لهجمات وانتقادات شديدة.

وقال الشواف: “أنا آسف حقيقي إني أكتب الكلام ده بس بقالي يومين ثلاثة أتلقى تليفونات غريبة ومريبة من ناس وأرقام تظهر على ترو كولر باسم الشبح وعرب وغيرها، يعرضون عليَ عمل حملات دعم لمسلسل حكيم باشا، على السوشيال ميديا مقابل 50 ألف جنيه لمدة أسبوع، وقالوا لي على سعر التريند على منصة إكس، وإن اسمي يتبروز، وصفحات تتكلم عني باعتباري أجمد سيناريست في مصر”.

مقالات ذات صلة سر نجاح زواج أحلام أكثر من 25 عاما 2025/03/12

وذكر الشواف أنه رفض الرضوخ للدعوات لأنها “رخيصة”، حيث تلقى تهديدات من أصحاب هذه العروض بتحريض الصحافيين في مصر للهجوم عليه، إذا لم يدفع لهم، قائلاً: “اتقالي نصاً ده أكل عيشنا واللي معانا أسماء كبيرة، وهيخلوك مسخرة فيسبوك وتيك توك وإكس”.

واختتم الشواف، قائلاً: “لولا اختلاف الآراء كنا جميعا نقعد في البيت، إحنا بنجتهد ويكفيني لو شخص واحد بس عجبه رسالة المسلسل، لكن أبدا مش هدفع فلوس عشان أقول إني جامد”.

يُشار إلى أن مسلسل حكيم باشا بطولة مصطفى شعبان، ودينا فؤاد، وسهر الصايغ، ورياض الخولي، وسلوى خطاب، ومنذر رياحنة، وهو من تأليف محمد الشواف، وإخراج أحمد خالد أمين.

مقالات مشابهة

  • حدث في 14 رمضان.. وفاة محمد علي باشا ووضع حجر الأساس للجامع الأزهر
  • الشهداء فى الذاكرة.. لما كبر قالى هموت شهيد والدة الشهيد محمد سمير
  • وفيات الجمعة .. 14 / 3 / 2025
  • حادث قطار الإسماعيلية.. خروج أول طفل من المصابين بعد تحسن حالته
  • حكيم باشا الحلقة 13.. تورط مصطفى شعبان في قضية قتل جديدة
  • ذوي الشهيد الصحفي ليث محمد رضا يروون تفاصيل حادثة استشهاده
  • مؤلف مسلسل حكيم باشا يكشف تعرضه للابتزاز والتهديد
  • تشكيل فريق البنك الأهلي لمواجهة فاركو في الدوري
  • توثيق سيرة ومسيرة شيخ المُترجمين العُمانيين محمد أمين عبدالله في إصدار فريد
  • أحمد وفيق: مصطفى شعبان وقع عقدا مع المشاهدين