“تتضمن رسالة للإمارات”.. فورين بوليسي: ضغوط على إدارة بايدن تخص حرب السودان
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
أكد تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي أن مشرعين أميركيين يضغطون من أجل تصحيح ما تشهده الحرب في السودان والحد من ارتكاب الفضائع التي تحدث، مشيرا إلى أن تلك الجهود تتضمن رسالة للإمارات.
ويجري مشروعون نوعا من الضغط على إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن "لاتخاذ نهج أكثر قوة تجاه الحرب في السودان"، خاصة مع استمرار القتال العنيف وتنامي الفوضى بعد "فشل" جهود الوساطة لوقف الصراع، وفق تعبير المجلة.
وأدت الحرب التي اندلعت، في أبريل، بالسودان بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى نزوح 7.1 مليون شخص، وفق ما أعلنته الأمم المتحدة، الخميس، واصفة إياها بـ"أكبر أزمة نزوح في العالم".
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن المعارك الأخيرة وسط البلاد أرغمت 300 ألف شخص على الفرار و"هذه العمليات الجديدة ترفع عدد النازحين إلى 7.1 مليونا"، بينهم 1.5 مليون لجؤوا إلى البلدان المجاورة، وفق وكالة فرانس برس.
ويدعو أعضاء في مجلس الشيوخ الإدارة الأميركية إلى الاستعانة بمبعوث خاص جديد إلى السودان، بهدف بث "حياة جديدة في السياسة الأميركية بشأن الصراع" الذي طغت عليه صراعات أخرى تجرى في أوروبا والشرق الأوسط.
وتتجه الأنظار لشغل منصب المبعوث الأميركي الخاص للسودان نحو توم بيرييلو وهو عضو الكونغرس الديمقراطي السابق ودبلوماسي في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما.
ولا تزال هناك مشاورات حول صلاحيات هذا المبعوث، وفيما لو سيقدم تقاريره إلى الرئيس الأميركي مباشرة أو إلى وزير الخارجية، إذ يريد المشروعون مبعوثا رفيع المستوى بصلاحيات واسعة، بحسب التقرير.
ولم يجب بيرييلو على استفسارات فورين بوليسي حول الموضوع.
وحذرت المنظمة الدولية للهجرة، الخميس، من أن ما يشهده السودان "مأساة إنسانية ذات أبعاد هائلة، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الرهيبة في الأساس".
وبسبب الدمار الذي لحق بالبنية التحتية الضعيفة أصلا، جراء الحرب بين الفريق أول، عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش والفريق، محمد حمدان دقلو، الذي يقود قوات الدعم السريع، لا يجد كثيرون مكانا يذهبون إليه، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
وأسفرت الحرب في السودان عن سقوط أكثر من 12 ألف قتيل، حتى مطلع ديسمبر، وفق حصيلة بالغة التحفظ لمنظمة "أكلد" المتخصصة في إحصاء ضحايا النزاعات.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، فقد اضطر ما لا يقل عن 150 ألف طفل على الفرار من منازلهم في ولاية الجزيرة "في أقل من أسبوع".
الحرب في السودان أسفرت عن سقوط أكثر من 12 الف قتيل حتى مطلع ديسمبر
الحرب في السودان.. عدد النازحين يتخطى 7 ملايين
أدت الحرب التي اندلعت في أبريل في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى نزوح 7,1 مليون شخص، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، واصفة إياها بـ"أكبر أزمة نزوح في العالم".
وعلقت مديرة اليونيسف، كاثرين راسل، في بيان "لقد سمع زملاؤنا في السودان قصصا مروعة من النساء والأطفال الذين أمضوا رحلة مروعة للوصول إلى (ود) مدني".
وأوضحت "والآن، حتى هذا الشعور الهش بالأمان قد زال مع اضطرار هؤلاء الأطفال إلى الفرار مرة أخرى". وأضافت "لا طفل ينبغي أن يعيش أهوال الحرب".
وفيما كان القتال دائرا بين الطرفين والطائرات الحربية تعبر السماء، أغلقت المحلات التجارية خوفا من النهب وبدأت العائلات تبحث عن وسيلة لحماية النساء والفتيات خشية وقوع اعتداءات جنسية تبادل الطرفان الاتهامات بارتكابها منذ اندلاع الحرب.
وقالت الأمم المتحدة إن النظام الصحي في السودان على حافة الانهيار مع خروج 70 في المئة من المستشفيات عن الخدمة في مناطق القتال و"اكتظاظ المراكز الصحية في المناطق التي لم يمتد اليها القتال بالنازحين".
"رسالة" للإمارات
وتتهم الولايات المتحدة كلا الجانبي المتقاتلين في السودان بارتكاب جرائم حرب، وقد تحول الصراع أيضا إلى حرب بالوكالة بين المتنافسين الإقليميين، إذ تدعم مصر القوات المسلحة السودانية، فيما تدعم الإمارات وروسيا قوات الدعم السريع، بحسب فورين بوليسي.
