سودانايل:
2025-04-17@12:27:45 GMT

معليش ماعندنا جيش (١)

تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT

عصب الشارع -
الجميع ينتظر ويترقب نتيجة التحقيق الذي قالت مجموعة اللجنة الأمنية في بورتسودان أنها تجريه عن أسباب السقوط المخزي لولاية الجزيرة وحاضرتها ود مدني على وجه التحديد، ولكنا نبشر الشعب السوداني الصابر بأن نتيجة هذا التحقيق لن ترى النور أو أنها ستخرج (ملفقة) مبهمة كالعادة ولن تتجاوز الصاق التهم ب (الحيطة القصيرة) الحرية والتغيير وشباب الثورة والمندسين والطابور الخامس كالعادة أو ماتم الإعلان عنه عبر أبواقهم الإعلامية (اللايفاتيه) حتى قبل أن يفيق الناس من الصدمة.

.
ولكن وبما أننا في زمن الحقيقة المفتوحة والشفافية التي لايمكن إخفاءها علينا أن نربط الأحداث وأن نضع الحروف على الكلمات بالصورة الصحيحة بلا خجل او مواراة من أجل ما تبقى من مستقبل هذا الوطن وأن نقولها بالصوت العالي أو كما ظل يرددها الشباب الواعي المستنير أمام القيادة العامة ومات من أجلها المئات منهم :
(معليش ماعندنا جيش)
وأن نسأل دون أن ندفن رؤوسنا في الرمل : لكن لماذا ماعندنا جيش ..؟
وقد كان هذا السؤال سببا رئيساً في إنقلاب اللجنة الأمنية على ثورة ديسمبر ومن أجله تم إدخال البلاد في هذا المأزق التأريخي حيث أن الخلاف بدأ خلال ورش (إعادة هيكلة القوات المسلحة) وماتربت عليه القيادات العليا بأنهم هم الحاكم الناهي وأن الجيش هو (التجارة) والسلطة والقوة التي تحميها هي بالإستيلاء على السلطة، وكما قال الراحل جعفر النميري بان كل من يدخل الكلية الحربية ينصب تفكيره في أمر واحد هو كيفية قيامه بإنقلاب عسكري لينال تلك القوة والسلطة وبالتالي العز والثراء، ولم يكن أحد منهم يفكر في الوطن والدليل ان المدافعين عن بقاء العسكر بالسلطة اليوم هم من (أثرياء) الوطن بينما المشردين هم الغلابة..
اعادة هيكلة الجيش هو الأولوية التي يجب أن نبني عليها صناعة السودان الجديد بعد إنتهاء هذه الحرب العبثية فإستقرار البلاد السياسي يرتكز أبداً على وجود جيش واحد قوي ذو عقيدة وطنية بعيداً عن السياسة ودون ذلك فاننا سنظل ندور في دائرة عسكر وأحزاب كسيحة ولن ننعم أبداً بديمقراطية حقيقية وهو أساس الصراع الدائر الآن، وعلينا في سبيل ذلك أن نعترف اولاً (معليش ماعندنا جيش) ولكن ليس ذلك نهاية المطاف فبمقدورنا إن خلصت النوايا أن نصنع ذلك الجيش الذي نحلم به ولتكن نكبة هذه الحرب هي بداية هذا الإصلاح الذي لابد منه وغداً نواصل لنقول كيف سقطت الجزيرة بكل شفافية..!!
والثورة تظل مستمرة
والقصاص يظل أمر حتمي
والمجد والخلود للشهداء
الجريدة  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الجحيم أو: حين تخون الحرب الوطن

ذاق السودانيون الجحيم، لا على نحو عابر، ولكن كما يكون الجحيم جحيما . لم ينجُ إلا أولئك الذين أشعلوه، فظلّوا ينفخون في أوار الحرب، مزهوّين بوهم الرسالة، مدّعين أنها حرب كرامة تُخاض نيابةً عن الشعب. أي كرامة تلك التي تنبت من رماد الخراب؟ وأي شعب ذاك الذي تُنصب له المذابح، ثم يُقال له: هاك خذ لقد انتصرنا لك؟ في غمرة جنون الثأر من الثورة والثوار والثائرات ومنظماتهم المدنية من تحالفات ، تناسى هؤلاء أن الحرب، مهما تجمّلت شعاراتها، لا تبقي وطناً. نسوا، أو تجاهلوا، أن ما يسعون إليه هو الانتقام من الثورة، لا استرداد الكرامة، وأنهم لا يحاربون لأجل السودان، بل ضده. فكانت النتيجة أن صار الوطن نفسه هو الضحية الكبرى، والرهينة، والحطام. ها هي الحرب تدخل عامها الثالث. والسودان، من شرايينه حتى أصابعه، يحترق. من بقي فيه يعاني، ومن نزح عنه لا يقل وجعاً، ومن استراح في المنافي لا يملك غير الانتظار المرهَق والنقص المريع في الكرامة. ومع ذلك، لا تزال أصوات الخراب ترى في الحرب “مهمة وطنية”، و”خياراً أخلاقياً”، وتمضي بها إلى نهايات لا يتخيلها عقل. الدعم السريع، الذي غادر الخرطوم بعدما أجهز على ما فيها من حياة، عاد لينسج حصاره، ويحكم قبضته على الفاشر، المدينة ذات التاريخ والمكانة والرمز. غير ان سقوط الفاشر لا يفضي فقط إلى واقع التقسيم الذي ظهرت مقدماته بقرب اعلان الحكومة الموازية، بل إلى انكسار المعنى نفسه: معنى الوطن الواحد، والخرائط المتماسكة، والناس الذين ظنوا أن الخراب له حدود. لكن القادم – كما تُنذر الوقائع – سيكون أكثر فداحة. فما يُمَهَّد له الآن هو وجه جديد للحرب، أكثر شراسة، وأكثر احتقاراً للمدنيين. تتجه الحرب إلى استهداف المناطق الشمالية والشرقية بضرب مصادر الامداد الكهربائي كمقدمة للتطويق والزحف، لتجرّم الناس بانتمائهم، وتُنزل العقاب بالأهالي لأنهم ينتمون، لا لأنهم يقاتلون. فشلت محاولات التفاوض، واستُنزفت مؤتمرات الخارج والذي كان مؤتمر “لندن” اخرها بسبب ان المصالح الدولية لا يعلى عليها. واليوم، لا يمكن لأحد أن يتنبأ إلى أي درك ستنحدر البلاد اكثر. لكن المؤكد أن الأسوأ لم يأتِ بعد. فالحريق ما يزال يتلمس أطراف الوطن، وما يزال يجد في الخراب ما يغذّيه. كلا الطرفين، بما اقترفا من آثام، قدّما للتاريخ مائدة دموية، زاخرة بكل ما يجعل الحاضر لعنة، والمستقبل سؤالاً مفتوحاً على الفجيعة. سيكتب التاريخ، لا محالة، كيف أن صعود قِلّة من الطغاة إلى الحكم كان كافياً لتهديد وجود أمة بأكملها، وسرقة الحياة من الأغلبية التي لم تطلب غير السلام والعدل والحرية. الدروس كثيرة، بقدر الجراح. لكن أعظمها أن على السودانيين، حيثما كانوا، أن يتعلموا كيف يُحصّنون حياتهم: لا فقط ضد رصاص وقاذفات الجيوش والمليشيات، بل ضد إنتاج الطغاة من جديد، ضد استسهال العنف باسم الدين، وضد كل من يُمهّد للطغيان بجهله أو صمته أو خوفه. إن مشكلة المقاومة المدنية السلمية لا تكمن في قياداتها، التي تبلي بلاءً حسنًا على الصعيد الإعلامي المتاح، بل في الأغلبية الصامتة أو المتفرجة، التي بدا وكأنها وجدت في وسائل التواصل الاجتماعي متنفسًا للتعليق والسخرية أو التصفح السلبي، من دون أن نعمل على تحويل هذه الطاقة الثورية الهائلة إلى تظاهرة مجلجلة ضد قهر الحرب وتجلياتها المرعبة. فكلما أحسنّا توظيف وسائل التواصل في فضح جرائم الحرب، وكشف أكاذيب جنرالاتها وخطوطهم الإعلامية الزائفة، كسبنا أرضًا جديدة في المعركة، واقتربنا خطوة نحو خلق وحدة مدنية، تكون بمثابة كلمة السر الغائبة لاستشعار قوتنا وإسماع صوتنا للعالم، كضحايا لهذه الكارثة الوطنية غير المسبوقة.

wagdik@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • فضل الله: نحن على تنسيق مع الجيش في الإجراءات التي تؤدي الى حفظ الأمن
  • الجحيم أو: حين تخون الحرب الوطن
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي
  • تماثيل معطوبة القصيدة التي تستنطق وجعُ الوطنٍ في رحلة لعذابات الجنوب… لناظم كاطع الساعدي
  • ترامب وقّع 185 قرارًا تنفيذيًا منذ توليه الرئاسة.. ما الذي شملته؟
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي 
  • ما هو سلاح المقاومة الذي يريد الاحتلال الإسرائيلي نزعه من غزة؟
  • كفو شباب عُمان
  • هنا غزة.. هنا فلسطين
  • حماس: فوجئنا بأن المقترح الذي نقل لنا يتضمن نزع سلاح المقاومة