ويثير الدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع حفيظة الكونغرس الأميركي، واتخذ مجموعة مشرعين خطوة غير عادية بإرسال رسالة مباشرة لوزير الخارجية الإماراتي يدينون فيها الدعم لقوات الدعم السريع، محذرين من أن هذا قد يضر بالعلاقات الأميركية الإماراتية، وفق نسخة من الرسالة اطلعت عليها "فورين بوليسي".
وكان تحقيق نشرته "نيويورك تايمز"، في سبتمبر، ذكر أن الإمارات زودت قوات الدعم السريع بأسلحة "قوية" ومسيرات لدعم قتالها ضد الجيش السوداني، ولم تستجب السفارة الإماراتية حينها لطلب الصحيفة التعليق، إلا أن الحكومة الإماراتية كانت قد نفس سابقا المزاعم بشأن تسليح قوات الدعم السريع أو أي من طرفي النزاع.
وتشير المجلة إلى أن "الإحباط" يزداد في الكونغرس بشأن استجابة الولايات المتحدة للصراع في السودان، الذي أصبح أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، لكنه لم يحظ سوى بجزء صغير من الاهتمام أو الموارد المخصصة للأزمة في غزة أو الحرب في أوكرانيا، على سبيل المثال.
كما يرى مدافعون عن حقوق الإنسان أن إدارة بايدن لم تمارس ضغوطا سياسية كافية على الإمارات لوقف تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة والذخيرة في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية للمجلة: "لقد أثرنا بشكل مباشر مع المسؤولين الإماراتيين مخاوفنا بشأن التقارير عن دعم الإمارات لقوات الدعم السريع.. أوضحنا وجهة نظرنا أن توفير الأسلحة لأي من الجانبية لن يؤدي إلا لتعميق الصراع".
ويعتقد مراقبون ومسؤولون تحدثوا للمجلة أن الصراع يزداد سوءا مع تحقيق الدعم السريع لمكاسب، ويعترفون بأنه لا توجد آفاق حقيقية لمحادثات سلام قابلة للحياة من دون تدخلات دبلوماسية أكثر قوة من قبل القوى الغربية خاصة واشنطن.
الحرة - واشنطن
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الحرب فی السودان الأمم المتحدة فورین بولیسی
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يعلن تقدمه في محاور قتال بالفاشر على حساب قوات “الدعم السريع”
الأناضول/ أعلن الجيش السوداني، صباح الأربعاء، تقدم قواته في محاور قتال بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، على حساب قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية، وقالت الفرقة السادسة مشاة بالجيش، في بيان عن عمليات الثلاثاء، إن "الطيران الحربي دك أوكار مليشيا الدعم السريع، وقواتنا تواصل تقدمها بثبات".
وتابعت: "في عملية نوعية ناجحة تمكن الطيران الحربي من استهداف مجموعة من مليشيا الدعم السريع قادمين من شرق دارفور، وقضى على عناصرها المتحركة في المنطقة".
ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، يشتبك الجيش و"الدعم السريع" في الفاشر، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
وأفادت الفرقة السادسة بأن "قوات الجيش نفذت في المحور الغربي للفاشر عملية محكمة أدت إلى تدمير عربة قتالية محملة بالذخائر والاستيلاء عليها".
"كما تمكن الطيران الحربي من تدمير 8 مركبات قتالية للدعم السريع، وقتل 33 من عناصر المليشيا وإصابة آخرين، وتدمير مدفع ثقيل ومخزن ذخيرة شمال شرق الفاشر"، وفق البيان.
وزادت الفرقة بأن "القوات المشتركة (حركات دارفور الموقعة على اتفاق السلام لعام 2020) نجحت في القضاء على قوة هاجمت مخيم زمزم مؤخرا، وقتلت 34 من قوات الدعم السريع وأصابت 14 آخرين".
وحتى الساعة 07:00 "ت.غ" لم تعقب قوات "الدعم السريع" على ما أعلنه الجيش.
ومنذ أيام وبوتيرة متسارعة، تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش بولايتي الوسط (الخرطوم والجزيرة) وولايتي الجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان) المتاخمة غربا لإقليم دارفور (5 ولايات) وتسيطر "الدعم السريع" على 4 ولايات فيه، بينما لم تمتد الحرب لشمال البلاد وشرقها.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر على 90 بالمئة من "مدينة بحري" شمالا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربا، و60 بالمئة من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي وتكاد تحاصرهما قوات الجيش، بينما لا تزال "الدعم السريع" بأحياء شرقي المدينة وجنوبها.
ويخوض الجيش و"الدعم السريع"، منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.